الحلقه(16)

20.4K 395 12
                                    

"بداية الأنتقام"

تجلس بجانب عمها في المقعد الخلفي في سيارة الاجره تبكي كما لم تبكي قبلا.‘‘فالمحامي الذين ذهبوا اليه منذ قليل اخبرهم بان عقد الزواج شرعي وصحيح
ومن وقتها لم يتكلم معها مراد انش كلمه فهي حطمت ثقته بها وخانته كما يظن.. وهي يقتلها شعوره هذا وصمته ذلك كم تود ان يصفعها.. او حتي ينهرها بكلمات لاذعه بدل ذلك الصمت المقيت...
ولكنها بذات الوقت تتسائل في نفسها بسؤال واحد فقط( كيف )
كيف يكون عقد الزواج شرعي وهي لم تمض عليه قط... ؟؟
كيف فعلها ذلك الشيطان.. كيف جعلها تمضي علي ورقة زواجها منه دون ان تدري؟؟؟
حتي وصل بهم التاكسي امام العنوان المنشود
فوقفت امام بنايه ضخمه ذات مستوي رفيع وراقي...
ترجل مراد من التاكسي ليصل للناحيه الاخري ويفتح الباب لتلك التي مازالت غارقه في تساؤلاتها
فقال بلهجه قاسيه: يلا ولا هتفضلي كده كتير
فنظرت له بحزن وهي تترجل هي الاخري من سيارة الاجره ومعها حقيبه بداخلها ملابسها الخاصه بها..
وسارت خلف عمها الذي انقض السائق بضع وريقات ماليه وذهب
تمسك بقوه بحقيبتها بل وتحتضنها وكأنها تطلب منها الحمايه مما سيحدث لها...
ركبت معه المصعد وهي تنظر للارض بخجل وكأنها حقا ارتكبت ما يتهمها به الجميع.. ام انها تنظر للارض بأنكسار وخيبة امل فعمها لم يصدق الفتاه التي رباها علي يده منذ صغرها... وصل بهم المصعد للطابق المنشود
فخرج منه ليمشي بضع خطوات ويصل للشقه التي اخبره عنها راكان عندما حادثه مراد بالهاتف ليعرف هل هو موجود بالشقه الان ام لا....
وقف امام الشقه وهي وقفت امامه تنظر للارض بقهر وظلم
ظل ينظر اليها مطولا بعدها تنهد بضيق وقال بانكسار: كنت نفسي أزفك لبيت عريسك زي الناس الطبيعيين.. كنت نفسي افرح بيكي زي اي اب بيفرح ببنته ‘‘كان نفسي اخدك في حضني واوصيكي الوصايا العشره واباركلك.. كان نفسي الدنيا كلها تشوفك وانتي عروسه وبفستان فرحك الابيض... وصمت
ليكمل بعدها بوجع مختلط بدموع: ياااا.. كنت برسملك احلام كتير اوي ليوم فرحك كنت مستنيه بفارغ الصبر كان ده املي اللي عايش ليه وعشانه... سواء انتي او صابرين.. مكنتش اتصور في يوم انك تكسري فرحتي بيكي...
بس خلاص طالما انتي اخترتي انك تجوزي في السر يبقي انتي متستاهليش اهلك وجيرانك يفرحوا بيكي.. متستاهليش تلبسي الفستان الابيض لانك هتلوثيه... مستاهليش تفرحي  ف النور والناس كلها تعرف بفرحتك..
كل اللي اقدر اقولهولك قبل ما امشي ياارب يكون اختيارك صح ومتندميش بعدين...
قالها بحسره
اما هي فكانت تستمع بصمت ودموع كادت ترسم خطا اسود تحت جفنيها من كثرتها...
هي لم يعد لديها القدره علي الدفاع عن نفسها فهي حاولت وحاولت ولكن لم يصدقها احد..
فيغادر بعدها العم...
وهي تظل واقفه تمسك حقيبتها بأطراف اصابعها المرتعشه وبشده....
تقدمت بتردد نحو الباب ترددت كثيرا قبل ان تدق الجرس بل خافت وارتعبت من فعل ذلك..
ولكن يجب ان تتشجع وتقدم علي الامر لتعرف منه لما فعل كل هذا معها بل والاهم كيف فعل ذلك...
فرنت الجرس مرتين بأرتعاش
ليفتح لها مارد الانتقام فتنظر له لتري في عيونه نظرات تملك وشماته وعلي جانب وجهه ترتسم ابتسامه شيطانيه مخيفه..
ليقول بصوته الأجش: اهلا...
ثم يكمل بسخريه: نورتي بيتك يا عروسه..
ويتراجع للخلف ليفسح لها المجال للدخول
وقفت طويلا بتردد قبل ان تدخل
بخطوات بطيئه متمهله وايضا خائفه..
ليغلق هو بعدها الباب فترتعب وتنتفض آثر ذلك فهي الان معه في مكان واحد بمفردها
لتبتلع ريقها بخوف وتنتظر منه خطوته القادمه...
           *************************
تمش نرجس تائهه لا تعرف أين وجهتها ولا تدرى حتى ما يحدث لها فهى تحاول ان تمحى كل المشاعر والأحاسيس التى شعرت بها تجاه تيم ولكن هل تقدر،،، وصلت  أخيرا إلى المنزل وعندما كانت تقوم بفتح الباب إذا بأختها روبا تقف أمامها
روبا: عايزه اتكلم معاكى
نرجس تصمت ولا ترد عليها وبصمت وهدوء تذهب إلى غرفتها وتتجاهلها ،تذهب روبا وراءها بتصميم
وتغلق الباب خلفهم
تقف روبا خلف نرجس التي تدعي بانها  تعدل بعض الكتب علي المكتب لتهمس: صحيح انك عايزه تسافرى
نرجس بأختصار : ايوه
روبا: طب وأنا  وماما..  طب وخطيبك هتسبيه وتسافري عادي كده
نرجس بلامبالاه: انا قررت وخلاص الفيزا بقت معايا وهسافر كمان يومين
روبا:طب سيبك منا.   تيم هتقدرى تبعدى عنه وانتى بتحبيه وهو كمان بيحبك
اوجعتها الكلمه فاعتدلت وقالت بألم: انتى مش فاهمه حاجه يا روبا فأسكتي احسن
روبا: ايه اللى مش فاهماه..طب فهميني انتي
لا تستطيع إخفاء دموعها اكثر فقالت تحاور نفسها: مش فاهمه انى هسافر لانه مبيحبنيش انا..  بيحبك انتى ازاى عايزانى أقولك انه بيحبك وده هيجرحنى ‘ مش مش هقدر أقولك الموضوع صعب علييا أووى ..سامحينى يا روبا
روبا وقد لاحظت شرودها: ساكته ليه متتكلمى ايه اللى انت مخبياه عليا
نرجس وهي تمسح دموعها بطرف اصبعها: مفيش حاجه
روبا بتساؤل: طب عايزه تسافرى ليه
نرجس بنفاذ صبر: عشان احقق حلمى..ارتحتي
روبا: من امتى كان حلمك أهم من حبك لتيم.. ده هو حلم حياتك يا نرجس يعني مفيش حلم اكبر منه.. انتي لو سبتيه دلوقتي هتخسريه...

جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن