الحلقه(9)

21.7K 422 9
                                    

                ( وجع وخيانه)

العشق ليس بأيدينا ولكنه مفروض علينا عندما تعشق يكون هو لك كل شئ وأي شئ يمكن ان يجعلك علي عرش السعاده وغالبا يجعلك في بئر الاحزان ليس مجرد عابر سبيل...بل مقيم بآسره وتحت قيوده يبقي الفؤاد مليكا له..
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
ترن الجرس وبعد فتره تأتيها ندي وتفتح الباب لتجدها بملابس التنظيف بذلك الإيشارب المعصوب حول رأسها وتلك العباءه الفضفاضه والتي تنتمي لأحدي سيدات القرن التاسع عشر والتي عليها بقع العام كله...
لتضحك رنيم وهي تراها بتلك الهيئه المزريه
فتغتاظ ندي وتهتف: انجزي يا رنيم جايه ليه علي الصبح...
لتتذكر ما دفعها للمجئ فيختفي الوجه المبتسم خلف وجه ارهقه الحزن والتفكير..
اما ندي فأستشعرت انها تريدها في امر هام من انقباضة ملامحها
فتتنحنح بالحديث: طيب يا رنيم أستنيني وانا عشر دقايق بالضبط وهخلص تنضيف ...
رنيم بأبتسامه:طيب هستناكي هنا علي السلم متتأخريش..
ندي: حاضر ....لتوارب بعدها الباب وتدخل لتنهي تنظيف المنزل سريعا...
فزوجة عم ندي أمرأه سليطة اللسان وان وجدت رنيم فستظل تقول جملتها المعتاده:انتي كده بتعطليها عن شغل البيت ..إيه ما فيش احترام لبيوت الناس الدنيا عادي كده عندكم..صحيح قلة ذوق...
هذا ما اعتادت رنيم سماعه من تلك المرأه القاسيه عندما كانت تأتي لزيارة ندي وغالبا ما تجدها تنظف او تغسل الأطباق وما إلي ذلك من اعمال...
فندي تبدو كسندريلا التي تكلفها زوجة الاب بأعمال المنزل الشاقه بالأضافه لمعاملتها القاسيه معها في غياب العم ...واثناء سفره مع أختلاف ان عمها لديه أبنه واحده وهي في نفس طباع امها قاسيه وسليطة اللسان ...
بعد انتهاء ما يقرب من ربع الساعه
خرجت ندي بعد ان انتهت من التنظيف لتجد رنيم بأنتظارها جالسه علي احدي درجات السلم فأقتربت لتجلس بجوارها
ندي بآسف: معلش اتأخرت عليكي شويه..
رنيم : عادي ولا يهمك..خلصتي تنضيف
ندي: وآخيرا تخيلي من 7 الصبح لحد دلوقتي وانا شغاله تنضيف لحد ما تعبت...
رنيم: معلش يا حبيبتي ان شاء الله هيكون له آخر....
ندي: سيبك مني..قوليلي انتي جايه ليه فيك حاجه حصلت ولا حاجه..
رنيم وهي تمسح دمعه فرت من عينها: كنت عايز آخدك وندور علي شغل مره تاني يمكن المره دي ربنا يرزقنا  بشغلانه كويسه..
ربتت ندي علي كتفها بعد رأت الحزن في عيونها وسألتها بأهتمام: فيه إيه يا رنيم أحكيلي يا حبيتي انا صاحبتك متخبيش عني حاجه...
لتجهش رنيم بالبكاء وهي تهمس: أمي يا ندي محتاجه للعلاج وانا مش معايا مليم أجيب بيه حتي الأكل اللي يسند قلبها ...مش عارفه اعمل إيه وجلستها مفروض بعد يومين وكل العلاج بتاعها خلص ده ..انا تعبت مش عارفه أعمل إيه..خايفه لماما يحصلها حاجه وانا مقدرش استحمل ده ‘‘دي هي الحاجه الحلوه في دنيتي...
ملست علي ضهره قائله: بعد الشر عليها ان شاء الله ربنا يطول في عمرها وتعيش وتربي اولادك...متعيطيش بقي عشان معيطش زييك..بصي انا معايا فلوس كنت بحوش فيها اديلي تلات سنين...خديهم يا ستي وجيبي بيهم علاج لمامتك ووديها جلسة الكيماوي كمان..
رفعت رنيم لها ناظريها قائله: بس الفلوس دي انتي محوشاها علشانك انتي..
لتجيبها بأبتسامه: يا ستي انا وانتي إيه...مش مهم انا المهم انك تجيبي العلاج لوالدتك وسيبك من الكلام التافه ده ...وبعدين مش لو انا اللي كنت مكانك كنتي هتعملي معايا نفس اللي بعمله...
لتجيبها بأيماءه من رأسها
فتحتضنها بأمتنان قائله: ربنا يخليكي ليا يا أعز صديقه في الكون ده كله...انتي اجمل ندي شوفتها في حياتي...
.....................................
بعد ان تحدثت معه بالأمس علي الهاتف واتتها الشجاعه لتذهب لتيم وتخبره بكل ما تريد
هاتفته لتحدد معه ميعاد فأخبرها انه بالبيت وانها يمكن ان تأتي في اي وقت تريد لكنها رفضت وطلبت منه مقابلته في الكافتريا التي بجوار منزله..
وها هي تجلس معه الآن علي طاوله واحده ولاتدري.. كيف تبدأ بالحديث معه؟؟
وهو ينتظر علي أحر من الجمر ما تريد قوله
تضع فنجان القهوه بيدها أمامها علي الطاول بأرتباك لاحظه ضوضاء الصوت الذي اصدرته وهي تضع الفنجان..
روبا بتردد: نرجس مش موافقه علي العريس..
تيم : ليه ..فيه حد تاني في حياتها..
أجابته وهي ترجع احدي خصلات شعرها خلف أذنيها: يعني...
شتته تلك الحركه فأكمل مرددا: يعني!!!
روبا : بصراحه كده هي بتحب واحد تاني
تيم وهو يردد بذهول: بتحب واحد تاني..
روبا مؤكده لما سمعه: أيوه...
تيم: أقدر أعرف هو مين الشخص ده..
لتجيبه : أنت***
لترتسم ملامح الصدمه والجمود علي وجهه
هل حقا سمع تلك الاحرف(أ‘‘ن‘‘ت)ام انه يتوهم
..............................
تجلس في انتظاره لمده لاتقل عن  ربع الساعه تاره تعبث في الحقيبه امامها وتارة تتلفت حولها عله يظهر من بعيد...هو من هاتفها بالأمس وأخبرها بالميعاد فلماذا تأخر...حقيقة قلبها متوجس منذ ان هاتفها...ماذا دفع راكان الشافعي ليهاتفها ...
:شكلك بتفكري فيه صح...
قاطعتها كلماته من شرودها فرفعت نظرها لتجده يجلس علي الكرسي المقابل لها يخفي عيونه خلف عدسات سوداء ..
فأرتبكت فظهوره طاغي وقادر علي ارباك أي فتاه مهما كان قدرها...
رنيم: حضرتك  جيبت نمرة تليفوني منين وليه عايز تقابلني...
راكان وهو يخلع نظارته:أولا بما انك عايز تدخلي دوغري في الموضوع فأنا معنديش مانع لأني بردوا مبحبش أقول مقدمات وحورات تافهه ملهاش أي تلاتين لزمه..ثانيا نمرة تليفونك مش من الصعب ان اوصلها فبلاش أسئلة الغباء دي لاني بكرهها....
زفرت بضيق وتغاضت عن اهانته الصريحه لها: طيب ممكن تقولي الموضوع اللي كلمتني علشانه..
راكان: انا عارف انك مش لقيه شغل من يوم ماانتي وصحبتك الموقره أستقالتوا من الكافيه..
رغم السخريه الباديه في كلماته الا انها صدمت من معرفته بأمورها هي وندي في الأيام الاخيره
فقالت بأنزعاج: هو حضرتك بتراقبنا ولا إيه...
راكان بثقه: سيبك من البواطن وخليكي في الامور الأساسيه وهو اني جيبلك عرض عرض اشك ان واحده بتحسبها صح زيك ترفضه..
رنيم بحيره: عرض!!!!عرض إيه....
راكان: عرض هيغيرلك حياتك وهيرحم والدتك المسكينه من الكيماوي وجلسات العلاج كل شويه وهيخلي والدك ميتعرضلكيش تاني...
شغلانه عندي في شركتي اللي عمرك ما كنتي تحلمي تعدي ادام بوابتها حتي وعملية زرع كلي لوالدتك علي حسابي
افرحها بعرضه لكن سرعان ما تبخرت تلك الفرحه عندما ادركت انه لن يفعل ذلك دون مقابل
فقالت: طب وده مقابل إيه...
أبتسم بخبث ثم اردف: تبيعيلي صاحبتك ندي..
**************************
يا تري رنيم هتخون صاحبتها مقابل عرض راكان المغري ولا لأ...
توقعاتكم

جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن