الحلقه(8)

22.8K 412 12
                                    

(صدمه)

كانت إحدي ليالي الشتاء البارده عندما وقف بسيارته امام منزل عمه ونزل من السياره ليتقدم بخطوات بطيئه نحو الباب حتي يصل ويقف امامه و يرن الجرس كان يرتدي معطف اسود يصل لاعلي ركبته ويلف اسكارف اسود مخطط بالأبيض حول رقبته اعطته طله رائعه ووسامه منقطعة النظير بذقنه النامي قليلا وعيونه المختطله بسواد الليل ...
لتفتح له هند الباب وترحب به بشده ثم تدعوه للدخول بسرعه..
دفئ نفسه بكوب من الشاي الاخضر الساخن الذي اعدته له زوجة عمه وبعض الكيك التي احضرته نرجس له..بعد ان انتهي وضع الكوب علي الطاوله امامه ونظر لثلاثتهم ..ف روبا انضمت اليهم ولم تلقي عليه السلام فقد تشاجرت معه في آخر مره بسبب تعليقه لها علي ملابسها الضيقه والميكب التي تضعه علي وجهها بعبث ...
نظر اليها مطولا وكأنه يعاتبها لكنه استشعر النظرات الموجهه نحوه والمتسائله عن حضوره في ذلك الوقت..
فتنحنح بالحديث: معلش لو جيت في وقت غير مناسب...
اجابته هند بابتسامه رقيقه: يا حبيبي ده بيتك تجيه في اي وقت...
ابتسم لها مجاملا ثم استرسل: هو انا جيت النهارده عشان موضوع مهم عايز آخد رأي نرجس فيه مبدئيا...
قاطعته البلدوزر ( روبا)بوقاحه اعتادها منها:.ايوه ..انجز اتكلم موضوع إيه بقي..
لتنظر لها هند (امها) بنظرات متوعده
فيكمل تيم دون اهتمام بكلماتها الوقحه: فيه عريس متقدم ل نرجس هو معايا في نفس كليتي يعني مهندس معماري ...شافك في مره واعجب بيكي وعايز يتقدملك بما ان دي آخر سنه ليه في الكليه وطبعا مستعد يستني لحد ما تخلصي كلية الطب هو بس عايز موافقه مبدئيه منك عشان يكلم اهله ...صمت قليلا ليدرس معالم وجهها ..فبدت ملامحها جامده مصدومه لا يدري..ليكمل: قولت إيه يا نرجس؟؟
هي وكأن دلوا من الماء البارد سقط علي راسها لا تصدق ان القدر يكون قاسي معها لدرجة ان يجعل من تحبه يسلمها بنفسه لرجل آخر..
وبدون اراده وجدت نفسها تنهض وتهرول مسرعه نحو غرفتها تاركه علامات الحيره والدهشه مرسومه علي ملامح وجههم إلا روبا فهي تعلم جيدا ما خطب اختها فهي أيضا صُدمت بما قاله تيم فهي تعلم جيدا ان اختها تحبه منذ الصغر ..كانت في احد الايام تبحث عن دواء للصداع بين ادرج الكومود فوجدت صورته بين وريقات كتاب موضوع بالكومود
فعلمت من هنا ان اختها مغرمه بأبن عمهم....
ذهبت ورائها بعد ان اخبرت تيم : هي ممكن تكون مرتبكه يا تيم اديها مهله تفكر فيها وبعد كده هي هتقولك قرارها بنفسها..
اقتنع جدا بكلامها وبعدها استئذن للمغادره بعد ان ودع زوجة عمه وروبا....
طرقت روبا علي الباب. وبعدها دلفت لتجدها مكومه علي السرير تبكي بحرقه وكأنها فقدت عزيز عليها.
جلست بجوارها وربتت علي ظهرها بحزن وتفهم هامسه:نرجس ...
لم تجبها وأستمرت بالبكاء
لتكمل روبا: انا عارفه انتي بتعيطي ليه..
توقفت نرجس للحظه عن البكاء ناظره اليها بشك ثم عاودت عندما تنبهت انها ربما تقول ذلك فقط لتجعلها تتوقف ولا تبكي فلا احد مطلقا يعرف بسرها فهي لم تقوله لاحدا يوما..
فعاودت البكاء
ادركت روبا ما دار بعقل اختها فقالت لتقطع الشك باليقين: علشان بتحبي تيم صح..واللي بيبكيكي اكتر ان هو بنفسه اللي جيبلك العريس...
تتوقف عن البكاء وتعتدل جالسه وقالت ومازالت دموعها منهمره: عرفتي ازاي..
لتقول روبا وهي تمسح دموع اختها: من نظرتك ليه من صورته اللي في كتابك من سرحانك لما حد يجيب اسمه ادامك..من كل حاجه بتعمليها بلخبطه وهو موجود.....
كانت دموعها تزيد مع كل كلمه تقولها اختها أحتضنتها روبا قائله لها بحنان: قوليلي هتعملي إيه مع العريس...
لتجيبها نرجس بضيق: انا مش عايز اتجوز ...
روبا: خلاص قولي لتيم انك مش موافقه ترتبطي بحد دلوقتي.. ولا اقولك سيبي الموضوع ده عليا...
نرجس وهي تشدد من احتضان روبا هامسه لها: مش عايز حد غيره يكون شريك حياتي هموت لو في يوم اتجوز او حب واحده غيري يا روبا....
روبا مقاطعه: بعد الشر عليكي..قبلتها علي رأسها ثم همست: ان شاء الله يكون من نصيبك.....نامي انتي دلوقتي وبكره ربك يحلها...
لتدثر نرجس تحت الغطاء فهي حقا بحاجه الي اخذ قسط من الراحه غطتها روبا التي مازالت تحتضنها وتربت علي رأسها وكأنها طفلها الرضيع حتي غفت نرجس وراحت في سبات عميق ..لثمتها روبا علي جبينها ثم خرجت بعد ان احكمت تغطيتها جيدا واقفلت النور والباب خلفها...
ذهبت لغرفتها واستلقت علي ظهرها علي السرير وظلت تنظر للسقف وعقلها شارد في امر اختها فهي تحبها ولا تتحمل حزنها ودموعها ماذا ستفعل لأجلها وكيف ستخبر تيم بان اختها لا تحب سواه.....افاقها من شرودها رنين هاتفها الموضوع علي الكومود فاعتدلت لتلتقطه وتبتسم ملئ شدقيها وهي تري شاشة الهاتف مزينه بأسمه ......فهو صديق تهاتفه عندما تكون متضايقه او عندما تريد نصيحته لمشكله تواجهها فيكون الناصح الأمين لها '''تهاتفه منذ ثلاث سنوات حتي باتت تحب سماع صوته كل يوم ''شئ واحد يغضبها منه وهو كلما تحدثه عن رغبتها في رؤيته ومقابلته لتتعرف عليه شكليا يرفض بل ويصر علي الرفض مهما ترجته'' ثلاث سنوات مرت ووسيلة التواصل بينهم هي الهاتف فقط..
تجيب: الو ازيك ....
........: انا الحمد لله.. ازيك انتي ...
روبا: الحمد لله
يستشعر الحزن في نبرة صوتها: مالك يا روبا شكلك زعلانه او مضايقه فيه حاجه حصلت معاكي..

..................................
دلف بعد سمح له راكان بالدخول
جلس امامه علي المقعد وضع ملف علي المكتب امامه...
راكان: إيه الملف ده...
عادل: ده ملف فيه كل المعلومات اللي انت طلبتها عن البنت بتاع الكافيه...
راكان بأبتسامه خبيثه: وأخيرا بقي اللعبه هتحلو...
عادل ببلاهه: لعبة إيه.....
راكان: ملكش دعوه انت قولي ايه اللي عرفته عنها...
عادل: يا سيدي هي دلوقتي عايشه مع عمها ومراته بعد ماوالدها وأمها توفوا هي متخرجه من كلية السن اديلها سنه وكان تقديرها العام امتياز بس متعينتش معيده علشان مش معاها
واسطه ولا فلوس وبعدها اشتغلت في دار للمسنين بس قفلوها من ست شهور وبعديها اشتغلت في الكافيه اللي شفناها فيه واعز صاحبه ليها رنيم اللي الخناقه حصلت بسببها وهي جارتها في نفس الوقت ليها اخ بس سافر السعوديه من اربع سنين ومحدش يعرف عنه حاجه لان خلال الفتره دي مااتصلش بيهم ولا بعتلهم جوابات...
ثم شاور علي الملف واكمل: وفي الملف ده هتلاقي كل تحركتها بالتفصيل وحتي كل خروجتها مع اصحابها وبتخرج امتي وترجع امتي.......وبتقابل مين..
ابتسم بأنتصار وهو يحمل الملف بين يديه وهمس بصوت مسموع يملؤه الشر ورغبة الانتقام:ومن اللحظه دي هيبدأ العد التنازلي لأتعس ايام حياتك...
ليحدثه عادل بتوجس: هتعمل فيها إيه يا راكان!!
لينظر الاخير له نظره شيطانيه قائلا: هتعرف بعدين....
.........................
رأيكم يهمني....

جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن