الحلقه(14)

19.7K 398 8
                                    

( وبدأ العد التنازلي)

هي بصدمه: أنت....
مصعوقه من رؤيته امامها ظلت واقفه تنظر له ببلاهه وعدم تصديق
اما هو فتحدث إليها ببرود: إيه  مفاجأه حلوه لدرجة انك مش عارفي تقولي حاجه..
أفاقت من بلاهتها علي صوت كلماته لتجيبه بعند: بالعكس ليه متقولش انها مفاجأه سوده اني أشوفك أدامي تاني...إيه وحشك القلم فجي تاخد واحد تاني...
لم ينكر انه حاول الحفاظ علي هدوءه لكن اصطاكاك أسنانه ببعضها غيظا وصل لمسامعها فوجدته يبتسم بخبث ويردف: ليكي حق تقولي كده ...بس انا جيت هنا عشان آخد حاجه تخصني.. مش زي ما انتي فاكره..
هي: مفيش حاجه تخصك موجوده هنا اتفضل يلا أمشي..
قالت الاخيره وهي تقفل الباب بوجهه لكنها لم تتمكن بسبب ذراعيه التي امتدت لتمنع ذلك قائلا : تؤتؤ تؤ...مش تعرفي الاول هي إيه....
ليدخل بعدها ويتخطاها للداخل فتصدم من تصرفه الوقح بالدخول وهي لم تأذن له فأسرعت تلاحقه بغضب قائله: انت يا أستاذ انت أتفضل من غير مطرود وبعدين ازاي تدخل كده من غير ما أسمحلك ...هو البعيد كمان مبيفهمش في الذوق .....
تجاهلها وكأنه لم يسمعها وقال وهو ينظر لديكورات الشقه حوله بأعجاب: تصدقي ذوقكم في العفش مش بطال بس للأسف رخيص وبلدي أووي.....

تحدثت وهي تضع يديها عند خصرها بغضب شديد: سبنالك الغالي كله..تسمح بقي تتفضل
هو وهو يجلس قائلا ببرود : طب ما انا اتفضلت خلاص....
تكاد تقطع شفتيها من الغيظ فقالت بهدوء يناقض بركان الغضب بداخلها: قصدي أتفضل بره...دي بيوت ناس يعني مينفعش تدخلها كده وكأنها زريبة حيوانات...
وقف معتدلا واقترب منها اما هي فكانت تتراجع للخلف كلما تقدم منها الي ان اصدمت بالحائط وهو وقف بثبات امامها مقربا وجهه منها وانفاسه تلفح وجهها وهو يقول: بس الكلام ده لو داخل بيت حد غريب انما أنا داخل بيتي....ابتعد عنها لتظهر علامات الصدمه  والحيره ترتسم علي وجهها...
فقالت بهمس: بيتك..
ثم قالت بصوت غاضب وهي تتجه نحوه: بيتك ازاي يعني...اسمع يا استاذ انت ‘انت آه معاك فلوس تشتري الحي بتاعنا ده كله بس ده ميدكش الحق انك تدخل كده من غير استئذان.
يلا اطلع بره بدل ما اندهلك عمي هو بقي يتصرف معاك بطريقته.   .....
ليأتيها صوت مراد الواقف خلفهما: فيه إيه يا ندي صوتك عالي ليه..ثم نظر للغريب الواقف وقال: ومين ده....
هي : عمي كويس انك جيت...دا انسان غريب دخل كده لوحده من غير استئذان ولما بقوله اطلع بيقولي دا بيتي....
مراد باندهاش وهو يوجه نظراته لراكان: فيه يا ابني انت عايز ايه...
ليقترب منه راكان بهدوء قائلا: انتي بقي عمي مراد صدق كان نفسي اشوفك من زمان ..قالها وهو يسلم عليه ويحتضنه..
مراد بحيره وعدم فهم: انت تعرفني!!!!
راكان بتأكيد: طبعا يا عمي دا ندي كانت بتحكيلي عنك علطول...
مراد بصدمه: نعم ....كانت بتحكيلك ازاي يعني
اما ندي المصدومه من حديثه: انت ايه اللي بتقوله ده هو  انا كنت اعرفك من اصله عشان احكيلك....
فأجاب راكان وفقا لخطته: ليه يا ندي مصره تنكري الموضوع خلاص يا حبيبتي ملوش لزوم نخبي عليهم بعد النهارده...
هي: نخبي عليهم ايه انت  شكلك اتجننت رسمي...
مراد وهو يوجه حديثه لندي: ايه اللي انتي مخبياه عني يا بنت اخويا...
ندي مدافعه عن نفسها: متصدقوش يا عمي دا كداب..والله
وقف امامها راكان وقال بعتاب مصطنع: كده بردوا يا ندي تقولي علي حبيبك راكان كداب..
انا عارف انك خايفه لعمك يزعل منك انك خبيتي عليه الموضوع بس هو لازم يعرف دلوقتي او بعدين. 
ثم وقف امام مراد قائلا بثبات: عمي انا وندي متجوزين في السر ومخبيين عنكم الموضوع..
سقطت بعض الاكياس من يد رتيبه وابنتها صابرين اللتان وصلتا في تلك اللحظه وبالتأكيد سمعتا  كلمات راكان الاخيره..
فصمت  الجميع بذهول..  ذلك العم الذي لا يصدق ما يقال وراكان المستمتع بنجاح خطته وندي التي تذرف دموعها صمتا....
فقالت ندي مدافعه عن نفسها: كدب والله كدب يا عمي متصدقهوش انا ما عمري اعمل حاجه تعرك او توطي راسك آدام الناس .
راكان بثقه وهو يخرج من جيب سترته ورقه مطويه: كنت عارف انك هتقولي كده عشان كده جيبت معايا ورقة جوازنا ثم مدها امام مراد قائلا: دي ورقة جوازنا يا عمي لو عايز تتاكد ممكن تروح بيها عند اي محامي او مأذون عشان تتأكد...
ثم أكمل بأرتياح: انا همشي دلوقتي وهسيب ندي تحكيلكم الموضوع بس بليز يا عمي بسرعه لاني عايز مراتي تكون في بيتي بأسرع وقت ثم نظر اليها بسخريه قائلا: اصل انا بحبها اووي ومقدرش استغني عنها...
هي الوحيده من فهمت نظراته الساخره.وعلمت انها لعبه منه لينتقم منها...لكن لا يهمه ان كان الثمن هو سمعتها وشرفها امام الناس....حسبي الله في كل ظالم....
مر بجانبها وهو يستعد للخروج فوقف للحظه هامسا  لهابصوت لم يسمعه غيرها:  هستناكي علي نار يا قطه ...عشان تيجي لعريني ...النهارده كانت بس البدايه لسه متعرفيش انا مجهزهلك إيه ..هتتبسطي اووي ...لما تشوفي بنفسك...
وبعدها تخطاها وقبل ان يخرج قال: طبعا ندي عارفه عنوان الشقه اصل كنا بنتقابل هناك علطول ..بس للتاكيد انا هسيب كارت بالعنوان
وضعه علي الطاوله وغادر وعلي وجهه بسمة الانتصار.....
........................................
منذ ان خُطِبت له وهي لا تراه الا قليلا  بل وعندما يأتي اليهم ويجلس معها يكون شاردا وحزينا لا يتكلم الا عندما تسأله ويجيبها ...
هل اجبر علي خطبتها ام انه لم يتعود علي ذلك الوضع بعد.....
كانت كل تلك التساؤلات تشغل حيز كبير من تفكيرها ولكنها كانت تمني نفسها بانه فقط خجول ليس إلا وانه لم يعتاد الامر بعد....

رن هاتف روبا التي تجلس علي مكتبها تدرس
فهي لديها بروڤه بعد اسبوع من اليوم....
فألتقطته وأبتسمت عندما وجدت اسمه يزين شاشة هاتفها( عبد الرحمن ) ذلك هو اسمه الذي اخبرها به ....
طبعا انتم تعرفون ان تيم هو نفسه عبد الرحمن
الذي يكلمها من سنوات  ولكنها لا تعرف تلك الحقيقه
فهو يحدثها كلما اشتاق لها . ..

قبيل المغرب بساعتين

دخلت نرجس للغرفه لتجد روبا مازالت تدرس.
فقالت: مش هتيجي معايا نزور قبر بابا يا رويا
روبا: لأ عندي النهارده مذاكره روحي انتي وماما..
نرجس بحزن: ماما بتقول انها تعبانه ومش هتقدر تروح...
روبا: خلاص روحي انتي...
نرجس: هروح لوحدي يعني...
روبا: عادي فيها إيه ...
نرجس: خلاص هروح اسكتي بقي..يا بااااي منك دا انتي رخمه اووي..
روبا وهي تضحك بشقاوه: من بعض ما عندكم يا أوختييي😍..
..................
وسط انشغاله بالدراسه والمذاكره نسي امرا مهما أعتاد علي فعله كل أسبوع..فرمي الكتاب من يده وبسرعه ارتدي سترته الموضوعه علي السرير بأهمال ....وتوجه لذلك المكان...

بعد ساعه من قيادته للسياره بسرعه وصل للمكان فزفر عندها بأرتياح
بعدها كان يقف أمام قبر المرحوم عمه الذي اعتاد من صغره علي زيارته ولم يقطع تلك العاده الا عندما نسي في ظل  الامور التي حدثت معه في الفتره...
قرأ له سورة الفاتحه وبعدها تمتم له بأعتذار بعدها استرسل بالحديث يشكي له همه وكأنه يسمعه فيطمأنه ذلك : عارف اني خيبت ظنك فيا لما خطبت نرجس ..وخوفت اني اعترف بمشاعري ل روبا...بس انا كنت خايف لو عملت كده تكرهني وتبعد عني صدقني مكنش بأيدي حل غير كده ..انا مش قصدي أذي نرجس لما خطبتها وانا مش بحبها وعارف اني اناني لما فكرت في كده لاني مش هديها حب زي حبها ...عملت كده عشان اللي بحبها تفضل سعيده مش بحب أشوف دموعها بتوجع لو شفتها بتبكي ادامي...انت لو بتحب زيي بجد.. صدقني كنت عملت كده عشان حبيبتك..بس انا خايف اني أكون بكده بخون نرجس لأنها هي خطيبتي والمفروض قلبي يكون ليها هي..بس والله ما بأيدي ولا قصدي اعمل كده لاني مش هعرف اكيد اتحكم بقلبي ومشاعري ..بجد انا كل يوم بتعذب وبندم لاني ظلمت معايا انسانه رقيقه وحنينه زي نرجس..

كانت الواقفه في الخلف تسمع كل ما يقول ولم تصدق اذنيها ذلك فحبيب عمرها وخطيبها يحب اختها وفعل كل ذلك فقط لأجلها لاجل ابتسامتها ..كم هو مؤلم ذلك الأحساس بأنك لاشئ وفقدت حبك الذي هو كل شئ ...كانت تسمع كلماته التي تقطع نياط قلبها بدموع صامته ...
فهربت بسرعه قبل ان يراها .. تاركه ورائها بوكيه الورد التي اشترته لأجل والدها...
وليتها لم تأتي ....

خلصت حلقة النهارده ..عايزه رأيكم بقي فيها بجد...
اوصفولي احساس نرجس لما سمعت تيم
وهل هي هتكمل خطوبتها منه بعد ما عرفت حقيقة مشاعره ؟؟؟؟
وإيه اللي هيحصل لندي....بعد ما راكان ابتدي ينفذ انتقامه منها😌😌

جنيه غزت قلبي(الجزء الاول كامل) للكاتبه/آيه سيد قرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن