لم يبين لولده مدى غضبه وجحيمه بسبب ما سمعه منه بل ظل ثابتاً يناظره ببرود وجمود، أيعقل بأنه أخطأ بتصرفاته مع خطيبة ابنه أم أنه على صواب فيما يفعله! حسناً هو يعلم الإجابة ويعلم علم اليقين بأنه مخطأ ولكن لا ذنب له فهو قد أحبها بكل عواطفه وأحاسيسه ولن يتنازل عنها مهما حدث، سبق وتنازل عن والدتها التي كانت عشق شبابه ولكن أن يتنازل عن هذه الشابة ولو كلفه الثمن غالياً، حتى لو كان هذا كله على حساب ابنه وزوجته وبيته.
كانت خلود على أعصابها وهي تفرك يديها بتوتر وتنتظر من سامح الجواب الشافي ولكنه ظل صامتاً ولم يتفوه بكلمة، بينما جيداء وماسة كانا يتابعان الموقف بابتسامة وهما فرحتان جداً لهذا القرار، ظل إياس منتظراً إجابة أبيه ولكنه لم يجيبه بشيء، حمحم إياس ليجذب انتباهه ويردف له:"أبي ما رأيك بهذا القرار، لما لا تقل شيء"
همهم له سامح ليبدع في تمثيله ويبتسم بوجه ابنه ابتسامة حانية ويقول:
"لا أعلم ما الذي سأقوله لك ولكنني لم أستوعب حتى الآن كم أنك كبرت وأصبحت شابٌ يافعٌ ومسؤول من نفسك وستستقر في حياتك وتتزوج"ابتسم إياس بارتياح ليحرك رأسه موافقاً ويقول:
"حسناً أبي تعني بأنه ليس لديك مانع أن نقيم حفل زفافنا في آخر الشهر أليس كذلك"ابتسم سامح بخفة ليقول:
"ولما سيكون لدي مانع، بالتأكيد ستقيمان حفل زفافكما في آخر الشهر وسنفرح بكما"ابتسموا جميعهم لهذه الفكرة ما عدا خلود التي كانت تنظر لسامح بقلق وخوف من القادم، بينما ماسة توجهت لأخيها لتجلس بجانبه وتمسك معصمه وتقول:
"هذا يعني بأنني سأكون بأجمل إطلالاتي بحفل زفاف أخي وسنرقص ونمرح ومن ثم ستذهب أنت وهي إلى عش الزوجية الخاص بكما وتجلبان لنا أولاد فوراً هييييي"
أنهت جملتها لتصفق بمرح بينما الجميع ضحك عليها، ضحك إياس ليقول:
"هدئي من روعكِ بصراحة أنا لن أدعو الصغار إلى حفل زفافي"نظرت له بغرور لتتحدث وهي تلعب بخصلات شعرها:
"يحق لك أن لا تدعو الصغار ولكنني طبعاً أنا كبيرة لذلك سأحضر حفل الزفاف ورغماً عن أنفك"ضحك الجميع ومن ثم تبدلت ملامح إياس وقد انتبه له سامح ليقول:
"مابك إياس"نظر إياس إلى والده وتنهد بقوة ليقول:
"لا أعلم ولكنني أشعر بأن سارة خائفة من المسؤولية ولا تريد أن تقيم معنا في نفس المنزل بل تفضّل المكوث في منزل خالتها وأنا معها"احتدت نظرة سامح ليقول:
"ماذا يعني هذا إياس"توتر إياس من الحديث ليقول وهو يفرك جبينه ليقول:
"صدقني لا أعلم أبي ولكن من المحتمل أن تكون سارة ليست على طبيعتها هذه الفترة لذلك هي تتفوه بهذه الأحاديث الآن"همهم له سامح ليقول:
"ليس جميل بحقك أن تقيم في منزل خالتها يا إياس"حرك رأسه موافقاً ليقول:
"أجل أعلم أبي ومؤكد بأنني سأرفض الفكرة وسنقيم هنا"
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...