كان جالساً في غرفته والأفكار تتضارب بعقله، يكاد يموت ليعلم ماحقيقة طلاقها ومامعنى كلمات خالته التي وجهتها لابنتها في ذلك اليوم، يريد فقط أن يعلم الحقيقة وماهذا السر المخفي، هو لا يعلم لما مهتم لأمرها ولا يعلم لما تشغل باله وعقله في كل دقيقة وكل ثانية، كل مايفكر به هو قصتها وكل مايتخيله هو صدمتها ودموعها ونظرة الانكسار التي دائماً موجودة في عينيها منذ ذلك اليوم الذي نطقت جميلة كلماتها على مسامعهم جميعاً، لا يعلم ما الذي يحدث له عندما ينظر في عينيها، قلبه يطرق بعنف ويتمنى لو أنه يحتضنها ويطبطب عليها ليخرجها من هالة حزنها.
لقد كانت أمام عيناه ولكنه لم يكن ينظر لها إلا بنظرة عادية جداً ولا يعتبرها سوى ابنة خالته، فما الذي يحدث معه الآن؟ ما الذي تغير به ليصبح هكذا متعلقاً بها ومتمنياً قربها في كل مرة يراها بها؟ أيعقل بأنه معجبٌ بها أم أنه يحبها أم أنه يشفق عليها ويرى نفسه بأنه لابد أن يقف بجانبها ليساعدها كواجب عليه؟ أم ياترى هل من الممكن بأنه لربما هو بحاجة لها كونه تعرض لمأساة كبيرة في الحب وقد خسر خطيبته السابقة والتي أصبحت زوجة والده الآن! لا لا إن كان يفكر بحنين بهذا الشكل وبأنه بحاجة لها لكي تنسيه الماضي فهو لن يدخل بهذه اللعبة نهائياً، لن يجرح مشاعر فتاة ليس لها ذنب ويتقرب منها تحت مسمى الحب، فهي أيضاً تعرضت إلى مأساة كبيرة جعلتها تجفل من فكرة الارتباط مجدداً وتخاف أيضاً.
نعم إياس نسي سارة ولم يعد يكن لها المشاعر فهي أصبحت زوجة والده وسوف تنجب له أخت صغيرة من والده فمستحيل أن يفكر بها بعد الآن، نسيها ولكنه لم ينسى ماحدث في الماضي، لم ينسى مافعله به والده، لم ينسى كيف تخلت عنه وتركته.
حسناً إن كان هو لم ينسى إلى حد الآن فكيف سيكمل طريقه؟ كيف سيستطيع أن يحب ويتزوج دون الشعور بالذنب؟ كيف سيثق بأي فتاة بعد الآن ياترى؟ هل ياترى حنين هي أهلاً للثقة! هل تراها ستعوضه وسيستطيع أن يعوضها هو أيضاً بالمقابل؟! هل ستبادله المشاعر وتظل بجواره إلى الأبد أم أنها ستتخلى عنه هي أيضاً؟!ولكن الآن إن كان يحبها أم لا يجب عليه أن يعلم ماقصتها وماهذا السر الذي لم تستطع أن تفصح عنه.
تنهد بحدة ليصدر صوت هاتفه معلناً عن وصول رسالة إليه وقد كانت من رامي طالباً منه أن يأتي إلى تلك الشقة الصغيرة لكي يجتمعون كالعادة، نهض فوراً ليغير ثيابه ومن ثم توجه إليهما.------
بعد قليلٍ من الوقت كان هجرس ورامي وإياس مجتمعون ثلاثتهم في تلك الشقة الصغيرة، الصمت كان حليف المكان وكل واحد منهم يمسك بكأسه ويرتشف منه بين الحين والآخر وكأن هموم الدنيا قد حطت على رؤوسهم هم الثلاثة.
كل منهم كان يفكر فيما يشغل باله فإياس طبعاً تعلمون بمن يفكر ورامي كان يفكر بتلك المشكلة التي حدثت بينه وبين أحمد والتي لم تكن من النوع المعتاد نهائياً، بل كانت مشكلة كبيرة وقد وصلا للضرب لولا أن هجرس تدخل وأبعدهما عن بعضهما، نعم ياسادة مازالا يكرهان بعضهما البعض ولا يطيقان بعض.
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...