هذه الأيام العصيبة مرت على الجميع بشكلٍ مخيف، كل أفراد العائلة كانوا يذهبون كل يوم إلى سامح ويجلسون ويحدثونه وكأنه موجود معهم ولكن الذي لم يعلموه إلى الآن هو مجيء سارة إلى سامح كل يوم، عدا خديجة وجومانة اللتان تعرفان بكل شيء واللتان أيضاً مازالتا تتواصلان مع سارة وتطمئنان عليها بين الحين والآخر.
الجميع على هذه الحالة منذ أربع شهور لا يفعلون شيء سوى المجيء إلى سامح وهم متأملين بأنه سوف يستيقظ في هذا اليوم ولكنهم يعودون خائبين وحزينين على حالته التي لم يحدث بها تطور منذ أربع شهور إلى حد الآن.
حسناً لقد تجرأت جيداء وأتت إلى المستشفى لكي تطمئن على زوجها وعلى مرأى الجميع كما أن سالم لم يدع أحد يتعرض لها معللاً بأنها زوجته ويحق لها الاطمئنان عليه وإلى حد الآن هم صامتين وتاركين قصة جيداء إلى حين استيقاظ سامح.
وشاء القدر وجرت مشيئته على استيقاظ سامح من غيبوبته بعد أربع شهور وتحت فرحة الجميع والتي كانت ممزوجة بدموع الفرح من الجميع، عندما استيقظ كانت بجانبه خديجة وجومانة ومنير وسالم وتمارة معهم وكان قبل أن يفتح عيناه يهذي ويهمس بإسم سارة والذي سمعه كل من كان معه في الغرفة، أحست تمارة في حينها بسكاكين تغرز في قلبها ولكنها نسيت كل شيء وتركت نفسها لفرحتها باستيقاظ محبوبها.
واجتمعت العائلة عند سامح والجميع كان فرحاً بمعافاته وسلامته ولكن سامح لم يكن معهم وإنما كل تفكيره كان عند سارة، لم يكن يسمح له بالسؤال عنها أمام العائلة ولكن الذي علمه من خديجة وجومانة هو أنها خرجت من العائلة وعادت إلى منزلها وقد صارحتهم بأنها لم تعد تريد إياس، للحقيقة هذا الخبر قد أفرح سامح كثيراً ولكن الذي أزعجه وأحزنه هو عودتها لمنزلها وعدم السؤال عنه.
علمت جيداء باستيقاظ سامح من غيبوبته وقد توجهت له بسرعة البرق والدنيا لا تسعها من فرحتها، وصلت إليه ودخلت بابتسامة واسعة عليهم لتحتضن سامح بقوة تحت أنظار الجميع، لم تبالي لأحدهم وإنما كان كل تركيزها متمحور على سامح فقط.
وبعد المداولات والأحاديث كانت جيداء جالسة بصمت ولكن مايشغل بالها هو ردة فعل سامح عندما يعلم بالذي افتعلته في غيبوبته، كما أن خديجة وجومانة كانتا توجهان لها نظرات حادة ومتوعدة وصدقاً شعرت بالقلق منهما.
لم يستطع أحد أن يضغط على سامح ولا أن يحدثونه بشيء لإن وضعه لا يسمح بذلك، كما أن خديجة وجومانة لم تحدثانه بشيء بعد عن جيداء وللصراحة لقد تركا فرصة لجيداء لكي تخطط وترتب أمورها لكي تنجي نفسها منهما وتكسب ود سامح.
عادت جيداء إلى منزل أهلها لترى شقيقها راغب عندهم في المنزل، لقد علم شقيقها بكل شيء حدث معها وقد رأى شقيقته كيف معالم القلق تحتل وجهها، دخل عليها غرفتها ليطمئن عليها وبعد الأحاديث العديدة تحدث راغب:
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...