نظر لها بحاجبين معقودين بينما هي كانت تنظر له بصدمة وعدم إدراك، أرادت أن تتحدث ولكن لسانها أُلجم عن النطق ولم تعد تستطيع الحديث بتاتاً، ظل يراقب ردة فعلها ببرود ودون أن يرف له رمش، ابتلعت ريقها تمارة لتقول:
"سامح أنا."
قطعت جملتها وابتلعت ريقها ليقول هو:
"مابكِ تمارة"نظرت لعيناه مباشرة وسرحت بهما، ذاك العسل الصافي الذي بعينيه حقاً يجعلها تذوب به إلى أبعد الحدود، ابتلعت ريقها لتقول:
"لقد سمعتك تهمس باسم سارة صحيح"تنهد بجمود ليشيح بوجهه عنها ويقول:
"لا شأن لكِ تمارة، قولي ما الذي تريدينه ولما أتيتي إلى هنا"نظرت له بهيام لتقول بابتسامة عذبة:
"أتيت لكي أسرح بعسليتيّك التي أعشقهما"نفخ خديه بغضب ليقول:
"تمارة الذي ببالكِ لن يحدث مهما فعلتي ومهما قلتي، حاولي أن تقتنعين بهذا الشيء"ترقرقت عينيها بالدموع لتقول:
"ولكنني أعشقك ياسامح صدقني أنا."قاطعها بكلامه الحاد:
"وأنا لا أحبكِ ولا أحب زوجتي وإنما أحب فتاة وأعشقها أيضاً وهي سيدة عليكِ وعلى جيداء هل تفهمين"هبطت دموعها بصدمة بينما هو لم يكترث لها وإنما تركها وذهب بحيث خرج من المنزل بأكمله تاركاً وراءه أنثى احترق فؤادها بسببه.
-----
من الجهة الأخرى
ذلك العاشق الولهان الذي توجه بسيارته إلى وجهة هو ذاته لا يعلمها، كل مايعلمه بأنه يريد أن يظل بمفرده ويستنشق الهواء النقي، هارباً من الأجواء المشحونة والإغاظات التي يوجهها له ابنه.هو يعلم جيداً بأنه قسي على تمارة بالحديث ويعلم أيضاً بأنه لربما ظلم جيداء عندما اعترف بحبه لسارة أمامها بكل برود ولم يكترث لحالها، وغير ذلك والذي يزيد عليها الطين بلة هو اجتماع عائلته ضدها والتي لا يطيقونها ويتمنون لها الابتعاد عن سامح بأي طريقة، كل هذا يدل على أن جيداء وحيدة ومظلومة من قبلهم وليس لهم الحق بكرهها ومقتها إلى هذا الحد ولكن يعود ويفكر بأن عائلته معهم حق بكرهها لإنها ليست تلك المرأة الصالحة التي يتمنونها لولدهم، لو كانت قد أحبت سامح وتزوجته لشخصه وليس لإنها طامعة بأمواله وحسبه ونسبه لكانوا حتماً تقبلوها حتى وإن كان هناك فارق عمر بينهما والذي مايقارب إلى الخمسة سنوات، كانوا سيعاملونها بالإحسان فهم ليسوا ظالمين أو متكبرين وإنما هم عائلة متحابة ومترابطة وكل فرد بهذه العائلة يركض وراء راحة الآخر، وأكبر مثال أن حنان وجومانة وخديجة لا يعاملون زوجات أخوتهم منيرة وملك كمعاملتهم لجيداء، فهناك شتان بين منيرة وملك وبين جيداء الطامعة والحقودة والمتكبرة، غير ذلك فهي لم تترك لها صاحب، فبكل اجتماع للعائلة لا بد أن تفتعل جيداء مشكلة أو ترمي أي كلام جارح على أحدهم، أو تدخل بأمور لا تعنيها، أو تجرّح بالكلام.
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...