عادت جيداء إلى منزلها والدنيا لا تسعها من الفرحة، إذ أنها حققت انتصاراً كبيراً برجوعها إلى منزلها وبرضى زوجها ولكي تكسر أعين الجميع وخصوصاً جومانة وخديجة، للحقيقة الجميع صدم من قرار سامح بعودة زوجته إلى منزلها إذ أنهم توقعوا جميعهم بأنه سوف يبقيها بمنزل أهلها وليس بعيد أن يطلقها أيضاً ولكن كل توقعاتهم ذهبت بعرض الحائط وخيب آمالهم جميعاً، والذي فرح بقدوم جيداء وعودتها إلى منزلها هي ماسة إذ أنها طارت من فرحتها لإن والدتها قد عادت، بينما إياس عندما رأى والدته لم يحرك ساكناً ولم يكلف نفسه بإلقاء التحية عليها حتى، لإنه إلى الآن لم ينسى مافعلته والدته بسارة ولم ينسى فعلة سارة أيضاً وتخليها عنه وأيضاً لم يروق قلبه على والده بعد.
الجميع كان يراقب سامح كيف حاله ونظرة الانكسار والعجز ظاهرة في عينيه، لم يتقبلوا حقيقة عودة جيداء وظنوا بأنها لعبة من سامح لا أكثر، ولكن نظرته وضعفه واستسلامه جعلهم في حالة رعب، فهم على حق مائة بالمائة بعدم تقبلهم لعودتها إذ أنها سببت الكثير من المشاكل والمتاعب لسارة ولسامح ولابنها الوحيد أيضاً.
في الواقع جيداء كانت عازمة على طرد عائلة سامح من منزلها ولكن العقل المدبر والذي هو أخيها راغب أمرها بأن تتريث قليلاً ولا تخطو هذه الخطوة الآن، فإن طردتهم أو بالأصح إن جعلت سامح يطردهم بناء على طلبها فـ كيف سوف تحقق انتقامها منهم وتغيظهم بعودتها وتريهم العين الحمراء وخصوصاً لـ خديجة وجومانة، تلك الامرأتان واللتان هما ألد أعداء جيداء، حسناً ولن ننسى تمارة أيضاً فجيداء تخطط وتتآمر ضد هؤلاء الثلاثة نسوة ولن يهدأ لها بال إلا عندما تحقق انتقامها منهن أو بالأصح أن تتسلى قليلاً بغيظهن وقهرهن ومن ثم ستطردهم خارج منزلها، كما أنها وعدت ووفت بشأن إطلاق سراح سارة وقد أمرت أخيها راغب بإطلاق سراحها وإعادتها إلى منزلها وبالفعل نفذ راغب فوراً وأعاد سارة إلى منزلها.
الآن جيداء هي في أعلى مراحل سعادتها وتحسب نفسها سلطانة زمانها بتحقيق انتصارها ذاك وها قد عادت رغماً عن أنوفهم جميعاً.
------
سارة تلك الفتاة التي لا تعلم كيف وصلت إلى هذا الحال أو بالأصح هي غير مصدقة ما حدث معها وما بدر من جيداء تجاهها وكيف هي تحمل بقلبها كمية الحقد والكره إلى هذه الدرجة، هي تريد أن تسافر وتبتعد عن كل الأشياء الموجعة، تريد أن ترحل وتلتحق بخالتها وقد عزمت على ذلك فهي تجهز نفسها للسفر فعلاً.
هي لن تكون فرحة من دون سامح ولن تكون فرحة بوجوده، من دونه ستصبح حياتها فارغة وليس لها أية لذة وبوجوده سوف تصبح حياتها مليئة بالخوف والتوتر بسبب جيداء، حقاً إنها معادلة صعبة ومعقدة جداً، الآن علمت لما سامح يريد التخلص من زوجته وإخراجها من حياته وفي الحقيقة وضعت كامل الحق معه ولكنها هي تلومه على مشاعره تجاهها وإحداثه لكل هذه الجلبة فلولاه ما كانت هي وصلت إلى هذا الحال وما كانت جيداء فعلت ما فعلته، ولكن ولنأتي للحقيقة القلب ليس له وقت عندما يحب وعندما يعشق فها هو سامح قد أحب وعشق فتاة بعمر ابنته وهو في أواخر الأربعينات من عمره.
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...