بريئة وساذجة

34.9K 970 206
                                    

نظر لوالده بصدمة وهو عاجز عن الكلام ولم يستطع التفوه بحرف، فقط ينظر إلى والده الذي تكسوه ملامح البرود والجمود، ظل ينظر له بقوة ليحاول أن يعلم أهو حقاً يتحدث بجدية أم أنه يمزح! ولكنه اكتشف بأنه حقاً يريده أن يتركها لإن ملامحه لاتدل على المزاح بل تدل على الإصرار والجدية، استفاق من صدمته ليبتسم إياس بسخرية ليقول:

"أبي ما الذي تقوله أنت"

تنهد سامح بحدة ليقول وهو يرفع حاجبه:
"كما سمعت أريدك أن تنهي علاقتك معها"

ابتلع ريقه بصعوبة ليقول:
"لماذا هل رأيت شيء خاطئ بتصرفاتها أو بأخلاقها أو ماشابه"

بلل سامح شفتيه ليقول:
"لم أرى شيئاً عليها ولكنها لا تناسبك"

بدا على إياس معالم القلق والخوف ليقول:
"حسناً إذاً لماذا تريدني أن أتركها وكيف هي لاتناسبني"

زفر سامح بقوة ليقول بصرامة:
"انتهينا إياس ستفعل ما أمرتك به"

نظر له إياس بجمود ليبتلع ريقه ويقول:
"وأنا لن أتركها مهما حدث"

كز سامح على أسنانه ليحدثه بصراخ:
"أيها الأحمق لما لا تفهم أنا أريد مصلحتك"

تحدث إياس باستنكار:
"مصلحتي بأن تبعدني عن حب حياتي أليس كذلك"

تنهد سامح بحدة ليحرك رأسه بتوعد ويقول بنفاذ صبر:
"حسناً إياس افعل ما شئت اغرب عن وجهي الآن هيااا"

أنهى جملته بصراخ ليحرك إياس رأسه موافقاً ويخرج من غرفة أبيه تاركاً إياه بنار مشتعلة في داخله، هو لن يستسلم وسيفعل أي شيء حتى يفرقهما، لا يعلم إن كان من أجل أن يكسب سارة أم لا! كل مايعلمه بأن هذه الفتاة إن حدث وتزوجت من ابنه ستشكل خطراً كبيراً عليه وعلى قلبه.

--------------------------

في ذلك المنزل الصغير نوعاً ما، يجلس كل من الشبان الثلاثة يتسامرون ويتحدثون ولكن إياس لم يكن معهم نهائياً، كان جالساً برفقة أصدقائه المقربين واللذان هما هجرس ورامي، هما صديقاه المقربان ولكنهما ليسا بنفس عمر إياس وإنما إياس هو أصغر شاب بينهم، وطبعاً يختلف كل منهم بشخصيته عن الآخر وحتى بالعمل فهم مختلفون، حسناً لنعرفكم قليلاً عن صديقنا هجرس والذي حكايته حكاية، هجرس يبلغ من العمر سبعة وعشرون سنة، لديه شركة كبيرة للاستيراد والتصدير، استلمها بعد والده الذي توفي منذ ثلاثة سنوات، يعيش برفقة والدته وشقيقه الأصغر منه بأربعة سنوات والذي يدعى أحمد وشقيقته الصغيرة والتي تصغره بستة سنوات وتدعى ملاك، حسناً سأحدثكم عن صفاته ومن ثم عن وضعه العائلي، شاب قوي البنية بطول فاره، عيناه خضراء وبشرة حنطية مائلة للسمرة، خصلاته البنية ولحيته الخفيفة والتي تعطيه مظهراً جذاب، وبالنسبة لوضعه العائلي فهو كان متأهل وقد انفصل عن زوجته منذ سنة ونصف، هي صديقة طفولته وقد تربيا سوياً وهم جيران أيضاً وقد تقربا من بعضهما بشكلٍ ملحوظ وتزوجا من بعدها منذ ثلاثة سنوات ونصف ولكنهما انفصلا عن بعضهما بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، لم يكن لديه أي مانع بعدم إنجابها بل كان متمسكٌ بها لأبعد حد ولم يعيّرها ولكنها هي لم تستطع بأن تفرض عليه هذا الوضع ولم تتحمل برؤيتها له وهو يتعذب بسببها لذلك ظلت تعاند وتطلب منه الطلاق إلى أن استسلم لقرارها وطلقها بناءً على طلبها.

أحببت حبيبة ابنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن