كان كالمجنون يصرخ ويشتم بكل من يراه أمامه، توقف عقله تماماً عندما رآها وهي ملقاة على الأرض والدماء تسيل أسفلها وتصرخ، لم يستوعب شيئاً وظل واقفاً يناظرها بصدمة، حقاً عقله توقف عن العمل في حينها ومن ثم أسرع ونقلها إلى المستشفى كالمجنون.
بدأ يأخذ الرواق ذهاباً وإياباً وهنا اشتغل عقله وبدأ يعمل كالماكينة والأفكار السوداء تحيط به وبعقله، هو لم يرى ماسة ولم يعلم بأنها أتت إلى منزله أساساً لم يشعر بوجودها وكان غاضباً جداً من جملة سارة عندما تحدثت عن موتها وموت طفلتها، كان منتظراً إياها لكي تأتي إليه وتصالحه بغنجها ودلعها وعندها كالعادة سوف يفقد حصونه أمامها ولكنها لم تأتي، عندما سمع صوت صراخها جفل وهبط قلبه ومن ثم خرج كالمجنون من الغرفة متوجهاً للأسفل ليرى ذلك المشهد، في حين أنها كانت قد خرجت ماسة من المنزل فوراً قبل أن يهبط سامح.أيعقل بأنها وقعت من تلقاء نفسها! ولكن كيف كيف وهي كانت بالأسفل وبمفردها فكيف ستقع هكذا! هو لم يتحدث معها ولم يعلم كيف حدث ذلك إذ أنها لم تقابله سوى بصرخات ألمها ومناجاتها وهي تبكي وتردد كلمة واحدة فقط (ابنتي).
حسناً حسناً لن يحدث شيء، سارة لن يحدث لها شيء ولا حتى طفلته، كلتاهما ستكونان بخير، هذا ماكان يحدث نفسه به، أخرج كل الأفكار السوداء من رأسه وظل منتظراً ومترقباً ريثما تخرج الطبيبة وتطمئنه عنها.
تنهد بتعب وأراح جسده على الكرسي ليضع كلتا يديه على رأسه وهو مغمض العينين، ثواني ورن هاتفه معلناً عن وصول رسالة نصية وقد كانت من خديجة وكان محتواها:"أخي أين أنتم لقد أتيت إلى منزلك ولم أجد أحد"
تنهد بتعب ليضغط على زر الاتصال، ثواني وأجابته ليقول لها بتعب:
"نحن في المستشفى، لقد وقعت سارة وهي تنزف كثيراً"ألجمت الصدمة على خديجة ولم تصدق ماسمعته، طلبت منه عنوان المستشفى وقد أعطاها إياه وأغلق الهاتف فوراً، ظل منتظراً مدة طويلة ولا خديجة أتت ولا الطبيبة خرجت من الغرفة.
ثواني ومن بعدها أتت خديجة كالمجنونة لتقول بلهفة وخوف:
"ماذا حدث سامح أخبرني"ظل على وضعيته ليحرك رأسه رافضاً ويقول:
"لا أعلم كيف سقطت وإلى الآن لم تخرج الطبيبة لتطمئنني"تنهدت بقلق وجلست بجانبه لتضع يدها على كتفه وتقول بنبرة حانية:
"لا تقلق أخي ستكون بخير لا تقلق"نظر لها بألم ليرتمي في حضنها وهي بالمقابل لم تبخل عليه بأن تستقبله لتحتضنه بقوة وتطبطب عليه، تحدث هو بنبرة متألمة:
"أنا خائف من فقدانها أختي، منذ ساعتين كانت تتحدث عن موتها هي والطفلة، أنا خائف عليهما جداً لا أريد أن أفقد أي واحدة منهما"
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...