ماسة منذ فعلتها الشنيعة لم تستطع العيش بهدوء فالشعور بالذنب يقتلها لا بل يكاد يفتك بها، لم تصدق بأنها ستصل إلى هذا المستوى وتكون سبباً بموت أختها الصغيرة، كيف أتى من قلبها أصلاً؟ عموماً هي قد علمت بما حل بسارة وبنتائج الكشف والفحص عن الجنين من إياس وهي الآن بأعلى مراحل تعاستها وقهرها وندمها.
في كل ليلة تبكي وتنتحب من شدة ندمها ومن شدة اشتياقها لوالدها فهي لم تعد تراه إلا نادراً وإن رأته لا تحدثه.
تنهدت بقوة بعد أن ذرفت الكثير من دموعها لتنهض متوجهة إلى غرفة أبيها وأمها في السابق، فتحت الباب ببطئ لتدخل وتنظر للغرفة بأعين دامعة، كم اشتاقت لرائحة والدتها ووالدها، شهقت ببكاء لتتوجه إلى الخزانة كي تخرج قطعة من ملابس والدها ووالدتها لتشتم عبق رائحتهما، هما الآن ليسا بجوارها وقطعة الثياب لا تساوي شيئاً أمام رائحتهما ذاتها ولكن لعلها تطفي نار شوقها.أخرجت قطعة من ملابس والدها وسحبتها من أعلى الرف ليسقط دفتر بحجم متوسط تزامناً مع سحبها لقطعة الملابس، عقدت حاجبيها باستغراب وهي تنظر للدفتر الذي سقط على الأرض لتمسكه بين يديها وتقلبه، علمت من الصفحة الأولى بأنه لوالدها إذ أنه مكتوب اسمه عليه، تنهدت بقوة لتتوجه إلى السرير وتجلس عليه ومن ثم فتحت الدفتر لتبدأ بقراءة ما مدون عليه، كانت هناك عدة أسطر وصفحات وكتابات قد كتبها سامح عن حياته السابقة وحياته الحالية منذ أن التقى بسارة، أجل هذا الدفتر الصغير قد دون عليه كل ذكرياته الجميلة والسيئة.
وللصراحة كان قد كتب عن جيداء أيضاً ومن ضمن كتاباته عنها تبين لماسة بأنه ليس له زمن بعيد قد كتب هذه الكتابات عنها أي أن كتاباته حديثة العهد وليست منذ زمن، ومن ضمن كتاباته لها كانت:
"زوجتي جيداء أو بالأصح طليقتي جيداء
لا أعلم أأكتب عنكِ بأنكِ المخلصة والمحبة أم أنكِ المريضة والمهووسة.
صدقيني لم أكن أريد أن نصل إلى هذا الوضع الذي نحن به.
أجل لقد أحببت غيركِ وعشقت غيركِ ولكن لم يكن يجدر بكِ أن تعامليني هكذا وتفعلين بي كل مافعلتيه.
لن أكذب وأقول بأنني لازلت أحبكِ بل على العكس سوف أعترف لكِ وأقول بأنني لم أعد أحمل لكِ أية ذرة حب من وراء أفعالكِ وحقدكِ وكرهكِ.
أترين إلى أين أوصلكِ حقدكِ وهوسكِ؟ أترين كيف انقلب السحر على الساحر؟ أترين كيف توجهت كل الأذيات إليكِ والتي كنتي توجهينها لحبيبتي الصغيرة؟.
اشربي من نفس الكأس ياجيداء وذوقي العذاب الذي ذقته وتلوعت به أنا في السابق.
لن أقول بأنني حاقدٌ عليكِ ولا شامتٌ بكِ بل أنا حزين عليكِ وأشفق عليكِ كثيراً.
وسأقول لكِ شيئاً واحداً فقط تمنيت أن لا يحدث بيننا ماحدث ولا أن نصل لما وصلنا إليه الآن.
ليس حباً بكِ بل من أجل ولدينا، شمعتينا، وفلذة كبدي وكبدكِ.
تمنيت لو كنتي أحببتني لشخصي ولإنني سامح وليس لأموالي ولحسبي ونسبي.
هذا هو السبب الذي دفعكِ للزواج بي وأنا كنت كالأحمق الذي لا يرى أمامه ولم أكشفكِ على حقيقتكِ وحاربت الدنيا لأجلكِ وتزوجتكِ.
وفي الأخير بماذا كافئتني سوى بالحقد والكره وتدبير المؤامرات والهوس والجنون.
أجل أعلم بأنكِ أحببتني ولكن حبكِ كان من نوع التملك والهوس وهذا مالم أتقبله بكِ.
بصراحة أنا خجلٌ كثيراً لإنكِ أحببتني هذا الحب، لإنه من وراء هذا الحب قد آذيتي الكثير من الناس بسبب مرضكِ وهوسكِ بي.
جلُّ ما أريد التوصل إليه هو أنه أتمنى أن يصلح حالكِ وتسامحيني لإنني تخليت عنكِ ولكنني حقاً لم أعد أحتمل جنونكِ ولم أعد أحتمل أذيتكِ لزوجتي والتي لم يكن لها أي ذنب.."
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...