كان جالسٌ في مكتبه وهو شارد الذهن وتحديداً عند تلك الجلسة التي انتهت بالشجار والمشاحنات والغضب، حقاً لم يكن يتوقع هذه الجرأة من شقيقته، الآن وبعد كل شيء هي من ستكون منقذته وهي من ستساعده في كل شيء، لا يعلم لما لوهلة سرح في الماضي عندما تعرف على جيداء وتقربا من بعضهما ومن ثم دخلا في علاقة حميمية، في الواقع جيداء كانت ذكية جداً فهي كانت تعلم كيف تسلك الطريق إلى قلب سامح، حتى بعد أن اكتشف أنها كانت على علاقة مع شاب من عمرها وحدث الكثير من الأشياء بينهما، فهو كان برأيه أنه لن يكون بينهما زواج فقط العلاقة تلك التي تشبعه بها وتعطيه أكثر مما تأخذ هي منه، ولكن تطلعات جيداء كانت أكبر من علاقة عابرة تقيمها مع سامح فقد كانت تطمح لتدخل عائلة الأزهري، كانت تعلم أنها ستواجه الكثير من المتاعب، ولكنها دخلت العائلة رغماً عنهم جميعاً، واستطاعت أن تعلّق سامح في شباكها، وجعلته يغار عليها جداً، حتى أنه لم يكن يفرق معه ماحدث في الماضي، لقد تقبلها بكل عيوبها.
حتى بدأت جيداء تزرع في قلب سامح بذور الشك والغيرة لتجعله يركض خلفها أينما ذهبت ويتعلق بها أكثر.
لم يتمحور دور جيداء على ذلك فقط وإنما بخبثها ودهائها جعلت سامح كالخاتم بإصبعها لدرجة أنها استطاعت تفرقته عن حبيبته السابقة عبير والتي كانت طالبة عند جيداء أيضاً في وقتها.
لم تكن لتجد أفضل من يامح كما أنها لن تجد شاب ميسور الحال أكثر منه، ففي أثنائها كانت عائلة جيداء على وشك الإفلاس بشركاتهم وعقاراتهم وأعمالهم، وكانت دائماً تفكر في مستقبلها، ماذا إن لم يستطيعوا أهلها في وقتها أن يعودوا إلى وضعهم السابق وللحياة الرغيدة؟ ماذا إن أفلسوا حقاً وأصبحوا أناس بسطاء وفقراء؟ كل هذا كانت تفكر به جيداء وبعقل كبير، وطبعاً هي كانت تعلم كل شيء عن سامح وعن وضعه المادي وأحواله وأحوال عائلته لذلك وفي وقتها وجدت سامح صيداً محرزاً تستطيع أن تستغله لتعيش حياة هنيئة، فهي فكرت ودرست الفكرة مراراً وتكراراً وقد وجدتها ممتازة فسامح كان شاب صغير وفي أوائل العشرينات وأصغر منها ولديه الأموال والسلطة والجاه فما الذي ستريده أكثر من ذلك برأيكم.عائلة سامح ظلوا على قرارهم ولم يوافقوا على هذه الزيجة ولكن بعد المداولات والقال والقيل والمشاكل التي حدثت والتي أنهكت قوى عائلة سامح وافقوا على زيجته بجيداء وزوجوه إياها ولكنهم لم يكونوا راضيين عن زواجه، علماً بأن أولاد سامح هم المفضلين لدى العائلة ولكنهم لا يطيقون جيداء لذلك هي أيضاً لا تطيقهم ولا تحبهم.
وبعد كل هذه السنوات التي مرت مازالت جيداء تطمع بزوجها وبأمواله علماً بأن عائلتها استطاعت أن تعود وتبني شركاتها وتزدهر بسرعة كبيرة وهذا كان بفضل السيد سامح عندما تبرع لهم بمبلغ كبير لكي يعيدون ترتيب أمورهم وشركاتهم، وإلى هذا اليوم لم يرجعون له دولاراً واحداً من الأموال، هذه الأفعال لم يقف عندها سامح وإنما تخطى كل شيء لأجل أولاده ونسي كل شيء فهو لا يطمح للأموال ولا يفعل إلا بأصله، كونه كان شاب يافع ومن عائلة مرموقة ومحترمة وليس بعينهم الأموال لذلك قد تربي على هذا الأساس ولم يطالب عائلة زوجته بالأموال، ليس خوفاً منهم وإنما فعل بأصله فقط.
أنت تقرأ
أحببت حبيبة ابني
Romanceلا زِلتُ أذكرُ ذلكَ اليوم عندما وقعت عيناي عليها ماذا جرى لي.. عندما انعدم المنطق لدي ولم أكن آبهاً كونها حبيبة ابني.. لم أصدق بأنني سأمر بتِلكَ التي يسمونها جهلةُ الأربعين وأحِبُ على زوجتي.. يا إلهي كم أنني أصارع نفسي دائماً فقط لكي لا يفتضح أمري م...