الفصل الخامس

40.1K 974 16
                                    

الفصل الخامس ...
وقف مع والده هو يحاول قدر الإمكان أن ينظر في عينيه دون خوف .
تحدث ماجد قائلاً بلهجة أمر:
-روح جيب قمر يا محمود ! احمد مش مهم بس لازم تجيب قمر ماهو مش  بعد العمر دا تجي تقضحنا  .
اوما له محمود بهدوء دون أن ينبجس بأي شيء  .
تابع ماجد بجديه كبيره:
-في حفله للرجال الاعمال هنجيب قمر معنا لان في ابن واحد أعرفه وحاول نقربه لقمر  ولو تم الموضوع دا هنكسب دهب من وراء
ابتسم محمود بسخرية له فهذا ما يهم والده "المال ثم المال "و هم مجرد وسائل لكسب المزيد منه.
نهض محمود بهدوء وهو لم يعد يتحمل المزيد من هذا الحديث المزعج وتوجه خرج المكان بكامله .
ابتسم ماجد بفخر كبير لنفسه فهو استطاع أن يكون نفسه في ابنه البكر قد أحسن صنعا بما فعله له وهو صغير فيصبح هكذا الان.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
رفعت يدها علياً لتهبط علي وجه بقوه شديدة ،لم تفكر بالعواقب التي ستحدث سببها تلك الصفعه فهي لم تهتم سوي بشقيقه الصغير الملقي ارضاً.
صاحت به قمر بكل غضب وشرشه:
-انت مجنون ابعد عن اخويا
دفعته بعيدا  ما انتهت من تلك الكلمات الغاضبه..
اصبحت  عينيه كجمر مر أمام عينيه لقطه دائما يحاول قدر الإمكان أن ينسيها تلك اللحظات اللعينه الذي كره فيه جميع البشر وقرر  عدم الوثوق بهم .
برزت عروقه يده ورقبته التفت لقمر مثل الوحش الكاسر امسك بها من رقبتها بكلتا يديه ،يضغط عليها دون أي رحمه وعينيه لا تري شئ أو أحد .
لا تستطيع التنفس أنه بتأكيد مختال عقليا سيقتلها ،رفعت يدها تحاول نزع تلك الايادي التي تخنقها وتمنع عنها التنفس .
تحدثت قمر بنبره متقطعه :
-مش ق.اد.ره ا.تن.فس
ازرق وجها بشده واقترب الجميع منهم محاولون ابعد سلطان عنها ولكن كان يدفعهم عنه بقوه .
ساقتلها أجل سيقتل تلك القذره.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قاد السياره بسرعه كبيره وهو يحاول نسيان ما تحدث عنه والده .
أجل هو يهتم بشقيقتها حتي لو لم يظهر لها سوى القسوه ولكن ما باليد حيله فهو لا يريد أن تراه ضعيف و هزيل امام والده لا يجب أن يراه أحد علي تلك الحاله .
تحدث محمود قائلا بمنطق :
-طب ما قمر هتجوز واحد معه فلوس فنفس الوقت هتبعد عنه وعن شره وكدا الطرفين هيكونوا كسبنين !
صمت بعد أن تلك الكلمات التي أخبره نفسه بها كي لا يشعر بأي تانيب ضميره أبعده عنه فكره ان شقيقته ستكون فقط وسطه لولدهم فهو لا يهتم بمن ستتزوج أو كيف سيعاملها .
اوقف السياره أمام ذلك الفندق الذي أخبره عن عنوان والده قائلا بأنهم هنا  .
تقدم ودلف الي بعد اعطي مفتاح سيارته للبواب كي يصفها.
استمع لتلك الاصوات الآتية من حديقه الفندق ،اثار فضوله معرفه مايحدث والاقتراب من مصدر الاصوات..
اتسعت مقلتا عينيه بصدمه وهو يراه ذلك رجل يمنع عن شقيقته التنفس .أنه يقتلها أجل سيقتلها .
---------------------------------------------------------------------------------------------
شعرت أنه ستقابل ربها قريبا أغلقت مقلتا عينيه وهي لا تشعر بأي هواء تنفس يدخل لها،وفي تلك اللحظه شعرت بايادي ذلك الوغد تبتعد عنها تسقط أرضا وتبدأ بالسعال بقوه .
هجم محمود علي سلطان وابعده عن شقيقته ثم لكمه قويه جعلته يفيق لم يحدث وماذا كان يفعل أو كان سيفعل لاحقا ..
اقترب محمود من شقيقته ووضع يده على كتفها .
تحدث قائلا بنبره قلقه :
-قمر انتي كويسه
نظرت له بهدوء ثم اومات له مواكده .
ابتعد عنها ونظر لذلك الوغد الذي وقف يعدل  في ملابسه يغلق ازرار جاكيته بكل برود كما لو أن لم يحدث شئ .
نظر سلطان لمحمود ثم ابتسم بكل برود والتفت كي يرحل  ولكن توقف حين استمع لصوتها المتعب .
تحدثت قائله بصوت متعب غاضب:
-انت واحد مريض نفسي بجد
وقفت قمر حين رأته يلتفت كي يرحل
التفت له ثم نظر لها بهدوء وتحدث بنبرة حادة:
-اللي شوفتيه دا مش كل حاجه عشان تقولي مريض نفسي .
انهي جملته باابتسامه ورحل مبتعداً عن المكان وهم يقفون ينظرون لاثره .
--------------------------------------------------------------------------------------------
كانت تجلس بجانب الفراش الذي هو كان مستلقي عليه اجل فهي قد ابتعدته عن المكان بمساعدة بعض الأشخاص ثم أدخلته غرفته بعد رجاء منها للموظفين الفندق وبدأت في علاج تلك الجروح التي في وجهه .
ظلت تتأمل في وجهه بكل حب ذلك الحب الذي لن تستطيع أن تعبر عنه ابدا .
افاقت حين رأت ذلك الجروح اعلي أحد حاجبه، وقفت واقتراب منه وهي تحاول أن تضع لاصقه طبيه .
فتح مقلتا عينيه بارهاق وتعب ليره تلك الفتاه الجميله ذات العيون الرمادية .
ابتسم بعشق وهمس بصوت خافت :
-دنيا
لتنتبه له وتنظر في عينيه ظلوا علي تلك الوضعية بين نظرات القلق والحب .
افاقت من شرودها وتسرع بالابتعاد عنه وتحدثت بنبره متوتره:
-انا كنت بعلاجك اصلك كنت بتنزف اووي ومحدش مهتم بيك
اوما له بهدوء لتسرع هي بالهرب مبتعداً عنه ووقد اصبح لون وجهها احمر اللون فهذه تلك المره الاولى التي تتحدث به معه .
ما ان خرجت حتي يبتسم لبراءتها فليست دنيا فقط من تكن مشاعر الحب بل هو كذلك فهو  يحبها بل يعشقها ولكن قلبه يخبره بأن لا يقترب بأن يبتعد بأن لا يعترف بتلك المشاعر .
تحدث احمد قائلا بصوت متعب :
-كفايه أن اشوفك كل يوم في كليه كفايه أن اشوف ضحكتك ياتري يا دنيا انا لو قولتلك اني بحبك هترفضيني؟!!  تفتكري اني مستحقيش
انهي جملته تلك بتنهيده طويله تدل على تلك المشاعر المسجونه بداخله ..
تذكر شقيقته التي كانت اخر شئ راه قبل ان يفقد الوعي،اسرع بالنهوض والخروج بحثاً عنها بقلق بالغ فقد يكون ذلك اللعين فعل بشقيقته شئ....

--------------------------------------------------------------------------------------
اقترب محمود من شقيقته بغضب شديد وصاح به  :
-انتي مجنونه؟!! انتي ازاي اصلا توقفي معه!! ولا هو اي هبل وخلاص ..
تلك الاحداث انساتها تمام أن شقيقه الأكبر يتوقف أمامه وما أن وجدته يصيح بها حتي اخذت ذكرياته تعود لها وبدات بالارتجاف بخوف ..
لم تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة فقط تبحث بعينيه عن أحد تحتمي به وكان ذلك شقيقها الأصغر ..
اسرعت قمر بالذهاب لاحمد ما ان رأته قريب منهم واختبات خلفه بخوف ..
وجد شقيقته اتي نحوه وتسرع بالاختباء خلفه تنظر إلي مكان ما بخوف ،عقد حاجبيه بتعجب من تصرفها هذا والتفت الي المكان الذي تنظر إليه ، تلاشت تلك التعبير عنه فقد تم وضوح الصوره ولماذا شقيقته خايفه هكذا  فقد اتي ذلك الوغد شقيقهم الأكبر اليهم  .. 
وجد قمر تهرب منه بخوف باتجاه شقيقه الأصغر مختبئ خلفه..
ابتسم بسخرية فلديهم عكس الأشياء فبدل أن يكون هو من يحميها وتختبي خلفه بما أنه الأكبر اصبح شقيقه الصغير هو من يحميها ومن تختبئ خلفه ...
اقترب منهم بضيق شديد وتحدث قائلا وهو ينظر لاحمد:
-انت كمان بتستهبل ايه شغل  العيال  !! يلا هترجعوا البيت معايا .
التوي ثغره احمد وتحدث قائلا بسخرية:
-شغل عيال !طب بقولك أن احنا مش راجعين البيت إلا لم الرحله دي تخلص   يا محمود ماجد باشا ولا أقول ماجد الصغير
شعر محمود بتلك السخريه مما اغظه وتحدث قائلا بنبره تحذيره:
-احمد اتكلم عدل  واسمع الكلام اللي بقول عليه افتكر اني اخوك الأكبر .
اقترب منه احمد ونظر في عينيه بتحدي وهو يقول :
-ولو متكلمتش عدل وسمعتش الكلام هتعمل ايه
نظر الإثنان الي أعين بعضهم بنظرات ملئ  بالغضب وتحدي ....

--------------------------------------------------------------------------------------
عاد لمنزله بغضب شديد وأخرج هاتفه المحمول ثم وضعه علي اذانه ما ان أجاب حتي صاح به قائلا بلهجه أمر :
-انت تيجي ليا دلوقتي !بقولك دلوقتي !!
ثم تابع حديثه بصياح:
-لا مش كويس تعال حالا
وانهي المكالمه ثم دخل الي مكتبه ينتظر قدوم ذلك الشخص .
جلس علي مقعده وارجع راسه للخلف بارهاق وهو يغلق مقلتا عينيه .
وبعد عدة دقائق من الانتظار انفتح الباب ويدلف ذلك الرجل الذي يبدو في الاربعين و يضع نظارات طبيه ...
فتح  سلطان مقلتا عينه واقترب منه ثم تحدث قائلاً بصياح :
-انت مش قولت اني خلاص بقيت كويس
ثم تابع بصياح متسال :
-امال ليه النوبات دي رجعت تاني ليه
انهي جملته تلك بلقي الأشياء التي علي مكتب في الارضيا محطماً اياه .
مما افزعه فيتحدث الآخر بهدوء :
-اهدي ياسلطان !انت بس ايه اللي حصلك ؟!! ما انت بقالك سنين مش بتجيلك نوبات الغضب  دي
احمرت عينين سلطان  بشده وتحدث قائلا بحده شديده:
-افتكرتهم !!! رجعت ليا حاجات بحاول  انساها عايز انسي كل حاجه منهم يادكتور عبدالله ...
ضرب المكتب بغضب شديده وهو يشعر بألم كبير في مقدمه رأسه .
نظر له طبيبه النفسيه بشفقه كبيره وتحدث قائلا متسائلا:
-قصدك امك وابوك
التفت له سلطان كبير ثم صاح به :
-انا معنديش لا ام ولا اب انا عايز انسي كل حاجه مقرفه من الناس دي ..
انهي جملته  بكل الالم فوحوش الماضي مازالت تطارده ذلك الماضي اللعين الي يحاول دائما أن ينسي واذا تذكره ينتج عنه تلك النوبات الغاضبه .

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رايكم

السلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن