الــفــصــل الـــســادس والـعــشــرون
***************************زوجته ..!
كلمة صداها طغي علي جميع حواسه..فوقف مصعوقاً من حقيقه لم تأتي يوم في حسبانه ...ورغم أنسياب الدماء من أنفه الا انه لم يكن يشعر بشئ سوي ان يُحدق بلهفة صديقه عليها وهو يحملها بين ذراعيه ..مُتجها للباب الخلفي من المنزل وخطواته تتسارع خوفً عليها
فوجد يد تربت علي ظهره ..فألتف ليجد تلك المرأه الطيبه التي دوما كانت أما له ولصديقه
وعندما طالعها بنظرات مشوشه ..أبتسمت حسنيه بطيبه : انا شوفت كل حاجه ، بس عارف يمكن اللي حصل ده رساله ليه عشان يرحم البنت الغلبانه ديه ويعترف بيها زوجه ليه
فشعر معتز بالألم وهو يستمع اليها.. وتسأل :
أياد أمتي اتجوزها...!!
فطالعته حسنيه بتنهد ..وظلت تقص بداية تعارفهم عليها وبيع أخيها الي ان تزوجها أياد وجلبها معهم بصفتها مربيه لسليم ليس أكثر
ليخفق قلبه بندم لما سببه لها ..وظلمه واتهامه لأنسانه ضعيفه مُنكسره ..فليلي كانت بالنسبه له ملاك جميل أبهره حتي ضعفها ولمحه الحزن في عينيها كانوا هالة من الصفاء حولها
...................................................................
نظر الي تلك الحجره التي لم تتطئ قدماه لها منذ ان توفت زوجته ..ورغم ذلك كان حريصً دوما علي جعل الخدم تنظيفها
واقترب من الاريكه التي دوما كانت تشهد لحظات جنونه مع زوجته بعد ان تعزف له مقطوعات علي البيانو الخاص بها
ذكريات كثيره دارت بذهنه ...ولكن قلبه الأن كان مع تلك الساكنه بين ذراعيه ..فوضعها برفق وبدء بلطم خدها قائلا بقلق : ليلي ..ليلي انا أسف
فوجدها بدأت تفيق .. ودموعها أخذت مجراهاعلي خديها
تُخبره مدي ألامها
فجثي علي ركبتيه أمامها وبدء بفرك أيديها قائلا بندم :
انتي كويسه ، ردي عليا ياليلي
وأخيرا نطقت بصعوبه : انتوا ليه بتعملوا فيا كده
وأتت بذهنها كلمات معتز
" ديه واحده رخيصه ..عاهره "
فتأوهت بصوت ضعيف : أه ..قلبي بيوجعني اوي
فكل شئ أصبح يضغط عليها بشده ..تحب رجلا لا يعترف بها في عالمه .. اخ تركها بمفردها وتخلي عنها .. والدين رحلوا ليتركوها في حياه قاسيه .. واخرين يطعنون في شرفها ...وكيف لا يطعنون ولا أحد بجانبها يأخذ لها حقها
وتمتمت بألم : هتفضلوا لحد أمتي توجعوني .. وانا بسكت
ليه جبتني من بلدنا .. ليه بتكرهوني ونفسكم تخلصوا مني
فشعر بأنها لا تُخاطبه وحده .. ونظر اليها طويلا ولم يُصدق أن كبتها وألامها أنفجروا اليوم
وعندما اعتدلت من جلستها هتفت بمراره : انا همشي من هنا وهرجع بلدنا
وكانت كلماتها كالصدمه ... فأدرك أنها سترحل وستضيع منه فهو رجلا مشتت يعيش بين الماضي والحاضر
ووقفت كي تركض من أمامه الا ان ذراعيه تلقتها وهو يهتف بحب : ليلي انا بـــحبـــــك ..
ورغم ان تلك الكلمه دوما حلمت بها منه وكانت تراها مستحيله .. الا ان شغفها قد ضاع
فضمها أكثر اليه وهو يُتمتم : مش أحنا اتفقنا اننا هنبدء صفحه جديده ياليلي
وتابع : ليه لما بقيت أقرب منك ..انتي بتبعدي
فضحكت بمراره : قدرنا كده .. لان انا الخدامه وانت السيد
ووضع بيده علي فمها لينهرها بقسوه : اوعاكي فيوم أسمعك تقولي كده ..
فحاولت ان تبتعد عنه .. الا ان تلك القبله التي باغتها بها
جعلتها تقف ساكنه ..بلا حركه
حتي انهم لم يشعروا بحسنيه التي وقفت علي أعتاب الباب وقد جائت للأطمئنان عليها .. وبعد ان كانت تبكي عليها وعلي قسوة الزمن لها .. أبتسمت وهي تري أخيراً جنون ذلك الذي ظنت بأنه سيظل أسير الماضي
وهتفت بصوت خفيض قبل أن تُغادر الغرفه : كان لازم يحصل اللي حصل ده عشان تنطق أخيرا ..
وتابعت ضاحكه : الرجاله ديه عجيبه .. ميعرفوش قيمتنا غير بعد وجع قلب ...
.................................................................
جلست حنين أرضً رافعه ركبتيها لأعلي .. وتُقضم أظافرها تارة وتارة أخري تُخبر صديقتها عن ماقاله زين لها
لتهتف خديجه أخيرا : يعني قالك هيطلقها
ثم تابعت : يبقي الراجل بيحبك ياحنين
واكملت بمرح : زين نصار بجلالة قدره بيحب صاحبتي الغبيه
ليحتقن وجه حنين وتمتمت بغضب : انتي مش ملاحظه انك بتهزئيني كتير الأيام ديه .. وانا ساكته
اقفلي انا غلطانه اني بتكلم معاكي أصلا
وكادت أن تُغلق الهاتف الا ان صوت خديجه المتلهف أتاها : خلاص ، خلاص ..كملي وقوليلي بقي انتي زعلانه ليه دلوقتي
فتنهدت بأسي : انا كده هكون خرابة بيوت ياخديجه
لتتنهد خديجه وهي تُتمتم : هسألك سؤالين وجاوبي عليهم
فتمتمت هي : اسألي
فتسألت خديجه : انتي أخدتيه من مراته وجريتي وراه ولا هو الي أتجوزك بأرادته بل وكمان غصب عنك
فنطقت وهي تتذكر بداية قصتها معه : ما انتي عارفه سبب جوازنا من الأساس .. وأزاي كنت بستنجد بي من هاشم بس للأسف
فأبتسمت خديجه وهي تُتابع : أدي اول سؤال أنتي رديتي علي نفسك فيه .. انتي كنتي ضحيه للقدر ياحنين ..يعني انتي المظلومه في كل ده .. انتي ولا كنتي تعرفي زين ولا عمرك شوفتيه ولا حتي سعيتي وراه
ورغم أنها كانت تشعر بصدق كلمات صديقتها ..انتظرت سؤالها الأخر .. لتُتابع خديجه : من ساعة ما اتجوزك عملتي حاجه تشده ليكي .. لبستي فستان حلو .. ظهرتي قدامه علي انك جميله في يوم ..جذبتيه ليكي في حاجه
فشعرت بتدفق الدماء لرأسها .. وتذكرت هيئتها
التي دوما تظهر بها أمامه .. فضحكت قائله : ده عمره ما شافني غير ببيجامات تويتي وميكي موس
فأنفجروا الأثنان ضاحكان .. لتتنهد خديجه قائله : ده المفروض ينفصل عنك انتي مش هي .. بصراحه الراجل ده عجيب في حد يحب جعفر
لتتسع حدقتي عينيها وهي تستمع لتشبيه صديقتها لها "بجعفر" ..رغم انها تعلم ذلك ولكن شئ بأنوثتها قد تحرك فتنهدت بضيق :
راعي مشاعري شويه ، وبطلي تشتميني
وتابعت بفخر : وعلي فكره انا لو عايزه اكون زي رحمه هكون .. بس انا ماليش مزاج
لتضحك خديجه قائله : والله ياريت
وأكملت بنبره جاده : متضيعيش حياتك من أيدك ..ومتحمليش نفسك ذنب انتي ملكيش دخل فيه .. ده قدرك ياحنين أقبليه وعيشيه اكيد ربنا ليه حكمه في كده
فتمتمت بصدق : ونعمه بالله....
................................................................
نظرت ليلي اليه ببتسامه حانيه بعدما غفا أخيرا .. لتغلق القصه التي بيدها .. فساعتان قضتهم تُحايل فيه أن لا يغضب منها
لأنها لما تحضر لحظه أطفاء شموع عيد ميلاده ..ورغم انها أخبرته بأنها تعبت فجأه الا انه تذمر بطفوله
وها هو اخيرا ينعم بنومه .. بعد أن سامحها
فأنحنت نحوه تُقبل جبينه وشعرت بألم ظهرها بسبب جلستها
لتجده يقترب منها قائلا : نام
فرفعت وجهها نحوه وهي تبتسم : كان زعلان اوي مني عشان مكنتش معاه لما طفيتوا الشمع
ليجذب اياد يدها نحوه قائلا : السنين جايه كتير معانا ان شاء الله
وتذكر أحداث تلك الليله بأرهاق ..فحمدلله بأن كل شئ صار علي خير
فهمست بصوت خافت : انا أسفه لأن انا...
وقبل أن تُكمل باقي عباراتها .. هتف بدفئ : هووس ..مش عايزه أسمع اي كلمة أسف تاني منك .. اللي مفروض يعتذر هو انا
ونظر الي صغيره النائم بهدوء .. وهمس : تعالي يلا نخرج لأحسن يصحي
فتابعته خارجاً... بعدما أغلقوا الأنوار
وهتفت بهدوء وهي تلتف بجسدها نحو غرفتها : تصبح علي خير
وطوق خصرها بذراعيه من الخلف .. وانحني نحو أذنها هامس : وحشتيني
فأرتجف جسدها الذي بدء يختبر لأول مره تلك المشاعر
ووجدته يُداعب عنقها قائلا بتسأل : انت عندك وحمه في رقبتك ياليلي ، ونظر طويلا ليضحك : فراوله
فأزالت ذراعيه عنها ...وأبتعدت بخجل ..ليجذبها ثانية اليه ويٌقبلها عليها ليُتمتم بعدها بأستمتاع وكأنه حقاً يتذوق طعم الفراوله : أمممم ، طعمها جميل اووي
فحركت جسدها قليلا ..كي تتحرر من قبضتي يديه
الا انه حاصرها مُجدداً كي يبقيها معه اكثر : كنتي بتحكي لسليم حدوتة ايه
فهمست بخفوت : سندريلا والأمير
لتجده يرفع بعض خصلات شعرها ويضعها خلف أذنها قائلا بمشاكسه : طب وابوه ملهوش حدوته حلوه .. تحكيهاله
واخيرأ أستطاعت ان تبتعد عنه .. فجسدها أصبح لا يقوي علي تلك المشاعر
وهتفت : انت كبرت علي الحاجات ديه علي فكره
وركضت من أمامه وهي لا تُصدق بأن علاقتها ب أياد أصبحت هكذا ... فالجليد بينهم قد ذاب
وقبل ان تغلق باب غرفتها ..وجدته يردف وتمتم بمكر : مدام مافيش حدوته ، قربي بقي عشان أقولك حاجه
وظنت بالفعل أنه سيُخبره بشئ .. فجذب يديها نحوه ليُقبلهما برقه قائلا : احلام سعيده ياملاكي
وغادر بعدها الغرفه .. ليتركها تقف مذهوله مما حدث
..................................................................
أخذت تتقلب في فراشها وهي لا تُصدق بأن زين قد ترك لها الغرفه ... ونقل كل حاجته لغرفه أخري بعيدا عنها
فشعرت بملوحة دموعها علي شفتيها لتُتمتم بعدها : كده يازين تبعد عني عشان ديه
وتذكرت حنين ..فتمنت لو كانت امامها الأن لتقتلها
وجذبت هاتفها من جانبها لتنظر الي الوقت ..فالساعه تجاوزت منتصف الليل
ولكن لم تستطع أن تصبر أكثر من ذلك .. فما يدور بعقلها لا ينتظر ..لتُهاتف فادي ..الذي عندما رء رقمها أجاب بتلهف : رحمه انتي كويسه
لتُتمتم رحمه بصوت باكي : زين هيضيع مني يافادي ، انت لازم تنفذ اللي قولتلك عليه ..لازم تجيبها شقتك بأي طريقه
فأزداد غضب فادي منها ..فكلما تذكر ما أخبرته به صباحاً وان يصطبحب حنين لشقته ويُخدرها ويجعلها عاريه حتي يأتي زين ليكتشف خيانة زوجته معه
ورغم ذلك أراد أن يكون هادئ أمامها ..حتي يقنعها بأنه سيُنفذ خطتها التي من الممكن ان تستأجر احد لفعلتها .. فرحمه اصبحت الغيره تعميها بشده ..ولن تشفق علي تلك الفتاه الا اذا رأت زين يُدمرها
لتهتف رحمه بتسأل : فادي انت روحت فين
وتابعت برجاء : فادي انت قولتلي انك ديما هتكون معايا وهتساعدني .. لازم يافادي تنفذ اللي قولتلك عليه
ليغلق فادي عيناه بضيق وهتف ببرود : تمام يارحمه ..قبل ما أسافر لبنان هنفذ اللي انتي عايزاه
فعادت تتسأل : امتي طيب ؟
ليزداد ضيقه : انتي عارفه ان من الصعب أقدر اجيبها شقتي .. فسبيني أفكر كويس
واغلقت بعدها الهاتف .. لتنظر الي هاتفها بشر قائله : امتي أخلص منك زي ما سمحتلك تدخلي حياتنا
...................................................................
نظرت الي معصميها المُكبلان بألم وهي مازالت الي الأن لا تُصدق بأنه انتهك شرفها .. وانها بعد أن كانت تطوق لليلة زفافها مع من أختاره قلبها .. لتعطيه كل شئ وهي تُخبره أنها ظلت طيلة عمرها تُحافظ علي جسدها وقلبها اليه
فهبطت دموعها ..واتبعتها ضحكه ساخره ظهرت علي محياها وتنهدت بألم : أنا أسفه ياطارق ، أسفه اني محفظتلكش علي نفسي
وتمتمت بصوت ضعيف : تعالا بقي ..انت قولتلي انك هتفضل طول عمرك سندي ومش هتسبني لوحدي
وبعد أن شعرت بأن كل شئ داخلها يحترق ..نهضت بصعوبه وهي تُحرك السلسال الحديدي خلفها ..
فالقذر بعدما سلب ما أراد عاد لتقيدها ثانية
ووقفت أمام الشرفه الصغيره المُضائه بنور القمر الساطع
وظلت تُطالع الظلام الذي اندست روحها داخله بسبب ذنب لا تعرفه
لتسمع صوت الباب يُفتح ..فأغمضت عيناها وهي تكره ان تراه
ووجدته يقترب منها ليتسأل : بعد يومين المأذون جاي ياعروسه
فهتفت بصياح : قولت مش هتجوزك ، انا عندي اموت ولا اني أتجوز شيطان زيك
فضحك حاتم بسخريه قائلا : بتدلعي علي ايه .. احمدي ربنا اني قابل بيكي ..مش كفايه انك مش بنت
لتدمي الكلمه قلبها .. فمن أنتهك حرمة جسدها يُخبرها بأنها اصبحت لا شئ ..فتمتمت بألم : انت فعلا شيطان ، ربنا ينتقم منك
فطالعها حاتم بضيق ..وتنهد قليلا ليُجذبها نحوه بقوه
وظلت شفتاه تتحرك علي وجهها ولكنها كانت تصرخ وتنفر من لمساته ... الا ان تركها بعد ان صفعها علي وجهها ليهتف بتوعد : انسي انك تشوفي النور تاني ياسهيله ، وهتكوني مراتي
وخرج بقسوته ..صافعا الباب خلفه .. لتنظر الي يداها المُكبلان وهي تُتمتم : يــــارب ...
...................................................................
ظلت حنين تنظر الي الساعه التي أمامها .. فقد اصبحت في الثانيه صباحاً ... لتتنهد بتسأل : ياتري نايم ولا صاحي
وتابعت وهي تتحرك بغرفتها بلا هواده : طب هروحلة أوضته دلوقتي ازاي ، كده هيفهمني غلط
ثم تنهدت بتذمر : يييه انا ليه عايزه اروحله اوضته ..
وبعد صراع دام طويلا .. خرجت من غرفتها بهدوء وظلت تسير علي اطراف قدميها حتي لا يستيقظ احد ويراها
وتسألت بخفوت وهي تُحادث نفسها : انا شكلي نسيت انهي اوضه الخدم نقلوا هدومه فيها
وضربت رأسها بيدها كي تتذكر لتهتف اخيرا : ايوه هما راحوا ناحيه اليمين ..انا هروح ادور بقي في الأوض اللي في الجزء ده
وفتحت أول غرفه قابلتها بهدوء .. ثم فتحت الغرفه الثانيه..فأبتسمت بعد أن رأت جسده مُسطح علي الفراش الواسع رغم ظلام الغرفه
وتحركت للداخل وهي لا تُصدق بأنها في غرفته
وبعدما أغلقت باب الغرفه بهدوء تمتمت كي تُطمئن نفسها : اهدي ياحنين ، انتي هتتفرجي عليه وهو نايم وبس ..اهم حاجه متعمليش صوت
وحركت قدماها ببطئ .. حتي أقتربت من فراشه
لتتأمل ملامحه بوضوح .. فأبتسمت وهي تري كم هو جذاب بشعره المُشعث .. ولحيته الخفيفه ..حتي في نومه تري رجولته الطاغيه
وتنهدت بهدوء : انت جميل اووي يازين
ومالت نحوه قليلا .. كي تلامس وجهه بأطراف أناملها
وعندما شعرت بتحرك جسده ..أنبطحت أرض وهمست :
انا كده روحت في داهيه ..هطلع من هنا ازاي
وظلت لدقائق علي وضعها هذا .. ورفعت وجهها قليلا
فوجدته مازال غافياً .. فلو كان استيقظ لنهض علي الأقل
وجلست علي ركبتيها وظلت تتأمله بنظرات طويله وهي لا تعلم لما اليوم تطوق اليه وتشعر بأنها تود ان لو يحتضنها
وتُخبره بأنها تحبه ..
ومرت دقيقه ..ليتبعها أخري وهي مازالت تُحدق به دون ملل
حتي شهقت بفزع وهي تراه يفتح عيناه ..وكادت ان تنهض الا انه جذبها ..فسقطت فوقه ليتسأل بمكر : مش عيب ندخل اوضة راجل غريب ونقعد نتفرج عليه وهو نايم
ثم جعلها تميل ليميل عليها ..فتمتمت بخوف : أيه ده انت مين وانا فين
فطالعها زين بشك .. لتُكمل لعبتها : انا شكلي رجعت امشي تاني وانا نايمه
فحرك جسده بعيدا عنها ..وهتف ضاحكاً : للأسف ممثله فاشله
فأعتدلت من فوق الفراش ..بعدما اخيرا سمح لها بالتنفس وتمتمت بتذمر : انت مش مصدقني ، طب براحتك
وتابعت قبل ان تنهض : اصلا انا ايه اللي هيجبني اوضتك ..
فلمعت عين زين بمكر وهو يُطالعها وتمتم بوقاحه : يمكن عايزه تنامي جنبي ولا حاجه
فشعرت بسخونه وجهها .. ليضحك قائلا بغمزه بسيطه: مش عيب صدقيني تنامي جنب جوزك
وكادت ان تنهض من فوق الفراش .. وتذهب لغرفتها كي تلعن غبائها وتهورها .. ولكنه جذبها قائلا برجاء : خليكي ياحنين ..ومتخافيش مش هلمسك
وتسطح علي الفراش بهدوء وطالع الفراغ الذي امامه ..فوجدها تُتمتم : عايزه اشرب
فألتف اليها بطرف عينيه ونهض من نومته ليجذب الأبريق وكوب الماء الموضوع علي المنضده التي بجانبه .. وبعد ان سكب المياه
أعطاها الكوب .. لترتشف منه القليل
وبعدها أعطته الكوب كي يضعه في مكانه
ونظر الي شفتيها فوجد بعض قطرات المياه بجانب ثغرها
فمدّ أطراف انامله نحوها وبدء يمسح القطرات هامسً : هتنامي هنا ..
فتأملته..وشعرت بأن لمساته تجعلها كالمسحوره نحوه
فحركت رأسها ..فأبتسم زين قائلا : ربنا يهديكي ديما ياحنين
وتمدد علي جانبه الايمن وأغمض عينيه ...فظلت تُطالعه وتُطالع باب الغرفه وهو تُفكر لماذا ستُنفذ رغبته اليوم في بقائها معه ..لماذا هي تطوق لصوته وقربه
وأرادت ان تفر هاربه ..الا انها اخيرا أستسلمت لقلبها وتمددت بقربه واصبح وجهها امام وجهه ..وانفاسهم قد اختلطت بدفئ ساحر
ففتح عيناه ليتسأل : برضوه مش هتقوليلي جيتي الأوضه ليه
فتنفست بصعوبه وهمست : ما انا قولتلك
فضحك وهو يتأمل ملامحها المُرتبكه وتنهد : برضوه
فحركت رأسها بالأيجاب .. ليضم رأسها لصدره قائلا : ماشي ياستي
وعندما شعرت بالخطر ..أبتعدت عنه سريعا حتي أصبح جسدها علي طرف الفراش .. لتهتف بعدها : ننام بأحترام لو سامحت
وضحك حتي أدمعت عيناه وهو لا يُصدق بأن بعد هذا العمر .. وما رأه من لهفة النساء عليه ورغبتهن لو يمتلكهن ل ليله واحده ..يُحب تلك الحمقاء بل ويود لو يخفيه في ضلوعه
فتأملته بحنق وهتفت بتذمر :انت بتضحك علي ايه ..ان غلطانه اني وفقت انام هنا
فهتف وهو يكتم صوت ضحكاته : خلاص ..هنام بأحترام
وأغمض عينيه وتظاهر بالنوم ..الي ان غفت أخيراً فتنهد ضاحكا : يتمنعن وهن الراغبات
وأقترب منها قليلا ليتأمل ملامحها الهادئه .. فمال علي جبينها ليلثمه بقبله دافئه وهمس بدفئ : عمري ما سمعت قلبي بيدق لغيرك انتي ..
الي ان سمع صوت أذان الفجر يعلو ..فنهض من جانبها كي يذهب للصلاه ...
...................................................................
طاوقت عنقة بذراعيها .. بعدما أنتهت من ربط رابطة عنقه
ليطبع هاشم قبلها رقيقه علي شفتيها : الدلال ده هيموتني ..انتي ايه اللي حصلك
لتضحك هبه بقوه ..فتنهد هاشم بضيق : انتي مش عايزاني أنزل الشغل ولا أيه ياهبه
وهمست برقه : انا لو عليا اخليك طول الوقت جنبي وفي حضني ..بس هنعمل ايه بقي أمرنا لله ..
فطالعها هاشم بعشق ..فرغم كل شئ حدث بينهم الا انهم اعادوا حبهم ثانية ..وغفرت له أخطائه وهذا ما يجعله كل يوم ممتن لها ..شاكرا الله بأنه منحه زوجه مثلها نقيه
ووجدها تهتف : صحيح لمياء صاحبتي رجعت من امريكا .. وعايزاني انزل معاها نشتري شوية حاجات ونروح النادي بالاولاد
وعند ذكر أسم تلك المرأه ..التي لم يكن يرتاح لها يوماً هتف بضيق : ايه اللي رجعها تاني ، مش كلنا خلصنا منها
فتنهدت هبه بحنق : هاشم ديه صاحبتي ، انا مش عارفه انت ليه بتكرهها كده ..
فضمها هاشم بذراعيه وتمتم بدفئ : خلاص ياستي روحي ..وابقي سوقي براحه ماشي
فهتفت بسعاده .. وعانقته بقوه : بمووت فيك ياحبيبي
.................................................................
نظر حاتم بمكر الي مسعد الذي يقف أمامه قائلا : قولتلي بتشتغل فين
ليهتف مسعد : في مصنع بتاع أحذيه ياباشا
وتسأل : هو انت عايز ايه من البنت ديه .. مش انت ياباشا اتفقت مع هاشم بيه انك خلاص هتسيبها في حالها
ليُطالعها حاتم بضيق ..فذكر هاشم له يجعله في مزاج سئ
فهاشم قد أبتعد عنه وعن اي طريق حرام ..حتي انه اخبره أن علاقتهم قد أنقطعت تمام
ولمعت عيناه بخبث وهو يُفكر في خطته .. فمنذ ذلك اليوم الذي طلب منه أن يُحرر تلك الفتاه من قبضته ..شعر بأن يوجد شئ بينهم
وها هو الان دوره كي يجعلها تذهب لهاشم تستنجد به ..ثم يهاتف اخيها ليُخبره بأن اخته تُدنس شرفهم ...
ويحدث ما يطمح اليه .. فبالتأكيد سيُقتل هاشم او سيُصاب وتُهدر سمعته ..فكل ما يعنيه ان يُلقي هاشم درسً لنفيه عن حياتهم الشريفه تلك التي يسعوا اليه ويتركوه هو في وحل شيطانه
فطالعه مسعد بشك .. وهو يري ملامح وجه تتغير وهمس داخله : امتي الباشا الكبير يؤمر بأننا نخلص منك ..وتبقي ورقه خسرانه
وتسأل مسعد : انت روحت فين ياباشا
ليضحك حاتم بشر وهو يُخبره : روحلها المصنع اللي بتشتغل فيه .. وقولها الباشا عايزك لاما هيفضحك بالصور والفيديو اللي عنده ليكي
وبالفعل انصرف مسعد ليُنفذ اوامره .. وبقي هو يفكر في امر تلك التي يسجنها في مزرعته النائيه
...................................................................
أنهت حنين دوام عملها بسعاده ..فاليوم تشعر بأن داخلها شئ قد بدء تغير ...حتي انها عندما أستيقظت صباحاً وفرت من أمامه هاربه الي غرفتها .. كانت اول شئ قابلتها
هي مرآتها لتتأمل وجهها الأحمر الذي يكسوه السعاده ..
وتسألت كل هذا بسبب ليله قضتها بجانبه علي الفراش
وجاء بذهنها فادي الذي لاحظ لمعة عيونها ..وكان يبتسم لها كأنه يُخبرها انه يُريدها سعيده دوماً ..فهي اصبحت تشعر بطيبة نواياه
وتأملت المكان الذي ينتظرها فيه السائق ليعود بها للمنزل
ولكنه لم يأتي .. وفجأه وقفت سياره تعلمها تمام
لتجد السائق يخرج من مقعده كي يذهب ليفتحه لها ..
الا انها هتفت : خليك ياعم سيد ..انا هفتحه عادي
وتابعت بضحكه لطيفه لذلك الرجل الطيب : ده حتت باب يعني
فأبتسم اليها الرجل بأمتنان ..وصعدت لتجلس بجانب زين الذي اول ما رأها... ترك الجهاز الألكتروني الذي كان يُتابع عليه اعماله
وانحني قليلا ليُقبل وجنتها ليهمس بدفئ : وحشتيني ..
فشعرت بالحرج من أبتسامة السائق التي شاهدتها في المرآه
وتمتمت بخفوت : انت ايه اللي بتعمله ده يازين
فضحك زين وهو يتأملها هامسً بجانب أذنها : انتي حلوه كده ليه النهارده
ثم تابع بمكر : يكونش بسبب ..
وقبل ان يُكمل باقي عباراته ..ابتعدت عنه حتي ألتصقت ب باب السياره
ليضحك بشده علي هيئتها .. وتنهد وهو يُشير لها كي تقترب : تعالي ياحنين هقولك حاجه مهمه صدقيني
وبالفعل أقتربت منه ..وتسألت : ايه ؟
فعاد يضحك ..لانها أستجابت لخدعته .. وحركت شفتاها بأمتعاض .. ليُحاوطها بذراعه
فبدأت تحاول ازاحته عنها ..
ووجدته يهمس ......