الفصل الخامس و الثلاثون

32.3K 677 11
                                    

الـــفــصـــل الــخــامــس والـثــلاثـــون
****************************

"موت" عندما خرجت تلك الكلمه ..أرتجف جسده من الخوف .. فمازال لديه احلام يريد ان يُحققها ومال يطمح بأن يجمعه مهما كان .. وأنتفض سريعا من سير أفكاره قبل ان يأمر رئيسهم احد رجاله بأن يقتله
وجثي علي ركبتيه امامه وهتف برجاء : ديه اول غلطه ليا ياباشا ، هتنسي حاتم راجلك المخلص
ليُحرك الواقف رأسه وهو يُطالعه : كنت مخلص ياحاتم ، وابتديت تلعب بديلك كتير ..وريحتك فاحت خلاص
ليُكمل حاتم توسلاته : خد الصفقه ياباشا ، بس بلاش قتلي
فضحك ساخراً : وانت فاكر ان الصفقه مبقتش بتاعتي
وبدء يُطالعه بنظرات قويه .. ونظر الي مسعد الذي يقف  خلفه واشار اليه : انت بقيت الراجل بتاعي يامسعد
لتتسع ابتسامة مسعد فتلك الكلمه دوما انتظرها بعد ان جعل حاتم يقع بشر أعماله مع ذلك الزعيم الذي لا يرحم.. فلن ينسي يوماً تلك التي طمع بها حاتم .. فتاة فقيره مريضه كانت تعمل في مصنعه من اجل لقمة العيش وعندما رأها ذلك اللعين
فعل بها دنائته وانتهك جسدها دون رحمه بعجزه فلم يتحمل قلبها فعلته ولا صراخها
فماتت ..فقد كانت مريضه قلب
حاتم الجبان وضع لها منوم في الشاي وبعد ذلك بدء في تعريتها وفعل تعذيبه السادي معها .. ليتحول مسعد من رجل مخلص كان يعمل ساعي في مصنعه لزراعه الأيمن بعد ان خدعه واثبت له بأن حياة الشرف ليست حياته وان نبتة شيطانه تُريد ان تتحرر من تلك المفاهيم التي لا تُجني شئ
وعندما رأي نظرات حاتم المُسلطه نحوه .. ضحك وهو يقترب من رئيسهم : ايه ياحاتم باشا بتبصلي كده ليه
ونظر الي رئيسهم الذي وقف يُتابع المشهد بهدوء واكمل : الباشا الكبير عارف رجالته المخلصين كويس..
ليضع ذلك الرجل الذي يرتدي قبعه ونظارة سوداء بيده علي كتف مسعد : انت من دلوقتي من رجلتي يامسعد
ليُطالعهم حاتم وقد شل لسانه عن الحديث فالكل متفق عليه  ومسعد الحقير الذي ورطه في اعمال كثيره بعيده عن اعين رئيسهم كان يتودد له في الخفاء من اجل منصبه
واخيرا نطق حاتم : كلب .. عضيت الايد اللي اتمدتلك ياشحات
فألتف مسعد الي رئيسهم الذي قد ملّ ..وامر :
يتقتل ويدفن ومحدش يعرفله مكان
وتابع وهو يتذكر زعيمهم الذي يُحرك رجاله في جميع انحاء البلاد والذي لا يعلمون مكان اقامته فكل ما يتلقوه منه اوامر تأتي من مساعده : شغل العيال ده بيزعل الباشا الكبير
وتحرك من امامهم برجاله .. بعد ان بصق علي حاتم ..فكل ماكان يصله عن حاتم جعله يبغضه .. فمسعد اتقن لعبته وورط حاتم حتي جعله كارت محروق
ليقف مسعد برجاله حول حاتم الذي مازال علي الارض
لا يستوعب كل ماحدث ..فالكل خانه حتي من ظنه برجله
وهاهو الان ينتظر قرار موته .. وبدء عقله يعمل سريعا
لينظر الي مسعد الذي وقف يُطالعه مع رجلا تحمل ملامحه الشر : هكتبلك كل املاكي .. وهبقي الراجل بتاعك يامسعد بس بلاش تقتلني ..
وعندما رأي ضحكات مسعد الساخره اكمل : انت ناسي فضلي عليك
لتتعالا ضحكات مسعد وهو يتذكر افضاله .. فأفضاله جعلته شيطانا مثله ويالها من أفضال عظيمه قد قدمها له
لينحني مسعد نحوه قليلا : ايه ياباشا اول مره اعرف انك زي العيال الصغيره كده . ولا رجولتك مبتظهرش غير علي الستات
واكمل بمكر : ده لو كنت بتعرف اصلا
فقهق الرجال المُحاوطون لهم .. فأشتعلت النيران بجسد حاتم
وصرخ : كلب وخاين ...
ليُطالعه مسعد بضحكات قويه : تربيتك ياباشا ، ما انت برضوه خُنت الراجل اللي علمك الشغل وقتلته
وتابع واراد ان ينهي ذلك الحديث الذي اضاع وقته : كله سلف ودين ..
واكمل بشر : ديونك عندي كتير ..ولو قررت اخلصها فيك مش هرحمك
وصار وهو يُشير لذلك الرجل الذي كان يقف منذ البدايه ينظر اليه بشر ..يُريد ان يثأر لشرف اخته التي قتلها بعد ان رأها تجلس مع احد الرجال الذين كان حاتم يقودها اليهم من اجل الا يستغل شريط الفيديو المسجل لها ويفضحها .. ولكن في النهايه الفضيحه قد ظهرت وقد قتل اخته التي رباها
وهتف مسعد : شوف عاوز تعمل في ايه واعمله ..
وأمر ثلاث رجال من رجاله : خليكوا معاه .. وخدوه علي المخزن وبعد كده اقتلوه ..سامعين
ليصرخ حاتم بمسعد .. الذي انصرف وهو يضحك لما حققه
وعندما جاء بذهنه سهيله التي بدء يلعب شيطانه معه بأن يأخذها اليه كما اخذ هو منه ورد حبيبته
...................................................................
وقفت خلفه تتأمل هيئته الرجوليه الطاغيه ... وعندما شاهد انعكاس صورتها في المرآه وتلك النظره التي يعشقها في عينيها
ألتف سريعا ليجذبها امامه قائلا بشوق : زوجتي الكسوله ، بتعمل ايه
فأبتسمت اليه ورفعت يديها نحو ازرار قميصه وبدأت تغلقها له وتوقفت عند عضلات صدره وامالت رأسها لتطبع قبله دافئه عليه ..ليرتجف جسده لتلك الفعله ..فزوجته اصبحت تتعلم سريعا فنون الانوثه
وعندما رفعت رأسها نحو وجهه ..همست برقه :
عايزه ارجع اشتغل تاني
فتدارك فعلتها ..فحماقئه تجعل جسده يشتعل بها ثم بعدها تتفوه بما لايعجبه ورفع احد حاجبيه بعدما تمالك نفسه وتنهد : انا قولت برضوه الرقه اللي علي الصبح ديه مش من سماتك
ولمس وجهها بأنامله : شكرا لخدماتك يازوجتي العزيزه
وبدء يُكمل اغلاق قميصه .. وهو يلعن افعالها التي ستُجلطه فبعدما كان يُحلق عاليا اسقطته أرضاً بذلك الطلب الذي لا يُريده رغم انه لم يفعل ذلك مع رحمه ولكن هي لا يُريدها ان تعمل
فتفاجأت بفعلته .. وتسألت : موافق مش كده
وتابعت بهدوء : ولا بتفكر
وعندما لم تجد رد .. ورأته انهي ارتداء سترته وبدء يربط رابطه عنقه : انت مبتردش عليا ليه
وظلت هكذا ..دون ان تسمع له صوت ..اما هو كان لا يهتم بما تتفوه به واصرف ذهنه بعيدا عنها كي لا يفتعل مشكله معها في الصباح فهو يعلمها تمامً بالصباح تكون شئ وبالمساء شئ اخر
وأتجه نحو غرفة الملابس بعد ان شعر بأن لون رابطة عنقه لم تعجبه .. فأتجهت خلفه : يازين رد عليا بقي
وظل يبحث عن لون أخر يناسب بذلته ..وكاد ان يلتف فصطدم رأسها بصدره ..فضحك علي هيئتها ..لتصرخ بألم :
اه ياراسي
وخرج صوته اخيرا : ما انتي اللي ماشيه ورايا زي الأتب
ومال عليها ليحتوي وجهها بين كفيه : اول مره اعرف انك لحوحه ورغايه كده ياروحي
فأغمضت عيناها وبدء نداء عقلها : اهدي واتدلعي عليه عشان يوافق ..العصبيه هتخسرك .. وهيعند
وكاد ان يتحرك من امامها ، فوجدها تتعلق بعنقه قائله برقه : زين حبيبي
فتنهد زين مُتمتما : زين حبيبك ...قولتيلي
ورفع بيديه نحو يديها كي يزيلهما من علي عنقه .. فأكملت : جوزي حبيبي .. يا أحلي واجمل راجل في الدنيا
ورفعت أطراف قدميها كي تصل لوجنتيه .. وبدأت تقبلهما
ليُطالع هو افعالها الغير معتاد عليها .. وفجأه وجدته يُحاوط خصرها بذراعيه ليحملها ... وتناول شفتيها وبدء يُقبلها
وبعدما انهي قبلته التي اطاحت عقلها .. وضعها علي الارض ومال عليها هامسً بعد ان اغلقت عينيها :
بلاش تلعبي معايا ياروحي ...
وانصرف من أمامها وهو يضحك بقوه
ففتحت عيناها واغلقتهما وهي تستوعب ماحدث فاللعبه قد أنقلبت عليها وها هي الخاسره وكيف لا تخسر وهي أمام رجلا كزوجها وهتفت بحنق : ما انت " زين نصار " هكسب قصادك ازاي
وتمالكت اعصابها التي أسترخت من قبلته .. وانصرفت خلفه لتجده ينثر عطره الذي تعشق رائحته
فمدّت شفتيها كالأطفال : انا عايزه اشتغل يعني عايزه اشتغل
وتابعت بقهر : ومدام الدلع مش هينفع ..هنكد عليك يازين
فلم يتمالك نفسه وضحك بقوه .. فلو ذهب لاحد المسارح التي تعرض المسرحيات الفكاهيه لن يضحك هكذا
وقبل ان ينصرف من أمامها .. مال نحو وجنتها ليطبع قبلته الدافئه  : ايوه كده ارجعي للتشرد بتاعك ياحياتي
وصار بخطوات سريعه من امامها .. وهو يضحك فلو ظل امامها قليلا فلن يخرج سالما
فوقفت تتطلع الي غرفتهما الواسعه بعد ان انصرف وتمتمت بحنق : ماشي يازين .. وتذكرت نصائح صديقتها خديجه في فنون الدلال : وقال ادلعي عليه ..هيوافق علطول ويقولك حاضر ياحياتي ..
واكملت وهي تضغط علي شفتيها بتوعد : اه لو كنتي قدامي دلوقتي ياخديجه
..................................................................
كانت تضحك كالأطفال وهي تطعم الفرس الصغير قطع السكر ..فتأمل أبتسامتها التي كل يوم تجعله يقع صريع حبها
فصدق من قال ان الابتسامه تسرق القلوب وتسحرها
وهو بالفعل أصبح مسحوراً بها .. لتنظر اليه ليلي بعد ان دغدغ الفرس كف يدها بفمه كي يلتقط قطعة السكر
وهتفت بسعاده : اتعود عليا .. انا فرحانه اووي
فأقترب منها .. وابتسم بعدما أصبح يقف خلفها : مش قولتلك هيتعود عليكي بسرعه ..مجرد بس تلمسيه براحه وتأكليه
فداعبت بيدها رأسه ..ليرفع قدميه الفرس وبدء يعلو صهيله كي يُعبر عن سعادته
فخطت بخطوه للخلف وهي خائفه .. فصطدم ظهرها بصدره
ليضمها اليه بحنان قائلا وهو يضحك : متخافيش ياحبيبتي هو كده بيلعب معاكي
وعندما سمع ردها الطفولي زادت ضحكاته : بجد بيلعب معايا يااياد
ليديرها نحوه .. وتأمل ملامح وجهها الهادئه ورغم انها ليست فائقة الجمال كزوجته السابقه الا انه يراها أجمل امرأة بالكون  : بجد ياروح وعقل وقلب اياد
فأشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل .. واخفضت وجهها سريعا وهي لا تقوي علي سماع المزيد من كلماته التي تعشقها
ليرفع وجهها .. وبدء يُحرك يده علي ذقنها الناعم برقه .. ويُطالع عيناها التي أصبحت تلمع ببريق كالسحر
فطالعته بخجل ...
ومن بعيد كان يقف أخر يحترق بنيران الغيره .. فهو يمنع حب زوجته له .. ومن يخفق قلبه لها عاشقه في حب رجلا اخر وكيف لا تعشق ذلك الذي أكثر ثراء منه ومكانة
فهو أيضا لديه الاموال واسم العائله ولكن لن يصل بكل هذا الي " اياد المنصوري "
لتلمع عين ياسين بالأنكسار وهو يري بعينيه حقيقة لابد ان يُصدقها ليلي اصبحت لغيره
وانصرف بعد ان نسي ماجاء من اجله ..فأبيه يُريد ان يُرحب بهم بضيافتهم ببيت العائله
.................................................................
وضعت أمامه أطباق الطعام بنظرات مُنكسره ..فمنذ ليلة زواجهم وهي هكذا
وبعد أن ظنت بأنها ستبدء حياة جديده كباقي الفتيات
لكن الماضي اللعين لم يتركها ..فمدحت مثل اي رجل شرقي ..عندما علم بقصتها نفرها واخبرها صراحة
" انا اتجوزتك يافاطمه اكراماً لزين بيه .. وتابع بقسوه : احنا عمرنا مانكون زوجين طبيعين ..انا مقدرش انسي ان راجل غيري لمسك حتي لو مفقدتيش عُذريتك "
تلك الكلمات وقعت كالخنجر علي قلبها .. ولكن في النهايه قررت ان تعيش تخدمه وتُلبي طلباته دون ان تحلم بحياه اكثر من ذلك
فهو قد أكرمها واعطاها اسمه .. ام هي فلها الله رحيم بها
وعندما سقطت دموعها دون اراده .. وجدته ينظر لها بجمود
فمسحت دموعها سريعا وهي تُحاول جاهده ان تنسي احداث تلك الليله وتمتمت : في حاجه تاني نقصاك
فطالعها مدحت قليلا ..ثم عاد ينظر الي الطعام الذي امامه : شكرا يافاطمه
فتحركت من أمامه كي تأكل طعامها بالمطبخ...فهو لا يطيق مكوثها معه في اي مكان
وبدأت بطعامها وتنهدت بأسي : لدرجاتي بقيت عبئ علي غيري
اما هو عند اول لقمه تناولها ..شعر بالأختناق ..فهو يُصارع قلبه الذي يُريدها اما عقله يُخبره بروجلته
ونهض من علي مقعده ، ليحمل بهاتفه وانصرف سريعا من البيت
وانتفضت عندما سمعت الباب يُغلق .. وسقطت دموعها وهي تبتلع الطعام بصعوبه
................................................................
نظر الي ظلام الغرفه وتنهد بيأس فحمقائه تنام منذ ان عاد
حتي انها لم تنتظره كما تفعل كل يوم لتأكل معه وتسأله عن يومه بعمله
وجلس بجانبها علي الفراش ليهمس : حنين
وظل يُقرر أسمها ..وتابع : انا عارف انك صاحيه ..
وعندما لم يجد رد منها.. نظر الي ما يحمله بيده وهتف:
عندي ليكي مفاجأه
فوجدها تنتفض من أسفل الغطاء: موافق ان ارجع اشتغل عندك في الشركه مع خديجه مش كده
ليُطالع وجهها وعيناها التي تُحدق به ... وكأنها لم تكن منذ لحظات تتظاهر بأنها غافيه وفي عالم الاحلام
وتنهد بيأس مما ظنته من مفاجأته ...فحرك رأسه نافيا
لتتأمله بعبوس ثم أمسكت بوسادتها وعادت الي نومها ثانيه ووضعت الوساده فوق رأسها
فأبتسم علي افعالها الحمقاء ... واقترب منها اكثر ورفع الوساده التي تكتم تنفسها وهمس بخفوت : بتزعلي زي الاطفال ، وانا معنديش صبر
وبصوت قوي مصطنع : اظاهر اني دلعتك كتير ياهانم
لتعتدل في نومتها بعد تلك الجمله .. ونظرت اليه بأعين لامعه ..ثم اجهشت بالبكاء
فحدق بها بقلق بعد ان كانت ملامحه مقتضبه .. وضم وجهها بكفيه ليتسأل : شخطه وحده عيطتي ..اومال لو ضربتك هتعملي ايه
فأبعدت كفيه عن وجهها وأخذت تمسح دموعها التي خانتها  وهتفت بحنق : هموتك يازين
وأنقضت عليه بشر .. فأخذ يضحك بقوه علي فعلتها
واصبح مُمدد علي الفراش وهي فوقه كالقطه .. وعندما ادرك وضعهما .. لمعت عيناه بمكر :
ياريت كل الضرب كده
فأكملت ضرباتها علي صدره .. وبدأت تعض كتفيه
ليضحك عاليا وهو يتفادي اسنانها : هو انا مش بأكلك لحمه ولا ايه ..كفايه عض ياجباره
وحاوطها من خصرها بعد ان حرر ذراعه من اسفلها
وبسرعة البرق كانت هي اسفله وهو فوقها .. فأرتجف جسدها
وحاولت ان تتخلص من محاصرته 
وكلما حاولت تحرير جسدها من أسفله فشلت ..فضحك هو يهمس : اللعب ديما بيقلب عليكي
فحدقت به برجاء وتوسل : مش هلعب تاني صدقني
ليرفع أحد حاجبيه بمكر : لاء انا عايزك تلعبي علطول ، ده حتي اللعب معاكي حلو
وابتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للهواء .. لتنهض وتسحب منامتها التي ارتفعت وتنهدت بحنق : كنت هفطس
وكاد ان يعود بها لذلك الوضع ..الا انها وضعت بيدها سريعا امامه : خلاص ..خلاص
فضحك علي هيئتها الطفوليه التي تعيد اليه مرحه الذي يفقده في عالم اعماله ..وتسألت : زين هي ايه المفاجأه صح اللي كنت بتقولي عليها من شويه
لتلمع عيناه وهو يري تحمسها : لاء خلاص انسي بقي ، بعد ايه
وتابع ضاحكا : وفقدت حنين المفاجأه
فنظرت اليه بغضب .. وكادت ان تنقض عليه ثانية ولكنها تراجعت ففي النهايه هي من تُهزم .. وهمست برقه اصبح يعلم مغزاها : كده يازين
وبدأت تلح كالأطفال : قول بقي ..بليز ..بليز
وماكان منه سوي ان تنهد وهتف  : ياساتر عليكي لما بتتحولي لطفله زنانه
وعندما رأي لسانها الذي أخرجته له .. ضحك ومدّ يده نحو المنضده التي بجانب الفراش .. ونظر الي الثلاث تذاكر واعطاها لها
لتهبط عيناها علي التذاكر ..وهي لا تُصدق فهو قد حقق لها طلبها عندما سألها اين تُريد ان تقضي رحلة زواجهم
وكان ردها انها تُريد ان يصطحبها هي ووالدته لأداء مناسك العمره ..
وفرت دمعه من عينيها وهي تتطلع به تاره وبالتذاكر تاره اخري .. وارتمت بين ذراعيه وهي تُتمتم : انا مش عارفه اقولك ايه ..انت اجمل واحن راجل في الدنيا ..ربنا يخليك ليا
ولم يشعر بنفسه سوي وهو يضمها اليه بقوه  :
يكفيني الفرحه اللي بشوفها في عنيكي
وأبتعدت عنه لتتأمل ملامح وجهه الحانيه والتي قديما لم تكن تراها وأبتسمت اليه بعشق وحب واحترام له ..ومدّت يديها الصغيره نحو وجهه لتُلامس لحيته وهتفت بمشاغبه :
عايزه احلقلك دقنك يازين
وبعد اعتراضات طويله بينهم ومشاكسه ورفضه لتلك الفكره التي يخشي فيها وجهه
كانت تجلس علي الرخامه امامه داخل المرحاض وهو يقف عاري الصدري ببنطاله امام المرآه .. يترك لها وجه تتلاعب به .. ليضحك من كل قلبه علي افعالها التي تزيد جنونه بها
فتأوه بخفوت بعد ان جرحت خده الايمن ..وتسالت ببرئه : وجعتك
ليُطالعها بهدوء ويزفر انفاسه بوجهها : مع كل جرح في وشي هتدفعي ضربيه
فتمتمت بسعاده : ماشي موافقه
وضحك علي سذاجتها فرضيبته لن تكون هينه .. واخذت تُركز بما تفعله حتي تنهدت اخيرا : خلصت
واكملت بطفوله : هييييه ، شايفني وانا شطوره
فلم يتمالك كتم ضحكاته واخذ يُقهقه عاليا .. وحمل من فوق كتفيها المنشفه الصغيره واخذ يمسح وجهه بها بعد ان سكب عليه المياه ..
وتمتم : ماشي يا اسطي حنين
وطاوق خصرها بذراعه ..ووضعها أرضاً وتأمل منامتها القصيره ذات حملات رفيعه .. وأمسك بيدها قائلا بمكر : تعالي بقي عشان اقولك الضريبه هتكون ايه
...................................................................
نظر الي هاتفها الذي بدء يهتز .. وعندما رأي اسم المتصله "لمياء " اخذ الهاتف واغلقه سريعا قبل ان تعود اليه
وتمتم : الحمدلله هبه مكنتش هنا ..كان زمان السهره ضاعت دلوقتي ..
ونظر الي طفلتيه المندمجين في تلوين رسوماتهم .. وابتسم لتلك الجلسه الاسريه التي كان قديما يبغضها فسبحان من هداه
ليسأل طفلته : ايه اللي بترسميه ده ياحبيبتي
فنظرت الطفله الي رسمتها التي تحتوي علي رجلا يُصلي وخلفه ثلاث وهتفت بطفوله وهي تُشير علي الاشخاص :
ده انت يابابا .. وديه ماما وديه انا وديه ليان اختي
واكملت ببرائه : انت الامام بتاعنا وبتصلي بينا
وعند تلك اللحظه جائت هبه التي تحمل صنية بها بعض المشروبات وقطع الكيك ..ونظرت الي زوجها الذي شحب وجه من كلمات صغيرتهم .. وأخذ يتذكر اخر مره قد ركعها
فشعر بالخزي من حاله ..وألتف نحو زوجته التي هي أيضا مقصره في صلاتها
لتضع ماتحمله جانبا وجلست بندم علي تلك الحياه التي تعيشها
رغم انها تحمل الكثير من الصفات الجميله الطيبه الا انها تتهاون في صلاتها
ليربت هاشم علي صغيرته ويتأمل الاخري التي تابعت :
الميس في المدرسه قالتلنا اللي بيحفظ القرآن يلبس والديه تاجاً يوم القيامه ..وتابعت بحماس طفولي :
وقالتلنا ان التاج ده ليه ضوء احسن من ضوء الشمس
واخذت تُفكر بذلك الحديث الذي راوته لهم .. ولكنها فشلت
لتتامل والديها قائله : هو صح الكلام ده يابابا 
فنظر الي طفلته وهو لا يعلم بما سيُجيبها .. وكيف سيُجيبها وهو اب يجري في الدنيا للبحث عن المال فقط
وكأن المال يُخلد ...
وتأمل ملامح صغيرته الاخري التي تنتظر رده .. ثم نظر الي زوجته التي أنكست رأسها أرضاً
...................................................................
وقفوا يتأملون الحديقه الخلفيه في ظلام الليل الذي يُزينه ضوء القمر والنجوم ... ليهمس بتنهد : بعد كل اللي عملته فيكي سامحتيها ياليلي
لتتنهد ليلي براحه عندما تذكرت زينب زوجة ياسين التي جائت اليها اليوم كي تعتذر منها عن مافعلته بها سابقا وان افعالها لم تكن الا بسبب غيرتها العمياء .. وظنت للحظات بأن ليلي سترفض اعتذارها الا انها ضايفتها واخبرتها بأنها سامحتها وقد نسيت الامر
وعندما شعرت بقبلته التي يضعها علي خدها :
انا سامحت كل الناس اللي ظلموني واذوني في حياتي ...
وتابعت بأشتياق لأخيها : حتي محمود اخويا سامحته .. وبدعي ربنا اني اقابلة من تاني واحضنه واقوله متسبنيش
فزاد ضمه اليها .. وهو يستمع لكلماتها البريئه
واخذ يستمع لها بحب ..فهو لم يخطئ يوم ان سماه بملاكه
وزفرت أنفاسها : ربنا عوضني عن كل لحظه بكيت واتوجعت فيها ..مش هسامح انا عباده ..ده انا ابقي طماعه اوي
واكملت بحب : انت عوض ربنا ليا في الدنيا ..
عارف كل واحد فالدنيا ديه ربنا بيعوضه بحاجه
في اللي ربنا بيعوضه في ولاده ، وفي اللي بيعوضه في ماله
و في اللي بيعوضه بحب الناس ليه  ،وفي اللي بيعوضه بدراسته ، وفي اللي بيعوضه بنصه التاني ، وفي اللي بيعوضه في صحته
ربنا مبينساش عباده ..ربنا كريم وحنين اووي علينا 
ووجدته يدفن وجه بعنقها وهو يُخبرها : انتي جميله اوي ياليلي وكل يوم بشوف جمال قلبك .. انتي نعمه في حياتي
لتبتسم وهي تشعر بأنفاسه .. ووضعت يديها علي يديه التي تطوق خصرها بتملك
وألتفت بجسدها نحوه .لتجده يرفع وجهه نحو عينيها .. واصبح وجه امام وجهها .. ليهمس بعشق :
بــحــبــــك ياليلي
...................................................................
كانت تنظر الي الوجبات السريعه وتأخذ كل علبة لتضعها في عربة التسوق.. وظلت تدور حول المنتجات .. ودون شعور منها دخلت الي القسم الخاص بملابس الاطفال
فوقفت تتأمل القطع التي امامها بشغف ... لتتذكر طفلها وطفل زين الذي فقدته في نفس اللحظه التي علمت بوجوده
وفرت دمعه من عينيها وهي تتذكر ذلك اليوم .. ولكنها تمالكت نفسها ومسحت دموعها سريعا
لتسمع صوت خلفها ... فألتفت الي ذلك الذي يقنع صغيرته بأحدي قطع الملابس الطفوليه .. لتقع عيناه عليها
فيري مسحة الحزن التي تحتل وجهها الي ان سمع صوت صغيرته ذات الخمس اعوام : بابي ، انا عايزه ديه
فتأملت رحمه الصغيره والتي شرد والدها عنها .. لتتقدم نحوهم ونظرت للطفله بحب : بنتك جميله اوي ماشاءالله
فتمتم عمر بهدوء : شكرا
لتنظر الصغيره اليها قائله  بطفوله: انتي حلوه اوي ياطنط
وعندما طالت النظرات بينهم .. تنحنحت حرجاً : اسمها ايه
وهمس وهو يتذكر زوجته الراحله : فرح
وأنحنت في تلك اللحظه لتقبلها : ربنا يخليهالك انت ومامتها
لتلجمها الصغيره بردها : ماما عند ربنا ياطنط
فطالعت نظراته الجامده وتمتمت بأعتذار حقيقي : ربنا يرحمها
ونظرت الي الطفله والي احدي المنامات الطفوليه ذات اللون الوردي والتي تعلم عشق الفتيات له .. واعطتها لها قائله بحب : ايه رأيك في ديه
فشعرت الطفله بسعاده .. واخذت تقفز فوق عربة التسوق التي تجلس بها . .. لتنظر رحمه الي احذية الاطفال الجميله التي امامها .. واخذت تجلب لها البعض كي تري ايهما يناسب مقاس قدميها .. والصغيره تبتسم لها بسعاده وشغف
ليقف هو يتأملهم بصمت ... فالأول مره يري سعادة طفلته  قليلة التفاعل مع الغرباء ...
ووجد طفلته تُعانقها : شكرا اووي ، انتي جميله اووي 
وكادت الصغيره ان تُخبر والدها بأن تأتي رحمه اليها كي تزورها وتلعب معها ..الا انه صار بالعربه وتخطي رحمه بصمت دون كلمه
لتتطلع رحمه اليه حانقه : مغرور ..
..................................................................
خمسة ايام مروا وهي مُحتجزه في تلك الغرفه ...يدخل لها الطعام والماء في صمت ...حتي اذا صرخت لا حد يهتم بها
ولكن ماكان يجعلها تشعر بالغرابه بأنها اصبحت لا تري حاتم
جلست علي ارضية الحجرة خلف الباب واخذت تنتحب بعد صراخها المتواصل ...فالموت اصبح رحمة لها من تلك الحياه التي تعيشها وهمست بضعف: متصدقهمش ياطارق
وأغلقت عيناها بألم وهي تتمني ان تخرج من هنا ..حتي لو بعدها انتهي عمرها
ليقف مسعد خلف الباب يستمع الي نحيبها ورجائها الذي وصل الي مسمعه .. ورغم انه قتل قلبه منذ زمن الا ان كلما تذكر مافعلته معه في الماضي يشعره بالأحتقار من افكاره في أخذها له .. وبعد صراع دام الايام الماضيه وبعد موت حاتم اليوم الذي قضي عليه بعد ان فعل به احد رجاله كما كان يفعل بالفتايات ... فكما اذاق قد ذاق وكما عراهم عروه .
واخيرا قرر ان يفعل شيئا شريفا بحياته ويرد لها معروفها
وفتح باب الغرفه التي المُحتجزه بها ..
لتزيح جسدها بعيدا عن الباب وتزحف علي ركبتيها وترفع وجهها الغارق بالدموع
وهتفت برجاء : ارجوك انقذني ، متعملش فيا حاجه
ليتأملها مسعد طويلا وهو يُحارب شيطانه : قومي معايا
فشعرت بالخوف قليلا ..ليُكمل : هرجعك لأهلك
...................................................................
جلسوا يتناولون طعامهم بدفئ أسري ..
ونظر اليها وهي تطعم صغيره وتهتم به ..فأخذ يُطالعهم بغيره
لتنظر اليه حسنيه ضاحكه : اهتمي بجوزك شويه ياليلي
وسيبي سليم ليا
فرد الصغير بحنق : بابا كبير يهتم بنفسه لوحده ، اما انا صغير .. وكمان ده اخدها مني اسبوع
لتتعالا ضحكاتهم بصوت واحد .. فمنذ ان عادوا وسليم يعوض شوقه ل ليلي
وفجأه سمع صوت الخادمه تخبرهم عن وجود ضيفه خارجاً وقبل ان ينهض اياد من علي مقعده ويخرج من غرفة الطعام
كي يري من هي التي تُريده
سمع صوت طرقات حذاء انثوي .. فعتلت الصدمه وجه وهو يري وجه تلك المرأه  والتي هي توأم زوجته رحمها الله ولم يكن يعلم بوجودها الا قبل أشهر فما اخبرته به زوجته بأن توأمها قد اخذتها صديقة والدتها بعد وفاتها لتعتني بها  ورحلت بها لبلد بعيده وهي اخذها خالها..وهتف بصدمه : ســيـليـن
فتعلقت أعينهم جميعهم بها .. ليركض الصغير نحوها غير مصدقا لما رأته عيناه: مــــامــــا

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن