الــفــصــل الــعـاشــر
****************فأصابتها الكلمه لثاني مره بمقتل .. حتي وجدت صوته الذي يبعث فيها الامان وهو يلجمهم بقرار لم تصدقه
أياد :انا هتجوز أختك واظن كده يبقي بصلح غلطتي ، مع أن أختك أنسانه شريفه
وأخذ يُطالع تلك المسكينه التي تتأوه بألم ، ونظرات أخيها التي تلمع ليسمع صوته أخيرا وهو يصيح بفخر : انا موافق يابيه
...................................................................
أخذ يستمع بصدمه الي ما يخبره به أحدهما عن فشل أحدي الصفقات .. فعبث بخصلات شعره بغضب وهو لا يُصدق بأنه قد خسر تلك الصفقه التي وضع فيها أمال كثيره..
وقذف بهاتفه علي الفراش وهو يُتمتم : طول عمري بشتغل مع أغبيه
فوقفت تستمع هبه لنبرته الغاضبه وكادت أن تُغادر الغرفه كي لا يحدث شجاراً بينهم وينفث فيها غضبه حتي وجدته يُطالعها بغضب : أبقي قولي لأبوكي ان العماره أتبنت ياهانم ... اظن ده أخر طلب زي ما أتفقت معاه .. ما أصل انا مش البنك ولا الفانوس السحري اللي لقيتوه
وحمل جاكت بذلته الذي ألقاه للتو فوق الفراش.. وألتقط هاتفه بتأفف وهو يتذكر مُكالمه احد رجاله التي أفسدت مزاجه .. وأقترب منها واخذ يُطالعها بتأفف : أه صحيح انا خارج اسهر مع واحده تروقلي دماغي
لتقف هي مصدومه من وقاحته التي بات يفعلها معها واخذت تُتمتم بضعف : انتي هتفضلي مستحمله كل ده لحد أمتي ياهبه
لازم تمشي بقي من الجحيم اللي بقيتي عايشه فيه ، هاشم اتغير واللي كان كان
...................................................................
وقف حاتم يتأمل خريطه المكان وهو لا يُصدق .. بأنهم الان سيفتحوا كنزاً أخر .. سيرفعهم عاليا
ليأتي صوت من خلفه ،وهو يهمس بأذنه : هنفضل لحد امتي تابعين ياباشا
فتلمع عين حاتم بشرود وهو يتخيل لو أصبحت المقبره اليوم له ، ليعود مسعد لهمساته : ده حتي الباشا الكبير بتاعهم لحد دلوقتي لسا منعرفهوش .. وبيدينا اوامره
وأشار ناحية أحد الرجال الذي يعتبر الذراع الايمن لذلك الرجل الخفي ..
حتي لمعت عين حاتم بخبث : متستعجلش يامسعد ، كله بأوانه ويلا عشان الرجاله خلصت حفر..................................................................
جلست تنتظره بغضب وهي تفرك بكلتا يديها كلما تذكرت حديث رحمه معها ليلة أمس وأخذت تسب به بخفوت ونيران حقدها عليه تتأكل داخل قلبها .. فعندما أرادت أن تتخلص من نيران هاشم
وقعت في برثان ذئب قاسي لا يعرف الرحمه
ليردف زين داخل مكتبه بعدما أخبرته سكرتيرته بتصميمها لمُقابلته
ولولا تعارفها عليها في المرات السابقه عندما جائت الي هنا لمقابلته ماكانت سمحت لها بالدخول
فوقفت حنين وهي تتفحص هيئته الجامده وأقتربت منه وقد أزداد أحمرار وجهها .. وكاد ان يسألها عن سبب وجودها
ووجدها تهتف بغضب : انت انسان وقح وزباله
فأقترب منها بغضب وهو لا يُصدق بأن تلك الضئيله تقف أمامه وتسبه ... لتُكمل هي عباراتها بكرهه : تصدق ان المدام بتاعتك طلعت أرجل منك ، وعارفتني حقيقة جوازك مني
وصرخت بوجهه وهي تهتف بقهر وتتذكر كيف لجأت اليه كي يُساعدها : طلعت أنسان وسخ زيه ، بس علي الاقل هو مكنش عايز يتجوزني بهدف .. اما انت يازين باشا ... أهدافك وخططك كتير
وعندما وجدته يُطالعها بنظرات مشتعله من الغضب وكأنه يُلجم غضبه عنها .. تابعت حديثها بألم : قولت تضرب عصفورين بحجر منه تستغل المبلغ التافه اللي ميجيش حاجه في بحر فلوسك وتتجوزني عشان أجيبلك طفل ليك انت والمدام .. ومنك ترضي رغبتك زيه بالظبط
واه بنت ببلاش
لتتغير ملامحه وهو يقف مصدوما مما يسمع ..
وظل يفكر في كلامها سريعا
فرحمه قد أخبارتها بحقيقة ماتُريد وليس ماهو يُريد ..
فحقيقة زواجه منها ليست من أجل ان يُنجب .. فهو يخشي ان يكون له أولاد يتركهم كما تركوه والديه
ليُطالعها ببرود قد أصطنعه ومازال صدي كلماتها يتدافق علي عقله .. وخاصة عندما شبهته بهاشم
وطال صمته .. وهو يستمع الي هذيانها وسبابها له .. حتي وجدها تبكي
لتهمس بضعف : ارجوك سيبني في حالي ، وخرجني من لعبتكم
ثم هتفت برجاء : اوعدك اني هشتغل ليل نهار وهدفع تمن الشيكات .. بس خرجوني من لعبتكم
فهتز قلبه بألم لم يعلم سببه وتأملها بهدوء .. ليُخرج بعدها منديلا مُعطراً من جيبيه وهو يُتمتم بخفوت : أمسحي دموعك ياحنين
فطالعته بأمل أن يلغي تلك اللعبه ويتركها بحالها ..وينهي ذلك الزواج حتي وجدته يهتف بجمود : انا اتفقت علي ميعاد الفرح مع خالك
.............................................................................
قبلتُ زواجها
كانت هذه الكلمه بمثابة النار وهو يُخرجها من حلقه .. فكيف ربط أسمه بأسم فتاه لم ينظر اليها سوا بعطف
ليتطلع الي أعين اخيها واثنان من الرجال كشهود
وينصرف الرجال سريعا وهم لا يصدقون بأن سيدهم قد تزوج بتلك الطريقه .. ليقترب محمود كذكر البط حين ينفش ريشه قائلا بوقاحه : مبرووك ياأبو نسب ، فين بقي الشيك اللي قولتلي عليه ولا هتاخدها ببلاش
لتلمع عين أياد بغضب وهو يُطالع وقاحة ذلك الأخ، حتي أقترب منه بأعين ناريه قائلا بهدوء وهو يُخرج شيك مُضاعف لطلبه : تاخد الفلوس وتنسي ان ليك أخت ومشوفش وشك تاني سامع
لتقع نظراته علي ذلك الشيك وهو لا يُصدق الرقم الموضوع بداخله : ماخلاص بقيت مراتك ، انا دوري في حياتها خلص خلاص ياابو نسب .. يلا سلام
وغادر المكان وأعينه مازالت مُسلطه علي ذلك المبلغ الذي سيُغير مجري حياته كما يظن
ليتنهد أياد بجزع صارخاً بصوت عالي : ياداده
فتأتي حُسنيه راكضه اليه وهي لا تعلم بماذا سيقول لها ، فقد ورط نفسه بزيجه لم يُدرك عاقبتها الا عندما أصبحت حقيقه
ليهوي بجسده علي اقرب مقعد : جهزوا نفسكم هنسافر الليله ديه
فهمست هي بخفوت : مبروك ياابني
لتعتلي علي شفتيه أبتسامه ساخره وهو يضحك : مبروك علي ايه ياداده .. مبروك أني ربطت أسمي بخدامه
ورغم انها لا تهوي التسنط ولكن قدميها أخذتها نحوهم وهي لا تعلم السبب .. ولكن الان أصبحت تعرفه
" فقلبها أراد أن يخبرها اليوم بأن لا تحلم "
...................................................................
للحظات كان الصمت فيها هو من يحاوطهم .. لتتنقل أعين هاشم علي رحمه وهو لا يُصدق بأنها تجلس اليوم أمامه بكامل قوتها تُتابع بعض التصميمات بعنايه وتنتظر ذلك العرض الذي قد أعده الفريق الذي يعمل معها .. من أجل أختيار العارضات الجُدد .. فأخذ يطالعها هو بنفاذ صبر
فزوجها سيعقد قرانها علي فتاه اخري وهي تجلس امامه كالوح ثلج
لترفع رحمه بأعينها نحوه، ببتسامه هادئه بعدما ازاحت تلك الخُصله السوداء المُتمرده التي سقطت علي جبينها : علاقتك مع حاتم بقيت بتكبر ياهاشم كل يوم ، وبصراحه زين مبقاش عجبه العلاقه ديه
لتلمع عين هاشم ، وهو يخشي أن تعلم شئ ... فتجارة حاتم بالفتايات تعتبر شريكه أيضا هي فيها .. حيث ان العروض التي تقيمها بهؤلاء الفتايات ،هم نفسهم ضحايا حاتم ..
ووقفت ببتسامه هادئه بعدما انهت ماكانت تفعله : طبعا المكتب مكتبك ياهاشم ، ثم ناولت ذلك الشيك الذي يعتبر ثمن لتلك الصفقه : وده الملبغ اللي أتفقنا عليه
.................................................................
جلست ليلي بداخل السياره التي ستنقلها الي حياه جديده لا تعلمها ، حياه لم تظن يوماً بأن قدرها سيبعثها اليها .. لتتطلع بجانبها حيث داده حُسنيه التي غفت مُنذ انطلاقهم
الي ان وقعت بأعينها من خلف تلك المرئه علي
ذلك الشخص الذي تري الندم في عينيه بما فعله بحياته فكيف
رجل مجتمع مشهور يملك العديد من الاعمال وشركات الادويه يتزوجها ليضيع اسمه هباءً ... ثم وقعت بعينيها علي ذلك الصغير سليم الجالس بجانب والده في المقعد الامامي يتلاعب بجهازه الالكتروني بأحد ألعابه المُفضله... ولا يُدرك شيئاً سوا بأنها خادمه ستعمل لديهم عطفاً من والده .. فحقيقة ذلك الزواج لم يعلمه غير الرجلان اللذان كانوا شهوداً علي العقد وذلك الشيخ واخيها وداده حسنيه التي وحدها من تمنت لها السعاده وباركت لها علي زواج لم تحسب له يوم
لتتذكر كلماته وندمه علي تلك الزيجه .. فتتلاقي أعينهم للحظات .
وما من ثواني معدوده .. حتي اشاحت بأعينها نحو زجاج تلك السياره لتُتابع بأعينها الطريق وتودع قريتها
..................................................................
أنتهت مراسم ذلك الزواج وهي لا تشعر بشئ سوا صوت بكاء والدتها وهي تحتضنها بسعاده .. لتتذكر اخر لقاء جمعها بزوجته الاولي التي لم تكن تظن يوماً بأن تري مثل تضحيتها وقوتها
فهي أرادت ان ترد لحبيبها جميل حبه .. فمنحته امرأه اخري تُشاركها فيه .. لتشرد في اخر جمله قد قالتها لها قبل ان ينتهي حديثهم
" زين هو اللي اختارك بنفسه ياحنين ، مع اني كنت مختاره ليه عروسه غيرك خالص .. يعني انتي اختياره "
لتُسيطر عليها تلك الجمله، حتي انها لم تشعر بمُعانقة صديقتها خديجه التي اخذت تخبرها بأنها محظوظه
ورغم ان الجميع يُرون بأنها قد حصلت علي الحظ من زواجها من ذلك الرجل القاسي .. الذي يُطالعها دوماً بغموض .. فوالدتها رُحبت بذلك الزواج وحتي خالها الذي يمقتها دوما وصديقتها المُقربه اليها .. فجميعهم فرحوا بتسلميها لرجل ستكون لديه في المرتبه الثانيه من اجل الانجاب وفقط
لتشعر أخيراً بلمسة يد والدتها المودعه وهي تشكره
و لأول مره تري أبتسامته .. فأبتسامته كانت من نصيب والدتها .. ولكن الصدمه ألجمتها للحظات وهي تُعيد داخل عقلها ما شكرته عنه والدتها
فوالدتها تشكره علي شقتهم التي اعادها اليها من صاحب البنايه التي لم يرحمهم
لتقف حائره أمام نظراته بعدما غادر الجميع وتركوها معه في ذلك البيت المُبهر الذي تمقته كصاحبه
حتي اخيراً سمعت صوته الجامد وهو يخبرها : علي فكره كلهم مشيوا
لينتفض جسدها بفزع علي اثر صوته ، فألتفت بجسدها نحو نظراته وهي ترتجف : يعني انا وانت لوحدنا
ورغم ان نظراته لم تكن شهوانيه ، فقد كانت نظراته جامده قد أعتادت عليها منه
فوجدت نفسها ترفع بذيل فستانها السُكري .. وركضت نحو الباب :
انا عايزه امشي من هنا
وأجهشت بالبكاء ،فقد عادت اليها تلك العاده البغيضه منذ الطفوله .. فحين تذهب لمكان غير مألوف لها واشخاض لا تعرفهم تجهش بالبكاء كالاطفال
لينصدم زين بما يحدث امامه وهو لا يُصدق بأنه قد تورط في طفله قد حركت قلبه بزيها الاسود عندما شاهدها في شركته.. وحينها أدرك بأن قلوب الرجال ضعيفه مهما بلغت قسوتها
ورغم ذلك لم يستطع بأن يعترف بما يخفيه قلبه عن حقيقة زواجه من تلك المسكينه ... فالان يعيش دور المُحارب من اجل ان لا يتورط في مرض الخيانه التي يكرهها وينسي هدفه الاساسي من هذا الزواج " الأنجاب"
فتعتريه نوبة من الضحك .. وهو يُشاهدها تبكي
حتي رن هاتفه .. ليسمع صوت رحمه الحنون وهي تُبارك له بود
وعندما أنتهي ذلك الاتصال سريعا ، اقترب منها زين....