الــفــصــل الــواحــد والــثــلاثـــون
*************************خفق قلبه بقوه وهو يراها هكذا .. يراها هشه ضائعه
وعندما أمتدت يديها نحو الأزرارالأماميه لمنامتها
وبدأت تفك كل زر ببطئ وظهرت بشرتها البيضاء ..
أهتز جسده بالكامل ولأول مره يري نفسه ضعيفاً ..
فضعفه لم يكن رغبه بل كان ألم .. ألم بأن يري المرأه الوحيده التي دق لها قلبه هكذا
فأسرع بضمها اليه وهو يُتمتم بصوت مُرتجف لأول مره يعهده في حياته : حنين ، اهدي .. غيابي عنك غصب عني صدقيني
وأخذ يربت علي ظهرها بحنان .. الي ان وجدها تدفعه بيدها بضعف ..واخذت تضربه بقبضتي يديها علي صدره
وهي تبكي وتُتمتم : انت السبب ، ليه بتعمل فيا كده .. ليه دخلت حياتي .. ليه حسستني اني غاليه عندك .. انا بكرهك يازين
ومع كلمة كرهه .. أقتربت منه ..لتطوق خصره بذراعيها
ووضعت برأسها علي صدره وهمست بضعف :
انا بحبك يازين .. انت بقيت عيلتي كلها متسبنيش
فأنحدرت دمعه من عينيه ..فمنذ زمناً طويلا لم تعرف عينيه البكاء ..فقد ودع كل معاني الضعف وحول حياته لجليد لا يصهر ..ولكن اليوم قد صُهر الجليد
وأغمض عيناه بعد أن مسح تلك الدمعه .. وأتكي بذقنه علي رأسها ليوشوش لها بخفوت :
انتي روحي ومحدش بيسيب روحه
فأبتعدت عنه ..تري عيناه التي أصبحت تلمع بضعف
ليمد بكفيه نحو وجهها يُلامسه بدفئ ويمحي أثار دموعها التي أحرقته ومع كل لمسه من لمساته كانت عيناها تلمع بالحب
أما عيناه فقد كانت تلمع بمزيج من الحب والأحتياج والرغبه
فوجهها كان يدعوه بأن يأسر كل جزء فيه بقبلاته
فأقترب من وجهها ليُقبل جبينها ..وعندما وجدها تُغمض عيناها ..اقترب بشفتيه منهما ليُقبلهما برقه ثم داعب وجنتيها بأطراف أنامله ونظر الي شفتيها التي ترتجف
فوقع صريع سحرهما ..فلم يتمالك رغبته فيها
ومال نحو شفاها ليقبلها برقه الي ان تحولت قبلته لتملك
وسمع أنينها الخافت .. فحملها بين ذراعيه وهو يُتمتم :
بحبك وعمري ماحبيت قبلك .. وتابع بهمس بعد ان وضعها علي الفراش وتأمل نظراتها التي تُطالعه :
بقيت ملكك انتي لوحدك
وأنتهت جملته بعاصفة حبه القويه .. فأخذها لعالمه لتطير معه عاليا .. ومع كل لمسه من لمساته كانت تغرق في بحور عشقه
...................................................................
كانت نائمه علي ذراعه .. تغمض عيناها وتفتحهما ..فسلطان النوم اصبح يغلبها ولكن صوته الهادئ كان يجعلها تُقاوم رغبة جفونها .. فتمتمت بخفوت: بموت فيك ..
وعضت علي شفتيها بقوه عندما جائتها رغبه في تذوقه وكأنه حلوي وهتفت داخلها : ايه اللي انتي بقيتي فيه ده ياليلي ، عيب كده ..شكلك بقيتي قليلة الادب
وسمعت صوته المؤنب : انا قولت القعده ديه مش هتنفع ، وحضرتك هتنامي قبل ما نخلص الكام صفحه اللي فضلين
فأفاقت من شرودها علي صوته وتمتمت بخجل : ما أنا قولتلك اني هنام وهصحي بدري أكمل .. بس انت مردتش واقترحت انك هتشرحلي وكأنك بتحكيلي حدوته
فتأملها قليلا ليرفع أحد حاجبيه : والله
فأخذت تُحرك رأسها الساكنه علي ذراعه .. وتسأل : طب قوليلي انا وصلت لحد فين في الشرح
فنطقت بتعلثم : ها
فتمتم بجديه مصطنعه : ها ايه .. ماتجاوبي ياهانم
وعندما رأي احمرار وجهها من الخجل .. همس : هعيد تاني
وتابع بتحذير : وعارفه لو مركزتيش عقابك هيبقي عسير
ووجدها تعتدل في نومتها .. وجلست تضع قدما تحت الاخري وعقدت ساعديها وكأنهم في حصه بالمدرسه
وضحك علي هيئتها ثم تمالك نفسه وتمتم بدعابه: قومتي ليه من علي دراعي اللي كان مخده ليكي
فطالعته بتذمر : كده احسن عشان اركز ..
وتحرك بأعينه نحو بعض السطور في الكتاب وبدء يُعيد شرح اجزاء معينه .. فهي قد أعادت له روح التدريس
واصبح يتوق لتلك اللحظه التي يُدرس فيها لها
اما هي كانت تغفو وتستيقظ علي نبرة صوته التي تعلو حينما يري النُعاس قد غلبها .. وبعد اقل من ساعه
طالعها بتسأل : اتفضلي قولي بقي اللي شرحته
وبالفعل بدأت تُجيبه وهي تتثاوب .. فأنفجرت شفتاه بضحكه قويه وهو يراها تختم اخر اجابتها بوضع يدها علي فمها كي تغلقه
وتنهدت بنعاس : سيبني انام بقي
فأبتسم .. واعتدل في وضعته ..فقد كان يتكئ بظهره علي ظهر الفراش .. ومال عليها كي يطبع بقبله رقيقه علي شفتيها قائلا بتذوق : انتي كنتي بتاكلي ايه قبل ما اذاكرلك
فهمست بخفوت : فراوله
ليجذب رأسها نحوه ثانية وتذوف شفتاها مره اخري مُتمتما :
تصدقي طعمها جميل
وعندما عاد ليُقرر فعلته للمره الثانيه هتفت :
لاء كده كتير .. وهسقط بسببك
فأنفجر ضاحكا من عبارتها .. وضمها اليه بدفئ : بتخليني ارجع مراهق تاني
فلمعت عيناها وهي تستمع لاعترافه .. وتابع بحنان وهو ينهض من فوق فراشها بعدما قبل جبينها:
تصبحي علي خير ياحبيبتي
...................................................................
أتسعت أبتسامته وهو يراها نائمه علي صدره العاري.. فأنفاسها تسري بدفئ علي جسده .. حتي أرواحهم قد أندمجت وأصبحوا روحً في جسدين .. فطوقها بتملك بأحد ذراعيه وأنحني نحو جبينها يلثمه بقبله هادئه يبث فيها مدي سعادته تلك الليله .. بعد أن اصبحوا زوجين قولا وفعلا
وتنهد بشرود وهو يتذكر ماحدث في الأيام الماضيه
بعد أن علم بوضع رحمه ..قرر أن يتراجع ليومان كي تهدء رغم انه كان يشك بالأمر الا انه قرر الا يظلمها فهي لم تكن يوماً زوجه سيئه ولكن طباعها لم تتناسب مع طباعه
ومشوار حياتهم قد انتهي
اشياء كثيره كانت تقتحم عقله .. ولكن نهاية قصتهم قد سُطرت
ليذهب الي شركته كي يُتابع بعض اعماله ..قبل ان يذهب لحنين ليلا يطمئن عليها
وبينما كان غارق في أعماله .. جائه اتصالا يخبره بأن رحمه قد تم القبض عليها في تهمة المُتاجره بالفتيات وترويغهم كي يعملوا في عروض الازياء التي تُقيمها
ليسرع اليها .. فيجد هاشم يخرج من غرفة التحقيق
ورحمه تكاد ان تردف للداخل مع محاميها ..
لتركض نحوه باكيه : زين ألحقني .. انا معملتش حاجه يازين فضمها اليه وهو يُتمتم : متقلقيش ،أطمني انا معاكي
فنظرت اليه براحه .. فعندما يكون زين معها وبجانبها يهون عليها كل شئ .. غير انها تعلم بأن وعده لا يُخلف
لتبتعد عنه .. فيقترب هو من هاشم متسائلا : هتفهمني بنفسك ، ولا هفهم بمعرفتي وساعتها هنسي كل القرابه اللي بنا
ليُطالعه هاشم بنظرات نادمه مُتمتما : حاتم الحقير ..هو السبب
وبدء يقص عليه كل ما كان يفعله مع حاتم ..في اخذ الفتيات دون ان يفهم من أين يأتي بهم .. ولكن فاطمه قد جعلته يفهم مؤخرا حقيقة متاجرته بهم .. ليأتي اليوم وينتقم منه وبالتأكيد لابد أن تأتي قدم رحمه معه في تلك الورطه
فأحدي ضحايا حاتم .. قد قصت حكايتها علي احدي الصحفيات وأخبرتها بتهديدات حاتم ومتاجرته بهم
فالصحفيه كان زوجها ضابط شرطه وتلك القضيه قد جائت اليهم علي طبق من فضه .. ليتم القبض علي حاتم
ويلصق التهمه علي شركة الازياء التي يمتلكها زين واصبحت الان ملك لرحمه والوسيط الذي كان بينهم هاشم
ليوقعهم معه في تلك القضيه ..
فأغمض زين عيناه وبدء يضغط علي فكه بقسوه مُتمتما:
شايف ماضيك الوسخ ..وصلنا لفين
ليخفض هاشم برأسه أرضا فهو السبب في تلك القضيه وهو من ورط بها رحمه ..
فثلاثة ليالي قضاها بين مُحاميه لانهاء تلك القضيه دون ان تمس سمعته وسمعت رحمه وهاشم شئ رغم انه يستحق ذلك
حتي انه اضطر ان يتنازل علي احدي صفقاته لابن اكبر القيادات كي يُساعده في الخروج من تلك الورطه
فالمال كان له سحرا خاص لتخليص كل الامور ..
حتي مع تلك الصحفيه التي بمجرد ان وعدها سيصبح لها برنامج خاص في قناته الفضائيه .. تراجعت عن سبقها الصفحي وقررت ان تتغافي عما سمعت ..اما الفتاه فحاتم كان له تأثير خاص عليها بتهديده له بشرائط الفيديو المسجله فهي قد ظنت بأنه تخلص منها كما وعدها
ولكنه أقسم ان ينتقم من حاتم ويكشف قذارته
فأغمض عيناه وفتحهما بأرهاق وهو يشعر بلمسة يدها علي جسده ..فمال علي رأسها ليُقبله بحنان
وعاد بذاكرته ..
عندما خرج من قسم الشرطه مع رحمه ومحاميه
بعد ان لم يجدوا اي تورط لها .. فالفتيات الاخريات فضلوا الصمت حتي لا تُضر سمعتهم ..لتصمت كلمة الحق من اجل العيش في حياة ذليله
وصرخت رحمه بقوه وهي تضع بيدها علي بطنها مُتألمه
ليحملها سريعا نحو سيارته وهو لا يعلم ماذا حدث بها فجأه
فيُطالعه محاميه بقلق .. ويقف هاشم بعيدا يتأمل ما حدث بأسي فبعد ماحدث زاد الامر سوء بينه وبين زين
ليقترب منه حاتم بشر وابتسامه خبيثه : مش انتوا بس اللي بتعرفوا تطلعوا من القضايا بسهوله ..
وتابع بسخريه:
سلام ياصديقي
وفي المشفي كانت المفاجأه الكبري
رحمه كانت تحمل في احشائها طفلا من زين .. فاليوم الذي علمت به بحملها هو نفس اليوم الذي فقدته فيه
ونظر الي يد النائمه بجانبه ..التي تحاوطه بتملك وكأنها خائفه من أن يضيع منها فأبتسم وهو يتأمل ملامحها الهادئه
ليعود بعقله .. الي ذلك اليوم الذي لم يعرف فيه كيف كانت صدمته ..فالمعجزه قد تحققت ورحمه التي فقدت الامل ان يكون لها طفلا .. حملت في احشائها طفلا ولكن القدر كان له رأي اخر ..
وتمالك مشاعره عندما رأي رحمه المسطحه علي الفراش تبكي بصمت فالأول مره كان يراها بتلك الحاله
وعندما وجدته يقترب هتفت بألم : شوفت يازين ..يوم ما ابقي حامل في طفلنا يضيع
وسقطت دموعها .. ليقترب منها أكثر .. وضمها لحضنه وهو يُتمتم بأسي : ده نصيبنا يارحمه ..( وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم )
فرفعت بعينيها التي تغرقها الدموع وهمست بوجع :
طلقني يازين
وأخيرا فتحت هي عيناها .. واخذت تُمرمغ وجهها في صدره
ليفيق هو من شروده .. مُستمتعا بفعلتها هامسً :
صباح الخير يامدام
ووجدها فجأه تنتفض من نومتها .. وتشبثت بالغطاء الذي كان يُغطي جسدها .. واخذت تُطالعه قليلا تستوعب ماحدث
ثم نظرت الي جسدها العاري وهمست بصوت خافت :
هو ايه اللي حصل
فلمعت عين زين بمكر وجذبها نحوه قائلا : تعالي وانا اقولك
وكاد أن يُنفذ ما أراده ولكن .. اوقفته بفزع : اقف عندك .. انت عملت فيا ايه
فتعالت ضحكته وهو يراها هكذا .. لتُطالعه بحنق
فعاد يجذبها ثانية نحوه .. ليضمها اليه هامس برفق وكأنه بدء يُخاطب طفله صغيره : اهدي ياروحي .. اهدي ياحبيبتي .. انا مش عارف انتي بليل حاجه والصبح حاجه تانيه
فهي تفعل معه ذلك بقصد ..وضحكت علي فعلتها فقد أوهمته بأنها لا تتذكر شيئا كي تُداري خجلها منه
ولمعت عيناها وحاولت كتم ضحكتها وهي تستمع اليه :
انا مش عارف يعني يوم ما أتنيل أحب ..احب واحده عندها أنفصام في الشخصيه
فلم تتمالك نفسها .. وضحكت بقوه ..ليبعدها عن حضنه ناظرا اليها بتركيز : بتمثلي عليا ياحنين
وسحبها نحوه لترتطم بجسده ..وعاد يلتهمها مره ثانية وكان هذا هو عقابه
..................................................................
جلس حاتم يتأمل سكونها وهي نائمه .. فبيته أصبح ساكن تماماً ..لا يسمع صراخ ولا صوت ..تجلس دوما علي الفراش ..واذا نهضت تذهب الي المرحاض كي تتوضئ وتُصلي ..فهو أخيرا أصبح يُحررها من قيدها الحديدي الذي كان يضعه في يديها اغلب الوقت كي لا تهرب ..رغم انه يعلم بأنها أضعف من ان تتحرر من سجنه ..فرجاله يُحاوطون كل زوايه ..
وتذكر تلك الليله التي عاد فيها بعد تحقيقات طويله وقد اخرجه محاميه بكفاله
انقض عليها كالوحش عندما ظل يُحادثها وقد نسي أمر صمتها ..فما فعله بها قد اصابها بالخرس المؤقت
وأخذ يصرخ بها عاليا : انطقي أتكلمي .. قولي حاجه
وكلما هبطت دموعها وحركت رأسها له بصمت .. يزداد جنونه .. وجذبها نحوه يُقبلها بوحشيه
ليقذفها بعدها أرضاً
ويخرج من غرفتها كالمسعور
وتنهد بأرهاق وهو يفيق من شروده .. وهمس بخفوت : اوعدك مش هأذيكي تاني ياسهيله .. بس ارجعي أتكلمي تاني
قولي اي حاجه ..قولي انك بتكرهيني .. قولي ان شيطاني
بس بلاش توجعيني كده ..
ودون أراده منه صرخ ..فأنتفضت من فوق فراشها خائفه منه .. ترتجف وتبكي ..فقد دمرها وانتهي الأمر
ليهدأ قليلا وتمتم بخفوت : اهدي أوعدك مش هأذيكي تاني
ثم تابع بعدها : هنسافر قريب ياحبيبتي ، وهنبعد عن هنا خالص
وكانت كلمته الأخيره كالصاعقه بالنسبه لها
...................................................................
نظرت هبه الي زوجها الذي أصبح صامتً دوما .. فأقتربت منه قائله : انت من ساعه ماجيت من سافريتك الاخيره وانت مش تمام ياهاشم قولي مالك
فتأملها للحظات ..فسفريته الاخيره لم تكن رحله من اجل عمله ..انما كان نتيجة ماضيه الوحل
ولكن ماذا سيقول لها .. سيقول لها أن زوجها الذي لديه أبنتين كان يشترك في أمور هكذا
فأقتربت منه اكثر واحتوت وجهه بين راحتي كفيها وهتفت :
قولي طيب أعملك ايه ، انا عارفه انك زعلان مني من ساعه عزومه لمياء بس ياهاشم لمياء ديه أقرب صديقه ليا أنا ماصدقت ترجع من السفر
وبعد أن كان يُطالعها بنظرات حانيه .. اشاح وجه بعيدا عنها مُتمتما بحنق : قومي ياهبه من قدامي الله يخليكي .. لانك كل ما تيجي تعدليها تنيليها
وزفر انفاسه بقوه .. ليجدها تضع برأسها علي صدره هامسه بصوت خفيض : انا حامل ياهاشم
...................................................................
وقفت رحمه تتأمل الأحصنه التي تركض امامها ..والهواء يُداعب خصلات شعرها دون هواده
فضمت علي جسدها شالها الخفيق ..وبدأت تتنفس بعمق
فطلاقها من زين قد تم ..بعد أن اتي بها لمزرعته كي ترتاح وتبتعد عن كثره تساؤلات من حولها
فسقطت دمعه حزينه من عينيها وهي تمسد بطنها التي أصبحت خاليه من نطفتها .. فمعجزة امومتها قد تحققت ولكن المعجزه قد رحلت سريعا ..
وهمست بصوت ضعيف : ضيعتك بأنانيتي وغروري يازين
وتابعت بألم : كنت فاكره ان جمالي ديما هو اللي هيكسب
وضحكت ساخره : بس للأسف هو اللي ضيعني وضيعك من ايدي
وتنهدت بعمق وهي تتذكر كل ما فعله من اجلها .. وعطائه الدائم لها حتي حين أخبرته بخططها ضد حنين في لحظه يأسها لم يفعل شئ سوي أن نظر لها نظره مُعاتبه وصمت
................................................................
جلس طارق بجانب أحد أصدقائه الذي كلفه بالبحث عن خطيبته .. ليُتمتم صديقه بحزن : للأسف ياطارق برضوه مافيش جديد
وتابع حديثه بقسوه : انساها ياطارق .. وعيش حياتك بقي
هتفضل لحد أمتي تدور عليها
لينهض طارق من فوق مقعده .. ووقف يُطالعه للحظات الي ان اخبره : هستناها لأخر يوم في عمري
ووضع بيده علي قلبه : انا واثق اني هلقيها في يوم .. سهيله ممتتش
وانصرف من أمام صديقه .. الذي أخذ يضرب كف بكف علي احوال رفيقه .. الذي اصبح بقايا رجل من اجل حبيبته
................................................................
أردف هاشم الي حجرتها بالمشفي .. فهي اليوم ستُغادر بعد ان التأم جرحها ... ليقف مدهوشا من المشهد
يري مدحت يثني قدميه امامها ويساعدها علي أرتداء حذائها
وأخذ يُطالع نظراتهم لبعضهم .. وهو لا يُصدق ان في بضعة أيام نبض بينهم شعاع حب .. ها هو يراه بينهم
فمدحت في الايام الماضيه هو من كان يهتم بأمرها كما طلب منه هو .. واكراماً لزين فعل هذا
والان يُساعدها في حمل حقيبتها .. ووقف بحرج يُطالع هاشم .. فأبتسم هاشم اليه ثم نظر الي فاطمه التي تورد خديها بحمرة الخجل وأخفضت رأسها سريعا عندما رأته
ليتنحنح مدحت : ازيك ياهاشم بيه
فأقترب منه هاشم ببطئ .. وربت علي كتفه : مش عارف اشكرك أزاي يامدحت علي وقفتك معايا
ونظر الي فاطمه قائلا بهدوء : يلا يافاطمه
فخفق قلبها وهي تستمع لأمره الذي سيبعدها عن هذا الرجل الحنون الذي أهتم بأمرها طيلة الايام الماضيه .. وألتفت نحوه لتري عينيه الجامده وكأنه يودعها..
وأنصرفت خلف هاشم الذي تقدم أمامها بأبتسامه فأمر فاطمه بالنسبه له قد حل
...................................................................
خرج من حجرة مكتبه وهو يستمع الي صوت ضحكاتها هي وصغيره .. فصغيره قد اخذ عطلته الصيفيه
وعندما تحرك نحوهما وجد حسنيه تغادر المكان مُتمته له :
تصبح علي خير يابني
فتأمل هو ساعته فالوقت مازال مبكرا:
وانتي من أهله ياداده
وتقدم نحوهم ليتأملهم وهم يجلسون يأكلون الفشار .. ويتابعون أحد برامج الكرتون ويضحكون
وتنهد بتسأل : الهانم اللي قاعده بتتفرج علي الكرتون .. اللي وراها لسا امتحانات
فطالعته ليلي بحنق وتمتمت بطفوله : بكره الجمعه علي فكره .. انا النهارده هسهر مع سليم
فصفق سليم بيديه وأخذ يقفز قائلا : سيب ليلي بقي يابابا
مش كل شويه تاخدها عشان تذكرلها .. انا عايز العب معاها
وعندما ذكر الصغير أخذه لها كي تُذاكر .. غمز لها بأحدي عينيه
لتفهم هي مقصده .. فأخفضت برأسها سريعا وقد تلون وجهها .. فأبتسم علي هيئتها
فمذاكرته لها كانت الذ شئ يفعله .. فأما تنتهي بقبله جنونيه او عناق طويل او كلام اصبح قلبها لا يتحمله
وأقترب منهما وهو يتأمل ذلك الاحمرار الذي طغي علي وجهها .. ونظر الي طفله قائلا : ممكن الاستاذ سليم يوسع شويه عشان اقعد وسطكم
فطالع سليم الاريكه التي يجلس عليها هو وليلي وهتف بتذمر : لاء روح اقعد هناك .. انا وليلي مش عايزين حد يقعد جنبنا
فلمعت عين أياد بحنق .. فصغيره يفرض عليه مُحاصرته
وابتسم بهدوء وهو يهمس له : حبيب بابا .. اللي بابا هياخده بكره النادي .. انا سمعت ان لوجي ومامتها وباباها هيكونوا هناك
وتسأل الصغير وقد لمعت عيناه بالسعاده : بجد يابابا ..
فحرك أياد رأسه : بجد ياحبيبي
فأبتعد سليم قليلا .. ليترك له مساحه بينه وبين ليلي بعد أن اغراه بفسحته غدا ورؤية صديقته لوجي .. واندمج مع كرتونه المفضل وبدء يُتابع اكل الفشار الذي امامه
ليجلس أياد بينهم .. مقتربً من ليلي التي ارتبكت من قربه وهمس بخفوت : دلوقتي القطه اكلت لسانك
وتابع بعدها : مش عايزه تذاكري ياليلي
ليزاد احمرار وجهها .. فهمست بخجل : انا هروح أنام
وقبل ان تنهض حاوطها بذراعه من خصرها وتمتم بصوت منخفض : وحشتيني
ولم يترك لها مجال للرد .. فمال علي خدها ليطبع قبلته عليه
: ماتيجي اذاكرلك
وقبل ان يتمادي بقول شئ اخر .. ملئت يدها بحبات الفشار
ثم حشرتهم داخل فمه .. ليمضغه سريعا ويسعل بعدها بشده
فطالعه صغيره بقلق ... متسائلا : مالك يابابا
فنظر الي ليلي التي تجلس بهدوء .. وتكتم ضحكتها بصعوبه متمتما بحنق: مافيش حاجه ياحبيبي
.................................................................
حاوطها بذراعيه .. لتبتسم هي مُتمتمه : خضتني
فضحك زين وأدار جسدها نحوه .. وبدء يُمرمغ وجه بعنقها : كنتي سرحانه في ايه
فلمعت عيناها وهي لا تُصدق بأنه اصبح لها وحدها دون شريك .. ورغم انه لم يخبرها تفاصيل انفصاله عن رحمه
حتي عندما بدأت تضغط عليه .. كان رده هو الصمت
وسمعت صوته الذي يجعل قلبها ينبض بعنف : مش هنرجع البيت بقي ..
فأبتعدت عنه قليلا ..وتمتمت برجاء : ارجوك يازين فتره بس وهرجع معاك .. انا عارفه انك مش متعود تعيش في مكان زي ده
وما كان منه سوي أن ضحك وتنهد بمراره : مين قالك اني مش متعود ياحنين .. انا متولدتش غني ولا في بؤي معلقه دهب
وأقتربت منه بهدوء فهي تعلم تمام انه لم يكن من اسره غنيه ..فهو من صنع مجده بنفسه واشارت اليه بأصبعها قائله : وطي كده شويه
فأنحني لها وهو يبتسم .. لتتعلق بعنقه هاتفه : بـــحبـــك
واخذت تُقبل كلتا وجنتيه ... ومع كل قبله أخذت تُخبره
بحبها له .. حتي وجدت قدماها عالقه في الهواء وهو يدور بها بعشق ويحتضنها بذراعيه ..فلم يجد شئ يعبر عن حبه لها غير العناق