الفصل الثامن عشر

29.1K 622 7
                                    

الــفــصــل الـثــامـن عــشــر
********************

كانت تلهو كالطفله الصغيره وكأنها اليوم ولدت من جديد
فالحياه التي عاشتها و أماتت روحها ، لتضحك وتضحك وهي لا تشعر بنفسها..حتي أبتسم معتز وهو يراها هكذا
وأقترب منها هي وسليم بعدما انهوا لعبتهم الطفوليه التي شاركت سليم فيها
ومدّ يده لهم بحلوي "غزل البنات" لتلتقطها ليلي بسعاده وايضا سليم .. وصاروا بجانب معتز كي يبحثوا عن لعبه أخري تجمعهم ثلاثتهم هذه المره
اما هو جلس يحتسي قهوته بضيق لا يعرف سببه .. فبعد لقائه بسالي وذهابه خلفهم وجد نفسه يُطالعهم أحيانا بسعاده واحيانا أخري بضيق
فهو بعيداً كل البعد عنهم .. هم يلهون ويضحكون دون حساب اما هو يقف بحزم
حتي ان معتز قد سخر منه ببعض العبارات
"ايه ياعم اياد اخرج بقي من جو رجال الاعمال النهارده"
وفي النهايه هو جالس في احد الاماكن المخصصه لاحتساء بعض المشروبات يحترق بنيران الغيره
وبدء خياله يعيد بذهنه كيف تتطلع بأعينها التي تلمع كالأطفال لمعتز عندما يفعل شئ يُفرحها هي وصغيره
ونهض من فوق مقعده بعدما وضع بثمن قهوته بأهمال علي الطاوله
وخرج ليسير نحو الألعاب كما تركهم ... وظل يبحث بعينيه
حتي ملّ ..فمسك بهاتفه ليُهاتف بمعتز
ولكن لا يوجد رد ..فتمتم بحنق : البيه اكيد مش فاضي ،وبيلعب
ووقعت عيناه فجأه عليها وهو يلتف بجسده...ليجدها تقف خارج اطار احدي الالعاب تضحك وتُصفق وكأنها تُشجع
وأقترب منها بخطوات بطيئه وهو يتأملها ...ومع كل خطوه كان يخطوها ..كان يخطو قلبه معها
واتضحت الرؤيه اليه اكثر وهو يراها لماذا تُشجع ..فسليم ومعتز يركبون لُعبت السيارات وهي تقف تنتظرهم ولكن ليس اي انتظار .. انتظار خطف جميع الانظار نحوها
فهي كانت كالطفله حتي في حماسها
ليشعر بالحنق منها بسبب تلك النظرات التي تتأملها
وعندما اصبح علي مقربه منها هتف بجمود : ليلي
لتلتف اليه بحماس وبأعين لامعه من السعاده
وابتسمت وهي تهتف بسعاده : سليم ومعتز هناك اهم ..
ورغم انه كان سيصب عليها لجام غضبه كما يفعل دائما
الا ان تلك اللمعه جعلته يبتسم لها ووقف بجانبها بوقاره وهدوئه ..ووجد نفسه دون شعور يمد يده ليمسك بيدها
مُستجيبً لنداء قلبه بأنها ملكه وحده
فهبطت بعينيها نحو يدها المُتشابكه بيده ..وهمست بخجل : اياد بيه
فنظر اليها وهو لا يشعر سوا بأنها تأسره اكثر واكثر
وكأن بها سحر خاص ...
لتهمس مُجددا وهي تترجاه : ايدي لو سمحت
وعندما لم تجد منه أستجابة لطلبها ..
بدأت تُحرك يدها كي تزيلها من قبضه يده .. حتي ابتسم وهو يُتمتم : سيبي ايدك
لتُطالعه بخجل .. وهتفت : مينفعش تمسك ايدي كده
ليلتف نحوها وهو لا يُصدق بما تفوهت به .. ليهمس بجانب أذنها بخفوت : انتي مراتي ياليلي
فشعرت بخفقان قلبها وهي تستمع لكلماته التي اصبح يلقيها دوما علي مسمعها .. ولكن كيف هي زوجته ولا حد يعلم بذلك لتُتمتم بوجع : دكتور معتز وسليم جاين وهما ميعرفوش
وضغطت علي طرف شفتيها وهي لا تقوي علي نطق باقي عباراتها .. فماذا ستقول ..فهي نكره بالنسبه له ولا يعترف بها ... والجميع يظنون انها حالة يشفق عليها وأتي بها من البلده لتُراعي طفله وفي المُقابل سيوفر لها حياه كريمه في بيته
وعندما ذكرته بذلك ضعفت قبضة يده التي تتمسك بها ..
وزاد الصراع الذي بداخله ...فهو اصبح لا يعرف اهو يُريدها ام لا
لتسحب هي يدها سريعا .. عندما رأت سليم يركض نحوهم
فبدء يضغط علي قبضة يده بقوه .. وهو يلعن تلك الصراعات التي تقتحمه وهو لا يعرف تفسير لها
ليقترب منهم معتز وهو يضحك ..علي افعال سليم
ونظر الي ليلي وتمتم بدعابه : شوفتي ياجبانه اهو لعبنا .. حد يخاف من لعبه تافه زي ديه
لتُحرك ليلي كتفيها كالأطفال .. وهي تهتف : ايوه أنا
وظلت الدعابه بينهم ... فمعتز أزال كل الحواجز معها
وجعلها لا تشعر بأنها أمام مُحاضرها الجامعي بل جعلها اليوم تتعامل معه كصديق وأخ
ليُطالعهم أياد بغضب وهو يود ان يُهشم فك صديقه
...............................................................
هبطت رحمه بزيها المُفصل خصيصاً لها ...فكانت فاتنه بحق وهي تطرق بحذائها العالي علي درجات السُلم
ليُطالعها زين بهدوء .. فهي دوما مُنمقه
واقتربت منه وهي تتسأل : حلو الفستان
ليُطالع زين الفستان بعمق وتنهد بضيق: رحمه ملقتيش فستان اوسع من كده تلبسيه بدل الضيق ده
لتضحك هي علي عباراته وتمتمت بدلال : قول بقي انك غيران
ثم هبطت بأعينها لتتأمل فستانها قائله : أه طويل زي ما انت طلبت ...
ليمتقع وجه زين .. ليجدها تتنهد بحنق : الهانم مش هتنزل بقي
ليُطالعها زين بنظرات جامده .. حتي هتفت : خلاص مش هتكلم ، اوف انا مش عارفه واخدها معانا ليه
ليتنهد زين قائلا : لانها مراتي زيها زيك ومن حقها تظهر معانا ولا انتي ايه رأيك
لتبتعد رحمه عنه قبل ان تنفجر به بتلك النيران التي وضعت بها نفسها ... وبعد ثواني كانت حنين تهبط بهدوء
وهي ترتدي فستانها الهادئ وحجابها المُنمق ..
ليُطالعها زين طويلا وهي تهبط السُلم امام عينيه ..وشعرت بالخجل من نظراته التي تحرق جسدها
لتنظر اليها رحمه بسخريه فهي لن تُعادلها يومً في جمالها وجسدها
وعدلت من خصلات شعرها المُصففه بعنايه وهي لا تبدي اي اهتمام بها
لتهتف حنين بهدوء : مساء الخير
وبعد ان كان يُصارع قلبه وعقله من أجلها .. هتف بجمود : اتأخرتي كده ليه
لتُحرك جسدها ببرود وهتفت وهي تُطالع رحمه التي تتفحصها : عادي
وعندما سمع منها ردها المُقتضب الذي يزيد حنقه ... ألتف بجسده وهو لا يعير اي أهتمام لهن
حتي اتجهت رحمه نحوه وامسكت ذراعه بتملك قائله بدلال : حبيبي
واتبطأت بذراعه .. وألتفت نحو حنين التي وقفت تُطالعهم بحنق وتُمتمت : حبكم برص انتوا الاتنين
وصارت خلفهم بهدوء وهي لا تود ان تذهب معهم كي لا تُصيبها جلطه
ليفتح لهم السائق الخاص ابواب السياره .. مُرحبا بسيده
فأبتسمت رحمه وهي تُشاهد حنين تتجه نحو الباب الامامي تفتحه كي تجلس بجانب السائق
فهي ايضاً اردات الا تضع نفسها في موضع الاحراج .. فمن هي لكي يُفضلها علي زوجته الأولي فبالتأكيد يُريد ان يجلس بجانبها بالخلف
ليمسك زين ذراعها بقوه : رايحه فين
لتُطالعه حنين بضيق : اه دراعي
ليمتقع وجه زين وبدء يُتمتم بكلمات غاضبه .. ليهتف بحنق : اركبي ياهانم ورا .. ولا عايزه تقعدي جنب السواق
لتشعر بأن الفرصه قد أتتها كي تزيد حنقه وهتفت ببرود : اه عايزه اقعد أقدام
ثم تابعت : اصل الجو قدام احلي ، وهقعد براحتي
ليضغط علي ذراعها أكثر وهو يعلم بأنها تفعل ذلك من اجل أن تفقده صوابه .. وجذبها نحو الباب الخلفي وهو يُتمتم : اترزعي هنا
فجلست بحنق .. لتنظر الي رحمه المُبتسمه التي كانت تُشاهدهم في البدايه بغضب ولكن سرعان ما تحول غضبها لفرحه وهي تراهم هكذا
...................................................................
ألتف الصغير للخلف كي يراها لماذا قد صمتت فجأه بعد أن كانوا يضحكون ويتذكرون مافعلوه اليوم .. ليُطالعها الصغير مُحدقاً بها وهو يكتم ضحكته وهو يراها غافيه تحتضن حقيبتها الصغيره بين ذراعيها
ونظر الي والده وهو يهمس : ليلي نامت يابابا وبتاكل رز بلبن مع الملايكه
ورغم أنه كان شارد في الطريق لا ينتبه لشئ غير ذلك الصراع والمشاعر التي بدأت تقتحمه ولا يعلم لها اجابه
لينتبه الي ثرثرت صغيره .. فرفع أعينه للمرآه التي امامه
وابتسم دون شعور وهو يراها تتثاوب ثم تعود لغفوتها ثانية
وضحك علي عبارة صغيره وهو يهمس : ده شكل الرز بلبن طعمه حلو
ليُطالعه أياد وتنهد بصوت خفيض : ياريت تنام انت كمان لحد اما نوصل ..
ليرفع الصغير حاجبيه بحنق وكأن كلام والده عن النوم أزعجه .. ثم رفع ساعته التي يرتديها في معصمه ..ونظر الي الوقت وبدء يعده الي ان نطق : ديه لسا الساعه عشره
وألتف الي ليلي ثانية وهمس بطفوله: البنات بتتعب بسرعه ، مش زي الرجاله
ليبتسم أياد وهو يُطالع طفله بطرف عينيه ..فطفله الذي عن قريب سيبلغ السبع سنوات .. يتحدث هكذا
وتنهد بحراره وهو يُشاهدها عبر المرآه ..لتلوح أبتسامه دافئه علي شفتيه
وألتف نحو صغيره فوجده يلعب بجهازه الالكتروني ويُحدق بلعبته بشغف
..................................................................
صارت خلفهم وهي حانقه من وجودها هنا في تلك الحفل التي لا تُناسبها .. ونظرت الي رحمه وهي تتشبث بذراع زين وتضحك وهي تُطالع بعض الصحفين
لتهتف بتذمر طفولي : انا ايه اللي جبني معاهم ...هو انا ناقصه حرقت دم
وألتفت حولها وأخذت تُطالع الحفل بدهشه ... فهذه الحفلات كانت تراها في مسلسلاتها وكانت تظن بأنها مجرد خيالات فمن سيصرف امواله من اجل حفله لساعات قليله
ولكن اليوم ادركت ان الخيال ليس الا جزء من الحقيقه لمن يمتلكون الاموال ..
وتنهدت بضيق وهي تود أن ترحل .. حتي وجدته يقترب منها بغضب وهو يهتف : واقفه تتأملي في أيه حضرتك
لتُركز حنين فيما كانت تُطالعه .. لتجد نفسها تتأمل أحدهم وهو يبتسم لها ظنن منه انها تُطالعه حقاً
فأشاحت وجهها سريعا وهمست : يانهار اسود الراجل أفتكرني ببص عليه
وخبأت وجهها خلف جسده وهي تهتف : هيفتكرني معجبه ولا ايه ..
ورغم غضبه منها الا انه ضحك وهو يراها تتحامي بظهره ..وتنهد بعدما فهم انها لم تكن تُحدق به عن عمد .. وجذبها امامه وتنهد : حنين
فهتفت برقه لم تقصدها : نعم
فتنفس بهدوء وهو يتمالك نفسه : اعقلي شويه ..وتعالي اما أعرفك علي الناس
فحدقت به بفزع وهي لا تُصدق بأنه سيُعرفها علي هذا المجتمع البغيض الذي لا يشبه حياتها البسيطه .. ولكن الافزع ستظهر بأنها زوجته الثانية التي خطفته من زوجته الاولي
فألتفت بجسدها وهتفت بجمود : وهتعرفني عليهم ب أيه ، اني زوجتك التانيه ..
وتابعت حديثها بألم : اللي أكيد هخطفتك من مراتك وهدمت حياتكم ..
فألجمته عباراتها .. وكاد أن يوبخها علي تفكيرها فهو لا يهمه أحد وهو من تزوجها وليست هي
فوجدها تُكمل بصوت مُضطرب : أنا بالنسبلهم مش هكون أكتر من نزوه في حياتك وبعدين هترجع لعقلك ولمراتك
ليهتف بغضب : انتي غبيه ، انتي بتقولي ايه ..ونزوة ايه ديه
وكاد ان يجذبها من ذراعها ويُهشم رأسها .. الا انها سمعت صوت رحمه وهي تقترب منهما وعلي وجهها علامات الضيق
فهمست بصوت منخفض : روح لمراتك
وضغطت علي عبارتها الاخري : يازين بيه
لتأتي رحمه اليه وهي غاضبه : الناس بتسأل عنك
ونظرت الي حنين التي تقف تعطيهم ظهرها وهتفت بود مصطنع : روح شوف ضيوفك يازين ، وانا هعرف حنين علي أصدقائي
ليقف قليلا يحسم قراره .. وانصرف وهو يشعر بالحنق من تلك الدوامه التي ادخل نفسه فيها
لتقترب منها رحمه وهتفت بجمود : خليكي شاطره وعاقلة كده ، انتي مجرد وقت وهتمشي ..
وتركتها وانصرفت وهي تلعن اللحظه التي فكرت بها ان تزوج زوجها من اجل ان يُنجب طفل له ولها
لتُطالعها حنين بألم وهي مُصدومه .. مُصدومه من المرأه التي قابلتها لأول مره وظنتها تحمل روح وطيبه
ورفعت كفيها لتفرك عينيها سريعا كي لا تهبط دموعها
ثم نظرت حولها .. لتجده يحمل كأس عصيره ومندمج مع بعض الأشخاص
ثم وقعت عيناها علي رحمه .. لتجدها تتسامر مع بعض معارفها
لتنظر الي هاتفها .. فتذكرت صديقتها خديجه وقررت أن تتخذ جنباً وتُحادثها كي تُسليها
...................................................................
نظر سليم الي ليلي بعدما وقفت السياره .. وهتف بصوت خفيض : ليلي احنا وصلنا
وعندما لم يجد رد منها .. ترجل من سياره والده :
صحيها انت بقي يابابا
ليُطالعها أياد بنظرات دافئه .. وترجل من سيارته
وقرر حملها بين ذراعيه .. فبدأت تُحرك جسدها ليهمس بصوت خفيض : نامي ياليلي
وبالفعل أستجابت لطلبه .. فأبتسم وهو لا يُصدق بأنها حقاً تشبه الأطفال وصعد درجات السُلم بهدوء وهو يشعر بدفئ انفاسها علي جسده.. حتي وصل الي غرفتها
فنظر الي فراشها ثم اليها .. ووضعها برفق وهو مازال يشعر بدفئها الذي تسلل لجسده
وبدء يُطالعها وهي تتمطئ بجسدها فأبتسم وهو يتنهد :
هتعملي فيا ايه ياليلي ، انا مش عايز احب من تاني
وتأمل وجهها بحنان ثم أنحني بجسده نحو قدميها كي يزيل عنها حذائها ،واتجه الي حجابها ليزيله برفق .. وبدء يُحرر رابطه شعرها .. وجلس بجانبها وهو يُصارع جسده في رغبته بضمها .. وتنهد وهو يشعر برغبه شديده في مُلامسة وجهها فبدء يُلامسه بهدوء كي لا تستيقظ وتقطع تلك اللذه الجميله التي يشعر بها .. وظل يتأمل كل أنش فيها
لينحني نحوها كي يُقبل أحد خديها .. ولكن قلبه الذي يقوده الان لم يكن يُريد تلك القُبله .. فنهض مفزوعاً بعدما لامست شفتاه شفتيها
وخطي بخطوات سريعا كي يهرب منها ..
لتفتح ليلي عينيها وهي لا تُصدق فعلته ..ولمست شفتاها وهي تشعر بأنها بالتأكيد في حلم من احلامها معه
وغفت ثانية وهي تغوص في بحر أحلامها المُحبه لقلبها
..................................................................
وضعت بيدها علي فمها وهي تهمس بصوت خفيض عبر الهاتف : بس فيها ناس محترمه ياخديجه مش كلهم قلعين يعني ، تصدقي فرحت اوي لما لقيت ستات مُحجبين في الوسط ده
بس حطين مكياجي كتير الحلو ميكملش
لتسمع صوت صديقتها الضاحك ..فهتفت بحنق : انتي بتضحكي علي ايه ، انا غلطانه اني بحكيلك
ليأتيها صوت خديجه المُداعب : كام واحد وقع مات في الحفله ديه
لتصمت حنين ولم تفهم مقصد صديقتها .. وبعدما فهمت مقصدها هتفت بتذمر : تقصدي اني عيني وحشه ، وهحسدهم
ماشي ياخديجه .. انا غلطانه اني بكلمك ..اقفلي اقفلي
لتهتف خديجه : استني ياهابله ، انا بهزر
قوليلي بقي بيشربوا "خمره"
وأكملت عباراتها بأستغفار بعدما نطقت بتلك الكلمه ...
لتهمس حنين بخفوت : لاء طلع صاحب الحفله محترم ، كله عصاير بس
لتهتف خديجه بدعابه : عصير بس
لتفهم حنين مقصدها وهتفت بهدوء : وفي اكل يا خديجه ، هو ده كل اللي همك
وضحكوا الاثنان في نفس اللحظه ، لتهتف خديجه بحالميه :
بقولك ايه أقفلي بقي ، اكرم بيتصل
لتُتمتم حنين بدعابه : ماشي ياعصافير الكناريه ، روحوا حبوا بعض .. وسبوني انا قاعده زي الكلبه
لتضحك خديجه وهمست بمشاكسه : روحي لجوزك ياختي ،وألزئي فيه زي مراته ياهابله ..
واغلقت الهاتف بوجهها .. لتنظر حنين لهاتفها وهي تُتمتم : ماشي ياخديجه اما وريتك
فسمعت صوت ضحكات من خلفها .. فألتفت لمصدر الصوت لتجده احدهم يضع يديه في جيب بنطاله ويُحدق بها
لتتذكر هي وجه فقد رأته اليوم لدي رحمه في شركتها
وأفاقت من شرودها وهو يُخبرها ضاحكا :
انا مسمعتش حاجه خالص ، هي صاحبتك اسمها خديجه مش كده
لتُحدق به حنين وهي لا تُصدق بأنه كان يقف يستمع الي مُحادثتها مع صديقتها
وتمتمت بصوت خفيض : هي مالها بردت اوي كده ليه
ليقترب منها ومدّ يده اليها قائلا ببتسامه ماكره :
انا فادي
..................................................................
نظر حاتم الي مسعد الذي يقف أمامه يُخبره عن تأجيل خطتهم في اختطاف الفتاه
ليُطالعه حاتم قائلا بتسأل : الفرح اتأجل ليه
لينظر اليه مسعد بهدوء : والدها اتوفي ياباشا
فتنهد حاتم بضيق وهو يضغط علي قبضة يده
فهو كان ينتظر غد بلهفه كي تصبح تحت يديه ويُمتع نفسه بها.. فهي له ولن يتركها الي صديقه
ليقترب منه مسعد وهو يهتف بمكر: ياباشا ده في صالحك
ليطرق حاتم علي سطح مكتبه عدة طرقات ..
حتي اكمل مسعد عباراته : كده البنت ملهاش ضهر ولا سند
ابوها ومات .. وهي ملهاش غير امها و3 اخوات بنات تانين
وأعمامهم مبيسألوش فيهم .. فمحدش بكده هيدور عليها لما نخطفها ولا هيسأل فيها
ليرفع حاتم وجه وقد اعجبه حديث مسعد .. ليُكمل مسعد حديثه بخبث : والبنت تبقي ليك ياباشا ، تعمل فيها كل اللي انت عايزه ..
فشعر حاتم بالراحه وهو يستمع لكل عباراته .. فهو يُريدها بشده .. حتي انه يُريد ان يتزوجها
.................................................................
اوقف هاشم سيارته ليُطالع تلك الجالسه بجانبه بنظرات مُتفحصه
فهي منذ ان انهوا تلك الليله مع بعض ضيوفه وخاصة ضيفه الخليجي الذي قبل مشاركته في احد المشاريع .. وهي تجلس هكذا
تضم جسدها تاره ، وتارة اخري تُطالع الشوارع المُظلمه من خلف زجاج سيارته وتارة أخري دموعها تتساقط فتمسحها سريعاً
ليلتف اليها وهي تنظر امامها وهمست بخفوت : وصلنا
ليُتمتم هاشم بهدوء : ايوه ، تعالي يلا عشان تغيري هدومك اللي جيتي بيها وتاخدي فلوسك
وقبل ان يترجلوا من السياره .. تسأل : اسمك الحقيقي ايه
فأبتسمت بخفوت وأخفضت رأسها بخزي : فاطمه
فتأملها هاشم قليلا .. ثم أشار اليها : طب يلا
وصارت خلفه نحو تلك البنايه التي اعطاها حاتم عنوانها لتأتي الي ذلك الذي يتقدمها
ونظرت الي ذلك الفستان العاري الذي ترتديه وقد جلبه لها هو كي تظهر أمام ضيوفه وخاصة ضيفه الخليجي بأبهي صوره
وصعدت المصعد وهي ترتجف كلما تذكرت لمسات احدهم لجسدها ... وكأن جسدها مُباح لهم .. واغمضت عيناها وهي تقضم شفتيها راغبه في تقطيعها كي تزيل قُبلات ذلك السكير البغيض .. ورغم انها لم تفقد عذريتها في تلك الليله كما اخبرها حاتم الا انها فقدت روحها للمره الثانيه ...
ليُطالعها هاشم بحنق بعد ان ملّ من مُنادتها : هتفضلي واقفه عندك كتير ، ما يلا
وصار امامها نحو شقته .. ليفتح لها الباب قائلا : تعالي اخلصي ، ولا مكسوفه ياحلوه
لتُطالعه بألم .. وصارت ناحية الغرفه التي كانت بها ثيابها
وتأوهت بوجع وهي تتذكر ثيابها الساتره وحجابها .. ولكن الان هي فتاة ليل .. جسدها مُباح
وأفافت فجأه علي لمسات هاشم لجسدها وقبلاته الجنونيه
وبدأت تتملص من قبضه يده قائله بخوف : هاشم بيه ، ده مكنش اتفاقنا حرام عليك سيبني
ليحملها هاشم علي ذراعيه وهو يُتمتم : لاء ياحلوه انا دفعت تمنك الليله ديه .. وانتي الليلادي بتاعتي سامعه
ووضعها علي الفراش لتُطالعه هي برجاء :
ارجوك أرحمني ، انا مش كده ... ونهضت كي تُقبل يده
ليقذفها هاشم بيده ، ثم بدء يفك ازرار قميصه بهدوء وهو يتفحص كل انش فيه قائلا : كل ده مش جديد عليكي ، فمتعمليش نفسك طاهره
لتقف العبارات في اذنيها وهي لا تعرف ماذا ستفعل
فيكفيها أنتهاك روحها وجسدها بلمساتهم المُقززه .. فهل سيصل الي مُبتغاه ويجعلها تفقد عذريتها ام ستُنجي كما نُجت من حاتم ؟؟

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن