الفصل السادس و الثلاثون

30K 649 9
                                    

الــفــصــل الــسادس والــثــلاثــون
**************************

صورة طبق الأصل كانت من ملامح زوجته ...فبدء قلبه يخفق بقوه وهو يري امرأه اخري تُشبه من عشقها يوماً فوقعت عيناه علي صغيره الذي يقف امامها وينتظر احتضان من يظنها والدته .. ولكن نظراتها البارده جعلت الصغير يعود للخلف بحزن .. ويذهب مسرعا الي ليلي التي وقفت تُطالع كل هذا بأسي .. وعندما اقترب منها احتوته بين ذراعيها
ليدفن وجهه في ملابسها
اما حسنيه تأملت المشهد بخوف .. خائفة بأن تنقلب حياتهم بوجود تلك المرأه التي تقف تُطالعهم بنظرات ماكره
وأرتجف جسدهم علي صوت أياد الجامد الذي أمرهم بالمغادره
وبالفعل غادروا جميعهم حتي الصغيرالذي مازال متمسك بليلي
لتبتسم تلك الواقفه وأقتربت منه بهدوء وبلكنه عربيه ضعيفه تمتمت:
لم اكن اتوقع بأنك رجل وسيم لتلك الدرجه 
وكادت ان تُعانقه وتقبله .. الا ان يده اوقفتها ليُتمتم بجمود : ايه اللي جابك ياسيلين ،انا بعتلك الفلوس اللي كنتي عايزاها
لتُجاهد نفسها وهي ترسم أبتسامه مصطنعه علي شفتيها :
جئت لكي أري الصغير
فضحك بتهكم .. فهي لم تنظر لطفله الا بنظرات بارده حتي خاف منها  
ووقف يتأملها للحظات .. وهو يعلم خبثها فمنذ ان علم بوجودها او بالاصح عندما أستطاعت هي الوصول اليه  اصبحت تستغله وتُطالب بالأموال من أجل الا تأتي وتُعلق طفله بها بذلك الشبه المماثل بينها وبين زوجته الراحله
................................................................
نظرت الي ظلام الطريق بشرود وذكريات ماعاشته تقتحم عقلها .. وسقطت دموعها وهي تتذكر كل مافعله بها حاتم من الم .. وعندما جاء بذهنها بأنها زوجته شعرت بالخزي من حالها ..ليري مسعد دموعها التي بدأت تأثر به
واخذ نفساً عميقاً من صدره .. الي ان تمتم : هتروحي لأهلك ولا عنده
وسريعا اخبرته بحماس : عايزه اروح لطارق .. عايزه اروح احكيله اكيد هو هيصدقني
واكملت بأعين باكيه : هو مش هيصدق حد غيري
وبدأت تمسح دموعها بكفيها : قالي انه هيكون ديما سند ليا .. وعمره ماهيتخلي عني
ليهدأ مسعد من سرعة سيارته ، واستمع لكلماتها بتهكم ... فهي تضع كل ثقتها به
واستجاب لطلبها .. وعندما وقف امام بناية طارق سألها بهدوء : متأكده انك هتقدري تقوليله عن حياتك مع حاتم
فأغمضت عيناها بألم وبدء جسدها يرتجف ..وبدون كلمه واحده خرجت من سيارته ..وصارت نحو البنايه وألتفت اليه كي تشير له بيدها لتودعه .. فنظر اليها مسعد ببتسامه بسيطه
لتُكمل هي سيرها نحو المصير الذي رسمته .. واقنعت عقلها بأمل : طارق مش هيتخلي عني ، مش هيسبني لوحدي
ووضعت بيدها علي قلبها الذي اصبح ممزق : هيدويك وهيدويني
اما مسعد بعدما اختفت عن انظاره .. قرر ان يرحل ولكن رغبته في انتظار مايتوقع ان يراه جعله ينتظر
كان نائم علي فراشه بأرهاق .. وابنة خالته تجلس بقربه تهتم به .. وكيف لا تهتم والفرصه قد أتت اليها ..فعندما رأت بقايا الصور الممزقه التي كانت تضمه هو وهي فهمت ان حياتهم قد انتهت وجاء دورها كي تستغل ذلك
واقتربت منه واخذت تمد بيدها علي وجهه .. وعندما فتح عيناه ابتسمت اليه : حرارتك نزلت
فأغمض طارق عيناه ثانية : شكرا ياسمر
واخذت تنظر الي ملامحه الرجوليه وجسده وهي تتمني ان تحصل عليه وظلت تتخيل بعقلها ذلك اليوم الذي ستتوسد فيه صدره ويُقبلها .. وعندما بدء عقلها يسبح بالرغبه .. اغمضت عيناها وهي تُقاوم رغبتها فيه
ليخرجها صوت رنين الجرس من شرودها .. ونظرت الي طارق الذي حاول ان يعتدل كي يذهب لرؤية الطارق .. فتألم بضعف .. فهتفت بلهفه : خليك انت مستريح وانا هروح اشوف مين
فحرك رأسه لها ..
وقفت تنتظر ان يُفتح لها الباب .. الباب الذي سيعطي لقلبها الامل .. فنظره منه ستجعل اوجاعها تُشفي .. فما كان يُصبرها علي حياتها حبهما واحلامهما
ولكن عندما انفتح باب الشقه .. نظرت لتلك الواقفه امامها
بصدمه : سمر
لتتفحصها سمر ببرود : ايه اللي جايبك هنا ، مش كفايه اللي حصله بسببك 
فأزاحتها سهيله من امامها .. وأردفت داخل الشقه وقبل ان تُنادي عليه ..سمعت صوته: مين ياسمر
لتهتف سمر سريعا : ده البواب
ونظرت الي سهيله التي وقفت تبكي بضعف .. فلم يعد لديها قوه لتتحمل شئ اخر .. واقتربت منها هامسه : انا وطارق اتخطبنا وقريب اووي هنتجوز
واكملت : ياريت تبعدي عن حياتنا ..
وتذكرت خاتمه الفضي الذي يحمل اسمها .. واخرجته من جيب بنطالها .. وامسكت يدها المرتجفه لتضعه داخلها ..وتابعت بمكر : وادي خاتم الخطوبه
لتنظر الي ماوضعته في يدها ..فسقط منها ليصدر وقوعه صوتً جعلها تعلم بأن كل شئ قد ضاع منها
وأنها اصبحت حطام انثي
وتأملتها تلك الواقفه بخبث .. ودفعتها بيدها : اطلعي بره
فسقطت أرضاً وهي لا تشعر بشئ ... فكل شئ قد رحل
وسمعت صوت غلق الباب .. وصوتها لم يعد يُريد ان يخرج
فأقترب منها مسعد وهو يعلم بأن ذلك ماكان سيحدث .. وانحني نحوها بشفقه وهو يمد لها بيده : مصدقكيش مش كده
فرفعت اعينها نحوه .. واخيرا قد خرج صوتها :
انا عايزه اموت
..................................................................
كانت تنام في حجرة الصغير بعد ان ظل يبكي علي ظنه بأن تلك المرأه والدته ولم تضمه اليها .. لتكون هي ملجأه الوحيد ..ليغفو فتغفو بجانبه علي فراشه الصغير
فوقف يتأملها بأرهاق ..فبعد حديث دام لساعه اخذ سيلين للفندق الذي تقيم فيه  لتأتي غدا بأمتعتها كي تُقيم معهم ذلك الشهر الذي ستقضيه هنا من اجل التغطيه الصحفيه التي بعثتها وكالتها  .. ووفاء لذكري زوجته رحب بها في منزله لحسن الضيافه ليس اكثر
واخذ يزفر انفاسه بهدوء ..الي ان وجد ليلي بدأت تتمايل في نومتها ولصغر الفراش كادت ان تسقط ..لولا ذراعه الذي تلقاها .. وابتسم عندما وجدها عانقته بقوه فتمتم بأختناق وهو يسير بها نحو غرفتهما : ليلي ..انا هتخنق كده
فبدأت ترخي ذراعيها عن عنقه ..لتتسع ابتسامته ووضعها علي الفراش ..ونظر الي وجهها الذي يبدو عليه اثر البكاء
فأنحني نحو شفتيها ليطبع قبله رقيقه عليهما ..ليهمس بدفئ :
بــحــبــك
لتفتح ليلي عيناها علي تلك الكلمه .. وابتسمت وهي تراه امامها وظنت بأنه تستكمل حلمها به وهمست بخوف :
متسبنيش يا اياد
فرفع بجسدها قليلا كي يضمها ..وظل يربت علي ظهرها بحنان ..وعندما شعر بأنتظام انفاسها علي عنقه
علم بأنها غفت .. فمددها علي الفراش برفق ليتسطح جانبها بملابسه وهو يصارع صورة زوجته بذكرياتهم
فهل الحنين سيعود مجدداً ؟؟
...................................................................
وصل بها الي منزلها ..فمن احبته خذلها ولم يبقي لها بالحياه الا دفئ عائلتها .. تأملها مسعد قليلا ليهتف بعدها :
وصلنا ..
فوجدها تخرج من سيارته بصمت .. وفجأه وجدت يده تسحبها للداخل
لتلتف اليه بأعين قد اهلكها البكاء .. فتمتم مسعد : حاتم مات علي فكره
وتابع : انتي لسا عذراء
فأخر جمله قد نطقها جعلت عيناها تتسع .. كيف مازالت عذراء وهو قد اغتصبها وكانت تجد نفسها عاريه وقبلاته الداميه علي جسدها وعندما شعر بما تفكر به هتف بعدها :
عشان اكون خلصت ضميري من ناحيتك ورديت دينك اللي في رقبتي ، حاتم كان عاجز كان اخره بس
وقبل ان يُكمل باقي عباراته ...صرخت فجأه
ليضع مسعد بيده علي فمها : اخرسي ،هتفضحينا
وتحاولت نظراته المشفقه الي نظرات شرسه كي يرعبها : اطلعي يلا من العربيه قبل ما ارجع في كلامي
فأخذت تحرك رأسها كي يتركها ..فتركها لتخرج من السياره
وينطلق هو من امامها سريعا ..وسقطت ارضاً وهي لا تري امامها شئ ..
وسؤال واحد يدور بعقلها هل مازالت عذراء ؟؟
...................................................................
نظر اليها وهي تأكل بشراسه .. فضحك بقوه ونظر الي الوقت الذي تجاوز منتصف الليل ..لتلتف اليه هبه بوجه غاضب وتضع بيدها علي بطنها :
ابنك هو اللي جعان مش انا
واكملت تناول الطعام بأستمتاع .. فشهيتها في حملها الثاني اصبحت منفتحه بشده غير حملها بأبنتيها
ليتسأل هاشم وهو يكتم صوت ضحكاته : انا خايف ارجع الاقيكي اكلتي البنات ..
فوجدها تنهض من علي الطاوله التي بداخل المطبخ .. وحملت الطبق الذي يحتوي علي بعض السندوتشات
ووقفت امامه بحنق : اتريق ..اتريق ما انت مش حامل
وعلي سماع كلمتها الاخيره ..ضحك بشده ..وفجأه وجد بداخل فمه طعام قد سد حلقه ..ليبتلع الطعام بسرعه كي يستطع التنفس .. وبعد ان اكل نظر اليها بحنق :
كلي واتخني وهتجوز عليكي بضمير مرتاح
ورغم انه ألقي كلماته بدعابه .. الا ان افعاله القديمه مازالت تؤثر عليها ..ليجدها تضع الطعام علي الطاوله ..واقتربت منه تتسأل بأعين باكيه : انت وعدتني ان عمرك ماهتعملها ياهاشم وانك اتغيرت
وتابعت ببكاء : انت كنت بتضحك عليا
فشعر هاشم بالغباء لتلك المزحه .. وضمها اليه سريعا : هبه انا كنت بهزر صدقيني ..
وابتعدت عنه ..واتجهت نحو احد الادراج لتخرج سكينا :
هقتلك ياهاشم المرادي لو فكرت تعملها
واقتربت منه وهي تحمل السكين وتتمايل بها بين يدها .. ليهتف هاشم بقلق : يخربيتك ..هتموتيني عشان كلمه
اخزي الشيطان ياهبه ياحبيبتي .. هتموتي هاشم حبيبك
فلمعت عيناها بشر : اه هموتك وهقطعك كمان
فخطف منها السكين بلحظة اندماجها في تلك الجريمه التي تُخطط لها .. والقي السكين علي الطاوله ..وحملها  لتشهق بفزع وأتجه نحو غرفتهما: بقيتي تقيله كده ليه
وعندما رأي نظراتها الغاضبه تابع : بــحــبـك يامجنونه
لتلمع عيناها بالسعاده وقد نسيت غضبها بلحظه : طب حطيني علي السرير وروح هات باقي السندوتشات وتعالا ناكل سوي
فطالعها ضاحكا .. فالأكل الان بالنسبه لزوجته افضل من اي شئ  أخر.. ليخرج من الغرفه هاتفا : ياعيني عليك ياهاشم بعد ما كنت دنجوان عصرك ..دلوقتي بتسمع الكلام وبتجيب سندوتشات
وبعد دقيقه .. كان يجلس بجانبها علي الفراش يأكل معها ويضحك علي ما تقصه له من احاديث طريفه تحدث في عائلتها
.................................................................
جلست تبكي ... وتمسح انفها بأكمام بيجامتها
ليضحك علي هيئتها .. وهو يُتمتم : لا حول الله ..انتي ليه محسساني ان امك مهاجرة .. ديه كام ساعه بالعربيه ونروحلها
فشهقت واخيرا قررت ان تتخلي عن اكمامها وألتقطت بعض المناديل الورقيه كي تمسح انفها :
ملحقتش اشبع من ماما يازين
وتابعت بصوت متقطع : الايام جريت بسرعه اوي .. كأننا لسا أمبارح في الحرم
فجلس بجانبها بهدوء : فعلا الايام جريت ..واه روحنا وجينا ومامتك قاعدت كمان معانا يومين بعد مارجعنا
فأقتربت منه .. ودفنت وجهها في صدره ... ليستمتع هو بقربها واخذ يُمرر بيده علي ظهرها وهمس :  حبيبتي ورايا شغل علي فكره
ليجدها تدفن وجهها اكثر ..وعادت تبكي وتُمرمغ انفها بسترته باهظة الثمن ..وابتعدت عنه وهتفت : انا عايزه اشتغل
لينظر اليها .. ثم نظر الي وجهها الباكي .. فمدّ بيده نحو منديله الذي يضعه بداخل سترته فوقعت عيناه علي اثر بكائها الذي لطخ سترته  : ربنا يسامحك ياشيخه ..
واشار الي مافعلته : وليكي عين تتكلمي
وضحكت بأستمتاع .. فهي اصبحت تعلمه تمام ..يعشق اناقته وتميزه ..وهاهي الان دمرت بذلته الرائعه  : المهم هتشغلني ولا ادور علي شغل
فطالعها بغضب .. وضرب فخذيه بيديه بقوه .. فلو لم يفعل ذلك ..لكانت يده نزلت علي جسدها الان
وكاد ان ينهض كي يصعد ليُبدل ملابسه مرة اخري
وجدها تقفز لتجلس علي قدميه قبل ان ينهض وعانقته بدلال : قول اه وانا اوعدك هكون زوجه وديعه .. ومتسمعش ليا صوت
فتمتم ببرود : لاء
فتحول دلالها سريعا ..لكتلة غضب : لاء ليه ، انت راجل ديكتاتور يازين .. اشمعنا رحمه
ومن دون كلمه ..ازاحها بقوه عن قدميه حتي انها كادت ان تسقط ارضاً ونهض : لاء ياحنين ..
وصعد لاعلي ..واخذ يلعن في صلابة رأسها
................................................................
كانت تضرب بشوكتها في طبقها وهي تري تلك التي تجلس امامها بملابسها التي لا تستر شئ .. لينظر اليها اياد بقلق
فوجدت سليم يهمس لها : ليلي هنروح النادي سوي النهارده مش كده
لتلتف نحوالصغير الذي يهون عليها كل شئ ..حتي في وجود تلك التي ظنت بأنها ستكسبه اليها ..نفرها بعد ان علم بأنها ليست والدته وانها خالته .. وجلس يومان حبيس غرفته ولكن بعدها ركض نحو ابيه ليخبره بأنه لا يحب تلك الخاله
وكادت ان ترد علي الصغير..فوجدت سيلين تضع بيدها علي يد اياد الذي سحب يده سريعا لتخبره : ممكن توصلني في طريقك
فتمتم بخفوت : تمام
ونهض من علي مقعده لتنهض سيلين هي الاخري .. فهتفت ليلي سريعا بعد ان ادركت بأنها في حالة مشاهده فقط :
اياد وصلنا معاك النادي انا وسليم
فحرك سليم رأسه وهو يتابع المشهد من خلف مقعده .. لينظر هو في ساعته : بس لسا ميعاد النادي فضله ساعتين ياليلي
لتري نظرات سيلين المتهكمه فتمتمت بغيره : لاء ما احنا هنروح بدري النهارده
وكاد ان يرد عليها ..فقاطعه صوت رنين هاتفه
ووجد سكرتيرته تخبره عن الاجتماع الذي لم يتبقي عليه غير نصف ساعه
فأنهي اتصاله سريعا واقترب منها ليُقل جبينها : حبيبتي خلي السواق يوصلك ..
وصار من امامها .. لتبتسم سيلين وتلتقط حقيبتها وتركض خلفه بتنورتها القصيره للغايه
ووقفت تضرب بقدميها ارضاً وتهتف بحنق : ده سبني ومشي
فتأتي حسنيه وتطالعها ضاحكه .. فالغيره اصبحت قاعده في يوم هذا البيت .. ونظرت حسنيه للصغير الذي يتابع كل شئ بتركيز .. وعندما تسألت عماحدث ..اخبرها سليم بكل مارأه
وليلي مازالت واقفه تتخيل كيف سيكون زوجها وهي تجلس بجانبه بسيارته بملابسها تلك
لتقترب منها حسنيه التي مازالت تضحك واشارت الي ملابسها : طول ما انتي قاعده قدامه كده .. هتضحك عليه الملزئه
فذلك اللقب اصبحت حسنيه تطلقه عليها منذ ان جائت لتقيم معهم ذلك الشهر الذي لا يُريد ان ينتهي ..ورغم انها تعلم بأن اياد لا يشعر بشئ اتجاه سيلين ..الا انها ارادت ان تلفت نظرها لملابسها المحتشمه بشده امامه
لتتطلع ليلي الي ماترتديه .. وركضت من امامها وهي تبكي
فهي لا تعلم شئ بفنون الاغراء ك سيلين تلك وليس لديها الجرئه ان ترتدي بمثل ما ترتديه
...................................................................
اسكبت الماء علي الارضيه كي تبدء بمسحها .. ونظرت الي عبائتها فرفعتها لاعلي كي تعقدها .. فالتنظيف ومسح الارضيات اصبحوا تسليتها اليوميه ..فمدحت يخرج مبكرا ليعود ليلا .. حتي الطعام أصبح لا يأكله معها فهبطت دموعها مثل كل يوم ولكن مسحتها سريعا فلو لم تمسحها فلا احداً سيزيلها عنها ..
ومالت بجسدها ..وبدأت بمسح الارضيه
وانشغلت بفكرها في حياتها الماضيه .. ولم تشعر بفتح الباب واغلقه ولا نظرات ذلك الواقف خلفها يُتابعها بعينيه
واقترب منها وهو يُطالع جسدها الذي اصبح ملتصق بملابسها بفعل المياه .. وفجأه سقط علي الارضيه
لتلتف فاطمه بفزع وقد فاقت من شرودها ونظرت الي مدحت الذي يتألم ..فضحكت علي هيئته وعندما رأت نظراته الغاضبه ..تقدمت نحوه سريعا لتساعده
ولكن لحقته وسقطت فوقه .. ليُطالعها مدحت ضاحكا : عشان تعرفي تضحكي كويس
فشعرت بالحرج من وضعهما ... ولكن مشاعر غريبه اصبحت تسري بجسدها
ووجدت شفتاهم تتلامس .. فأغمضت عيناها
ولكنها شعرت بصدمه عندما ازاحها جانباً وكأنه ينفر منها
ونهض وهو يُتمتم : ياريت لما ارجع بعد كده الاقي البيت نضيف
وتركها وهو يحترق داخله ..فكلما رغب بها قلبه وجسده  انهاه عقله عن ذلك
اما هي جلست علي الارضيه المبتله تبكي بحسره لقسوة الحياه عليها
..................................................................
نظرت  ليلي الي هيئتها بالمرآه برضي .. فقد قررت ان ترتدي فستانا قصيرا وتضع بعض مساحيق التجميل علي وجهها
فلا احد بالمنزل غير الخادمات وهم نساء مثلها ..حتي السائق والجنايني وحراس الامن قد منع اياد دخولهم لاجلها كي تستطيع ان تجلس بحريتها
وظلت تتأمل جسدها .. وتتذكر سيلين بملابسها ..فشعرت بالغضب لتجد الصغير يدق علي باب حجرتها يخبرها : عمو معتز جيه مع بابا
فشعرت بالأحباط ..فبعد كل ذلك التعب .. ستعود لارتداء ملابسها التي تُلائم حجابها
وعادت ترتدي ملابس محتشمه وتزيل ماوضعته علي وجهها من مساحيق تجميل ليست بارعه في وضعها .. وارتدت حجابها علي شعرها الذي صففته بعنايه وتمتمت بحنق :
ما انا للاسف فقر
وعندما تذكرت سيلين التي بالتأكيد جالسه الان مع زوجها  خرجت من الغرفه سريعا ..لتجدها بالفعل تجلس مع معتز واياد تضحك .. وقد ابدلت تنورتها بشورت قصير
فلعنتها في سرها .. فنظر اليها معتز مرحبا
ووقف اياد وسحبها من يدها لغرفة مكتبه  تحت نظرات سيلين ومعتز
فطالعته بحنق من فعلته ..وقبل ان تهتف بكلمه
جذبها من خصرها ليُقبلها بقوه .. فألجمتها فعلته
واخذت تتنفس بصعوبه .. لينظر الي شفتيها التي مازال احمر الشفاه الصارخ عليهما وكأنه مُثبت  وتمتم وهو يخرج من جيب سترته منديلا : الروج ده ميتحطتش تاني مفهوم
فلم يجد رد منها.. فهتف بغضب : مفهوم ولا مش مفهوم
واخذ يمسح شفتاها بقوه .. ويلعن بوضعها لذلك علي شفتيها والذي قد زادها فتنه
وانتظر منها رد ولكنها لم تُجيبه فتابع : ردي
فأشاحت بوجهها بعيدا عنه : لاء مش مفهوم ،اشمعنا سيلين
وكادت ان تذهب من امامه .. الا انه شد علي خصرها لترتطم بصدره : انتي مراتي ، اما هي انا ماليش دعوه بيها
ان شالله تتحرق
ورغم سعادتها بكلماته ..تذكرت فعلته صباحا : دلوقتي تتحرق والصبح عادي اخدتها معاك توصلها .. وسيبتني
فأبتسم عندما شعر بغيرتها .. وضم وجهها بين راحتي كفيه وهمس : انا ركبت جنب السواق قدام وهي ركبت لوحدها ورا
وقرص وجنتيها بخفه ليُتابع : وكان عندي اجتماع مهم وكنت مضطر امشي
وحرك انامله علي شفتيها برقه .. ليهمس : الروج ده ميتحطش غير ليا انا وبس مفهوم
فلمعت عيناها بسعاده ..واخذت تُحرك رأسها له بالموافقه وهمست بخفوت : مفهوم
فطالعها بعشق .. ومال نحو جبينها ليطبع بقبله حنونه عليه
ثم امسك يدها ..كي يعودوا لتلك الجلسه التي تنتظرهم خارجاً
وفي لحظه تحول حالها من الغضب والحنق للرضي والسعاده
...................................................................
نظر اليها وهي تجلس بصمت ...فهدوئها هذا اصبح لا يُطمئنه .. ووجدها مندمجه في هاتفها .. فتنهد بأرهاق وذهب الي حجرة الملابس ليأخذ ملابس مريحه له واتجه نحو المرحاض لينعم بحمام دافئ .. وكل ذلك وهي مازالت صامته تُطالع هاتفها
وعندما سمعت صوت باب المرحاض يغلق ، رفعت وجهها عن الهاتف وتمتمت : ماشي يازين
ونظرت الي اعلان الوظيفه الخاص بأحدي شركاته الجديده التي افتتحها مؤخراً وقررت التقديم فيها
واغلقت هاتفها سريعا فقررت ان تكون الليله زوجه مطيعه هادئه لا تفعل شئ ... وعندما خرج نظرت اليه بخفقان  وهمست داخلها : هو انا متجوزه الراجل الحلو الوقور ده ازاي ..سبحان الله
فيري نظراتها المسلطه نحو صدره العاري الذي يتقطر منه الماء وشعره الرطب ..
لتجده يغمز لها بأحدي عينيه .. فأشاحت بوجهها بعيده عنه بخجل
فضحك بصوت عالي : عادي ياحبيبتي انا جوزك علي فكره
وألقي بالمنشفه التي بيده .. واقترب منها وتسطح علي الفراش متسائلا : كنتي بتعملي ايه ؟
فطالعته بأرتباك ونظرت الي هاتفها بقلق : ولا حاجه
وعندما وجدته يرفع أحد حاجبيه تابعت : كنت بلعب في التليفون
فأبتسم .. ومال نحوها ليجذبها من خصرها : وحشتيني
وهمست بخوف لما سيحدث غد : وانت كمان وحشتني
لتشعر بقبلاته الدافئه علي عنقها : ياسلام لو تفضلي كده هاديه
ولمعت عيناها بصمت .. ووجدته ينظر لها برغبه
فعلمت بأنه يُريدها كما تُريده
...................................................................
نظرت رحمه للطبق الموضوع امامها وبدأت تأكل بصمت
فشعرت بنظراته تُحاوطها .. لترفع وجهها نحوه فتجده يرتشف من كأس عصيره بهدوء ..فقررت كسر ذلك الصمت البارد بينهم : فرح عامله ايه
فتسمع صوته الذي  يكون بارداً : تمام
فضغطت علي قبضة يدها التي تضعها علي فخذها اسفل المنضده .. وودت لو ان رفعتها نحوه ولكمته بقوه
فهي تعلم سبب تلك العزيمه .. فهو يشكرها علي اعتنائها بصغيرته بعد رحلة سفره لامريكا لفعل بعض العمليات التي كانت تنتظره وصغيرته بعد اول لقاء بينهم اصرت بأن تذهب اليها .. لا تعلم لما تحبها الصغيره لتلك الدرجه ولكن هي ايضا أحبتها بشده .. وعادت معها رحمه القديمه ذات قلب جميل لطيف
وعندما لاحظ نظراتها الغاضبه ..ضحك وخرج اخيرا من قوقعته .. فوسع عيناها جعل نظراتها مخيفه
لتنظر اليه بصدمه : انت بتضحك عادي زينا
وعاد لجموده ثانية .. وأبتسم بهدوء : عارفه انك جميله اوي
فأبتسمت برقه لمجاملته التي تزيدها افتنان بنفسها..
ليُتابع بعدها :بس روحك بادره
وكأن دلو ماء بارد قد سكب عليها ..فبعد ان جعلها تطير عاليا ..اسقطها ارضاً
وكادت ان تجذب حقيبتها .. وتنهض
فأمسك يدها لتُتمتم بغضب : وقح .. وبارد .. وعديم الذوق
فتابع كلماته : وعجباني
...................................................................
نظرت الي المبني العملاق الذي امامها ...فزوجها اصبح يحتل عالم الاستراد والتصدير ايضاً ..فضخامة المبني جعلها تشعر بالأنبهار ..وسمعت صوت خديجه :
جوزك لو عرف بعملتك ديه هتروحي في داهيه وهتوديني في داهيه معاكي
وتابعت : بقي سيبتي كل الشركات وجايه تقدمي في شركه من شركاته .. تخيلي لو كان هنا النهارده وشافك هتعملي ايه
لتنظر اليها حنين بفزع من تلك الفكره ...وضربت جبهتها : يارتني كنت سألته الصبح انت هتكون فين النهارده
فأخذت خديجه تضرب كف بكف .. وتمتمت :
انتي عقاب ربنا له ..قدامي خلينا نخلص من اليوم ده
وقبل ان يخطو بخطوه داخل المبني اوقفتها خديجه : حنين فكري في اللي هتعمليه .. العند مش بيجيب حاجه ومينفعش تقدمي في شغل من غير اذنه
فأخذت نفساً طويلا وتمتمت : لازم اشتغل ياخديجه انتي عارفه السبب كويس زين ليه فلوس عند بابا ولازم اردهاله من تعبي مش من فلوسه هو
وتابعت بأمل: وكمان الله اعلم هيقبلوني ولا لاء ..محدش يعرف ان انا مرات صاحب الشركه يعني هعمل المقابله زي اي شخص عادي
وتقدمت بخطوات مرتبكه وقلقه ..وخديجه تسير خلفها 
ووقفوا يستعلمون عن مكان المقابله ..ليخبرهم موظف الاستقبال عن المكان الذي يقع فيه مكتب احد المدراء التنفذين
واشار لهم نحو المصعد .. ليذهبوا وهم يتأملون الشركه من الداخل والموظفين الذين يبدو عليهم الرقي
وبعد دقائق كانوا يقفون امام سكرتيرة المدير .. واخبرتهم بأن ينتظروا دورهم .. وكلما دخلت فتاه كانوا يتفحصونها
لتُتمتم  : انا كده عرفت اني مش هتقبل
حتي جاء دورها بعد ساعه من التوتر .. لتنظر الي خديجه المنشغله في اللعب بهاتفها وهتفت بحنق : طب ادعيلي بدل ما انتي عماله تلعبي في تليفونك
فضحكت خديجه علي توترها ... واشارت لها بيدها بأن تذهب
وبعد عشر دقائق خرجت حانقه من الاسئله التي تلقتها والاحراج الذي حصلت عليه فالعمل يحتاج شخص لديه بعض اللغات وهذا لم تراه في بنود الوظيفه
وهتفت بحنق : ربنا يسامحك يازين انت واللي مشغلهم عندك
فنظرت اليها خديجه ضاحكه ..ووضعت بيدها سريعا علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها وصارت بجانبها وهي تتسأل : ها عملتي ايه يامدام " زين نصار "
لتلتف لها بغضب  : ابشرك اني مش هتقبل اصلا
فهمست خديجه براحه : الحمدلله
وتابعت بخوف من نظراتها : يلا خلينا نمشي من هنا ، قلبي حاسس اننا هنقابل جوزك
وصاروا نحو المصعد .. ونظرت خديجه للمصعد الاخر الخاص بالمدراء ورئيس الشركه وكبار الزوار واقتربت من وجهته ووقفت : اشمعنا احنا نركب الاسانسير ده ، وهما ده
ونظرت الي حنين التي تقف حانقه .. وهتفت بها : انتي يازوجة الرجل المهم .. حتي لما بقيتي من اصحاب الطبقه الراقيه برضوه مش عارفين نستفاد منك
وفجأه انفتح المصعد .. لتنظر خديجه للشخص الذي  بداخله ومعه رجلا اخر ذات جنسيه اجنبيه
ولمعت عيناه عندما رأها .. ومن صدمتها ظلت واقفه ..تاركة الاخري تنتظر المصعد الاخر
فخرج زين وكاد ان يسألها عن سبب وجودها هنا ..ولكن الجواب كان ظاهر امامه فهو قد عرف الجواب
زوجته تقف  تُحرك حقيبتها بملل وتحمل بعض الاوراق بيدها  وتنظر لباب المصعد..
وألتفت اخيرا وقبل ان تنطق بأسم خديجه التي وقفت كالصنم
سقطت حقيبتها .. وهي تراه يقف يُطالعها بنظرات لأول مره تراها في عينيه .. وتحركت للخلف وهتفت  بخوف:
زين انا ........

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن