الفصل السادس و الاربعون

29.2K 595 7
                                    

الــفــصــل الــســادس والأربــعـــون
****************************

لم يكن غريبا عليها الصوت .. فهي تعلم صاحبته تمام ..صاحبته التي تجلس بكل أريحيه امام زوجها بتنورتها القصيره والتي اصبحت اكثر قصرا وهي تضع ساق فوق اخري ..غير بلوزتها البيضاء الشفافه التي تكشف جسدها بعدما تخلت عن سترتها السوداء فيبدو انها تخلت عن سترتها عندما أصبحت امامه ...كل هذا ألتقطته وهي لا تُصدق ان الكابوس قد جاء اليها مجددا .. ماريانا هنا ..تلك المرأه التي تنبض عيناها بحب زوجها .. ونسيت كل من الرجلين الاخرين الذين جلسوا ضمنهم يُطالعونها  .. فعيناها كانت مسلطه علي تلك التي تُطالعها بأستهزاء ..ولعنت داخلها مظهرها فهيئتها بعد العمل ويوم شاق جعلتها كالفأره ولم تشعر بزين الذي نهض واقترب منها يُطاوق خصرها
ولكن صوته افاقها ..فيبدو ان الصوت في تلك اللحظه كان اقوي من لمست يده علي جسدها :
مدام حنين مراتي ..
فأبتسم الرجلان مرحبان بها بود .. وهي طالعتهما ببتسامه
واخيراً كان لها رد فعل .. فأبتلعت ريقها بصعوبه وأبتسمت
أحراجها في لحظه تحول الي ضيق من رؤية ماريانا
التي تجلس وسط الرجال بطريقه عمليه فاتنه بشده ..
ملابس ..رائحة عطر ..شعر أشقر مُصفف بعنايه وعينان خضراء رائعه وبشره ناصعه البياض .. وساقين
وعندما جاء بذهنها ساقيها .. عادت تُحدق بها وبتنورتها
ولكن زين بجسده قد احجب عنها الرؤيه بالكامل ..
فزين أصبح أمامها يحتوي وجهها بين كفيه يتسأل :
انتي كويسه ياحنين
وحركت جفونها بأرهاق ورفعت وجهها نحوه :
لاء
لم يمسع ردها الضعيف ..فعاد يتسأل مجددا :
حنين حببتي مالك
فتنفست بقوه وخفضت عيناها أرضاً : لاء انا كويسه متقلقش عليا
فأبتسم بحب وضمها اليه بدفئ .. هو لم يكن جاهل لشعورها
فبعمره هذا وحنكته بمثل تلك الامور
وضمه واحده منه جعلها تنسي أرهاق جسدها وأمر ماريانا
ونظرات الرجلين الذين أنشغلوا في مطالعة الاوراق علي الفور بعد ان رحبوا بها بعمليه بحته
وماريانا بالتأكيد في تلك الجلسه لن تظهر أي أسلوب من أساليب المرأه الراغبه برجلا
وأبعدها قليلا عنه وحرك بيده علي وجهها المرهق :
شكلك تعبانه
وقضم علي شفتيه بضيق وهتف بصوت تسمعه هي وحدها: موضوع الشغل ده مبقاش عجبني .. وهنبقي نتكلم فيه بعدين
فطالعته بصمت ..لانها تعلم حقيقة مايقوله ..فهي شاحبه
تقف بصعوبه أمامه ..
وكاد ان يتسأل ..الا ان صوت ماريانا جعله يلتف نحوهم وقد نسي أمرهم : زين نُريدك في امر ما لنُناقشه معك
فطالعهم بنظره خاطفه ..ثم عاد يُطالعها ..فأبتسمت وهي تُفكر بأمر سريع : روح شوف شغلك ان هروح أقعد هناك
وأشارت نحو الأريكه الجلديه كريمية اللون والتي تأخذ
موضعا في الجانب الايمن من الغرفه الواسعه
فغرفة مكتبه وسعها الهائل لأول مره تُركز به ..هي جائت من قبل هنا ولكن لم تكن تري شئ حولها
فأبتسم .. واتجه نحو ضيوفه .. وعاد زين الرجل العملي الصارم
وجلست علي الأريكه البعيده عنهم قليلا .. ولسوء حظها مقعدها أمام وجه ماريانا ..
ونظرات التهكم التي رأتها بعينيها جعلتها تقسم أن لن تذهب من هنا الا وهو معها وقد نسيت أمر خديجه بالكامل
ومرت الدقائق حتي تخطي الوقت عشرون دقيقه ..لتشعر أخيرا بأهتزاز هاتفها داخل حقيبتها .. وتُخرجه سريعا وهي تعلم بهوية المتصل وضغطت علي زر الاجابه وقبل ان يخرج صوتها ..كان سيل من الشتائم ينبعث من فم خديجه :
الأستاذه جوليت اللي راحت عند جوزها وقالت عدولي .. ونسيت الحماره الملطوعه اللي مستنياها
وطالعت خديجه أكرم الذي وقف يضحك عليها .. وتابعت :
شمتي فيا الأعادي 
وسمعت صوت أكرم : انا عارف مشاوير الستات ديه ومواعيدهم ديما فشنك
فتنحنحت هي بصمت ..وهمست بصوت منخفض بشده وهذا ما زاد حنق خديجه : خديجه امشي انتي مع أكرم .. وهبقي احكيلك كل حاجه بعدين
فهتفت خديجه بغضب : يعني انا كل ده مستنياكي .. وفي الاخر تعملي فيا كده ياحنين
وقبل ان تتفوه بكلمه أعتذار ..أغلقت خديجه الهاتف بحنق
لتنظر الي هاتفها بضيق .. فخديجه رفيقتها المحبه لقلبها واكثر من أخت لها ولا تُحب ان تجعلها تغضب وخاصة فهي مخطئه ولكن اذا علمت الامر ..
ورفعت هاتفها نحو عيناها وبدأت تكتب لها رساله نصيه
وبعد لحظات قليله وجدت خديجه تعود للأتصال ثانية :
اوعي تتحركي من عندك خليكي قاعدلهم ..
وتابعت ضاحكه : مش مهم الفستان .. ولا المهم أكرم ولا مهم اتجوز
وتأوهت بألم .. فضحكت هي بصمت بعد ان علمت ان أكرم بالتأكيد قد وكظ خديجه بعد كلماتها عنه وعن أمر زواجهم الذي كلما حددوا موعده تأجل .. فأصبحوا كالمعلقين بالبدايه بالخطبه والأن بعقد قرانهم
وخرج صوتها بعدما لاحظت نظرات ماريانا نحوها :
خديجه انا مش عارفه أكلمك دلوقتي ..أقفلي
فضحكت خديجه بأستمتاع : انتي قاعده معاهم في الاجتماع
فهتفت : اه
فتابعت خديجه ضاحكه : انا قولت برضوه الرقه والصمت ده .. اكيد مش جاي من فراغ ..
وتمتمت قبل ان تغلق : نأجل مشوارنا لبكره بقي
وأغلقت معها .. لتُطالع هاتفها بأبتسامه هادئه
وأخذت تعبث به قليلا ..حتي ملت
وقررت النظر اليهم وهم يتناقشون بجديه وحنكه ..
زين كان من يقود ذلك الأجتماع .. وماريانا تُناقشه مع الرجلين ...فيبدو انهم يعقدون صفقه سويا
ووضعت مرفقيها علي فخذيها ..ثم اتكأت بذقنها علي يديها
وطالعته بحالميه .. وأعين لامعه .. جديته ووقاره القوي
وشخصيته تلك تسلب فؤادها
فأحمق من يظن بأن الحب الحقيقي يأتي عن طريق الشكل والجمال الخارجي .. انما يأتي بأشياء أكبر من ذلك
وفي وسط حالميتها وعقلها الاحمق الشارد .. أتعست عيناها
وهي تري ماريانا تقف بميل شديد بجوار زين نحو الاوراق التي أمامه ويُطالعها بدقه  .. وهي تشير له علي بعض السطور
وزاد خفقان قلبها وهي تري الأزرار العلويه لبلوزتها اللعينه
مفتوحه .. ولم تجد شئ تخرج به غيظها وحنقها من ذلك المشهد اللعين غير قضم اظافرها وشفتيها
فلو خرج غضبها .. لذهبت لماريانا وجذبت شعرها
ولكن التعقل كان لا بد منه .. فهذه طبيعة الحياه التي يعيش داخلها زوجها فلن يُجبر المرأه التي امامه ان تعدل من هيئتها وملابسها .. غير ان هذه الملابس هي بالعادة بالنسبه للأوربين محتشمه
وماجعلها تهدأ .. ان زين كان يُناقشها وينظر للأوراق تارة وتارة أخري ينظر الي حاسوبه دون أن يُطالعها
حتي هي ايضا تتحدث تلك المره بعمليه
وزفرت أنفاسها بيأس فقد مره ساعه وهي جالسه  هكذا.. تُشاهد وتسمع فقط .. ونظرت الي المشروب الذي كان بيدها وقد برد .. فالسكرتيره لم تكن مختفيه عن مكتبها الا لتُشرف عن مشاريب الضيافه وبعض المقرمشات الخفيفه التي لم يمسها الا الرجل الذي يحمل بعض صفات الدعابه قليلا بينهم
وطالعت الحجرة  .. ونهضت من فوق الأريكه بعد ان شعرت بالملل .. فهي قد حفظت تفاصيل الجالسين والحجره
التي تضم طاولة أجتماع صغيره بعض الشئ .. ويبدو انها مخصصه للأجتماعات المغلقه الوديه
فبالتأكيد أجتماعات المدراء لن تكون في حجرة مكتبه
مللها جلعها تُحلل كل شئ .. حتي ألوان الحجره والشرفه الزجاجيه والسجاد والصور المعلقه علي الحائط
وصارت نحو الشرفه التي خلفها مكتبه .. ونظرت بشرود للا شئ ...ونظرات ماريانا تُتابعها بتفحص
وداخلها يتسأل : كيف احب زين تلك وترك جميع النساء الجميلات من حوله ..؟ هي جميله ولكن جمالها بسيط هادئ
غير متكلف .. نعم ملابسها أنيقه وألوانها هادئه
ولكن محتشمه
وهذا ماكان يُثير تسألها .. ماهو الذي فتنه بها بكل تلك الحشمه التي لا تظهر منها شئ .. ملامح عاديه ..جسد تضمه الثياب بأحتشام .. كم ان زين كان متزوج قبلها من امرأه مُتحرره عملت كعارضة ..
فشتان بين المرأتان
وفاقت من شرودها وهي تُحرك رأسها بضيق مُتمتمه داخلها : لما أحببتها زين .. وتركتني ؟
لم تكن تعلم بأعين ماريانا التي كانت تخترق جسدها .. تتفحصها
لا تري انها تستحق تلك الحياه وذلك الزواج
وألتفت بجسدها مُتنهده .. وقد شعرت بالجوع ونظرت الي مكتبه الفخم وألتقطت بعض الأقلام التي طبعت عليها اسمه.. وأبتسمت وهي تُقرر ان تجلس علي كرسيه المتحرك
وتري نفسها سيدة أعمال . فكرة اضحكتها هي لا تحلم بأي شئ من هذا كل أحلامها حياه هادئه مستوره يُحطها الدفئ والراحه
وجلست تتمدد علي كرسيه .. حتي أخيرا ألتف نحوها ونظر اليها وأبتسم بحب .. فأبتسمت بخجل
ونظرت الي الملف المفتوح أمامها .. ولا شئ فهمته
فقررت ان تستمتع بحركة المقعد .. وتقلصت معدتها ولعنت نفسها انها لم تسمح للسكرتيره ان تضع لها من تلك الأطباق
وتذكرت بحقيبتها بسكوتها المُفضل ولكن حقيبتها كانت علي الأريكه وهي لا تُريد ان تترك ذلك المقعد الذي غمر جسدها بالراحه والنعاس
واخيرا أنتهي الأجتماع الذي مر عليه ساعتان ..
وصافحه الرجلان وحركوا رؤوسهم لها بأبتسامه ترحيبيه
وانصرفوا ...وهم يخبروا ماريانا بأنهم سينتظروها بالأسفل للذهاب الي أحد المطاعم كما اتفقوا للأحتفال بصفقتهم الجديده
فوقفت ماريانا امامه ونسيت امر التي تُطالعهم بأعين مُحدقه : زين ستذهب معنا اليس كذلك
فأبتسم اليها بأرهاق : مره تانيه ياماريانا ..
فتنهدت بيأس .. فعندما رأتها تردف لمكتبه ولم ترحل علمت ان هذه هي الأجابه .. وانصرفت بصمت
وتمطأت براحه .. وهي سعيده لقدومها اليوم اليه وهتفت داخلها : كويس انهم خلصوا .. انا تعبتلهم
وجائت صورة ماريانا وهي تحمل سترتها وترتديها وهي تسير خارج الغرفه
فأقترب منها وجلس علي حافة المكتب أمامها .. وفرقع أصابعه : شكل القاعده عجبتك
فنطقت بعفويه بعد ان فاقت من شرودها بأمر ماريانا :
اووي اووي يازين ..
وتابعت ضاحكه : هبقي أجيلك كل يوم
فضحك وهو يمسك يدها : اممممم ، كده مش هقدر اتنفس ياروحي
فوقفت تُطالعه دون فهم .. الي ان استوعبت مغزي كلماته ..ووكظته بخفه بعد ان حملت حقيبة يدها : قصدك ايه بقي
فأتسعت أبتسامته بقوه وهو يطوق خصرها وينحني علي كتفيها : مقصدش حاجه .. وضرب علي رأسها بخفه :
مش اتفقنا اننا هنعدي الكلام .. ولا هو حلال ليكي وحرام عليا
ومن هنا أنفجرت ضحكاتها .. فزين قد تحول في خمسة دقائق من رجل جامد كالصخر ..الي رجلا يضحك ويمزح
وتسأل وهي يضع الأوراق في حقيبة عمله : صحيح مش كان عندك ميعاد مع خديخه ..
فطالعته .. وتذكرت احداث اليوم وابتسمت : غيرنا الميعاد وخليناه بكره
فحدق بها قليلا .. ولكن عيناه عادت تنظر الي احد الملفات وقد نسي الموضوع
وتمتمت داخلها بحنق: فاكرني هسيبك معاها .. ده كويس اني جيت
وهتف وهو يُلامس وجهها : نفسي اعرف بتسرحي في ايه
فرفعت عيناها بنعاس نحوه .. فضحك بأستمتاع : خلاص انا عرفت الاجابه ياحبيبتي
وصاروا سويا .. وهو يضحك عليها ويُمازحها داخل المصعد
حتي وصلوا لسيارته .. فترجل السائق منها ليُحمل حقيبته
وجلست ومعدتها أصبحت تتقلص من الجوع .. وجلس هو جانبها يُطالع اعماله خلال شاشة الجهاز الالكتروني
وكلما سألته عن ماريانا .. يرد عليها بكلمات مُقتضبه وتركيزه كله علي مايُطالعه
وزفرت أنفاسها بتأفف .. وتمتمت بصوت منخفض حانقه منه : طبع الرجاله واحد .
وتذكرت علبة البسكوت التي بحقيبتها .. وقررت ان تأكلها حتي تصل وتحصل علي طعامها
وبدأت تأكل كالفأره .. وتمضغ بقوه وعقلها منشغل ب ماريانا وكم يوم ستقضيه هنا .. وحنقها من زين يزداد فهو جالس بجانبها بكل برود
وألتف اليها .. وطالعها وهي تأكل .. فأبتسم وتسأل:
حبيبتي مدام كنتي جعانه كده كنتي قولتيلي واحنا في الشركه
فمضغت اخر قضمه من بسكوتها .. وتذمرت :
انا مش جعانه .. انا كنت بتسلي لحد ما نوصل
فضحك ..وهو يتأملها وهمس : طب شبعتي ولا نقف قدام اي محل واشتريلك او نروح مطعم نتغدي فيه
فنظرت اليه بدهشه...ف فجأه يتحول من رجلا باردا الي رجلا حنوناً : لاء كريمه عملالي الأكله اللي بحبها النهارده
ووضعت بيدها علي بطنها وهي تحلم بأكلتها : أممممم
وتسألت : انت جعت ياحبيبي زي
فأبتسم وهو يُطالعها تُخاطب طفلهم .. واخيرا قرر أن يتسأل عنه : تبعتي مع دكتوره ولا لاء
وتحول مزاحها وبريق عيناها الي الظلمه .. فهو قد ذكرها بأمر الطبيبه وحلمها الذي أيضا أضاعه .. فحتي اول متابعه لها لم يذهب معها وتحاملت علي نفسها من أجله .. فهو يفعل من اجلها الكثير .. وشعر بحزنها فالأمر أصبح واضح
وقرر ان يصمت كما صمتت هي
.................................................................
تناولوا الطعام بصمت .. وهم يُطالعون تلك المسرحيه السخيفه التي تُعرض أمامهم
اخيها يُطعم زوجته التي بعمر والدته ولم يكن يوماً يطعم والدته ولا يهتم بها بل كان أبن عاق .
وتنهدت ليلي بأسي ..وهي تري نظرات زوجها لطبقه
فالأمر سخيف بشده عليه .. فأياد رجلا أستقراطي ولم يمر عليه بالتأكيد يوما أشياء كهذه
وشعرت بالخزي لما سيظنه بها ..وابتعلت طعامها بصعوبه
ثم جالت بعينيها نحو الصغير سليم الذي ينظر لما يدور أمامه بأستمتاع .. وحسنيه التي لا تجلس كثيرا معهم علي طاولة الطعام ..جلست اليوم لتُشاهد ما لم تراه يوما وتتعجب بصمت
وأغمضت عيناها وهي تراه يحمل كوب الماء لزوجته :
كاترين حبيبتي .. اشربي ياقلبي
ثم رفع يدها نحو شفتاه وقبلها .. وكاترين تهتف بلغة عربيه ضعيفه : شكرا حبيبي
وأخيرا أنتهت المشاهد الغراميه .. ليهتف محمود وهو يُمضغ طعامه بقوه : مبرووك ياابو نسب ..
وتابع والطعام في فمه : مش مصدق اني هكون خال
ونظر الي ليلي مازحا بتقزز : لو جيه واد هتسميه علي اسمي .. مش كده ياليلي ياحبيبتي يااوختي ياغاليه
ونهض أياد بعد ان شبع وتمتم : عن أذنكم..
فطالعته وقد أرتجف جسدها
تخشي من ردة فعله الليله حينما يصبحون بمفردهم في غرفتهما .. وعقلها أصبح يُفكر في اللحظه التي سيُخبرها فيها بعدم رغبته في مكوث اخيها هنا
وانتهت تلك الجلسه .. والصغير سليم ولا تعلم كيف حدث هذا احب اخيها واصبح يتسامر معه ومع زوجته التي أحبته
فزوجته كانت بالفعل أمرأه لطيفه
...............................................................
وقف هاشم يُطالعها بشوق .. وهو يراها تلتف بمنشفتها ..والمياه تتقطر من خصلاتها السوداء وعندما رأته بالغرفه
شهقت بفزع : بسم الله الرحمن الرحيم
فضحك بأستمتاع وهو يراها تضع بيدها علي صدرها
واقترب منها .. فأبتعدت عنه ولكن يداه جذبتها لأحضانه :
هفضل لحد امتي متعاقب ياهبه
فتأملت ملامحه .. وقد طالت لحيته وظهر الشحوب علي وجهه ورائحة السجائر أصبحت تعبئ ملابسه بقوه
فعندما اهملته هي .. أهمل هو صحته
ورغم خفقان قلبها بأن تعود كما كانت الا ان ماحدث جعلها تتذكر كل أفعاله القديمه .. فقررت مُعاقبته بالتمنع عنه
الذي أصبح لا تُسيطر عليه ..
ولاحظ شرودها به ..وأقترب من خصلات شعرها يشتم رائحته وتمتم : وحشتيني ياهبه
فأغمضت عيناها .. وكادت ان ترتمي بأحضانه الا انها
دفعته بقوه : ابعد ياهاشم .. ريحتك كلها سجاير
ورفع وجهه نحوها .. وقطب جبينه : ياسلام مش ريحتي ديه اللي كنتي بتموتي فيه
ووضع بيده علي صدره بطريقه دراميه : ايدك بقيت تقيله كده ليه يامفتريه
فتمتمت بحنق : ما انت قولت ان انا مفتريه .. اخرج بقي عشان اغير هدومي
فحرك حاجبيه بمكر .. واخذ يدور حولها : اخرج من امتي ده ياهبه
وبدء يعبث بخصلات شعره : انا شايف في تضاريس طلعتلك .. بس ايه
وبتر كلماته عندما رأي نظراتها الغاضبه .. وكي يزيد حنقها : انتي وزنك زاد ولا أنا بيتهيألي
ونظرت الي جسدها ثم اليه .. وطالعته بحنق :
روح شوف نفسك الاول
فضحك .. وهو يتأملها بحب .. ورغم أنها تعلم بأن جسده كما هو ولم يزداد .. فهاشم يتمتع بجسد رائع حتي ترهولات البطن لم تظهر اليه واذا ظهرت بالطبع الرياضه تنهي كل شئ غير انه ليس من محبين الطعام
ولكن طالعته بتهكم وهي تعرف ماالذي يُحبه زوجها
" الوقاحه " التي تُحبها فيه للأسف
وبسبب شرودها لم تشعر بملمس شفتاه علي وجهها
وعندما شعرت بأنها ستنجرف معه .. دفعته مره أخري : عايزه انزل محل الاكسسوارات اللي فتحتهولي
لم يجد الا كفوفه التي أخذ يضربهما ببعضهم حانقا :
ديما مدمره اي لحظه حلوه ..
وانصرف وهو يُتمتم : منك لله ياشيخه .. انا رايح عند بناتي ماليش غيرهم
.................................................................
حياة هادئه أصبحت تعيشها ... وقفت امام المرآه تتأمل هيئتها في قميصها الجميل الناعم .. وعندما شعرت بأنفاسه داخل الغرفه ألتفت اليه بحب وهي تتمني ان تكون قد اعجبته
وأقترب منها ياسين يُعانقها بحب .. يتنفس رائحة عطرها بجوع وتمتم : بحبك يازينب من غير اي حاجه صدقيني
فأبتعدت عنه تُطالعه وهي لا تُصدق ان هيئتها بتلك الملابس المُثيره لا تزيد فتنته بها
وتخللت أصابعه خصلات شعرها ..وتابع :
كل راجل مننا يابنت عمي بيدور في مراته علي حاجه معينه .. ولم بيلاقيها
بيلاقي معاها حياته كلها
وأبتسم وهو يري دهشتها .. وأنتقلت يداه من فوق شعرها لتلامس ذراعيها العاريين : وانا لقيت فيكي اللي كنت عايزه يازينب !
.................................................................
أردفت ليلي لغرفتهما بخوف مما سوف تسمعه الليله ..
ووجدته مُمدد علي فراشهما يقرء في أحد الكُتب المفضله لديه
وعندما رأها رفع وجهه نحوها في صمت .. فشعرت بوخز بقلبها وقررت ان تذهب لتأخذ حمام دافئ يهدئ من قلقها
وأنتهت من حمامها وارتدت ملابس النوم خاصتها
وجدته كما هو يقرء الكتب في صمت .. ولم يُخاطبها
فلم يعد لديها رغبه في تمشيط شعرها الرطب ..
وذهبت نحو الفراش لعلها تجد بالنوم راحتها
وتسطحت جانبه ..فترك الكتب من يده .. وضمها اليه بدفئ : عارفه انا زعلان منك ليه
فطالعته وهي تخشي الاجابه : خايفه مني ياليلي بعد كل ده .. شيفاني راجل قليل الاصل لدرجادي
وتابع بضيق : البيت ده بيتك زي ماهو بيتي .. ليه ديما محسساني اني شايفك ولا حاجه
فدمعت عيناها وهي تستمع لكلماته المُعاتبه .. هي نعم خائفه .. خائفه من ان يأتي يوم ويتخلي عنها ويطردها من بيته الذي أواها .. خائفه من ان تجد نفسها مُلقاه في الطرقات المُظلمه .. خائفه من ان ينفرها يوماً ويشعر بالندم بأنه اتخذها زوجه له تحمل اسمه وطفله
وتنهد بأرهاق من ضعفها وخوفها الذي لا يعلم لما يحتلوا كيانها ولكن كان ينتظر اجابة عن حياه لم يعشها
هي عاشت حياتها هكذا ضرب وقسوه وجودها كان كعدمه لولا مُساندة والدتها لها لكانت ماتت من القهر..
وضمها أكثر اليه وهي يهمس بحب : ليلي كفايه عياط
فتشبثت به بقوه : انا أسفه
وأبعتدت عنه وهي تكتم شهقاتها : خوفت انك تندم .. خوفت تقولي انك مش عايز اخويا في بيتك .. مهما عمل هيفضل اخويا
فمدّ يده بحنو نحو وجهها :
انا اه مش طايق اخوكي .. وده بسببك انتي
فتعجبت ..فأكمل حديثه وهو يضغط علي فكيه بقوه:
بسبب اللي عملوا فيكي ..بس ده بيتك ياليلي
انتي صاحبة البيت ده
ودون شعور منها وجدت نفسها ترتمي بين ذراعيه :
انا بحبك اووي ياأياد
فأبتسم وهو يقبل رأسها .. وابعدها عنه قليلا يُزيل أثار دموعها
ولمعت عيناها ببريق عجيب جعل انفاسه تتسارع
ومال عليها هامسا : ده الدرس كام
فتوردت وجنتيها .. فضحك بأستمتاع وهو يجذبها نحوه :
انا بقول منعدش احسن
..............................................................
ضحك مدحت بقوه وهو يستمع لأحدي المسرحيات الفكاهيه
كانت احدي مسرحيات "فؤاد المهندس "
وهي مسرحية " سك علي بناتك "
وكلما جاء مقطع مضحك .. كانت تتعالا ضحكاته
فوقفت تُطالعه وهي تحمل طبق الفشار له .. وأقتربت منه وهي تسمع ضحكاته .. فماذا ستُريد أكثر من ذلك
كانت كل أحلامها أن تجد رجلا يسترها
وهي بالفعل وجدت رجلا سترها وغمرها بالحب وجعل لحياتها معني .. واكرمها ب بيته وساندها
وعندما شعر بقربها نحوه ... ووضعت طبق الفشار امامه
أزدادت رغبته بأن يأخذها بحضنه وهو يُشاهد التلفاز
كانت حركته مُفاجأه لها بل أذهلتها .. حتي أن جسدها أرتجف من ذلك الدفئ الذي غمرها
وطالعته بخفقان .. فكل معاني الحب والدفئ أصبحت تعيشه معه رغم انه قليلا التعبير عن مشاعره
وعندما لاحظ شرودها به .. حمل طبق الفشار ووضع بعض الحبات بفمها .. فمضغته وهي سارحة بملامحه الرجوليه
مدحت ليس بالرجل الوسيم .. ولكن الأن علمت انه اجمل ما رأت عنياها
وبدأت تضحك معه وهي تستمتع بدفئ جسده
...................................................................
أبتسمت سهيله براحه وهي تغلق مصحفها .. كلمات الله هي ما تُريح وتُجبر القلوب .. وكان كل سطر تقرأه تشعر بأن قلبها يُشفي من ألامه .. يُشفي من ذكرياته
وأهتز هاتفها بأسمه.. فضغطت علي زر الاجابه سريعا
ليأتيها صوته الفرح : الحمدلله ياسهيله أخدنا الصفقه .. واسم شركتنا بقي في السوق
فتمتمت بسعاده وهي تعلم أهمية تلك الصفقه له :
مبرووك ياطارق .. ربنا يرزقك ديما
سعادته اليوم وهو يُحادثها جعلت روحها تعود اليها معه ..
حتي سألها بأهتمام : اخبار جلساتك ايه .. مرتاحه
فأخبرته بما صار معها اليوم .. ولكن عندما تذكرت ما طلبته منها الطبيبه شعرت بالخجل والخوف ..
فأخبرتها بأن تُخبر طارق بأنها مازالت عذراء
ولكن خوفها من ان يكون مسعد كاذب بما أخبرها به
جعلها خائفه ..حتي حينما اخبرتها الطبيبه بأن تُجري فحص
اوجعها ذلك وهي تتخيل نفسها تحت هذا الفحص الشنيع
وتنهدت بأرهاق وهي تستمع اليها بكلماته الحانيه الدافئه
................................................................
لم يكن يُصدق بأن التي تجلس امامه اليوم هي رحمه
رحمه برونق أخر .. تضحك وتمزح حتي زينب كانت تشعر بالدهشه
وداخلها يتسأل : هو الطلاق بيحلي الست كده .. لاء يبقي كده مش عايزه فادي ولا غيره .. خليني لوحدي أحسن
وبعد مزاح وثرثرة كثيره في شتي الامور ..
بدأت تنظر الي ساعتها تتمني ان لا يخذلها ويأتي فهي أخبرتهم بأن الطبيب المشهور " عمر" صديقها
وتركوها في شرودها .. ليُطالع فادي زينب الشارده في الاجواء حولها وتتنفس بأستمتاع .. أنفاسها كلما تحركت كانت تجعله يتمني لو انه يستنشقها
حتي حركت أصابعها علي الطاوله وأحتسائها لقهوتها .. كانت تجعله كالضائع .. هو لا يعلم لما أصبحت تشغل تفكيره هكذا
حتي ان رحمه عندما رأها اليوم لم تُعيد له أي شعور بالماضي
وهنا سمع صوت أحدهم .. لتقف رحمه بسعاده : عمر صديقي .. اكيد سمعته عنه
فوقف فادي  بدوره مُرحباً : اكيد دكتور عمر أسمه معروف
فأبتسم عمر بهدوء .. ونظر الي زينب التي وقفت تُرحب به أيضا بخجل
وأخذوا يتحدثون .. وعين رحمه مُسلطه علي عمر وهو يتحدث بتواضع وود وكأنهم اصدقاء منذ زمان .. حتي انه عزمهم لتناول العشاء غدا في بيته
وأسعدت زينب بشده تلك العزومه التي ستجعلها تُحادثه بأنفراض عن ابن جارتها الذي يحتاج لعملية مكلفه بالقلب
وكأن تلك السفره جائت نجده لذلك الطفل ..
وفادي يُطالعها بحنق وهو يتمني أن يأخذها ويرحل .. فنظرات الانبهار التي يراها بعينيها نحوه جعلته في اقصي درجات الغضب الذي لم يُجربه من قبل
وفجأه نهض واعتذر : يلا يازينب
فوقفت وهمست بخفوت : بس انا القاعده عجباني
وكادت ان تصر علي الجلوس ولكن نظراته جعلتها تحمل حقيبتها وتُصافح رحمه وعمر سريعا وصارت خلفه
ليُتمتم عمر وهو يُطالعهم : بداية الحب
فطالعته رحمه بتسأل : بتقول ايه ..
فأبتسم وهو يتأملها بدفئ : مبقولش حاجه يا..
كانت الكلمه ستخرج من فاه ..الا انه بترها سريعا
بتر شعور أصبح قلبه ينبض به بقوه 
................................................................
وقف فادي يُطالعها بضيق : طبعا القاعده كانت عجباكي
فأبتسمت زينب بعفويه ومددت بذراعيها بأستمتاع : جدا جدا
،، دكتور عمر ده راجل جينتل
وأخذت تعد له محاسنه ولطافته .. وهو يود لو يلكمها بوجهها
وصار أمامها كي لا يُنفذ رغبته .. فأتبعته بأنفاس متقطعه بسبب ملاحقتها له : حرام عليك انت مركب في رجلك ايه
وعندما ألتف نحوها .. تذكرت انه مديرها وان تلك العفويه لا تصح معه .. وكادت ان تعتذر منه الا انها وجدته يبتسم
وهتفت بخجل وهي تري نظراته : مقصدش أهزر .. بس انا لساني واخد علي كده هحاول اعمل فرمله ليه
فأتسعت أبتسامته وانكمش حاجبيه : فرمله
وضحك وهو يتأملها : النهارده انا بكتشف مواهب كتيره فيكي
فخجلت ولعنت لسانها الاحمق .. وبعدها صاروا سويا نحو الفندق وكل منها يُصارع نبضات قلبه الذي يبنض بعنف
................................................................
نظرت الي الطبيبه وهي تضع السائل علي بطنها كي تفحص الجنين ووضعه .. كانت تشعر بالسعاده وهي تري نطفتها في رحمها .. ونظرت الي الواقف جانبها يمسك يدها  وعيناه قد لمعت بسعاده ولهفه .. فخفق قلبها بقوه
زين اليوم معها عند الطبيبه التي أصر علي الذهاب لها لمعرفته بمهارتها وجعلها تترك طبيبتها التي ذهبت اليها
من قبل
وأخبرتهم الطبيبه ببتسامه هادئه : تحبوا تسمعوا نبضه
فألتفت نحوه مُجدداً تُطالعه .. فحرك رأسه للطبيبه بالموافقه
وجعلت الطبيبه صوت النبضات عالياً كي يسمعوها
وأغمض عيناه وهو يخفي دموعه بقوه .. ما يعيشه الأن
حلما جميلا .. فاق كل شئ بحياته
فاق اليوم الذي عاد فيه من الغربه ليصبح رجل أعمال قويا له أسمه ووضعه
وسمع صوتها الحاني وهي تسأله : مبسوط يازين
ففتح عيناه بعد ان تمالك دموعه الحبيسه .. ورفع بيدها نحو شفتاه يُقبلها بحب
لم يكن يتوقع أن الذهاب معها اليوم .. سيُغير داخله أشياء كثيره ... سُيغير خوفه الاحمق وذكرياته الأليمه وقلبه الدامي
وانتهت الطبيبه من الفحص وأوصتهم ببعض التعليمات
وهبطوا سويا نحو السياره التي يقودها هو اليوم وليس سائقه
وابتسمت وهي تركب بجواره .. وتأملت هيئته الجميله في ملابسه الغير رسميه وهي تتنهد بحراره
ورفع بيدها ثانية نحو شفتاه قائلا بحب : هخطفك لرحله جميله ايه رأيك
فلمعت عيناها بالسعاده وحركت رأسها بالموافقه :
موافقه طبعا ...
فأبتسم وادار سيارته نحو وجهتهما ....

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن