الفصل الاخير (الجزء الاول)

33K 672 15
                                    

الفصل الأخيــر( جزء أول )
*******************
تجمدت في وقفتها وأرتعشت عيناها وهي مازالت تُحدق فيما تري ..وألتف اليها بعدما شعر بوجود أحداً ونظر طويلا لها وهو يعلم ما تُفكر به الان ..وأعتدل في وقفته ..فعادت تحدق بهما رغم ان الصوره الحقيقيه لذلك المشهد بدأت تتضح .. فرحمه تحمل منديلا في يدها التي ترتجف وتمسح دموعها وقد سال كحل عيناها علي وجنتيها .. ومع أشفاقها نحوها الا ان الغيره أمتلكت قلبها .. وأثارت جنونها ففي نهاية رحمة كانت زوجته الأولي
وظلت تنقل عيناها بينهم في صمت .. الي ان وقفت رحمه بعد أن فهمت ان وجودها الان اصبح يثير غيرة تلك الواقفه
لو كانت رحمه القديمه هي من تري ذلك المشهد لكانت أثارت جنونها ولكن اليوم هي امرأه مجروحه لا تُريد شئ غير ان تضمد جراح قلبها
وصارت نحوها ومدّت بيدها تصافحها بهدوء وأنصرفت بعد ان أخبرت ذلك الواقف بجمود انها ستكمل حديثها فيما بعد وأغلقت الباب خلفها ورحلت بوقارها وجمالها الفاتن حتي وهي تبكي كانت امرأه فاتنه ناعمه ...ليتأمل زين حمقائه وهي تُطالع الباب الذي غلق للتو .. وزفرت انفاسها ثم عادت لتكتمها .. ثم زفرتها مجددا وكأنها تفرغ طاقتها بذلك وخرج اخيرا من طور صمته وأقترب منها :
واقفه عندك ليه .. تعالي
فحدقت به وهي لا تستوعب برودته هذه .. فبدلا من ان يقترب منها ويحتويها ويخبرها لما كانت رحمه هنا .. يقف يطالعها بكل عنجهية تعلمها تماماً من طباعه التي لم تتغير ..وتأملته بوجه شاحب وهتفت وهي تقترب منه :
هي رحمه رجعت من السفر أمتي
وصار من أمامها وجلس علي مقعده خلف مكتبه .. وبدء يُطالع بعض الاوراق بهدوء : من اسبوع
وأتسعت عيناها وبدء شيطانها يصور لها بأن هذا ليس لقائهم الأول وهتفت بغضب : يعني اتقابلتوا قبل كده .. ومقولتليش يازين
فنهض من مقعده بعد أن اغلق الاوراق التي كانت أمامه بقوه : وطي صوتك ياهانم ..
كانت نبرة صوته قويه جعلتها ترتعش وهي تتأمل ملامحه الغاضبه .. واكمل وهو يُطالع باقة الازهار التي مازالت واقعة علي الأرض : جايه ليه
ولأول مره تشعر أن زين الحنون الذي يحتويها بحنانه وحبه ..تحول الي رجلا أخر .. وهمست داخلها بتهكم : انتي فاكره انه هيفضل طول عمره يدلل فيكي .. ويحتوي جنونك وغيرتك .. فوقي اهو الوش التاني ظهر
وأغمضت عيناها وهي تُفكر كيف ستنهي هذا الشجار الذي خلقته من دون سبب .. فشجارهم بدء يزداد في الأوان الأخيره .. وتنهدت وهي تفتح عيناها بألم
ألم عندما رأه في عينيها .. جعله يتراجع عن حنقه منها ومن أفعالها وتمتم : يارب صابرني عليها
وأقتربت منه بهدوء وقلق .. وهمست : زين ريحني وقولي رحمه كانت هنا ليه
وطالعت نظراته اليها وهو يتفحص وجهها الذي أصبح شاحب وتنهد وهو يتأملها وبدء يسرد لها ما اصبحت به رحمه وعن قصة حبها الجديد
وفجأه أتسعت عيناه وهو يراها تقفز كالاطفال : رحمه بتحب .. يعني في حد في حياتها ..
وتابعت بلهفه : طب امتي هيتجوزوا .. اسمه ايه .. وعرفته ازاي
وظلت تُثرثر وتُثرثر .. وهو يتأملها بأسف .. فقدت تحولت في لحظه من حال الي حال وضرب كف بكف وهو يضع بيده علي فمها : بس كفايه اسئله ..
وتابع بعد ان أبتعدت عنه : حنين خدي بعضك وامشي ..
كانت السعاده تُحيطها بعد أن علمت بأن رحمه قد مضت في طريقها وسيصبح لها حياة اخري .. ولن تظل تعيش في كابوس خوفها من أن يتركها ويعود اليها
وشعرت بالأسي وهي تتذكر انه اخبرها انهم من الممكن ان يفترقوا .. وبدأت تهمس داخلها بدعاء وهي تتمني ان يعودوا لبعض مجدداً
كان يقف لا يعلم ايضحك وهو يري حركة شفتيها وهي تهمس بدعاء .. ام يخنقها لأفعالها
ووجدها تقترب منه تضع برأسها علي صدره : أنا اسفه يازين
فأتسعت عيناه وهو يراها تحولت لقطه رقيقه .. واكملت :
مكنش قصدي أزعلك مني في موضوع الفلوس
ورفعت عيناها نحوه تُطالع ملامحه الرجوليه التي تعشقها
فتنهد بحب وهو يراها بين ذراعيه .. للحظه واحده تجعله يود قتلها ثم تعود تستوطن قلبه : تعرفي انك بلاء ياحنين
فأنصدمت من عبارته .. وكادت أن تفتح فاها كي تعود لشراستها ولكن : بس احلي بلاء دخل حياتي
واكمل وهو يضم وجهها بكفيه .. وملامحها قد عادت تسترخي ثانية واتسعت أبتسامتها .. ونظر الي باقة الورد التي مازالت في موضعها وتسأل بغباء مصطنع :
مردتيش علي سؤالي .. ايه اللي جابك الشركه
فأبتعدت عنه وهي تقضم شفتيها : جيت عشان أصالحك .. مش محتاجه اجابه يعني
فأنفجر ضاحكا من نبرة تهكمها المحببه لقلبه وضمها اليه وهو يُطالع ما جائت به لتُصالحه واصبح يحتضن الارض : طب وترمي الورد اللي جيتي تصالحيني بيه بالشكل ده
واشار بسبابته نحوه .. فتذكرت المشهد الذي رأته منذ قليل وكادت ان تهتف بكلمات حانقه الا انها عدلت عن هذا القرار فهي علمت سبب وجود رحمه ولن تجعل حياتهم خلاف وشجار لا يستحق
وأبتسمت وهو تُطالعه بعينيها : هبقي أجبلك بداله ياحبيبي .. كده كده انت اللي بتدفع
فعاد لضحكاته وضمها اليه بقوه وهو يشعر بأنها بالفعل وطنه .. ترضيه بأبسط ما تفعله وهمس بعشق :
بحبك يامجنونه
واكمل وهو يُحرك يديه علي ظهرها بحب وابتسم : وعرفتي تصالحيني في ثانيه .. من غير حتي ورد
فتنحنحت بحرج وهي تدفن وجهها بصدره ..الي ان ابعدها  وأمسك بيدها وقد نسي كل اشغاله
واجلسها علي الاريكه .. وذهب نحو الجهاز الالكتروني الخاص به في مطالعة الاخبار والاحداث الاقتصاديه وألتقطه من فوق مكتبه وجلس جانبها وبدء يبحث عن ما حفظه فيما سبق من صور
وهي تُطالعه بصمت تنتظر ان تفهم منه ما يفعله ..الي ان ضمها بذراعيه وبدء يريها صور لأمسيات رومانسيه بعضها علي الشواطئ والبعض الاخر في اماكن مغلقه
وتأملت روعة الاماكن بحماس .. وأنتظر ان تختار المكان الذي سيعده من اجلها كي يُنفذ ما نوي علي فعله لها
واخيرا أختارت احد الاماكن البسيطه والهادئه .. فتعجب قليلا من اختيارها ولكن سيفعله لها وتمتم بجديه مصطنعه : طب تمام .. هعرض الاختيار ده علي فاروق صديقي واشوف رأيه
وتابع وهو ينهض : اصله عايز يعرض علي حبيبته الجواز بس عايز يفاجئها بمكان مميز يبسطها
وبعد ان كانت تظن أنه هو من سيفعل ذلك لها.. الا ان كلماته أحبطتها .. وأردات ان تنهض خلفه تُخبره لما لا يفعل لها هذا ولكن كرامتها ابت .. وتمتمت بصوت هامس قد سمعه : يابختها
فأبتسم وهو يستدير بظهره كي لا تشك بالأمر :
شكرا ياحبيبتي
..................................................................
نظرت اليه وهو يضم مولودهم الجديد بذراعيه .. فتأملت شقيقتها نظراتها وهمست : انتي زعلانه مع هاشم ياهبه
فحركت رأسها نافيه .. لتتأملها شقيقتها بأمتعاض :
والله أبيه هاشم ده مافيش أحن منه.. ياريت أتجوز واحد زيه
فحدقت بها بأحباط .. وهي لا تعلم بما ستُجيب علي شقيقتها
التي لو عاشت ماعاشته معه .. ماكانت تمنت ذلك
وألتقط عيناها بعينيه .. وأشاحت وجهها سريعا .. ليتنهد بيأس من نتائج ماضيه
وتمتمت شقيقتها بكلمات سريعه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها .. ثم أنصرفت من أمامهم لتجيب علي هاتفها
لتتسأل هي : أنت لسا مسمتهوش
فطالعها هاشم بحب .. فأخيراً بدأت تتعامل معه .. فيومان قضاهم معها هنا بالمشفي تُعامله بجفاء
وتذكر لحظه ولادتها ورغم انها تعبت بعض الشئ بسبب الأضطربات التي حدثت لها كثيرا في فترة حملها الا ان طفلهما قد خرج بصحه جيده
وأبتسم وهو ينظر لصغيره : مستنيكي تقوليلي هنختار أنهي اسم
وتابع بسخط وهو ينظر لها : ما حضرتك مش راضيه تكلميني من ليلتها
فتأففت وهي تُطالعه .. فهو يقف أمامها يتحدث معها وكأن لا شئ لم يحدث فتابع هو حديثه وهو يتأمل صغيره :
هنسميه أيهم ولا مالك
وتسألت وهي تعدل من وضع حجابها : انت عايز تسميه ايه
فأبتسم وهو لا يُصدق أنها تركت له أسم طفله دون مجادله : مالك
فصمتت قليلا .. وحركت عيناها بمكر : يبقي هنسميه أيهم
وماكان منه سوي أن نظر الي صغيره ثم اليها وهتف :
بقي كده ياهبه
فطالعته بأستمتاع .. ونهضت بأرهاق وأقتربت منه :
ابني وانا اللي تعبت فيه يابتاع بوسي
فتنهد بأنفاس حانقه .. وأغمض عيناه كي يتمالك قواه
ثم مال عليها وهمس : مافيش مشكله ياحبيبتي أنا وانتي واحد
وتابع وهو يري نظراتها المصدومه من هدوئه :
الطفل اللي جاي ان شاء الله ابقي انا أسميه
وكادت ان تهتف بأعتراض من أمر أنجابها مجددا .. الا ان دخول شقيقتها قد قطع عليهم تلك المشاحنه
وقضمت شفتاها بقوه وهي تستعد للمغادره : ابقي شوف مين اللي هتخلف تاني
فأبتسم وهو يعطي صغيره لشقيقتها .. وحاوطها بذراعيه  بتملك وهو يغمز لها بعينيه : انتي ياحياتي
.. ...................................................................
خطت بخطوات واثقه رغم ما بداخلها من أنكسار ولكن هي قررت .. قررت ان تُداوي جرحها وتعود رحمه القديمه .. رحمه الطموحه .. رحمه المرأه التي تعشق عملها .. تعشق ان تكون محط أنظار الجميع .. وعندما جائت صورته أمامها لعنت قلبها الضعيف الذي دوما يُذكرها انها لن تعود كما كانت .. وأتسعت عيناها بصدمه وهي تراه جالس علي احدي الطاولات في ذلك المطعم الذي دعاها اليه فادي كي يستشيرها في أمر ما في اعمالهم المشتركه
وأقتربت منه بخطوات مضطربه ..بعد ان كانت تسير بثقه وهمست بشوق وضعف وخيبه وامل وصدمه : عمر
مشاعر كثيره خالطتها وهي تطالعه وتظن انها في حلم وستستيقظ منه .. فمنذ ساعات كانت تضع خطه لحياتها وتخبر قلبها ان الحياه تمضي مهما كان .. وان الحب ليس من نصيبها .. ولكن الأن كل شئ تغير وهي تتأمله بلهفه
تتأمل وقفته الواثقه .. تتأمل ملامحه البارده رغم حنو نظراته
واخيرا انتهت المسافه التي كانت بينهم .. ووقفت أمامه
وهي تتسأل : ليه ياعمر ؟
لم يفهم نبرة عتابها الي ان أكملت بوجه شاحب : ليه وجعتني .. ليه ؟
وتهاوت علي المقعد الذي بجوارها .. لينحني نحوها :
كان غصب عني
وتابع وهو يُطالعها : وعدتها انها هتكون اول واخر ست في حياتي ..
وصمت وهو يشعر بجفاف حلقه : وعدتها اني مش هحب تاني
وتنهد وهو سارح في الماضي : سنين وانا أقفل علي نفسي .. عايش مع ذكرياتي وراضي بيها
ومع كل كلمه من كلماته كانت تنحدر دموعها .. تنحدر علي حظ عجيب جعلها تعشق وتحب رجلا روحه مازالت مع أخري .. ورغم انه صارحها اليوم انها هدمت حصونه
ولكن مقابل ذلك عرفت مامعني ان تحترق روحك ... وتنهار قواك وتسير كالأعمي وراء قلبك
وأحتضن يديها بكفيه .. ولسانه عالق مع تلك الكلمه التي سينطقها الي ان نطق أخيرا : تتجوزيني يارحمه
...................................................................
وقف يتأملها وهي تضحك مع صغيره بعد أن اتوا سويا من تدريب السباحه الخاص به .. ونظر اليها طويلا وهو لا يعلم كيف سيخبرها بوفاة شقيقها
وأقتربت منه بحماس وهي تغمز للصغير : سليم النهارده يستحق جايزه
فأبتسم سليم بشقاوه .. وبادلها بنفس الغمزه فتابعت حديثها : المدرب بتاعه مبسوط منه جدا ..
وظلت تعد له كل المميزات في تدريباته ودراسته وسليم سعيد بما تقص .. وأخيرا جائت اللحظه التي أرادها :
أياد .. سليم عايز سكوتر جديد
وصفق سليم بحماس وبدء يصف له شكل الذي يريده بتقنيه حديثه .. ليقف هو ثابت في مكانه يسمعهم وفي باله يفكر كيف ستتلقي الصدمه .. يعلم انه لم يكن أخ حنونا عطوفاً ولكن في النهايه هو أخيها وكل ماتبقي لها بعد والديها
ونظر لصغيره ثم اليها بصمت ولكن نظرة رجائها له بأن يُلبي رغبة صغيره جعلته يُحرك رأسه بالموافقه رغم انه يعلم ان صغيره لديه من نفس اللعبه التي طلبها ولكن لا بأس ان يجلب له أخري من اجله وأجلها
وتهلل سليم بسعاده .. وقفز نحو ليلي التي انحنت نحوه واحتضنها وقبلها ثم أنصرف سريعا من امامهم لأعلي كي يُبدل ملابسه
وتأمل هو وجهها وابتسامتها مرسومه علي شفتيها .. فشعرت بالقلق من صمته ونظراته : أياد انت فيك حاجه
وأقتربت منه .. ليجذب يدها نحو غرفة مكتبه : تعالي ياليلي عايزك في حاجه مهمه
وصاروا بضعة خطوات .. ليغلق باب الغرفه خلفه .. وتنهد بحراره وهو يتفحص نظراتها القلقه : محمود أخوكي
فأتسعت عيناها وتسألت : ماله
وزفر انفاسه وضمها اليه بحنان وأسف : حصلتله حادثه
فأنتفض جسدها وابتعدت عنه وقد علمت الاجابه عندما أخفض رأسه  
...................................................................
نظرت زينب الي هاتفها بسعاده بعد أن أغلقت مع جارتها التي كانت تُخبرها بما فعله ذلك الطبيب المشهور الذي طلبت منه المساعده في رحلة سفرها .. وأتسعت أبتسامتها وهي تشعر بالامتنان بما فعله عمر رغم ان معرفته بها مجرد لقائين ليس أكثر الا انه وفي بوعده وستصبح حالة الطفل تحت رعايته وسيتكفل بكل شئ ... وظلت تسير في الرواق الطويل الذي يؤدي الي غرفة مكتبها مع زملائها وهي تخبر نفسها : انا لازم أتصل بيه أشكره
ونظرت للهاتف قليلا وكادت ان تدق علي الرقم الذي تواصل به معها الا ان صوت أحدي زميلاتها جعلها تلتف نحوها ..
لتُطالعها الأخري وهي تمد بيدها كي تريها دبلة خطبتها :
مش هتقوليلي مبرووك يازينب
فتأملتها زينب بأبتسامه محبه : مبرووك ياشيماء .. ربنا يسعدك ياحبيبتي
فضحكت الأخري وهي تتفصحها : عقبالك
وتابعت وهي تمضغ علكتها : مش ناويه تفرحينا بيكي يازينب ...
فتنهدت بسأم من من تلك العباره التي يخبرها بها كل من زملائها في العمل او جارتها واقاربها :
ان شاء الله
وعندما رأته قادم بالقرب منهم ويُطالع مع أحدهم بعض الاوراق .. تابعت بأبتسامه واسعه : قريب اووي ياشيماء .. ومتقلقيش هتكوني أول واحده أعزمها
لتنظر اليها تلك التي جائت كي توجعها بكلماتها .. وهمهمت بصدمه : مش معقول ..
وأشارت اليها بأصبعها وكأنها تحتقرها : انتي هتتخطبي يازينب
فحدق فادي بالأوراق التي ينظر اليها بجمود وداخله يتسأل : كيف ومتي حدث ذلك
لتتنهد زينب بلا مبالاه وهي تربت علي كتف زميلاتها :
يعني لسا الموضوع في اوله ياشيماء
وتابعت وهي تنصرف وقلبها يتراقص داخلها من الصدمه التي أحتلت ملامحه: ما قولتلك اول ما يحصل بس هتكوني اول المعزومين ياحبيبتي
..................................................................
داعب الهواء وجنتيها .. وهي تنظر لأعلي تتأمل أرتفاع برج ايفيل والأنوار الساطعه حوله .. وشعرت بيديه تُحاوط خصرها ثم ضمها لصدره : مبسوطه ياسهليه
فألتفت اليه وهي لا تعلم بما ستُجيب .. سعادتها أصبحت لا توصف .. لم تكن تلك هي رحلتهم الوحيده بل كانت الثالثه
بالبدايه اصطحبها ووالدتها معهم لقضاء مناسك العمره سويا كما كانت دوما تتمني .. وودع حماته بعد ان انتهت رحلتهم في الأراضي المقدسه .. ثم ذهب بها الي "ماليزيا"الدوله التي دوما كانت تخبره انها تُحب ماوصلت اليه من رقي وحضاره
اما اليوم  وهذا يومهم الثاني فهم في باريس عاصمة الجمال والسحر وهذه كانت هدية شقيقته وزوجها لهم ليقضوا فيها رحله شهر عسلهم
ولمعت عيناها وهي تري الحب في عينيه .. رجلا مثله لا يستحق أن يكون نادراً ..فهو احتواها وعلمها كيف يعشق المرء ويحب .. أسبوعان سوياً وهو الأن لم يقترب منها يُعاملها وكأنها قطعت من الألماس ..
وتنهدت وهي تود ان تصيح بعلو صوتها تخبر العالم بأكمله
أن هذا الرجل هو حبيبها .. هو هدية الله لها .. هو هدية صبرها واحتسابها .. هو النور الذي عاد الي قلبها هو الطريق الذي ستكمله وتعود اليه امرأه كامله فهو يستحق ان تكون هكذا ورغم انها مازالت تصحوا علي كوابيسها اللعينه الا ان ذراعيه التي تحتويها وتضمها بحنان تجعلها تنسي فظاعة ما تري وماكانت تعيش
وانتظر اجابة منها ولكن مازالت تطالعه بصمت : سرحتي في أيه ياحبيبتي
فأبتسمت وهي تتأمله بعشق : فيك وفي كل حاجه عيشاها معاك
وتابعت وهو مازال يحتضنها : تفتكر انه ده حلم وممكن في يوم اصحي منه
اوجعته كلماتها .. ولعن نفسه للمره الألف انه هو السبب لولا معرفته بحاتم ماكان حدث لها ماحدث والذنب الاكثر الذي ذاق مرارته كما قال مسعد ان هذا جزاء عمله حينما طرد الفتاه التي أستنجدت به ولم يظن يوماً ان قلبه سيحترق بتلك النار
وتنهد وهو يأسرها اكثر بذراعيه : اوعدك ياسهيله اني هخلي كل أيامنا حلم جميل ياحبيبتي
وداعب انفها بأنفه : وكفايه بقي كلام
واشار بسبابته نحو احد المطاعم :تعالي يلا ناكل ..
وتابع وهو يسير بها نحو مقصدهم : ده انا جعان بشكل
..................................................................
تأملها وهي جالسة علي الفراش .. تنظر للفراغ الذي أمامها بصمت .. فمنذ ماحدث وهي أصبحت هكذا دوما تجلس بمفردها لا تتحدث الا قليلا ..تُداري حزنها بأبتسامه شاحبه كي لا تزعجه ولا تزعج احد.. وأقترب منها بحب : ليلي
فطالعته ببتسامه شاحبه وأتجهت نحوه تضع برأسها علي صدره : احضني جامد اوي .. وطبطب عليا
ففعل ما أرادت وهو يشعر بوجعها .. يعلم ان وجعها ليس علي موت شقيقها فقط بل بما عادت تشعر به مجددا .. انها وحيدة لا أحد لها
وضمت جسدها لجسده بقوه ودفنت وجهها بصدره .. فرفع ساقيه المنسدله أرضاً .. وتسطح بجانبها علي الفراش وهو يهمس بحب : ليلي انا جنبك وهفضل طول عمري جنبك .. خليكي قويه ياليلي 
وتابع وهو يزفر أنفاسه بأرهاق : انتي مالكيش ذنب في حاجه
فرفعت عيناها الذابله نحوه ...وهتفت بضعف :هترضي تعيش مع واحده اخوها كان تاجر مخدرات
وتذكر الأيام الماضيه بعد أن كلف احد معارفه لمعرفة سبب الحادث .. وكانت الحقيقه صادمه له .. فالمال الذي أخذه منه ليس لمشروعه كي يأسس مطعم .. وانما في دفع مال كان عليه لأحد شركائه في تجاره الممنوعات
ورفع جسدها قليلا .. واصبح وجهها مقابل لوجهه :
محمود مات وسره ادفن خلاص معاه ..
وتابع وهو يحتوي وجهها : انتي مالكيش ذنب في حاجه
وحركت شفتاها كي تتكلم .. ولكنه وضع بكفه عليهما : قومي يلا ألبسي
ونهض من جوارها هاتفاً : عايزك تلبسي اجمل فستان عندك
وتسألت وهي مصدومه من مما يخبرها به :
هنروح فين دلوقتي
فجذبها كي تنهض وتمتم : من غير أسئله كتير يلا
ظلت واقفه أمامه .. الا ان رفع أحد حاجبيه : هتروحي تلبسي لواحدك ولا ...
وقبل أن يُكمل باقي كلماته كانت تركض من أمامه نحو خزانة الملابس كي تلتقط أجمل فستان لديها
للحظه واحده كانت تعيش في عالم قاتم تخشي فيه الهجر والوحده والنفور ولكن ..
بعد ساعه كانوا يتناولون الطعام في مطعم ذات اطلاله ساحره علي مياه النيل والاضواء تلمع حولهم ...
وبعدما أنهوا طعامهم ضمها بذراعيه .. وصار بها يتجولون دون السياره .. يستمتعون ببرودة الهواء المنعشه ويضحكون
الي ان رأي بائع يحمل بالونات علي شكل قلوب .. فشتري لها جميعهم ... وابتسم وهو يناولهم لها : مبسوطه
فوضعت بيدها علي فمها بسعاده تعبر له عن مدي فرحتها
وبعد خطوات كانت تقف أمامهم امرأة تبيع الزهور .. ليتناول منها أحدي الورود وهو ينظر الي ملامحها وعيناها التي تلمع بالحياه وهمست : مش معقول كل ماحد هيقابلنا هتشتريلي منه حاجه
فضمها اليه بحب وقبلها علي خدها بقبلة خاطفه .. وضحك وهو يتأمل ملامحها الخجله التي تفتنه بها يوماً بعد يوم
.................................................................
أردفت بخطوات مضطربه وهي تفرك يديها بتوتر لا تعلم سببه .. وتأملت غرفة النوم خاصتهم التي أعدها كما كانت تحلم قديما معه قبل أن تتشوه روحها .. وظل يدور في الغرفه وهو يسألها بحب : عجبتك
وأقترب منها يداعب أنفها بأنامله : اي حاجه في الشقه لو معجبتكيش .. انا مستعد أغير كل حاجه من اول وجديد
وضم وجهها بكفيه بأبتسامه حنونه : هو انا عندي كام سهيله
فأبتسمت رغم ما يدور داخلها .. ففي الأيام الماضيه كانت تعيش اليوم بيومه لا تفكر بشئ .. تستمتع بتدليله لها
وهو لم بيخل بشئ .. حتي أنه لم يفرض نفسه عليها وأخبرها أنه لن يلمسها الا عندما تكون مستعده لذلك
ولكن اليوم وهي تنظر الي غرفتهما والفراش الواسع .. عادت الذكريات تقتحمها مجددا .. واخذت تقضم شفتيها بتوتر...وهي تتنقل ببصرها في كل ركن من أركان الغرفه
الي ان أقتربت من الخزانه الواسعه لتفتحها .. فبتلعت ريقها بصعوبه وهي تتأمل ملابس العرائس التي من المفترض ان ترتديها له .. ففي الايام السابقه التي قضوها في ماليزيا و فرنسا كانت لا ترتدي امامه الا ملابس نوم فضفاضه واسعه وكل منهم ينام علي طرف الفراش .. ومع انها كانت تعلم انه يحترق داخله الا انها كانت تبتعد عنه بقدر استطاعتها عندما ينغلق عليهما باب واحد ويصبحوا بمفردهما
ولكن هذه الايام قد انقضت وهو أعطاها كل شئ ..
كان الخوف والذكريات التي عاشتها مع حاتم تقتحمها دون هواده .. الي ان فركت وجهها بيديها
فأقترب منها طارق بعد ان شعر بتوترها : سهيله
فطالعته بنظره خائفه .. فجذبها نحوه يضمها بحب وشعوره انها تُريد ان تبتعد عنه يوجعه: هفضل علي وعدي لحد ما تيجي تقوليلي انك مستعده
وأبعدها عنه ثم سحب يدها وخرجوا من تلك الغرفه ..ثم أتجها بها الي غرفة اخري وهتف بمرح : شوفي الاوضه اللي تعجبك فيهم واختاري .. مع اني عارف انك هتطمعي في الاوضه الاكبر
وتأملها بنظره حنونه اوجعتها .. فهو يفعل لها كل شئ .. أعد لها غرفة لا تقل جمالا عن الغرفه السابقه .. اما هي مازالت بعيده خائفه وهمست بصوت ضعيف : أنا أسفه ياطارق
وتابعت بأنفاس متقطعه : أسفه لانك اتجوزت انسانه روحها مشوها .. أسفه لانك كنت تستحق انسانه أحسن مني
وكادت أن تُكمل باقي عباراتها التي أوجعته مثلما اوجعتها .. فوضع بيده علي فاها وهو يتأملها بعشق : انا اللي أسف 
وهمس وهو ينحني نحوها .. فأصبحت أنفاسه قريبه منها :
بــحبــك ياسهيله
...................................................................
تأملها زين بنظرات عاشقه وقلبه يخفق بحب .. حب كان لا يعرف له طعماً .. حب كان لا يراه سوي ضعفاً .. لايراه الا في أسطر الشعراء الذين دوما كانت نهاية قصة حبهم الفراق او الانتحار .. ولكن معها علم كيف يكون الحب .. كيف تعشق دون ان تعلم لما عشقت .. تعشق تفاصيل دوما كنت تمقتها
تتحمل سخف وعناد وغيره وعيوب اكثر من مميزات من أحببت وكأن كل ذلك ترياقك الذي يشفي أوجاعك
وابتسم وهو يراها تقترب منه .. وتمسك طرفي فستانها الابيض الذي طلب تصميمه خصيصاً لها .. كانت ترفرف بطرفيه وكأنها ملاك وتضحك بخجل وهي لا تُصدق ان الليله أرادها عروساً بل وفعل لها الامسيه التي ظنتها لحبيبة صديقه
واصبحت المسافه بينهم خطوه واحده .. فمدّ لها يده بحب وكأنها اميره وهو أميرها وقبلها علي يديها وهو يهمس لها : طالعه بتجنني
فطالعته بخجل لا تعلم سببه فهي تخجل حتي من نظراته وكأنها عذراء وليست أمرأه تحمل في احشائها طفلا يرقص داخلها طربا بوالده .. يريد ان يخبرهم انه موجود بينهم
ورفعت عيناها نحوه .. تتأمل ملامحه الوقوره ووجهه الاسمر وعيناه التي تحمل كثير من الدفئ رغم صرامة صاحبها
وابتسمت وهي تُطالع روعة المكان حولها .. والذي كان علي أحد الشواطئ الخاصه
ولم تجد اي كلمه تعبر عن سعادتها .. فعانقته بدلال وعشق :
زين كل ده عشاني انا
فحرك رأسه وهو يُحاوطها من خصرها بتملك ..وكاد أن يخبرها أنها البدايه فقط ولكن قاطعهم صوت هاتفه
لتبتعد عنه قليلا .. ونظر الي هاتفه ليعلم ان المرحله الاخري قد بدأت
ومدّ يده اليها .. وصاروا في الممر الطويل الذي تتناثر علي جانبيه الأزهار والأضواء معلقه وينتهي بالشاطئ الذي لهم وحدهم اليوم
ولمع بؤبؤ عيناها وهي تري فتاه ترتدي بنطالا وقميصا وتنظر في كاميرتها وتخاطب أحدهم ويبدو انه مساعدها 
ونظرت اليه ..فأنحني نحوها هامساً : رغم اني مبحبش جو التصوير والكلام ده .. بس النهارده هنعمل كل حاجه
فضحكت وهي تتأمل ملامحه : زين نصار هيتصور لاء وهيستحمل غلاسة المصورين ..اقف كده تعالا كده .. اعمل كدا لاء كدا
وعندما ذكرته بما سيحدث .. نظر اليها طويلا وهو يفكر : انا بقول بلاش المرحله ديه وخلينا نروح علي المرحله اللي بعدها
فأبتعدت عنه بتمرد فهي أيضا ليست من محبين ألتقاط الصور ولكن اليوم قررت ان تعيش كل شئ : لاء النهارده انت قولت هتعمل كل حاجه نفسي فيها
فضحك وهو يُطالعها .. الي ان جائت من ستلتقط لهم الصور علي تلك الاطلاله الساحره في وقت غروب الشمس :
هنبدء يافندم ولا لسا
وأبتدت اجمل لحظه عاشتها بعمرها .. زين يحتضنها في احدي الصور وصورة اخري يُقبل جبينها .. واخري يقترب من شفتاها وكأنه سيقبلها .. واخري يميل بها وكأنه يراقصها
واخري يضمها من خصرها .. واخري يدور بها وهي في كل هذا وهذا تضحك وتضحك .. تضحك ضحكات لو اخبرها أحدا يوما انها ستضحكها مع أحدهم لكانت ضحكة منه ساخره
ولكن اليوم علمت كيف يكون الضحك حقا ..
وأبتسمت المصوره لهم وهي تشير له بأن يضع بيده علي بطنها التي ساعد تصميم فستانها من عدم أظاهرها بوضوح
واشارت اليهم وهي تقترب منهم .. ثم أبتسمت بخجل وهي تستمتع : بحبك بحبك بحبك اووي يازين
وطالعتها المصوره التي كانت داخلها تخبر قلبها ان مازال رجالا يستحقون ان يعشقوا .. وهتفت بهم : الصوره ديه هديه مني ليكم
وبدأت تصف لهم أخر ماسيفعلونه .. وزين يبتسم لمجنونته
ورفعت يديها للاعلي قليلا وهو يضم جسدها اليه
وألتقطت الصوره اخيرا ... ليتنفس هو : الحمدلله انتهينا من أصعب مرحله
وأنصرفت المصوره وهي تشير لمساعدها بأنهم أنتهوا ..
ليهتف زين بحب والهواء يتخلل صوته : يامجنونه بطلي حركه كتير
فضحكت وتوقفت عن الدوران .. وأنحنت قليلا وخلعت حذائها ذو الكعب العالي ... وأمسكته بيديها قائله بمرح :
عايزه أجري يازين واصرخ واقول بعلو صوتي اني بحبك
وصرخت بقوه : بـــحبـــــــــك
فضحك وهو يصرخ بعلو صوته : بــــحبك
وصدع صوت موسيقي رائعه .. تحمل في عزفها مشاعر واحاسيس تجعل القلوب تخفق .. واخذت تنظر حولها وهي تُحاول ان تري من اين اتي الصوت وفتحت عيناها بدهشه وهي تري طاوله من بعيد علي الشاطئ يُغطيها من جوانبها قماش ابيض وانوار مضائه ومع ذلك لم تكن الصوره واضحه بأكملها
وصارت نحو ما خطف أنفاسها وصار خلفها وهو سعيد
الي ان وصلوا لهدفهم .. ورأت ماجعلها تلتف اليها ترتمي في أحضانها وهي لا تصدق ان كل هذا لها
فالشمس غربت والمكان اصبح ساحر ومع صوت ارتطام الامواج بخفه كان كل شئ يسحرها
وأخذت تدور بعينيها تبحث عن من فعل هذا وتسألت : زين هما بيروحوا فين
فأبتسم وهو يضمها : المكان لينا لوحدنا النهارده
وغمز لها بعيناه: انا وانتي وبس والقمر تالتنا
فضحكت وهي تُطالعه .. وحركت كتفيها غير مصدقه :
لاء انت النهارده مش معقول .. زين هو انا بحلم صح
فأبتسم وهو يراقصها : أممممم طب أصحي بقي من الحلم
ومرمغت وجهها بصدره : لاء مش عايزه أصحي .. الحلم ده حلو اووي ..
وظل يراقصها .. وهم لا يشعرون بشئ حولهم الي ان جائت فتاتان يضعون لهم طعام العشاء .. وانصرفوا بصمت
فزين الليله يختار من يخدمهما نساء فقط .. وهمست ضاحكه : كله ستات بس مافيش رجاله
فضحك وهو يُقبل خدها وغمز بمشاكسه : وانتي عايزه رجاله ليه يامدام .. لاء كده هتتعاقبي
وتعلقت بعنقه : لاء خلاص أسفين يااجمل واحلي وأحن راجل في العالم كله
فأبتسم وهو يذوب بها عشقا .. وتأوهت فجأه ..فأبتعد عنها :
اوعي تقوليلي هتولدي
وضحكت وهي تربت علي بطنها : لاء أبنك بيلعب شويه
وكانت اجمل ليله حملت ذكريات كثيره لهما وهي تتمني ان لا تنتهي .. الي ان حملها وعادوا الي الشاليه خاصتهم وهو يسمعها كلمات ناعمه عاشقه وهي تدفن وجهها بأحضانه غير مصدقه ما عاشته الليله
...................................................................
أبتسم اياد وهو يضم ليلي لصدره التي تقف لا تصدق ماحدث
فصديق زوجها يقف يحتضن من أصبحت للتو زوجته يقبل جبينها .. كل شئ حدث وكأنه كالحلم الجميل
كانوا يتناولون الطعام بعد ان دعي اياد ..عمر صديقه والمرأه التي أخبرهه عنها وعندما رأها تأكد من ظنونه فهو يعرفها تماما لاسمها اللامع كصاحبة دار ازياء ووجودها الدائم مع زين نصار كزوجته سابقاً والذي يربطه به علاقه ودوده وبعض المشاريع الخيريه
وهمست ليلي وهي تتأملهم : حلوين اووي .. بس صاحبك ده طلع مجنون فجأه كده قالك أطلب المأذون
فضحك وهو يسحبها بعيدا كي يترك لهم المكان : ما تيجي نتجنن شويه
فكتمت ضحكاتها وهي تسير معه ..
تنهدت بسعاده وهي تُطالعه وقلبها يتراقص طربا : عمر احنا اتجوزنا مش كده
فأبتسم وهو يتأمل وجهها الذي تورد وأزداد جمالا .. وحرك لها رأسه بنعم .. وضمها اليه بحب : عشان تبقي تتحديني تاني وتقولي اني مبعملش اي حركات مجنونه
وتذكرت شجارهم الذي كان منذ ساعات في الهاتف عندما اخبرها انه سيأتي ليصطحبها للعشاء عند صديقه كي يتعرف عليها هو وزوجته كونها خطيبته .. فأخبرته بتهكم انها الي الان ليست شيئا بحياته ..  وان علاقتهم ستظل دوما عالقه
وبدأت تثير من حنقه ولا تشعر بالكلمات التي تخبرهه بها .. فهي اخرجت كل ما يتعبها ولا تجد له جوابا يحبها ويبتعد
يعرض الزواج ولا يتخذ قرار وكأنه ينتظر منها أن تعقد هي عليه قرانهم .. وانفجرت فيه كي يحس بها ..وفاضت بكل شئ .. من هدوئه وبروده وسيره وراء قرارات العقل التي اصبحت تمقتها فهي تريد رجلا محبا مجنونا .. يخطفها ويسرق روحها لعالم الجنون .. تري معه كيف يكون الحب يعلمها ابجديات العشق .. يشعرها بأنها امرأه حقا وليست قطعة من الجليد مثله ..
وأبتسمت بعد ان تذكرت ما أثار جنونه .. وهمست :
عمر أنسي الماضي وحبني أرجوك..
فضمها اليه بحنان وحب : أنا بحبك يارحمه .. لو مكنتش حبيتك مكنتش هدمت كل الابواب والجدران اللي حاوطت قلبي بيها
وكاد أن ينحني ويقبلها .. فأوقفته ضاحكه : احنا في بيت صاحبك علي فكره يادكتور
فضحك وهو يضمها اليه .. وصار بها وهو يخبرها بحياتهم التي تنتظرهم في فرنسا
ورغم أستيائها من الأمر لانها سترحل وستترك عملها هنا .. الا ان قلبها العاشق نسي كل ما كانت يوم تصدق بأنه هو  الحياه ولكن اليوم علمت ان تجد من تكمل طريقك معه وتجد روحك التي فقدتها به وتري عالمك من نافذة روحه تلك هي الحياه
...................................................................
وقفت تتأمل العرض ببتسامه هادئه وهي تعلم انه أخر يوم لها بالعمل كمصممه .. فأتفاقهم كان ان ينتهي الموسم أولا ثم تُقدم استقالتها كيفما شائت .. وهبطت عيناها أرضاً نحو يداها  المترابطه واستجمت دموعها التي بدأت تخونها ..وشارت بحبها له وبقلبها الضعيف قلبها الذي أصبح يتمناه بقوه بعد ان عاد بينهم مجددا وعلمت أن أنجذابه لرحمه قد انتهي ..وبدء علي الأقل يتعامل معها .. ولكن كل هذا ما جعلها الا غارقه في حلم سينتهي حتما
وبدء التصفيق يعلو .. فرفعت عيناها فوجدت ان العرض قد انتهي .. وفادي يقف يلقي كلمته الاخيره والعارضات أصطفت خلفه بملابس الموسم العصريه التي تجمع بين الرقي والأناقه واللمسات الشرقيه
ولمعت عيناها وهي تبتسم بأسي .. تبتسم ان مناكفتها به قد أنتهت وان ما احسته ما كان الا شعورا منها فقط
وودعت زملائها بأبتسامه مشرقه عكس الذي داخلها .. ورغم انه يوجد حفل بعد انتهي العرض الا انها فضلت الرحيل الأن
وألتفت بجسدها تاركة كل ماعاشته وظنته .. وصارت بخطي بطيئه .. فقلبها لا يريد الرحيل اما عقلها يُخبرها
أما تكوني او لا تكوني .. فالحب اما أن تعيشه وانت تصرخ بالعالم كله ان من أحببته ملكك .. او  تجلس علي الطرقات تنتحب بصمت وانت تنتظر ان يتذكرك أحدهم
ووقفت تتنفس بصعوبه .. فالخطوات قربت تنتهي .. والحلم قد تبخر وكادت ان تعود لتستمر في خطاها الا ان
صوتها كان كاليد التي تمتد لتنقذ الغريق من جوف المياه المظلمه
وتردد صوته مجددا : زينب
واقترب منها بخطوات لاهثه فقد كان يبحث عنها بين الجميع .. ووقف أمامها وهو يزفر انفاسه هاتفا : هتفضلي طول عمرك غبيه
وفحدقت به بصدمه واعين تلمع داخلها الدموع .. فبدلا ان يُخبرها بأن تبقي او اي شئ يجعلها تشعر بوجودها .. يلعنها بالغباء .. ووجدته مازال يأخذ أنفاسه .. وخطت بخطواتها كي تبتعد عنه قبل ان تنفجر به غاضبه الا انه جذبها من ذراعها بقوه : تتجوزيني يازينب ...

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن