الفصل الثامن و العشرون

32.7K 663 8
                                    

الــفــصــل الــثــامــن والــعشــرون
**************************

أسرته أنفاسها ودفئ يديها التي أخذت طريقها الي صدره
فأستجاب لها وأخذ يُقبل شفتيها برقه ..ويديه الاثنان تضم وجهها بحنان
وأبتعد عنها ليري وجهها المُبتسم رغم غفيانها
وهمس بحب : ياتري بتحلمي بأيه ومبسوطه كده ياليلي
ومال نحو جبينها ليطبع قبله دافئه عليه
وطوقها بذراعه من خصرها ..ليضمها اليه
وهو يشعر بأن قلبه ينبض بعنف ..يعزف بمقطوعه لحن تجعله يطير عاليا وهو يتسأل
كيف سقط قناع الماضي..لأحيا ب الحب مجدداً ؟؟
...................................................................
نظرت حنين الي كل ركن بمنزلها بأعين باكيه ..فكل شئ حولها كان ساكن سوي عينيها وقلبها ..فقلبها ينبض بالألم وعينيها تُشاركه هذا .. فبدأت دقات الساعه تعلو لتتخطي منتصف الليل بدقائق
ساعات مرت ..وهي تجلس علي نفس الوضيعه فوق الأريكه
التي أيضا هي ملك له ..فمنزل والديها أصبح ملكه بأثاثه الجديد بعد أن أشتراه من أجل والدتها ..ولكن والدتها تركت كل شئ ورحلت
وكأنها تري ان النسيان لا يأتي الا بالرحيل
ونظرت الي مُفتاح الشقه الذي مازال في قبضة يدها ..وشردت في احداث الساعات الماضيه
أقترب فادي منهما وهو يصرخ بأسم رحمه
التي قد طلبت مجيئه اليها ..بعد ان علمت برفقة زين لها
لتعلو الدهشه علي وجه رحمه ..ثم أبتسمت وهي تتخطاهم
لتصعد للأعلي وكأن مهمتها قد انتهت
ليتسأل فادي بأسي ..لما يراه علي وجه تلك التي تقف ساكنه بضعف : حنين انتي كويسه
فأخذت تُحرك رأسها ودموعها تنهمر علي خديها ..ليسحب يدها : تعالي معايا ياحنين
وأخرجها من المنزل .. فجذبت يدها من يده بعنف
فطالعها فادي بألم وأشار الي سيارته : تعالي نتكلم في مكان هادي ، انتي لازم تفهمي كل حاجه
ورغم أعتراضها الا انه أصر علي ذلك ... وصارت معه نحو سيارته وهي مازالت لا تستطيع ان تنطق بكلمه
فما سمعته كان كفيل بأن يجعلها لا تشعر بلسانها في حلقها
وتأملها فادي بعد أن جلست بجانبه في سيارته ..وبدء يقود بسرعه جنونيه .. واخيراً سمع صوتها الخائف :
هدي السرعه لو سامحت
فأبتسم فادي وتنهد براحه ..فأخيرا قد نطقت ليطمئن عليها
وعندما وصل الي احد الاماكن الهادئه ..اوقف سيارته
وترجل منها ..لتخرج ورائه بهدوء وأتبعته
فكانت عباره عن حديقه واسعه .. ومقاعد خشبيه منفرده ومتباعده ..واشخاص قلائل يجلسون ..
فتنهدت وهي تسير خلفه حتي جلست لعلها تُريح قلبها
ليُتمتم فادي بأرهاق : زين بيحبك انتي ياحنين
فحركت شفتيها بسخريه وهي تتذكر كلمات رحمه
ليزفر فادي أنفاسه : قُربي منك كان تخطيط من رحمه
فحدقت به بفزع وهي لا تُصدق حتي هو اراد بها السوء دون ان ترتكب بحقه شئ
وتسألت بألم : طب ليه ، انا عملت فيكم ايه ..انا عمري ماأذيت حد في حياتي ..
وانهمرت دموعها وهي تتذكر وفاة اخيها ثم أبيها وتابعت :
طب قولي انا عملتلك ايه عشان تخدعني ..ده انا كنت فكراك انسان طيب
وتمتم فادي : انا عمري ما كنت هأذيكي ياحنين صدقيني
في البدايه حب رحمه كان السبب
فنظرت اليه بصدمه ..ليُتابع : حب مينفعش يكون موجود
حب ابتدي غلط ومكنش ينفع يكمل
وتنهد وهو يُطالع الفراغ الذي امامه : زين ورحمه جوازهم كان لازم يفشل في يوم ..لانه كان غلط
واكمل وهو يري ملامحها بطرف عينيه : جوازهم كان مجرد صفقه ..
فعادت تُحدق به ..فتابع : صفقه بين الفلوس والرغبه
هو عجبه جمالها وهي حبت فلوسه ومكانته والوجه الاجتماعيه اللي هو فيها ..حققلها كل احلامها بعد ماكانت مجرد عارضه ازياء بقيت صاحبه اكبر دار ازياء
حياتهم كانت عباره عن قواعد بيمثلوها ..عشان كده عمرهم ماكانوا هيقدروا يكملوا مع بعض
وتنفس بعمق وهو يُكمل : عمر الحب ما بيتولد بالأتفاق ..الحب الحقيقي بيجي بالصدفه بيجي من غير ميعاد
فأغمضت عينيها وهي لم تعد تود غير الفرار من تلك الحياه التي دخلت بها دون اراده منها وتنهدت قائله : وجودي معدش ينفع ، أنا لازم أخرج من حياتهم
فتمتم فادي بجمود : كل كلمه رحمه قالتهالك كدب
وساد الصمت بينهم للحظات ليُتابع بنبرة صوته الجامده :
زين بيحبك فعلا ، معرفش بيحبك من أمتي وازاي
بس هو بيحبك بجد .. انفصاله من رحمه حقيقي وقصاد الأنفصال ده كتب ليها شركة الأزياء بأسمها ...
وتمتم بهدوء : حتي موضوع الطفل ده كدب ..زين عمره ماكان بيفكر في الاطفال وانه يكون أب .. ومظنش واحد بيترأس أغلب دور الأيتام والجمعيات الخيريه هيكون أنسان عديم الضمير لدرجادي ويخدع انسانه عشان خاطر يخلف طفل
وعندما صمت ليأخذ بعض أنفاسه ..تسألت بوهن :
أنت ليه بتعمل معايا كده ، المفروض تقف مع رحمه لأنك بتحبها
وأبتسم وهو يتذكر أنانية رحمه وكيف أستغلت حبه لها فهمس بجمود : كان وهم
فتمتمت : وهم
ليُتابع : زي ماحبها لزين وهم ومجرد تعلق مش اكتر
ثم تابع ساخرا : او ممكن أنبهار ..وكل دول عمرهم ما بيدوموا
وألتفوا في نفس اللحظه ..لتتقابل عينيهم ليبتسم فادي وهو يُخبرها : أنا مسافر لبنان بعد يومين واحتمال افضل هناك لفتره طويله واحتمال برضوه أرجع بعد مده قصيره
كل اجابه سؤال نفسك تعرفيه ..هتفهميها من زين
قربي منه وبعدين قرري لتبعدي ..لتكملي رحلتك معاه
وكانت هذه اخر جمله قد قالها ..ليفترقوا بعد ان أوصلها لبنايتها القديمه
وأفاقت من شرودها بعد أن تعالا صوت رنين جرس المنزل لتنظر في الساعه المُعلقه لتجدها الواحده صباحاً
فشعرت بالخوف .. ونهضت من فوق الأريكه بتعب وأتجهت نحو الباب لتتسأل بضعف : مين ؟
ليأتيها صوت زين الغاضب : أفتحي ياحنين
ففتحت الباب وأدارات ظهرها سريعا وتمتمت :
انت جاي ليه ؟
أغلق باب الشقه .. وأدارها نحوه بقوه ليصرخ بعدها :
المفروض أنا اللي اسأل مش انتي
وتابع بقسوه : ردي عليا .. جيتي هنا ليه
دفعته بعيدا عنها وهي تُتمتم بغضب : مالكش دعوه بيا
فضحك ساخراً : ارجع البيت متأخر وادخل اوضة الهانم مراتي عشان أطمن عليها ملقهاش موجوده ..ولما أسال عنها يقولولي خرجت مع واحد
فحدقت بعينيه وهي تشعر بالمهانه التي هو سبب بها
فتسأل بجمود : روحتي مع فادي فين ؟
وبعد ان كانت تمسح أثر دموعها ..ضحكت وظلت تضحك
حتي أدمعت عينيها مُجددا : هو ده كل اللي همك وشغلك
فظل يُطالعها وهي في تلك الحاله .. ولكن صوت ضحكاتها أصبحت مصحوبه بشهقاتها ..لتشعر برخو قدميها
وجثت علي ركبتيها وهي تنتحب بقوه
فأندفع نحوها بقلق وجثي بجانبها وهو يهمس : حنين فيكي ايه
وعندما ازدادت صوت شهقاتها ..ضمها اليه :
أهدي ياحنين ،انا أسف
ورغم ان كلمة اسفه تعلقت بلسانه قليلا ..الا انه قالها لها
وضمها أكثر اليه وظل يربت علي ظهرها :
اهدي خلاص ياحبيبتي ..سامحيني علي عصبيتي ..صدقيني كنت هتجن لما ملقتكيش موجوده في البيت ..كنت زي المجنون
وشعر بسكونها ..فأبعدها عنه ليجد دموعها قد توقفت ولكن مازالت عالقه في جفونها فمسح وجهها بأنامله وهو يهمس بضعف : ليه بتعملي فينا كده
وتذكر بداية ذلك اليوم وكم كانوا فيه سعداء
فنظرت اليه وهو مازال يمسح دموعها : مش انا اللي بعمل ، انت اللي بتعمل فينا كده
فحدق بها بصدمه ..لتُكمل : حياتك هي السبب
فأغمض عينيه بألم وتمتم :وحياتي ديه مش عايزه تكمل بغيرك ..عايزاكي انتي
وفتح عيناه ليجدها تُطالعه بأتهام ..فتنهد : انا نسيت معني الألم من زمان ياحنين .. انا لغيت كل المشاعر قفلت علي قلبي عشان متوجعش ..بس اظاهر طعم الالم وحشته
فسقطت دمعه من عينيها .. فضمها اليه ثانية :
بــــحــبـك وعمري ماجربت طعم الحب غير بيكي
وابعدها عنه قليلا ليري ملامح وجهها فوجدها تأن بضعف
فتابع : عمري في يوم ماظنيت اني هنطقها لحد
ونظر اليها ..ليجدها تفتح عيناها بتسأل : ورحمه  ؟
فوقف وجذبها من يدها كي تقف معه..
وصار من امامها وأخذ يُحدق في الفراغ الذي امامه :
رحمه انسانه جميله وهايله ..بس انا عمري ماحبيتها ولا وهمتها بحاجه ..كتير كنت بقرر انفصل عنها عشان مظلمهاش اكتر من كده وتشوف حياتها حتي قبل ما اشوفك وتدخلي حياتي ..بس هي كانت بترفض
وزفر انفاسه بأرهاق : يوم جوازنا اتفقت انا وهي
ان يوم ماحد فينا يقرر الخروج من حياة التاني ..هننفصل بهدوء وهنتمني لبعض السعاده ..عمري ماظلمتها صدقيني رغم انها المفروض تكون من اعدائي
وتذكر مافعله والدها معه في سن مراهقته وكيف كان يُهينة ويُدمره بكلماتها ورغم ذلك ولاجلها عندما عاد واصبحوا في حالة فقر وأنقلبت الحياه واصبح هو يملك الاموال ولكن دون قلب ..عالج والدها وتكفل بكل مصاريف عمليته التي نجحت ولكن بعد فتره توفي .. ولم ينسي ماضي كل من اهانوه الا هي اكرمها ولم يتخذها بذنب ليس لها فهي كانت فتاه طيبه كما يتذكر عندما كان يعمل في مطعمهم الصغير
وهو طالب جامعي
ونفض تلك الذكريات سريعا من عقله  واكمل :
يوم ماجتيلي قدام الشركه عشان تطلبي مساعدتي .. مكنتش مصدق ان القدر حطك قدامي  ..شوفتك قبلها اربع او خمس مرات تقريباً
عينك ديما كانت حزينه كأن الحزن كله اتجمع فيه
وأخذت أنفاسها بصعوبه وهي تقف خلفه ترتعش وتسألت بصوت مُرتجف : شوفتني أزاي
وألتف اليها ليُطالعها وهو يتنهد : انتي ناسيه ان الشركه اللي كنتي شغاله فيها ملكي وتبع مجموعه شركاتي
فحركت لسانها علي شفتيها التي قد جفت وهمست :
زين انا ..
فأقترب منها وهو يُخبرها : بُعد عني مش هسمح بي
وابتسم وهو يُكمل : لو اضطريت احبسك هبحسك
ورغم عنها ابتسمت .. ليتنهد وهو يُطالع المنزل وتسأل :
ايه اللي جابك هنا ، انا حاسس ان فيه حاجه حصلت من ورايا في الفيله
فأبتلعت ريقها بصعوبه .. ورغم وجعها من كلمات رحمه وطردها لها الا انها قررت ان تصمت ولا تخبره بشئ كي لا تؤذيها..فتنهدت بضعف : البيت كان وحشني اووي
وظلت تدور بعينها وهي تود الهروب من نظرات اعينه ..ورغم عدم تصديقه لها الا انه تنهد :
طب مش كفايه كده ويلا نرجع لبيتنا
فنطقت بسرعه : لاء ..انا مش هرجع تاني هناك ..ارجوك يازين
فطالعها قليلا وتسأل : انا واثق ان في حاجه حصلت ، حنين قولي ايه اللي حصل بدل ماهعرف بنفسي
واشار اليها بتحذير : وهعاقبك انتي كمان
فأشاحت بوجهها عنه .. ليجذبها نحوه
فتأمل عينيها وشفتيها التي اصبح لون الحمره يُسيطر عليها رغم انها لم تضع عليهما شئ ..ولكن يبدو ان البكاء كان له سحر خاص ..ووجدته يُميل نحوها ليُقبلها برقه
فأستجابت له ووضعت بقبضة يديها علي صدره
وعندما احاط خصرها بذراعيه ..ابتعدت عنه سريعا وكأن لمست يداه قد جعلتها تفيق لتُطالعه بأرتباك
وتأملها هو ببتسامه لاول مره تراها علي وجهه .. وهمس :
انا هسميكي مُعذبتي بعد كده
فأبتسمت .. ليحك هو ذقنه : بتضحكي دلوقتي
وطوقها بذراعيه ..لتُتمتم بخجل : ابعد يازين عني ..انا لسا زعلانه منك اصلا
فضحك وهو يُتمتم : وانا عملت حاجه
فوضعت بيديها علي قبضة يديه التي تطوقها وحاولت ان تُزيلها وتمتمت بتذمر : ايوه عملت ، وعملت كتير
وتعالت ضحكاته فنظر لها بتفحص ومال نحوها قليلا ليتسأل بمكر : طب قوليلي حاجه من الحاجات الكتير ديه اللي انا عملتها
فأبتسمت دون شعور منها .. وحدقت به وهي تتسأل :
زين انت بتحبني بجد
وأزدادت ضحكاته وعندما وجد ملامح وجهها تغيرت توقف وهو يهمس : انا مش بحبك بس ..انا بعشقك
...................................................................
نظر اليها وهي ساكنه علي الفراش ورغم سكون جسدها الا انها تُحدق به بعينيها الواسعه وهي لا تشعر بشئ
فأبتسم حاتم بسعاده فيبدو ان المُخدر الذي نصحه به صديقه قد ابلي مفعوله ورغم ان مفعول المُخدر لم يستجيب له جسدها غير بعد ساعه كامله ولكن في النهايه هي امامه الان تراه كالمغيبه ولا تشعر بشئ ..واقترب منها وهو يهمس : سهليه
فأخذت تحرك رأسها بضعف وهي تأن .. ومال نحوها ليُقبلها بمتعه وجوع ..وبدء يُعري كل أنش من جسدها ويري دموعها ..فقد كانت تبكي رغم تخدير جسدها بالكامل
ليُطالعها حاتم بصراخ : انتي ملكي انا ..سامعه
ووجد بعينيها نظرت نفور ليُتمتم : حتي وانتي متخدره كرهاني
فصفعها علي وجهها ليُكمل مابدئه بجوع  دون رحمه
ورفع وجه نحوها ليجدها قد فقدت وعيها ..فتنهد براحه
فهي لن تعلم بعجزه مُطلقاً وسيظل ينهش بجسدها كالمسعورحتي يشبع 
...................................................................
فتحت ليلي عيناها بعد أن ودعت أحلامها الجميله التي كان هو بطلها ..وعندما وجدته أمامها ظنت بأنها مازالت غافيه
فظلت تُغمض عيناها وتفتحهم حتي أخيرا تأكدت بأنه ليس حلماً بل هو بالفعل نائم بجوارها يحتضنها بذراعيه
وأنتفضت من جواره وأخذت تلهث من فرط توترها
ليشعر هو بحركتها ففتح عيناه مُتمتما : صباح الخير
وحدقت به بتسأل : انت نمت هنا
فطالعها بمكر : انتي شايفه ايه
وتمتمت بخفوت : يعني انت نمت جنبي طول الليل
وأبتسم وهو مازال مُسطح علي الفراش وتمتم ضاحكا :
لاء بصراحه قومت الفجر صليت ورجعت تاني ..ده حتي صحيت فيكي كتير وانتي كأنك في غيبوبه
فنطقت بتعلثم : لاء مش معقول ، انا نومي مش تقيل
فضحك وهو يتذكر لولا ثقل نومها لكانت أستيقظت علي لمساته وقبلاته ..وطالعته بحنق : انت بتضحك علي ايه
فنهض أياد وهو يفرد ذراعيه : ولا حاجه
ونظر الي ساعته .. وهو يقف بجوار الفراش
فوجدها تقف خلفه علي فراشه وتمتمت بغضب وألحاح :
لاء مدام بتضحك أكيد في حاجه حصلت
ففزع من صوتها ...وألتف نحوها ليجدها خلفه فطوقها بذراعه وحملها وهو يُتمتم : ده حصل حاجات مش حاجه واحده
وظلت تُحرك قدميها وهي تترجاه : طب نزلني الله يخليك ..انا بخاف
وضحك وهو يتأمل ملامح وجهها وتمتم بوقاحه :
بتخافي ولا مكسوفه
فأرتبكت ..ليضع بقدميها علي الأرض ضاحكا
ثم أنحني نحوها ليُقبل وجنتها اليسري مُتمتما وهو يغمز بأحد عينيه: محصلش حاجه علي فكره
فتنهدت براحه : بجد
ومال علي وجنتها الأخري ليطبع قبله عليها : بجد
وشعرت بسخونه وجهها فأبتعدت عنه سريعا ..ليغمز لها بدعابه : احنا المفروض نبتدي نعدي مرحله الكسوف ديه ياليلي
وكاد أن يقترب منها ..الا ان الصغير سليم أقتحم الغرفه
ووقف يُطالعهما ...فنظرت ليلي نحوه بصدمه وخوف
فتسأل الصغير : بابا انت بتعمل ايه هنا في اوضة ليلي
ليُطالعها وهو يتحكم بصعوبه في صوت ضحكاته :
كنت جاي أصحيها عشان هي طلبت مني كده
ليقترب منه الصغير بتذمر : بس عيب كده يابابا ، انا لسا موفقتش انك تتجوز ليلي ..انت طلبتها مني وانا لسا بفكر
فشهقت ليلي بفزع وهي تُطالعهما ..فالصغير أصبح يعلم بكل شئ .. واقترب منها سليم ليمسك يدها قائلا :
يلا ياليلي عشان نغسل سنانا سوا
وبعدما كانت تُطالعهم هي بصدمه ..وقف أياد يُطالعهما وقد رفع أحد حاجبيه وهو لا يُصدق بأن الادوار قد انقلبت
ونطق أياد بحنق : خلاص انا موافق علي شروطك
ليقفز سليم بسعاده  : يعني هنسافر في الأجازه بالطياره وهتوديني ..ووقف يتذكر أسم الدوله التي بها فريقه المُفضل : أسبانيا
فحرك أياد رأسه بالموافقه .. ليتسأل الصغير :
طب وهنروح الهند عند الفيل
فطالعه بأندهاش : يابابا ياحبيبي ما أحنا عندنا حديقه حيوان هنا ..هاخدك واركبك الفيل براحتك
فتمتم الصغير بحنق : لاء أنا عايز اروح الهند
ثم لمعت عيناه : طب خلاص هشوف جودي عايزه تروح فين وهبقي أقولك
فوقفت ليلي تتأملهم كالبلهاء ..الي ان أقترب منها الصغير : خلاص ياليلي أتجوزي بابا بقي ..هو طيب وبيسمع الكلام وهيفسحنا هو وعدني بكده
وأشار اليها كي تنحني نحوه ، فنظرت الي أياد الذي وقف يُحدق بهم بحنق وأنحنت نحو الصغير ليهمس :
قوليله عايزين نروح الملاهي وناخد لوجي معانا
ونظرت الي الصغير بدهشه ..فحديثه يسبق عمره بمراحل
فأبتسمت وهمست قائله : طب ايه رأيك لما ناخد الاجازه الاول ..عشان نلعب ونتفسح براحتنا
فحرك الصغير بيده علي رأسه مُفكراً .. وهتف : ماشي خلاص
وانتفضوا بفزع عندما سمعوا صوت أياد الغاضب : انتوا بتقولوا ايه .. المدرسه يا أستاذ سليم ..ونظر الي ليلي بحنق :
روحوا يلا أغسلوا سنانكم ياحبايبي ...
وأنصرف بغضب من أمامهم وهو يشعر بأن أبنه وزوجته سيصبحوا حلفاء ضده دوما ..ورغم انه شعر بالسعاده من قربهما.. الا انه لا يُنكر بأنه شعر بالغيره من طفله
...................................................................
تأملته وهو نائم بسعاده ..وتمنت لو تعيش معه في بيت بسيط مثل بيت والديها ..فهي لا تُريد حياة الترفه التي لم تُجلب لها سوي الوجع ..فأحيانا كوخ صغير تحيا به بسعاده أفضل من قصور لا تري فيهم الا الشقاء
وأنحنت نحوه : زين ، زين
ففتح عيناه ببطئ وعلي وجه أبتسامه جعلته أصغر سناً : صباح الخير
فأسرتها نظراته ونبرة صوته .. واخذ قلبها يُدندن بسعاده
ولكن كما تقول لها صديقتها دوما
" انتي فقر مش وش سعاده  يانكديه" 
فأخذت تتذكر كلمات رحمه وتمالكت نفسها مُتمتمه : صباح النور
وتابعت كلامها : انا حضرت الفطار ..يلا عشان تفطر
وكادت ان تنصرف من أمامه ..الا انه جذب يدها وهو ينهض ..وطبع قبله رقيقه علي راحة كفها ..ثم لمس وجهها بيده الاخري ليُتمتم ضاحكا : هعديلك التكشيره ديه اللي علي الصبح
ومال نحو جبينها ليلثمه بقبله حنونه: برضوه مش ناويه ترجعي معايا ، او حتي أرجعي ...
وكاد ان يُكمل ويُخبرها بأن تعود الي البيت الذي مكثت فيه في بداية زواجهم الا انها قاطعته : ارجوك يازين انا محتاجه افضل هنا شويه
فحرك لها رأسه بتفهم فهو لن يغصبها علي شئ حاليا ..
فهي تحتاج منه الصبر
...................................................................
نظر هاشم الي هبه التي تقف امامه وتُخبره .. عن عزومة صديقتها اليوم
ليتنهد هاشم بضيق : هبه انا مش لازم أكون موجود
وكاد ان ينصرف من أمامها ..الا انها تمتمت : انت طول عمرك كده ياهاشم ديما بتصغرني
فألتف اليها بغضب ولكنه تمالك نفسه : أنا بصغرك ياهبه ..
ورحل من أمامها وهو لا يعرف لما هي بكل ذلك الغباء
فصديقتها كانت أحدي معارفه القدماء وكانت دوما تسعي اليه حتي لو في الحرام ولكن زوجته تُصدق الجميع الا هو
وخرج وهو يتأفف ..وعندما تذكر مُقابلته لفاطمه في شقته ظهرا تمتم : هو انا كنت ناقص ياربي ..
..................................................................
وقفت رحمه تتأمله وهو يُكمل غلق ازرار قميصه ..وعندما بدء بربط رابطة عنقه أقتربت منه كي تربطها له
ولكنه أشار لها بهدوء : مافيش داعي يارحمه
فشعرت بالحنق ..وتغيرت ملامح وجهها
ليلتقط زين سترته كي يرحل فتسألت : انت كنت فين امبارح يازين
فطالعها بصمت .. واخذ يُعطر جسده
لتقترب منه رحمه أكثر وهي تهمس بعد ان طوقت خصره بذراعيها : كل حاجه فيك وحشتني
فأغمض زين عينيه ..وبدء يزيح يديها مُتمتما :
رحمه انا مش فاضي
وصار من أمامها بخطوات سريعا وهو يلف ساعة يده حول معصمه ..
لتقف تُطالعه وهي تُتمتم : لازم أستغل فرصة عدم وجودها هنا ..
...................................................................
في مكان بعيدا جدا ..حيث البروده في كل شئ
نظر محمود الي كمية الأطباق التي امامه بشحوب
فهو أصبح يعمل في أحد المطاعم بعد أن سُجن لثلاثة أشهر دون تُهمه ..ومسح حبات العرق من فوق جبينه
وعاد يُكمل مهمته الا ان الطبق قد أنزلق من يده ..
وفي تلك اللحظه كان صاحب المطعم  يردف لداخل المطبخ الصغير
فصرخ بوجه بقسوه ورغم انه لم يفهم لغة تلك البلد الي الان
الي ان صراخه ..جعله يفهم بأنه يهينه
فأنحني يُجمع فتات الطبق وهو يعتذر ...
وانحدرت دمعه من عينيه وهو يتذكر الماضي ..يتذكر كل ماكان يفعله بوالدته وأخته وهمس بضعف : سامحيني ياليلي
...................................................................
كان سارحاً بفكره بها ..وبليلة أمس وبكل مافعله معها
فشعر بالسعاده والرضي تحتل كامل جسده .. ليجد صديقه يردف اليه وقد طالت لحيته وظهر عليه الارهاق
ليقف حاتم بفزع : مالك ياطارق
فصرخ به طارق : بقالك أد ايه تقولي بدور عليها ياحاتم ..ولحد دلوقتي مافيش حاجه ظهرت
وتهاوي بجسده علي احد المقاعد فكل من كلفهم بمهمه البحث لم يجدوا نفعا .. فتنهد بألم وهو لا يُريد ان يفقد الامل
فأقترب منه حاتم بعدما استجمع قواه ..وطالعه بنظرات خبيثه : ياطارق لازم تحط أحتمال كبير ان سهيله تكون ماتت
لتقع الكلمه كالصاعقه عليه للمره الثالثه فالجميع يقولون له هذا ..وقلبه كل يوم يُخبره بأنها مازالت علي قيد الحياه
فصرخ بوجه : انتوا كدابين
فأخذ يُطالعه حاتم بمكر .. ولمعت عيناه وهو يتأمله بزهو
فقد اشتاق لها ولليلتهم التي سيُكررها كل يوم 
...................................................................
ركض نحو الدرج بسرعه .. بعد ان سأل عنها
لتفزع حسنيه من هيئته فقد بدء علي ملامحه الغضب
وفتح غرفتها فهو علي علم بأنها قد عادت من مُحاضرتها
ليتفاجئ بها تُمشط شعرها
فألتفت ليلي نحوه بخجل وتركت المشط الذي بيدها لتتسأل بأرتباك : هو في ايه ؟
ليقترب منها أياد ومازال طلب ياسين يقتحم عقله
فالمغفل يطلب يد زوجته للزواج ..
وهتف : عارفه نفسي أعمل فيكي ايه دلوقتي
لتتسأل ليلي برقه : أيه ؟
ليزفر أياد بغضب : اخنقك
فشعرت بالخوف من كلمته ..فطالعها وهو يُتمتم : ليلي اعملي حسابك فرحنا بعد ما تخلصي أمتحانات علطول
فأخفضت رأسها .. وهي تهمس : بس
فطالعها بضيق : هنستنا أكتر من كده ايه ..
وتابع دون شعور : هستني لما حد تاني يعجب بمراتي ويجي يطلبها مني
وعندما فهمت سبب أنفعاله ..ضحكت دون قصد منها
فالغضب والغيره قد أزالوا وقاره وهيئته الجامده التي دوما تراها
فهتف بحنق : انتي بتضحكي علي ايه
لتبتعد عنه قليلا وهي تهمس : عليك
وعندما أدركت ما تفوهت به ..فهي لم تقصد أن تنطق الكلمه بصوت مسموع ....ولكن الكلمه قد خرجت من فاها
وحدث ماحدث
وابتعدت خطوه ثانيه ..ليقترب منها ويجذبها نحوه مُتمتما :
والله ..ونظر الي شعرها الذي كانت تمشطه
وأخذ يعبث به بكلتا يديه .. فضحكت وهي تُتمتم :
انت بتعمل ايه ، حرام عليك ان مصدقت اسرح شعري
وبعد ان ادي مهمته ..جعلها تعود للمرآه لتنظر الي هيئتها بصدمه ..فشعرها أصبح مشعث
فطالعته بحنق طفولي ..ليبتسم قائلا : عشان تضحكي تاني كويس
وتابع وهو يلتقط المشط ..وهمس بجانب اذنها : هسرحولك زي ما بوظته
وبالفعل بدء في تمشيطه دون أن يستجيب لعتراضها
فتأملت هيئتهما في المرآه وابتسمت ..ليلمح هو أبتسامتها
فترك المشط علي المنضده ليديرها نحوه
وأحتوي وجهها بين راحتي كفيه هامسً : بــحــبــك
...................................................................
نظر هاشم الي من يقف أمامه بعدما فتح باب شقته
لتتسع أبتسامه الواقف ..ويردف بعدها  خطوه للداخل وقبل أن ينطق هاشم بشئ ..وجد لكمه علي فكه جعلته يترنح
وأغلق الأخرالباب خلفه وهو يتسأل بعلو صوته :
هي فين الحقيره ..
لتفزع فاطمه الجالسه علي أحد الارائك  في الصاله الداخليه ..وقد كانت تُجفف دموعها بعد ان وعدها هاشم بتخليصها من حاتم القذر
وصارت بخوف نحو الممر الذي يؤي الي باب الشقه
ووقفت مصعوقه من هيئة اخيها الذي بدء يخرج سكين من بنطاله ..ويتأمل هاشم الذي يُحاول النهوض
فشهقت بفزع .. ونصل السكين يلمع ونظرات اخيها لا توحي بشئ سوي الهلاك

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن