الفصل السابع و الاربعون

29.4K 614 9
                                    

الــفــصــل الــســابــع والأربــعــــون
*****************************

ضمت جسدها بذراعيها وهي تشعر ببرودة خفيفه تقتحمها وتنفست بعمق وطالعت المكان حولها بأعين باهته ...
لتقع عيناها الشارده علي زين وبجانبه أحد اصدقائه وبينهم ماريانا التي تضحك وتُشاكسهم بسعاده ..
فالرحله التي أخبرها بها لم تكن سوي لقاء أصدقاء قد جمعهم القدر بالغربه واليوم قرروا أن يجتمعوا وكانت ماريانا هي نقطة الوصل بينهم ..فالمزرعه التي تستمتع بهوائها ضمن أملاك العجوز
ويليام .. وهم الأن ينعمون بيوم أعدته ماريانا
وشعرت بوخز بقلبها وهي تري مداعبة ماريانا بشقاوه لزين والرجل الواقف بينهم يضحك ويمازحهم
فقضمت شفتاها بقهر .. وتمنت لو ان تنتهي  تلك الرحله سريعا ولكن كيف ستنتهي وهم مازالوا في بدايتها فلم يمر علي قدومهم سوي ثلاث ساعات وسيبتون الليله هنا
وتأملت الرجلان الجالسان أمامها .. فالدعوه كانت لأربعة رجال من بينهم زين .. زين وهي بالطبع وهذا مالم يسعد ماريانا كما رأت في عينيها عندما جائت معه تتبطأ ذراعه
ورجلا أخر بزوجته اللطيفه وقد أتخذوا ركناً بعيدا لهم
والثالث هو من يقف بجانب زين يعدون الطعام المشوي علي الفحم والرابع الذي جلس بعالم أخر يستمتع بتصفح هاتفه
اما هي كما العاده ..أصبحت تُحلل الاشخاص حولها كي تلهي نفسها عما يدور داخلها من حنق
وعادت تتأمله وهو سعيد بهذا اللقاء ..فكما أخبرها هم أصدقاء الشقاء والغربه .. وان اليوم هو من أسعد أيام حياته
فقد ألتقي برفقائه اللطفاء اللذين حكوا لها أحاديث طريفه قد مر عليها سنون ولكن مازالت الذكريات عالقه بقلوبهم
ولكن بعد الثرثره .. كان لابد ان يبدئوا بأعداد الطعام وهذه كانت فكرة ماريانا ..ان الطعام هم من سيعدوه سويا وسينسون اليوم انهم يملكون من يخدمهم ..
وكل شئ كان مُعد بأكمل وجه ..
واغمضت عيناها وهي تتذكر ماريانا حين أمسكت يد زين تقوده نحو شواية الطعام
وتنفست براحه وهي تراهم يضعون الطعام في الأطباق
وأنقبض قلبها فجأه وهي تلمح ماريانا تقضم أحدي قطع اللحم بتلذذ ثم تضع قطعه بفم زين الذي تناول القطعه وهو يبتسم
وصديقهم الأخر يقف يُطالعهم ضاحكا
مشاهد كانت تمر أمام عينيها .. وهي تتمالك غيرتها بقوه
وأنتبهت للخادمتين وهم يضعون المشروبات وأطباق السلطه
ويعدون المائده بذوق ..الي ان اقتربت منها تلك المبتسمه زوجة أحد المدعوين للضيافه : حنين
وطالعتها ببتسامه هادئه وجلست جانبها : تعرفي انك عاقله اووي .. لو واحده تانيه مكانك مكنتش فضلت قاعده ساكته كده
وحدقت بها دون فهم : ليه بتقولي كده
فرفعت "هناء" حاجبيها .. ونظرت الي ماريانا التي لم تترك زين للحظه  .. وقد فهمت مقصدها : زين بيعتبر ماريانا اخت صغيره ليه
فتأملتها هناء بلطافه .. وربتت علي يدها : مش بقول عليكي عاقله
وقطع الحديث أقترابهم وهم يتقدمون اليهم حاملين الأطباق
وأنشغلوا كل فرد بحماس بطبقه .. واخيرا اقترب هو منها مبتسماً وجلس جانبها من الجهه الأخري متسائلا:
مالك مكشره كده  ؟
فطالعته بشر .. ليبتسم وهو يمسك يدها بحب : انا مبسوط باليوم ده اوي 
وتابع بدفئ : عايزك تعرفي حاجه واحده وهفضل اقولهالك عمري كله .. انتي اجمل حاجه في حياتي ..انتي عمري اللي جاي
كلمات دافئه .. زالت كل من ضيقها وهواجسها القاتله .. ولم تدري بشفتيها التي تسعت لتشق عنهما أبتسامه هادئه
فهو يعرف كيف يمتلكها بهدوء .. ويجعلها تعود الي وطنها داخل عيناه
وبدء يأكلون الطعام .. وهو يُطعمها ويُدللها وكأنه يعوضها عن اللحظات التي أبتعدها عنها
وكل هذا ماريانا كانت تُطالعه بحنق .. فبعد أن ظنت
أن ألهائه المؤقت عن زوجته سيجعله يجلس جانبها ويُلاطفها بكلمات مثلما يُلاطف تلك التي تحسدها عليه 
وقضمت طعامها بشحوب وعيناها تُطالع الرجل الذي دوما رأت فيه فارس أحلامها
وتعالت الضحكات وفجأه انتبهت لما يدور حولها
حيث ان احد الأصدقاء ويُدعي " فاروق" يُمازح زين بمشاكسه : زين نصار والرومانسيه مع بعض ..
وتابع وهو يضع بيده علي قلبه : اه قلبي مش مصدق
ليضحك زين .. وهو يتأمل أنكماش حنين بخجل :
انت مركز معانا ليه يافاروق .. اتجوز وريحنا منك بقي
فأبتسمت هناء وهي تُطالع زوجها الذي يأكل بنهم  :
شايف الحب والدلال .. مش من ساعه ماالأكل اتحط وانت مبقاش قدامك غير الطبق ولا مركز في حاجه
فأبتلع زوجها طعامه وقد بدء يسعل والكل يضحك عليه :
ياربي علي الستات .. كل اللي بعمله ليكي ده وبرضوه مش عاجب
وتابع بنظراته لصديقه فاروق : اهوبسبب تركيزك مع الأخ ده
واشار نحو زين ..ثم تابع بمزاح : مكنتش جبت لينا الكلام
ثم طالع صديقه الأخر الذي يأكل ومازال يعبث بهاتفه :
انت ياعم ماجد ماتحضرنا
الكل بدء يضحك ويمزح وماريانا أندمجت بينهم ولكن تلك المره .. اندمجت بلطافه محببه ولكن دوما مزاحها ولطافتها ينصب نحو زين بالطبع
وانتهي الغداء وكل منهم أنسحب للغرفه التي أعدت له
حتي ماريانا أنسحبت وتركتهم..
وتنفست براحه واستمتاع بالأجواء حولها.. وعندما وجدته أنهي مُكالمته جذبت منه الهاتف وتمتمت بحنق طفولي :
انت النهارده أجازه من الشغل .. انسي انك زين نصار
وتابعت وهي تستنشق الهواء : وركز في الجو الجميل ده
وتخيل بقي 
فضحك وهو يتأملها : والله انتي مجنونه ..
وعاد يجلس جانبها وهتف بمشاكسه : ها هنتخيل ايه بقي
وتابع وهو يراها تأكل فاكهة "الموز" بمتعه :  ياقرده هانم
وضحكت وهي تمضغ مافي فمها بتلذذ .. ثم جذبت اخر تأكله : انت بتتريق مش كده
وتعالت ضحكاته وهو يتأملها : مقدرش
ومال نحو وجنتها يطبع قبله عليها : مش عارف ايه حبك للموز اللي ظهر فجأه
وصار نحو وجنتها اليسري وطبع بقبله أخري ..فهمست :
ابنك اللي عايز مش انا
فتنهد ضاحكا : بتتوحمي علي موز ياحنين ..
انا خايف تجبيلي قرد صغير ويبقي عندي قردين
وتأوه بألم وهو يشعر بقبضة يدها علي صدره : اه يامفتريه
وتعالت ضحكاتهم سويا .. ولم يشعروا ب ماريانا التي وقفت بعيدا تُطالعهم وهي تتمني ان تكون هي الجالسه بين ذراعيه وليست هي
وركضت نحو غرفتها وجلست علي فراشها وهي تري مشاهد من طفولتها عندما كان زين يُدللها ويهتم لأمرها
ونهضت نحو المرحاض كي تنعش وجهها بالماء الفاتر ..ثم تذهب اليهم وتبدء في ألاعيبها
ولكن تلك المره كانت النتيجه هي الهزيمه والأنسحاب
وهبطت الدرجات وشعرها الأشقر قد عقدته
وأقتربت منهما حيث يجلسون علي احد الارائك في الحديقه بمفردهم
ووجدته يضع بيده علي بطنها يُشاكسها : مش متخيلك وانتي بطنك قدامك شبرين ..هتبقي كوره ياحبيبتي
فعادت تضربه بخفه : زين بطل تريقه .. هقوله علي فكره لما يجي
وضحك .. وألتف بعد أن سمع صوت أقدام ووجد ماريانا خلفهم تربط الكلمات ببعضها فهي تفهم العربيه بقوه .. وهنا تسألت : انتي حامل
فأبتسم زين وهو يُخاطبها : تعالي ياماريانا .. اقعدي معانا خليها تتأملك شويه عشان نجيب البيبي زيك
وأقتربت منهم ماريانا وهي لا تُصدق بأن زين سيصبح اب وان خططها الكثيره انتهت .. فلن تخرب علاقه يربطها أطفال .. فهي عاشت حياتها وحيده دون والدين فكيف ستجعل طفلا يُعاني مثلها .. هي أمرأه لعوبه ولكن حين يكون الامر داخله أطفال ستبتعد وستقضي علي قلبها
وحركت حنين رأسها رغم انها تعلم بصدمتها
وهتفت بتشويش : سيكون طفلا محظوظا لانك انت والده زين
...................................................................
أبتسمت وهي تتأمل كيف يطهو الطعام بمهاره .. اليوم كان أكتشاف اخر لها أظهره عنه .. عمر ليس فقط الطبيب الجراح المشهور والرجل الوسيم الذي يخطف انفاس النساء بل هو أيضا طباخ ماهر
وقف برشاقه امام الموقد وهو مستمتع بما يفعله
وشهقت ضاحكه وهي تراه يرفع الطعام من علي المقلاه لأعلي ثم يتلقاه... وألتف اليها ضاحكا هو الأخر :
هو انا جايبك عشان تفضلي تتفرجي عليا
وانحني امامها ممزاحا : كل ده في السلطه يابرنسيس رحمه
فأتسعت أبتسامتها واستمرت في تقطيع حبات الطماطم بقلب خافق .. وفجأه وجدته يحشر بفهما شريحة من الخيار ويضحك
اليوم كان عمر رجلا لاول مره تراه هكذا .. رجلا تمنت لو يبقي طويلا كما هو اليوم .
وحركت رأسها بخفه وهي تبتلع ماداخل حلقها :
عمر ركز في اللي انت بتعمله وسيبني انا أركز في السلطه
فقطب حاجبيه بقوه وهو يُطالعها ثم انفجر ضاحكا : تركزي في ايه في السلطه .. هي عمليه جراحيه
وتابع وهو يتكأ بمرفقيه علي الطاوله : ديه سلطه يامُدلله
وصرخ بمشاكسه وهي توكظه بقبضة يدها :
آه ..بقيتي جباره أيتها الليدز
فضحكت .. ليبتسم وهو يتأملها وهي تضحك بتلك الطريقه
فوجهها قد أشتعل احمراراً وخصلات شعرها قد تناثرت
علي وجهها وحاوطها بجسده من الخلف وهو يتنفس بعمق ويرفع السكين من يدها ثم يتناولها وبدء بتقطيع ما كانت تُقطعه .. وهي تقف امامه كالصنم تري يده كيف تتحرك ببراعه .. وكتمت أنفاسها بصعوبه فجسدها أصبح ينصهر من دفئ جسده الذي يُحاوطها
وأغمضت عيناه وهي تُتمتم داخلها : حبني ياعمر
وفرت دمعه من عينيها وتابعت بألم وخوف من أن تُنبذ مجددا ولا يُحبها كما أحبته : زي ماحبيتك
...................................................................
بدء الظلام يحل والهواء ببرودته قد أزداد لينعش الجسد
وروائح الأزهار أنتشرت لتعبئ رئتيها بهواء ذات نكهه منعشه ..
وشعرت بوجوده خلفها وهو يضع كوبان بخارهم يتصاعد وضم جسدها اليه : نفسي اعرف بتتأملي في ايه
ولمعت عيناها وهي تُطالع الشمس وهي تختفي في جوف السماء .. وأبتسمت : ولا حاجه .. بس المنظر ده بيديك  سكينه حلوه اووي
وقضم كتفها بقضمه خفيفه وهو يضحك : آه .. زين
فأدارها نحوه وهو يتأمل وجهها الهادئ ثم بدء يُقلدها :
آه ..زين
فأبتسمت ورفعت عيناها نحوه بحب وتعلقت بعنقه وهي تقف علي أطراف اصابعها وقبلته علي وجنته بدفئ
وتألم وهو يبتعد عنها بعدما عضت خده ..فقبلتها قد اتبعتها عضه لاسعه منها وضحك وهو يري مكرها :
اللي بيحب حد بيعضه
فتنهد بيأس من أفعالها اللعوبه .. وحاوط خصرها بذراعه وهو يهتف : انتي ايه مفهوم الحب والرومانسيه عندك ياحبيبتي
وأنفجرت ضاحكه : زين نصار بيسأل عن مفهوم الرومانسيه
فرفع حاجبه بمكر وهو يُطالعها : والله
فتمتمت وهي تُحرك رأسها بأماءه وعقدت ساعديها بتلاعب :
امممممم ، ايوه يافندم
فلم يجد نفسه سوي وهو غارق بضمها .. يهمس لها بكلمات يأسه من جنونها الذي يغرقه بحبها كل يوم : عارفه بحس معاكي بعمري اللي ضاع مني زمان وانا بحارب الدنيا عشان يكون ليا وجود
وابتعد عنها يضع بيديه علي  سور الشرفه بشرود ..
فشعرت بوجعه فهي اصبحت أحق معرفه بما قد عاشه 
من يراها يظن انه ولد رجلا خالي تُعبئ الاموال أرصدته في البنوك ولم يدفع ثمن من عمره مُقابل هذا
ودفنت وجهها بظهره الصلب وحاوطت خصره بذراعيها كي تشعره بوجودها معه دوما وهمست بعذوبه ودفئ: بـحــبـك
كلمه واحده قد رطبت جروح وأنهت ذكريات تسلب الروح
وألتف اليها يضم وجهها بكفيه .. ويُلامس خدها بحنان وعشق : اه منك ياحنين
وفي ركن بعيدا كانت تجلس ماريانا تشاهدهم ثم تسقط بعينيها نحو الصور التي كانت تجمعها به هو وجدها في صغرها
ونظرت الي أبتسامته في الصور القديمه .. ورفعت وجهها نحوهم مجدداً لتري صوره حقيقيه لبطلها ومن رسمت أحلامها به أصبح ملكاً لأمرأه اخري
وأرتسمت علي وجهها أبتسامه باهته وهي تراه يُقبلها برقه ثم يضمها نحوه بحب
ومسحت وجهها وهي تُتمتم : أتمني ان اكون محظوظه مثلك حنين
...................................................................
تأملها وهي تجلس تُطالع أخيها كيف يُدلل زوجته بأعين غير مُصدقه ..وأقترب منها نحو الفراغ الذي تركه سليم منذ قليل بينهم وضمها اليه هامساً : مالك مصدومه كده ليه ياحبيبتي .. راجل ومراته عادي
ومسح علي وجهها بخفه .. فطالعته وقلبها مازال لا يستوعب كيف كان أخيها بالماضي وكيف اصبح الأن
وشردت فيما كان يفعله معه من ضرب وحرق وأذلال .. حتي والدته لم ترحم منه .. أم الأن مع زوجته تلك يُدلالها ويضمها لجسده ..
وظهر الالم علي جسدها وهي لا تتذكر يوما ان ضمها اليه
فالدفئ والمشاعر التي كانت تسمعها من افواه صديقاتها لم تجربها الا مع من يحتضنها الأن وشعرت بقبلته علي خدها
فكانت قبلته كالترياق لها .. ودفنت وجهها بصدره وقد أدهشته فعلتها فليلي دوما خجوله من تصرفاته امام اعين الغرباء وفي تلك اللحظه ألتف نحوهم محمود بعد ان كان مندمج بمطالعة التلفاز هو وزوجته كاترين
وهمست بألم : متسبنيش يا اياد ..انت كل حاجه في حياتي
وابتعدت عنه تمسح وجهها الذي انساب عليه دموعها
وأنصدم من هيئتها تلك .. فسحبها من يدها نحو غرفتهما في صمت وصوت كاترين القلق : مابكي ليلي عزيزتي
ولكن أخيها كما العاده انشغل في مايفعله بجفاء
وأردف بها لغرفتهم .. فوجدها تنفجر باكيه وهي تجلس أرضاً : عمره ماحضني كده ولا حضن ماما الحضن ده
ووضعت وجهها الشاحب بين راحة كفيها : ليه مش بيحبني
وتابعت بألم : ليه يا أياد .. انا بحبه اوي مهما بيعمل فيا بحبه
فجثي علي ركبتيه نحوها وهو لا يعلم بما سيقوله لها .. ماذا سيقول عن شئ يُشاهده بعينيه جفاء اخ لم يري مثله قط.. وتنهد بألم وضمها بدفئ وبدء يمزح كي ينسيها وجعها :
زوجتي الغاليه شكلها عايزه تتحضن الفتره ديه كتير
ومسح وجهها بحب : امممممم ، تصدقي انا حاسس اني بقيت مقصر في الدروس بتاعتي
فأشتعل وجهها خجلا .. وأرتبكت : اياد
فضحك وهو يتأملها كيف تفرك يديها : عيونه وروحه وقلبه
وأزداد خفقان قلبها بقوه وقد نسيت ماكان يدمي قلبها الذي رممه الحب
...................................................................
بدئوا يحتسون المشروبات وهم يضحكون ويتحدثون في امور عده .. وهتفت زينب بمرح كالمعتاد : بس حضرتك يادكتور نفسك حلو اووي في الأكل .. اتبناني يومين كده وعلمني سير المهنه والاكلات اللي اول مره أكلها ديه
فضحك عمر وهو يرتشف من مشروبه الساخن : عنيا يازينب ..
فأبتسمت رحمه وقد عادت من المطبخ ووضعت طبق يملئه أصناف عديده من الحلوه : الحلو بقي .. ومش مهم الدايت النهارده
فأنفجروا جميعهم ضاحكين .. اما فادي ابتسم أبتسامه باهته
وهو يتمني لو ان يسحب تلك التي تجلس بكل اريحيه وتضحك
وتسألت زينب بحسن نيه : هو حضرتك مش هتنزل مصر قريب يادكتور عمر
ومضغت رحمه الحلوي بصمت وهي تنتظر اجابته فالدعوه التي جائت من اجلها لم يتبقي عليها سوي اقل من شهر وتنتهي وترحل بعيدا عنه
وشحب وجهها وهي تخاف ان يُعلن عن عدم رغبته ولكن :
قريب اوي ياأنسه زينب
وألتف نحو رحمه التي أبتسمت بشحوب .. فعباراته قد أعطت لها الأمل مجددا بعد ان ظنت فقده
وعادوا يثرثرون مجددا وفادي يشعر بالأختناق من تلك اللعينه التي تجلس جانبه يود لو ان
ونظر الي شفتيها وهي تتحرك وكيف تتحدث وتبتسم
وبدء يتخيل كيف ستكون مذاق شفتيها .. وعندما بدء عقله يدور بأشياء أشعلت الرغبه داخله تمتم بخفوت :
اللعنه عليكي زينب
وكاد ان ينهي الجلسه ويرحلوا .. ولكن : ممكن يادكتور عمر اتكلم مع حضرتك علي أنفراد
ونظرت الي رحمه بأحترام : بعد اذنكم طبعا
رغم الغيره التي أقتحمت رحمه الا ان معرفتها بزينب وبشخصيتها البريئه فابتسمت بهدوء
اما فادي جلس ينفث انفاسه بقوه وهو يراها أمام عينيه كيف تتحدث وكيف تُحرك يديها امامه وهو يستمع اليها بأهتمام
..................................................................
وقف هاشم يتأملها بيأس وهو يفك ازرار قميصه بهدوء
تجلس علي الفراش وامامها بعض حبات الخرز بألوان عديده وخيوط وابر .. فزوجته قررت ان تُمارس مهنتها بالمنزل حاليا
واقترب منها وجلس جانبها علي طرف الفراش يتسأل :
انتي بتعملي ايه ياهبه
وقضمت الخيط بأسنانها .. وطالعته بحنق :
زي ما انت شايف
فتنهد بأرهاق ..وتابعت هي : برجع هوايتي اللي انت كبتها
فضحك وهو يتأمل ملامحها المتذمره : دلوقتي كبتها ..
فرفعت هاتفها تنظر الي صور بعض المشغولات اليدويه :
سيبني أحقق ذاتي ياهاشم ..اشمعنا انت
فأتسعت حدقتي عينيه ثم انفجر ضاحكا : ذاتك هو ذاتي ياروحي
فتركت مابيدها وظلت تتأمله وهو يمزح :
كل واحد خليه في ذاته
ولم يدرك بنفسه سوي وهو يزيح ماعلي الفراش ليسقط ارضا .. غارقا بها بين ذراعيه بشوق : وماله خليهم لوحدهم دلوقتي ..
وهمس بحب : وحشتيني ..
وكادت ان تبعده عنه الا ان هتف بدفئ : حضنك وحشنى
هبه انا من غيرك ولا حاجه
ورفع يديها يقبلهما .. ويعتذر عن كل ما فعله بها .. وسقطت حصونها وعادت تغرق معه من جديد كالفراشه
وتنفست ببطئ وهي تري عيناه اللامعه بشوق : مش مهم ذاتي النهارده .. خليه بكره
فضحك وهو يحتويها بذراعيه الدافئه : انا بقول كده برضوه
...................................................................
ضحك مدحت وهو يراها تُدلك عنقها بأرهاق وتُتمتم بكلمات ضعيفه تلعن فيها العمل ومن يُريد أن يعمل
ورفعت وجهها نحوه بعبوس الي ان تذكرت الطعام الذي لم تعده ونهضت سريعا أمام عينيه هاتفه : معلش يامدحت لسا مخلصتش الأكل واكيد انت جاي من شغلك تعبان
فألتقت يدها بحب وهو يجذبها نحوه : عارف انك تعبانه فجبت اكل معايا وانا راجع
وبدأت رائحة الطعام تفوح .. فأبتسمت بسعاده : انت احن واطيب راجل في الدنيا
وطبعت بقبله رقيقه علي خده .. وركضت نحو المطبخ كي تجلب الاطباق : ادخل غير هدومك وانا هحضر الاكل
فطالعها ببتسامه حانيه ..فحياته بها أصبحت بشكل أخر
بشكل لو كان أحد وصفه يوماً له ماكان سيصدقه
وكيف سيصدقه رجلا  تربي بملجئ لا يعرف كيف تكون الحياه الحقيقيه التي اصبح يعيشها
...................................................................
تقص لاختها سعادتها وما تعيشه من حياة هادئه واختها تجلس تُقارن بين المشاهد التي تراها بين والديها وما علمتهم له وبين ما تحكيه لها اختها الكبري
واخيرا تنهدت زينب : ياسين طلع حنين وبيحبني اووي ياهدير
ولمعت عيناها بحب : انتي داخله علي جواز دلوقتي اوعاكي تسمعي نصايح ماما
وتذكرت بداية حياتها الزوجيه : متعمليش زي
فأبتسمت اختها بحب وتنفست بأسي عندما تذكرت أختها الأكبر : لاء انا اتعلمت من حكاية منه
لتنظر زينب نحو فراش أختها الفارغ .. أختها التي تطلقت بعد شهران من زواجها رغم انها الوحيده بينهم من تزوجت عن حب ولكن الحب لم يدم
فحياتها بدأت كما خططته لها والدتهما .. وفي النهايه قد خرب بيتها واضاع حبها بسبب عناد وكبرياء زرعته والدتها داخلها .. والدتهم التي تري  المرأة القويه التي تسيطر علي زوجها هي من تكسب في النهايه
...................................................................
ضحكت ليلي بسعاده وهي تري سليم ينتقي الملابس بأعين لامعه وكانت كل الملابس التي يختارها ملابس أنثويه فهو يُريدها فتاه ولن يُغير تلك الفكره .. فكل يوم يخبرهم أنها فتاه
وهو يشعر بذلك ... رغم صغر سنه الا انه طفلا مشاكس ذات عقل يتجاوز عمره بمراحل
وضمها اياد اليه بحب وهو يهمس : نسي نفسه .. وفكر في البيبي الجديد
ونظر الي بطنها التي تخفي بروزها الخفيف ملابسها الواسعه المحتشمه .. وضحكت وهي تُشاهد سليم يركض نحوهم حامل حذاء صغير : ده حلو مش كده ياليلي
فضمته اليها بحب : اي حاجه من سليم اكيد هتكون حلوه
وأبتعد الصغير عنها .. وقد لمعت عيناه بالسعاده
واياد وقف يُطالعهم وهو يضع بيديه داخل جيوب سرواله
وانحني ليحمل صغيره بحب : الاستاذ سليم المشاكس بيختار هدوم للبنات
وتابع ضاحكا : فاكر لما كنت بتقولي انك مش بتحب البنات
فطالعه سليم بتفكير ثم هتف بشقاوه : لاء انا مقولتش كده
واشار الي والده كي يقترب منه : متقولش كده قدام لوجي لتزعل مني ..
وهنا انفجر اياد ضاحكا .. لوجي الفتاه الصغيره ذات الاعين السوداء قد أوقعت صغيره في حبها
وشعر بيد ليلي علي ذراعه .. فألتف لها ليري نظراتها اللامعه نحوهم
وظهر أخيها فجأه وهو يحمل أشياء عديده قد أشتراها
وهتف وهو يقترب منهم ويعطيه بطاقته المصرفيه :
شكرا ياجوز أختي ياأبوالكرم..
وأخفضت ليلي رأسها أرضاً وهي تفرك بيديها ..
فأنزل أياد صغيره الذي وقف يُحدق بالمكان حوله يبحث عن شئ أخر يشتريه .. ونظر الي ليلي التي وقفت بصمت تُطالع  الأرض .. فضمها اليه بحب : مافيش شكر بينا يامحمود .. احنا أهل
ووقفت مذهوله وهي تري اخيها يحتضن زوجها ويربت علي كتفه بهتاف : انت راجل مافيش زيك
ونظر الي أخته بغلاظه : جوزك ده تحطيه في عينك
فكتم أياد صوت ضحكاته .. وهو يُطالع ليلي التي تنظر للمشهد وتستمع للحديث بأعين مصدومه ..
وانصرف محمود من أمامهم بعد ان قرر ان يخرج للسائق لانه قد ملّ من التسوق
وعندما رأي عيناها الشارده .. تناول كفيها بحب دون ان يهتف بشئ
اما هي كان قلبها حزين من جفاء اخيها .. وتمنت لو كان عاد كي يأخذها بين احضنه ويكون سندها ولكن في النهايه
كله تحول لرماد .. اخيها كما هو ولكن الفرق الوحيد الذي أصبح بحياتها وجود رجلا مثل زوجها يدعمها
وطالعته بعشق وتمتمت : انا بحبك اوي ياأياد
فنظر اليها بحنان وانحني نحوها هامسا : انتي اجمل حاجه حصلتلي في حياتي ياليلي 
.................................................................
أغلقت سهيله هاتفها بسعاده ومازال صوت طارق يقتحم أذنيها
فقد اخبارها بكلمه "أحبك " لعشر مرات بصوت يملئه الحب والدفئ ... ونظرت الي هاتفها وهي تخرج من بناية الطبيبه
التي اخبرتها بتحسنها الشديد .. وان وجود رجلا حنونا وعطوفا وقد اصبح نادرا في هذا الزمن هو سبب اساسي في عودت روحها من جديد
وابتسمت وهي تشرد في أطراء الطبيبه عنه ..
ورغم غيرتها القليله الا ان هذا جعلها تشعر بالفخر والرضي بأن رجلا مثله بحياتها
وأنحنت تضع هاتفها بحقيبتها .. وهي لا تدري بتلك الأعين التي تُطالعها ..
وعندما رفعت جسدها مجددا .. ونظرت حولها وجدته يخرج من سيارته مُقتربا منها
فحدقت به بخوف : مسعد
ليتأملها مسعد ببطئ وهو يُجاهد مشاعره القويه نحوها ورغم انها لم تكن صدفه الا انه هتف : شايف ان الصدف بتجمعنا من تاني
وتفحصها قليلا وهو يري خوفها وكاد ان يجذبها نحوه صارخا بها من نظراتها اللعينه التي تحرقه
فهو يجمح حبها من قلبه وهي تُطالعه بخوف
ونظر الي هاتفه واستدار بجسده بعيدا كي يرد علي المتصل
وعندما ألتف اليها وجدها قد أختفت في لمح البصر
فحدق بالفراغ الذي تركته وهو يشرد في نظراتها
هي تخشاه .. تراه لعين كحاتم ..
ولكن قلبه اللعين يشتاقها وهو يعلم انها لن تكون له
فمن سترضي بمثله وبحياته التي أصبحت في دائرة النار وحياه واحده نهايتها " الموت قتيلا "
...................................................................
زفرت أنفاسها بأرهاق وهي تجلس علي مكتبها
وأخذت تحرك الاوراق التي أمامها وهي شارده .. فكل يوم يمر أصبح جسدها يضعف بسبب الحمل وهذا الأمر هو خناق كل يوم
حينما يراها شاحبها أمامه ومازاد الأمر سوء هذا الصباح عندما أستيقظت من نومها راكضه للمرحاض تتقئ
امام مرء عينيه .. وبعدها وجدها تأخذ ملابسها لتذهب للعمل
وهذا ماجعل شرارة غضبه اليوم عليها ..
تذكره بأمر المال الذي تجمعه كي تسد دين والده وهو لا يري ذلك الا حماقه
ورغم انه يضع بحسابها اموال تتخطي ذلك المبلغ بمراحل الا انها مازالت تري ان هذا الدين خاص بوالدها هي ..
وهي من ستدفعه من عملها
وحين جاء العمل بذهنها .. أرتسمت ضحكه ساخره علي شفتيها
العمل الذي تغيب منه بكثره بسببه .. العمل القليل الذي يعطيه لها مديرها لانه بالطبع يعلم من هي ..
فالأجازات الكثيره لا تأتي الا من أوامر عليا ومن سيكون أوامره تتخطي الكل غيره " زين "
زوجها الثري الذي منحها هاله من الأحترام والمكانه وسط عالم كانت كثيرا تبغضه بسبب عنصريته ..
وعندما جاء امام عينيها لمحه من الماضي .. وماكان يفعله معها مديرها أحسان لانها كانت موظفه عاديه يستطيع توبيخها وطردها متي يشاء اما الأن هي مُحاطه بذراع قوي
وفاقت من شرودها علي همسات بعض زملائها بالحجره
وما لفت سمعها ..انها انتبهت لذكر أسمها
لتتعالا أصوات ضحكاتهم وهم يتهامسون عليهم
ونهضت من فوق مقعدها وقد أصبحت همساتهم تزيد من رغبتها في معرفة ما يحكونه عليها
وعندما وجودها تقترب منهم .. ضحكت أحداهن بمكر :
اهلا بالموظفه المميزه في كل حاجه
وخاطبت صديقتها التي تُطالعها :
مش قولتلكم ان التميز ده ورا حد مهم
وصفقت يديها وهي تقترب منها : بس الواحد مكنش فاكر يطلع منك كده .. ان قولت يمكن القرابه بينك وبين استاذ ضياء بس الموضوع طلع اكتر من كده
فتعالت ضحكات الموجدين الا واحده وقفت تنهرهم لما يفعلونه  .. واكملت الاخري : ديه القرابه طلعت مع صاحب الشركه نفسه
ووقفت تعيد الحكايه من جديد .. فهي رأتهم سويا في احدي أشارات المرور وهو يمسك يدها يُقبلها 
وعاد المشهد اليها وبالفعل هذا ماحدث عندما كانوا سويا من اجل الذهاب لدعوة ماريانا
كلام كثير وقفت تسمعه وهي لا تقوي علي الحركه
لم تكن تعلم ان حياتها تحت انظار الجميع .. وماأوجعها حقا
عندما جاء اسم "رحمه" وهم يذكرون بأسمها ..
ويظنون انها الزوجه المخدوعه وهذه هي الماكره الفاسقه التي تغوي الرجال الأثرياء وتواعدهم
درس قد صفعته لها الحياه .. جعلتها تعلم ان الحياه التي بها هي حياة فارغه يتبعها الأخرين من أجل الثرثره في حياتهم الخاصه .. فلو كانت زوجه لرجلا عادي لم يصب الناس أعينهم عليهم
ورفعت كفها المرتجف وصفعتها ... وركضت من أمامهم كي تنفرد بنفسها بعيدا عنهم
ولسوء حظها كان اليوم موجودا بالشركه.. يصعد درجات سلم الشركه مع مديرها ضياء يتناقشون في أمر ما .. ولم يحتل المصعد بل صار صاعدا علي قدميه
ورأها تركض في الطرقه الطويله وتضع بيدها علي فمها تمنع صوت شهقاتها
وهتف وهو يترك الرجل الذي يُتابع المشهد : حنين

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن