الفصل الثامن و الثلاثون

30K 654 4
                                    

الــفــصــل الــثامن والــثــلاثــون
*************************

أغمضت عيناها بعدما رأت نظراته في الظلام الذي لا يُنيره سوي شعاع بسيط ..وأخذ قلبها يدق بعنف وأنفاسه تلفح صفحات وجهها بقوه .. وشعرت بملمس يديه علي ذراعيها
فأرتعش جسدها ..الي ان وجدته ينتقل بيديه نحو وجهها ليحتويه بدفئ .. ومازالت أنفاسه تختلط مع أنفاسها
فهمس بخفوت وقد ظهرت أبتسامة لعوبه علي شفتيه :
بتعملي ايه في اوضتي ؟
فشعرت بالخجل من حالها ، فهي كانت تظن بأنه نائم وستذهب كي تطفئ نيران شوقها ثم تعود ثانية الي غرفتها كاللصه .. ولكن هاهو قد أكتشف امرها ويُحاصرها بجسده
وفتحت عيناها ونظرت اليه .. فوجدته يُطالعها بنظرات تعرفها تمام فلعنت نفسها داخلها : هرد اقوله ايه انا دلوقتي ..ديما حظي اسود ومنيل
ولمعت حدقتيها وهي تتذكر أمر حفلة شركته وتسألت بأرتباك : ها .. اصل كنت جايه اسألك عن حفلتك
فضحك بقوه وهو يري أرتباكها الواضح .. وطالت نظراته ومال نحوها أكثر .. فأبتلعت ريقها بصعوبه وتمتمت :
انا بقول أسيبك تنام دلوقتي .. وبكره ابقي أسألك تاني
واخذت تُحرك جسدها الذي أصبح مُحاصر بجسده .. وهو مازال يُطالعها بنظرات متفحصه :
برضوه مقولتيش جيتي اوضتي ليه .. ودخلتي تتسحبي وانا نايم
فشحب وجهها .. وهي تعلم بأن جوابها السابق ليس مقنعاً علي عقل طفل صغير فكيف سيكون لرجلا مثل زين
وعندما شعرت بنظراته التي تقتحمها وتقتحم جسدها ..بدأت تعض علي شفتيها وهمست بخفوت : ما انا قولتلك جيت ليه
فطالعها قليلا .. واتسطح علي الفراش وأخذ ينظر أمامه بهدوء : حنين
فتأففت من محاصرته .. وأغمضت عيناها وهي تُجيب عليه : جيت عشان انام في حضنك
فمال علي جانبه الأيسر ليُحدق بها .. فتابعت :
احنا نتخاصم بالنهار ونتصالح بليل
فرنت ضحكاته بصخب .. وهو يستمع لكلماتها وكأنها طفله صغيره تُحادث أبيها وشعر بأقتضاب معدته بسبب نوبة الضحك التي لم يعرفها طيلة سنوات عمره .. وجذبها نحوه وهو لا يقوي علي افعالها
فهمست بخفوت وهي تتأمل ملامحه الضاحكه : زين انا أسفه
ومددت بيديها نحو وجهه واخذت تلامسه بأناملها :
سامحتني مش كده
واكملت بكلمات معتذره عاقله : انا عارفه اني غلطانه ..بس انت محاولتش تسألني السبب اللي مخليني مصممه علي الشغل
وقبل أن تُكمل باقي عباراتها ..حاصرها بذراعيه :
الصبح نبقي نتكلم
وهتفت بأعتراض : زين ....
لتضيع كلماتها في قبلته الدافئه ونبرة صوته وهو يخبرها بحب : مجنونه بس بحبك
...................................................................
نظرت ليلي الي مكانه الخالي .. ومددت بيدها علي الفراش وهي تتذكر ليلتهم .. وابتسمت وهي تري تفاصيل
ليلتهم امام عينيها
وتذكرت هديته التي أصبحت تطوق عنقها .. فلمعت عيناها بالسعاده التي حُرمت منها سنين طويله ..
فكل ما أصبحت تعيشه كأنه حلماً جميلاً .. ولكن هل للأحلام ان لا تصبح واقعاً .. فكل شئ يتحقق بالصبر والرضي ونقاء القلب .. وهذا وعد الله لعباده
( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا )
وخانتها دموعها فسقطت علي وجهها .. ولكن مسحتها سريعا
وهي تراه يخرج من المرحاض يُجفف شعره ..
ورفع وجهه نحوها ليُطالعها بنظرات كسوله : صباح الخير
فهمست برقه : احم ، صباح النور
وتسأل : نمتي كويس
فتوردت وجنتيها وهي تتذكر ليلتهم الصاخبه .. ليتابع :
روحتي فين
وعندما رأي احمرار وجهها ... ضحك بأستمتاع
واقترب من الفراش وجلس علي طرفه .. وانحني نحوها هامساً ببعض الكلمات المخجله ... وتأمل وجهها وهتف ضاحكاً : مش معقول ياليلي لحد دلوقتي بتتكسفي كده
فرفعت الوساده التي بجانبها ووضعتها أمام وجهه :
بس خلاص انت مابتصدق تحرجني
فتعالت ضحكاته .. وهو يري فعلتها : ياحبيبتي انتي اللي زوجه محترمه ، خلي سيلين تعلمك شويه
وعلي سماع اسمها .. أزالت الوساده التي تضعها حاجز بينهم .. وطالعته بشر لم يعهده منها : متجيبش سيرة الملزئه ديه
وتابعت بنظرات غاضبه : ديه متعرفش يعني ايه حياء .. انا عمري ماهكون زيها
فطالعها ضاحكا وجذبها نحوه ..حتي ألتصقت بجسده واخذ يُمرر بيده علي ظهرها العاري : عندك حق ياحبييبتي 
فسمع صوت تنهيدتها .. فتابع بعدها بمشاكسه : بس فكيها عليا شويه ياليلي ، مش كده ياحبيبتي
وتأوه بأختناق  .. فيديها أصبحت تطوق عنقه بقوه :
كده مش هتفكيها ، كده هتموتيني
وعندما حررت يداها من علي عنقه .. أعتدلت في جلستها وهتفت بطفوله  : ايوه كده
فلم يتمالك نفسه .. واقترب منها يُدغدها : بقيتي مشاكسه خلاص ، طب تعالي
................................................................
ضحك زين بأستمتاع وهويراها تفرك في عينيها وتتثاوب بنعاس
وتسألت وهي تُجاهد ان تفتح عيناها : انت رايح فين
وتابعت وهي تضع بيدها علي فمها كي تمنع تثاوبها :
مش قولت اننا هنتكلم الصبح
فنظر اليها بتفحص .. واقترب منها قائلا بمكر :
نتكلم وانتي كده
وعندما رأت جسدها أسفل الغطاء ، شهقت بفزع ...
فعاد شريط ليلتهم بعدما جائت اليه ليلا 
فتأملها زين ضاحكا .. وابتعد عنها : لما أرجع ياحبيبتي نبقي نتكلم
وأغلق ساعته فوق معصمه .. وهو مازال يُطالعها ببتسامه لعوبه .. فهتفت بحنق : زين انت بتضحك عليا مش كده
وتسألت بغباء كعادتها : طب انت سامحتني صح
واكملت بأمل : وموافق ارجع اشتغل ..
وكي يجعلها هكذا ..لم يجيب علي اي سؤال
ونثر من زجاجه عطره غاليه الثمن ، وهمس : نامي ياحبيبتي الله يهديكي
وعندما عادت تتثاوب مجددا .. صار مُتمتما : انا مش عارف عايزه تشتغل ازاي وهي صاحيه بالعافيه
لتهتف بأسمه : يازين ..
وأعتدلت في نومتها .. وكادت ان تنهض خلفه راكضه
الا ان تذكرت ماهي عليه الأن .. فتمتمت بتذمر :
هو بيعمل معايا كده ليه .. ده ضحك عليا
وهتفت ببكاء : يازين ..
ونظرت الي الوساده التي بجانبها ..فأحتضنتها وعادت للنوم ثانيه وهو تُتمتم : ماشي يازين
وذهبت في ثبات عميق وهي تتوعد له .. ولكن في النهايه هو المنتصر 
...................................................................
جلست أمامه تتأمله بهيام .. وهي تتمني لو اصبح ملك لها يومً .. واقتربت منه : طارق انت معايا
فألتف اليها يُطالعها : انتي لسا هنا ياسمر
فأقتربت منه  اكثر..حتي اصبح لا يفصلهما أنش واحداً
: مقدرش أسيبك لوحدك
ومددت بيدها نحو وجهه تُلامسه ... وظنت بأنه سيتجيب لها
الا انه أنتفض ونهض من جوارها : سمر انا خلاص بقيت كويس .
وتابع بجمود : ياريت تروحي
وصار من امامها نحو غرفته .. وهو يُفكر في أمر رحيله من هنا ..ويبدء من جديد في موطن جديد لعله ينسي ألامه
...................................................................
كانت نائمه علي حجر والدتها .. تسمع آناتها ودعائها
فيزداد ألم قلبها .. وأغمضت عيناها وهي تتذكره وتتذكر لمساته علي جسدها فتهطل دموعها
وعندما شعرت بيد والدتها الحنونه علي رأسها
تذكرت اليوم الذي عادت فيه مكسوره ضعيفه .. لا تتمني شئ سوي الموت
وشردت في أحداث تلك الليله ونظرات والدتها واخوتها التي لن تنساها يوماً بحياتها فالجميع كان ينظر لها بنظره واحده هو الأتهام ..ولكن رحمة الله كانت بها قويه
فأبن عمها وخطيب اختها الصغري هو من وقف بجانبها يمدّ  لها يده واخبرهم حقيقة مافعله والده ولكن للأسف لم يقدر علي قول لهم الحقيقه ..فكيف سيقول
أن ابيه من باع أبنة أخيه وكان يعلم بمكان وجودها ولكن المال قد عماه .. المال الذي اخذه ورحل بيه لمكان أخر مع زوجته الجديده التي بعمر اولاده
وتنهدت بألم ووجع .. فلمست والدتها علي وجهها الشاحب الهزيل : يابنتي متوجعيش قلبي عليكي أكتر من كده
ولكن الصمت أصبح هو حياتها .. تسمع وتنظر ولا تتكلم
لتجد أختها تردف اليهم بعدما اخذت ميعاد لها مع طبيب نفسي .. فكل يوم هي من الأسوء لأسوء
وخاصة بعد معرفتها بأن طارق قد تركها وانهي كل شئ بينهم
ورغم وجعها منه الا انها كلما تذكرت مافعله مع عائلتها .. حتي سمعتها رغم شك البعض بالأمر الا انه كان يخفي الامر بشده ويثبت
لهم أن لو كان بها شئ لما هو الأن بجانب عائلتها ...
ولكن في النهايه تضحيته انتهت .. وانتهي الامر
فهي عادت وهو رحل عن عالمها وياليتها لم تعد
وسمعت صوت أختها الحزين : سهيله انا حجزتلك عند دكتور بيقولوا عليه شاطر
فطالعتها بأعينها دون أن تنطق بشئ .. لتسمع صوت والدتها الداعي : ربنا ينتقم من اللي كان السبب
...................................................................
وقفت تتأمل هيئتها بالمرآه .. وبدأت تستدير من جه لأخر كي تتأكد هل زادت وزناً كما أخبرتها صديقتها " لمياء"
اما أنها تخدعها .. كلما نظرت الي كل أنش بجسدها
وتأكدت بالفعل أن عادت للسمنه مره أخري
وتنهدت بيأس : كده هاشم مش هيحبني
عاد من عمله مرهقاً ووقف يُتابعها .. وبعد لحظات بدء يضحك رغم أرهاقه
فزوجته تقف تتأمل جسدها بطريقه مضحكه أمام المرآه وتُحادث نفسها
ووجدها تلتف اليه : انا تخنت ياهاشم
واخذت تبكي .. وركضت نحوه تسأله بخوف : انا مش هعجبك صح
فظل يُطالعها طويلا وهو يتذكر بأنه السبب في تلك الثقه التي أصبحت منعدمه بينهم ..فهو من زرع داخلها هذا بسبب نزواته القديمه وكلامه الذي كان يجرحها دوما .. اما الأن فهو يعشقها بعيوبها التي كان يمقتها ولكنه اصبح راضيا
سعيدا بها .. وكيف لا يكون سعيدا وهو زوج لزوجه مثلها تفعل كل شئ لأرضائه .. سامحته علي خيانته وعادت اليه
وعندما طالت نظراته اليها ..هتفت بحيره : هاشم انت سرحت في ايه
وأتسعت أبتسامته .. ونفض فكرهه من تلك الأفكار وحاوط وجهها مُتمتما بخبث: فيكي ياجميل
فضحكت .. ووكظته بيدها علي ذراعه وهتفت : بس ياهاشم ، قولي الحقيقه
وأخذ يتفحصها قليلا .. وأمسك يدها ليجعلها تستدير 
ورفع بيده نحو ذقنه وبدء يُشاكسها:
حلاوتك وانتي بطوطه كده ياحبيبتي
فهتفت بتذمر : أنت بتكدب ياهاشم
وتابعت : انا عايزه اروح الجيم مع لمياء
وعندما جاء أسمها في الحديث .. أزاحها جانبا وهتف :
قولتيلي فيها لمياء
وجلس علي فراشهما كي يزيل حذائه وتابع بضيق :
هي جات أمتي من بلد جوزها ، ما كانت مريحانا فتره منها
فأقتربت منه وتمتمت بأسف : انت ديما كده ياهاشم أي طلب أطلبه منك ترفض علطوول
وبدأت في البكاء ثانية ولكن بأصطناع .. ليتأفف بدجر من سيرة تلك التي يمقتها ويتذكر بها الماضي ..فلمياء كانت من احدي نزواته قبل معرفته بتلك الحمقاء التي تجلس جانبه
وبدأت تشهق .. وتندب حظها .. امامه : انت ليه مش عجبك صداقتي ب لمياء .. انا ماليش صاحبه غيرها
فتنهد بيأس وهو يري تصميمها علي صداقة تلك المرأه وتذكر شيئا سيعجب زوجته فهو يعلم تمسكها بعلياء بسبب عدم وجود صديقه اخري لها  :
ايه رأيك ياهبه تتعرفي علي حنين مرات زين
فطالعته هبه بسعاده وقد نسيت أمر علياء : تصدق عيب فعلا متعرفتش عليها ، ده انا حتي مروحتش بركتلها علي جوازها
وشردت في رحمه : بس اوعي تكون حنين ديه زي رحمه
وتابعت بتذمر : رحمه ديه كانت شايفه نفسها ورخمه ومحبتهاش
واخذت تتذكر لقائتها القديمه برحمه .. وتُخرج مساوئها التي هي من طباعها ولم تكن تفعلها عن قصد ...
فوقف هاشم يُطالعها وهو يزفر أنفاسه حانقا وصرخ عاليا :
ابوس أيدك كفايه ، روحي حضريلي العشا هموت من الجوع
وعندما أدركت خطئها .. وقفت قبالته وعانقته بحب :
عيوني ياحبيبي
وقبلته قبلة سريعه وهتفت :
ده انا عملالك كل الاكل اللي بتحبه
وانصرفت وهي تخبره بأصناف الطعام التي اعدتها له
فتمتم وهو يزيل قميصه عن جسده : هبله بس طيبه وبحبها
...................................................................
فتح عيناه بتعب .. فيراها جاثيه علي ركبتيها أمام فراشه
وتضع بالثلج فوق جبينه ..فيغفو وهو يتأمل نظراتها القلقه ولهفتها 
وظلت هكذا الي ان غفاها النوم بعد ان انخفضت حرارته بصعوبه..
وبعد ساعات عاد يفتح عيناه بعد أن شعر بثقل علي جسده
فوجدها تضع برأسها علي صدره نائمه فهتف أسمها بتعب :
فاطمه .. فاطمه
وبدء يُسعل وهو يُعيد أسمها .. حتي أنتفضت بفزع :
انت بقيت كويس دلوقتي
ونهضت وهي تلتف حول جسدها : اروح اجيبلك دكتور  طب اروح اعملك تاكل انت اكيد جعان
فطالعها مدحت بنظرات نادمه ، فهو يقسوا عليها بكلماته
وهي تهتم بأمره وتخشي عليه .. حتي ليلة امس عندما كان مريض وجات لتُسانده دفعها وصرخ بها
لم يكن يقصد الغضب عليها .. ولكن غضبه علي حال قلبه
جعله يخرج كل ما بداخله فيها
ووجدها تقف حائره لا تعرف ماذا تفعل له .. واقتربت منه بخوف ومدت بيدها نحو جبينه تتحسسه بأرتجاف وهتفت بأرتياح : الحمدلله الحراره نزلت
وكادت أن تلتف بجسدها كي تُغادر حجرته وتذهب لأعداد طعام ساخن له .. فأمسك بيدها وتمتم بأسف :
انا اسف يافاطمه
فحدقت به بأرتباك وهي تستمع لكلمات أعتذاره وأخفضت برأسها وتذكرت كلماته اللاذعه ليلة أمس ونفوره منها :
هروح اعملك حاجه تاكلها
وازاحت يدها عن يده .. وانصرفت من امامه  ودموعها تنحدر علي خديها
وبعد فتره كان متسطح بجسده علي الفراش يُطالع سقف حجرته .. ووجدها تردف ومعها صنية الطعام الذي تفوح رائحته وبخاره
واقتربت منه بتمهل .. وهمست : انا عملتلك شوربة خضار .. وقطعتلك الفراخ فيها
فأعتدل في نومته وهو يتأملها لأول مره بقلبه وليس عقله الأحمق ..
ووضعت أمامه وساده ثم ووضعت عليها الطعام : محتاج حاجه تاني مني
وعندما لم تجد رد منه .. تحركت كي تذهب الي غرفتها تبكي بمراره علي حالها .. ولكن صوته اوقفها : مش هتأكليني يافاطمه
فصدمها طلبه .. فكيف لشخص يبغضها وينفر منها
يطلب منها أطعامه .. وجلست بسعاده أمامه كي تُنفذ رغبته
وأمسكت بمعلقته وبدأت تزفر أنفاسها البارده في الطعام كي تدفئه من سخونته .. ونظراته تُحاصرها
كانت جميله بحق .. يري فيها أمرأه حزينه قد كسر الحزن ملامحها وأنطفئ بريق عيناها الجميله
وبدء يأكل بتمهل وتلذذ .. واخذ يسألها عن حياتها وتُجيب عليه بأسي .. فكل حياتها كانت معاناه وضرب
وعندما  سألها عن عمرها الذي لا يعرفه أجابت بمراره :
تصدق اني نسيت أمتي أتودلت ، انا حاسه اني عيشت كتير اووي
وهبطت دموعها التي لم تود أظاهرها امامه ..وضحكت بألم : اكيد مش مصدقني .. بس الحزن والكسره بتخليك شايف الأيام وكأنها سنين
وتوقفت عن اطعامه .. وأزالت دموعها بكفوف يديها المرتعشه وأبتسمت بخفوت : معلش صدعتك بكلامي
ونهضت من امامه كي تركض الي اي مكان بعيداً عنه
ولكن يده جذبتها .. فلمعت عيناه وهو يراها ببريق جديد غير الذي كان يراها به 
...................................................................
أبتسمت وهي تُرحب بصديقتها التي لبت دعوتها علي الفور 
فنظرت خديجه الي الحديقه الخلابه التي يتمتع بها المنزل المصمم بطريقه عصريه ورائعه وهتفت : وحشتني والله الجنينه ديه ، ماتفتحوها حديقه عامه يابت ياحنين وتكسبي ثواب في الشعب
فضحكت وهي تري غرام صديقتها بالحديقه ..
فكلما زارتها تأخذ مشروبها والطعام الذي تُريده وتذهب نحو احد الارائك المتراصه بشكل دائري خارجاً
وتجلس بمتعه ..
ودفعتها حنين بيدها : امشي ياخديخه قدامي .. خليني اعرفك علي مرات هاشم
فوقفت خديجه ساكنه .. وفتحت فاها كالبلهاء : هاشم ده
وقبل ان تُكمل عباراتها .. تنهدت بيأس : خديجه بلاش نفتح الماضي ماشي .. وانا نسيت اللي فات خلاص
وتابعت بسعاده : غير مراته حته سكره ولا بناته ياخديجه طعمين اووي
فطالعتها خديجه ببتسامه واسعه ونسيت المديح الطويل الذي قصته عليها وهتفت : وعلي سيرة بناته بقي.. ايه
فلم تفهم مقصدها .. فأكملت خديجه بغمزه : مافيش حاجه جايه في السكه .. عايزه اكون اي حاجه عمتو ، خالتو مش فارقه
فتمتمت حنين بخجل .. واكملت دفعها للداخل : بس ياخديجه عيب ياحبيبتي
ليفزعوا من صوت الاخري التي  وقفت خلفهم .. فلم تكن غير زينب التي جائت راكضه اليهم : عيب ايه انا لازم اعرف
فطالعوها قليلا .. ولكنهم تذكروا امر الملابس التي طلبوا تصميمها منها وبصوت واحد : فين الفساتين اللي بقالك شهر بتصممي فيها
فأبتعدت زينب عنهم وهي تخشاهم : ياساتر يارب
وركضت من امامهم .. لتجد امرأه اخري تجلس وتنتظرهم
ونهضت هبه نحوهم مُتسائله : صحابك دول ياحنين
وتابعت بألفه : مش هتعرفيني عليهم
فبدأت تُعرفهم ببعضهم .. حتي اندمجوا بشده
وبعض فتره كانوا يجلسون يتناولون الطعام .. ويضحكون بسعاده
ونظرت هبه الي هاتفها الذي يدق : ايوه ياهاشم ..
لا متجيش دلوقتي انا هقعد مع حنين والبنات شويه كمان
وعندما اغلق هاشم الهاتف .. نظر الي زين المنشغل في امضاء بعض الاوراق مع سكرتيرته الخاصه .. وبعد ان انصرفت : هبه مبسوطه انها اتعرفت  علي مراتك ..
يارتني بعتها ليكم من زمان
فنهض زين من فوق مقعده الوثير : مراتك مكنتش بتحب تيجي عندنا .. بس  دلوقتي اشك لو مشيت
وتابع ضاحكا وهو يتذكر زوجته المجنونه : القرده اللي في البيت اكيد مسلياها
فنظر اليه هاشم بعد ان كان منشغلاً بتصفح هاتفه :قرده مين ، هو انت ربيت قرد في بيتك يازين
فربت زين علي كتفه وصار خطوات قليله وعلي وجه ابتسامه : متاخدش في بالك ..
...................................................................
حملت حقيبتها بعد ان اطمئنت علي الصغيره التي مرضت وطلبت قدومها ... ورغم حنقها من ذلك الذي يجلس امامها مغمض العينين الا ان حبها لابنته جعلها تنسي تلك الليله وتتغاضي عن فعلته
وتعالت صوت طرقات حذائها .. ففتح عيناه وطالعها بهدوء
وهو يتذكر تلك الليله التي لم يكن فيها بوعيه .. فعندما قبلها كان يظن بأنه يُقبل زوجته التي اشتاق اليها فذلك اليوم كان  يوم ذكري وفاتها
ووقف بعدما اخذ انفاسه الضائعه بالذكريات .. واقترب منها : انا اسف
واخذ يفرك عنقه بيده .. ونظرات رحمه تقتحمه  :
ياريت تتقبلي اعتذاري
فطالعته بجمود .. فأثر حديثه مازال عالقاُ بأذنيها
غير قبلته التي مازالت تُفكر بمذاقها المسكر .. وألتفت بجسدها بعدما شعرت بأنحراف عقلها وهتفت : مافيش داعي للاعتذار .. عن اذنك
ووجدت يده تجذبه .. فأصبح وجه امام وجهها
فتعلقت نظراته بها وتنهد بألم : اليوم ده كان يوم ذكري رحيل زوجتي
فحدقت به بوجع وهي لا تعلم اهي حزينه عليه
ام علي حالها .. فهو اصبح يصيب قلبها بدقات عنيفه لم تعهدها من قبل
.................................................................
وقف مسعد بتعجب وهو يُطالع تلك التي تستند بيدها علي اختها وتسير بضعف وقد ازداد نحولها واصبحت كالميته
فشعر بألم اصبح يقتله داخله .. فالألم بحياته التي اصبح عليها لابد ان يموت كما مات
وعندما رأها اختفت من امامه .. نظر الي البنايه التي هبطت منها .. فأتسعت عيناه وهو يري اسم طبيب نفسي
فتنهد بأسي وهو يدفن سيجارته تحت قدميه
وزفر انفاسه بحنق وهو يُفكر في نجدتها او رغبته بها
.................................................................
نظرت اليها حسنيه وهي تتابع التلفاز بجوار سليم  :
ايه ياليلي ياحبيبتى كل ده نوم ..
فطالعتها ليلي قليلا واقتربت منهما وتسألت : هي الساعه كام دلوقتي
فأرتشفت حسنيه من كوب النعناع الذي تحمله في يدها واعينها مسلطه علي احدي المسلسلات القديمه :
داخله علي تسعه
فأتسعت عيناها وهي لا تُصدق بأنها غافيه اكثر من خمس ساعات .. وانحنت نحو سليم وقبلته وتذكرت امر سيلين التي تتمني ان تنقضي الايام القليله لها هنا وتنصرف :
اومال فين سيلين
فأمتصت حسنيه شفتيها بحنق : في اوضه المكتب
وعادت تتسأل وهي تجلس جانبهما : طب واياد
ليكون رد سليم هذه المره عليها : في المكتب
وعند سمع تلك الكلمه انتفضت كالملسوعه .. وطالعت الباب المغلق واتسعت عيناها وهي تهتف : ايه مع بعض
وكادت ان تركض نحو غرفة المكتب ...فأوقفتها حسنيه بتهكم وهي تُشير نحو ملابسها التي تغطي حتي ايديها ورقبتها كما حال شعرها الذي يُغطيه الحجاب  :
هتروحيله كده .. انتي رايحه الجامع ياليلي
فنظرت ليلي الي ملابسها بأسي .. فهي الي الان لم تعتد ان تصبح كربع سيلين حتي لا تعلم لما هي هكذا ولكن نشأتها كانت دوما مغلقه لا تفهم شئ في المظاهر وكيف ستفهم وهي لم تكن تعلم ماهي الرفاهيه فأحتياجاتها كانت كرفهيتها
فأقترب منها الصغير بحب واشار اليها كي تنحني نحوه : داده متقصدش حاجه تزعلك ياليلي متزعليش .. بس سيلين مزه خالص واحنا خايفين علي بابا منها
واكمل بطفوله : وانتي بصراحه خيبه
وعلي سمع تلك الجمله ضحكت حسنيه .. فحتي الصغير اصبح يعطي بنصائح لم تجدي بنفع معها .. اما ليلي ركضت نحو الاعلي
وعندما وصلت الي غرفة الملابس وقفت حائره تنظر الي الملابس التي جلبها لها  كي ترتديهم ولم ترتدي منهم سوي المحتشم الساتر
وبعد يأس من كومة الملابس التي اصبحت اسفل قدميها
ألتقطت قطعه من خامة الجينز قصيره تصل الي ركبتيها
وبعلقتان علي كتفيها وتأنقت بسرعه .. ونثرت العطر الذي يعشق رائحته علي جسدها
واخذت تُمشط شعرها بعدما صففته بسرعه بالغه
وهي تُفكر في الوقت الذي يمر وسيلين معه بمفردهما
وهبطت درجات السلم حتي وصلت الي اخر درجه
وبأتت تأخذت انفاسها بصعوبه .. وتأملت الجهة التي كانت تجلس بها حسنيه وسليم ولكنهم ذهبوا ..
وهندمت شعرها وثوبها وخطت ببعض الخطوات وهي تتتذكر بعض مشاهد الاغراء التي كانت تراها في التلفاز او تسمع عنها
وفتحت الباب .. ووقفت تتأملهم ..فأياد كان يجلس خلف مكتبه يُخبرها ببعض النشاطات واعماله الحاليه وخططه ونظرته في سوق العمل
وسيلين تجلس تدون مايخبرها به بملابسها الضيقه التي تكشف عن فخذيها
وتأملتها سيلين بتفحص وامتعاض وزاد امتعاضها عندما سمعت صوته : حبيبتي صيحتي
واشار اليها بأن تتقدم اتجاه وهو يُطالعها بحب .. واقتربت منه ببتسامه واسعه وهي تنظر لسيلين بحنق
وانحنت نحوه وعانقته .. حتي تفاجئ بفعلتها
وانصدم وهو يراها تُقبله علي  شفتيه بقبله سريعه امام سيلين وتسألت بدلال : بتعمل ايه ياحبيبي
ثم ألتفت الي سيلين ونظرت الي ملابسها وهتفت بحنق : انتي مش خايفه تاخدي برد ياسيلين
فتمتمت سيلين بكلمات ممتعضه : من فضلك ليلي لم ننهي عملنا 
فطالعتها ليلي بتهكم واخذت تردد عباراتها .. وألتفت نحو الجالس يُطالعها بصدمه .. وهمست : حبيبي كفايه كده خلينا نطلع اوضتنا .. اصلك وحشتني جدا
وفجأه وجدت سيلين تصيح بتذمر : لم ننهي عملنا بعد
فأستدارت نحوها وهي تشتعل من الغضب :
سوري ياسيلين .. مره تانيه بقي
وعادت تُحدق بذلك الجالس يُطالع كل شئ بصمت وهمست : يلا ياحبيبي
وامسكت بيده تسحبه خلفها وهو لا يصدق ان تلك الفاتنه التي امامه هي ليلي وصار خلفها وسيلين تقف تُطالعهم بكبت حتي صرخت
واخيرا وصلوا الي غرفتهما .. فتركت يده وتنهدت براحه :
بس كده الحمدلله .
فلم يفهم شئ مما تفوهت به ولكن كل ما كان يدور بعلقه بأن ليلي هي من تقف امامه الان
وعاد لرشده سريعا .. وحدق بها بمكر واقترب منها : بس ايه ياحبيبتي
فأبتعدت عنه بفزع وهتفت : في ايه .. انت مقرب كده ليه
فأرتسمت علي شفتيه ابتسامه ماكره وحاصرها بذراعيه مُتمتما : تفتكري بعد المجهود الجبار اللي عملتيه ده ممكن اسيبك ..
ورفع بيديه نحو وجهها المشتعل .. وهمست : اياد انا كنت بعمل كده عشان ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها ..كان يتذوقها وكأنه يتذوق الحلوي
...............................................................
نظرت الي حجرة مكتبه المفتوح .. فبعد اتصال احدهما بها بأنها قد توظفت في الشركه وهي لا تصدق كيف حدث هذا فزين لم يُخبرها بشئ حتي انه قطع امالها بالعمل مجددا
ولكن اليوم اندهشت من ذلك الخبر وبعد اتصالات عده به ولم يرد عليها ..قررت بأن تذهب اليه في شركته بعد ان اخبرها السائق الخاص به بمكان وجوده
وهاهي الان تقف امام مكتب سكرتيرته .. والتي لم تكن موجوده ..
وتقدمت بخطواتها نحو الغرفه .. حتي وقفت مصدومه وهي تري سكرتيرته تقف خلفه تُحرك الاوراق امامه وتُطالعه بشهوه وجسدها ستتمزق منه الملابس
وخطت بخطوات بطيئه نحوهم وهي تهتف داخلها : اهدي ياحنين .. وامسكي نفسك
فرفعت  تلك الواقفه نظراتها نحوها ..
وكادت ان تصيح بها لدخولها دون اذن ولكن...

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن