الفصل الثامن و الاربعون

26.5K 591 23
                                    

الــفــصــل الــثــامــن والأربــعــــون
***************************

أغمضت عيناها بقوه وهي تُجاهد دموعها .. وصوت ندائه لها جعلها تقف مذعوره بما هي قادمه عليه .. فتلك الحاله التي بها الأن لابد ان يكون لها سبب .. والسبب الذي تعرفه تماماً سينهي عملها .. بكائها لم يكن من اجل أتهامهم بشرفها فهي أدري الناس بحقيقة نفسها ولكن ما اوجعها هو ذكر أسم  "رحمه" وكيف لا يذكروا اسمها وهي دوما كانت معه في كل شئ .. يظهرون سويا في المناسبات
قصة حبهم المزيفه كانت دوما صدي لصفحات المجلات
رحمه المرأه المشهوره في عالم الأزياء وزين نصار رجل الاعمال المعروف
أسمهم كان أسطوره وجائت هي كدور المرأه اللعوبه
وشعرت بيديه علي كتفيها يمسدهما بحنان متسائلا بخوف :
مالك ايه اللي حصل خلاكي كده ..
وتنهد بقلق : حنين ردي عليا
فتنفست بعمق وضمت قبضتي يداها بقوه وهي تعلم ان نتيجة اجابتها لن تُعجبه .. فهي من ترفض ان تتمتع بأسمه
هي من ترفض ان تعيش تحت ظل عالمه .. تكره ان تصبح حديث الصحف ومحطة للأنظار الجميع ...
كلما اراد ان يصطحبها معه لاحدي المناسبات ترفض بشده ويتقبل هو رفضها بتفهم
حتي عندما جائت تعمل ..عملت كموظفه في الشركه التي لا يأتي لها الا نادرا وقد أسسها جديداً
وغضبت منه بشده يوم ان أصبح مديرها وسكرتيرته يعلمون بهويتها ... وكل ماكان علي لسانها
انها لا تريد احدا ان يظهر لها أحتراما لانها زوجة زين نصار
وشردت في ذلك اليوم وفي نظراته الغاضبه ولكن صمت كي لا يجرحها بكلماته .. 
وتنهدت بأرهاق ..فأذا اخبرته اليوم بما حدث سيجن جنونه منها ومن أفعالها
وأدارها بقوة نحوه .. بعد أن نفذ صبره من سماع اجابة منها
وعندما رأي وجهها الشاحب .. تمالك أعصابه وهتف :
هتقوليلي فيكي ايه ولا هعرف بمعرفتي
وحك فروة رأسه بنظرات قاتمه وهو ينتظر منها الأجابه :
مافيش حاجه ..انا تعبت فجأه
ووجدته يتحرك نحو غرفة مكتبها بخطوات سريعه ..
فوقفت مذهوله من ردة فعله ..عملها هنا كان اكثر شئ خطأ فعلته ..واخفائها اللعين عن هوية زواجها أحمق قرار أتخذته
فهي لم تعد تلك الموظفه التي لا ينظر لها أحد
وبعد دقائق وجدته يقف مع ضياء مديرها الذي يبدو علي وجهه الأسف ويعتذر بشده ..
وصافحه قبل أن ينصرف ففي النهايه لا ذنب له بشئ ولا حتي الموظفة التي كان مصيرها تأديب بنقلها
وأقترب منها وهو يحمل حقيبتها في يده وهتف بنفاذ صبر :
هتفضلي وقفه كتير عندك
وأردف لداخل المصعد بوجه جامد الي ان وصلوا للسياره
في صمت رهيب أصبح يقلقها
وأغمضت عيناها وهي تتسأل بخوف : زين انت مش بتتكلم ليه ..
وتابعت : انا كنت بعيط عشان تعبانه .. محصلش
وقبل ان تُكمل كلماتها وجدته يُطالعها بطرف عيناه :
أسكتي ياحنين افضل ليا وليكي
وزفر انفاسه بقوه وهو يُحرك يده علي وجهه وسائقه يُتابع المشهد من المرآة بقلق
فأبتلعت لسانها وهي تلعن حظها لرؤيته لها اليوم
ولم تشعر بالوقت الذي مر الا عندما وصلت لغرفتها بأقدام مرتجفه من ردة فعله
وأهتز جسدها وصوت الباب يغلق بقوه .. فألتفت اليه بفزع
وهمست بخفوت : زين
وانفجر بها صارخاً وهو يُقلدها : مش عايزه أروح معاك الحفله ديه .. مش عايزه حد يعرف في الشركه اني مراتك ..
متخليش حد يعاملني كده عشان انا مراتك .. متوصلنيش ..متدخلش معايا الشركه .. متسألنش عني ..
وتابع وهو يصرخ بوجهها : مش عايزه أخد قيمتي من مكانتك وفلوسك
وأقترب منها يهز جسدها بعنف : ليه مش عايزه تنسي حياتك القديمه ..
وتابع وهو يُطالعها بقسوه : لازم ادفع دين بابا ..
لازم أردلك الفلوس ...
وضحك ساخراً   : مراتي بتشتغل عشان تديني فلوس 
وصفق بيديه بتهكم : لاء بجد حاجه جميله ..
وكادت ان تهتف بكلمات معتذره الا : شغل تاني مافيش ..
وألتف نحوها ..ودموعها مازالت تتساقط علي وجهها وتابع :
اظاهر اني اتهونت في حاجات كتير وجيه الوقت اني أصلحها
وكادت ان تمسك ذراعه .. الا انه أنصرف من أمامها سريعا
ليتركها تقف شاحبه وتبكي بألم : انت ليه مش فاهمني
...................................................................
جلست تفرك يديها بتوتر .. وهي تنظر الي الباب المغلق
وعقلها شارد فيما يدور داخل تلك الغرفه بين أخيها وزوجها
وأبتسمت بشحوب وهي تري سليم جالس بجانب كاترين التي تُحادثه ببعض الكلمات بلغتها الأم وهو ينطق الكلمه
ليأتي الدور عليه وهو يُعلمها كيف تنطق اللغه العربيه صحيحه .. وكاترين تفشل وسليم يصر علي تعليمها ويُهلل عندما تنطق الكلمه كما يرغب ..
وأخيرا وجدت الباب يفتح واخيها يخرج من غرفة مكتب زوجها وعلامات السعاده علي وجهه .. وكيف لا يكون ذلك وان الامر الذي جاء اليه قد وجد من يموله
فهو يُريد ان يُشارك احدهم بمطعم باليونان ..
ولكن ليس لديه المال .. وفي النهايه المال قد وجد
وأسرعت ليلي لداخل الغرفه .. لتجد زوجها جالس يُطالع بعض الاوراق التي امامه
وعندما وجدها امامه ابتسم بحب : مالك ياحبيبتي
فأقتربت منه بتسأل : محمود كان عايز منك ايه
فنهض من فوق مقعده .. وأقترب منها يُحاوط جسدها :
أممممم ، مجرد دردشه عاديه
وطالعها ضاحكا وهو يري علامات الأستياء علي وجهها :
كان بياخد رأي في حاجه ..
وتابع وهو يضحك : وانا لقيت فرصتي ..فطلبت منه يدورلي  علي عروسه .. بصراحه اخوكي مافيش زيه قالي من بكره يكون عندك تلاته مش واحده بس
وتأوه بألم وهو يجدها تضربه بيديها بقوه : أعملها كده .. والله يا أياد هخنقها وأخنقك
فضحك بأستمتاع بعد أن رأي نتيجة مزحته .. وضمها اليه بعشق : قطتي الهاديه بقت بتخربش
وأبعدها عنه قليلا ليرفع يديها يقُبلهما : بكره عندك متابعه عند الدكتوره مش كده 
فأبتسمت وهي تُطالعه بحب وقد نسيت أمر أخيها :
اه .. وهنعرف اذا كانت بنت ولا ولد
واتسعت أبتسامته وهو يري فرحتها .. وزفز أنفاسه الدافئه وهو يتنهد ثم أحتضنها بحب وهو يهتف داخله :
حياتي مبقاش ليها معني غير بيكي ياليلي .. ومهما هعمل لمحمود مش هوفيكي حقك
.................................................................
تنهدت براحه بعد أن صعدت الطائرة واستقرت في الهواء .. فصعودها يُسبب لها الأرتجاف.. وتذكرت يوم ان ذهبوا سويا وعندما شعر هو بخوفها بدء يُحادثها ويضحكها كي يُلهيها عن خوفها ولكن اليوم هما لا يتحدثون .. فكلما تذكرت اهانته له بعد تلك العزيمه وكلماته القاسيه شعرت بالحنق منه
وبدأت تُطالع السحاب بسعاده .. وابتسامتها تتسع وهي تري بياض السحاب النقي وكأنه قطعة قطن ..
وقد ملّ من هذا الصمت .. فزفر انفاسه وهو يهتف بأسمها بأسف : زينب انا مكنتش أقصد ..
وتابع وهو يمسح وجه بيده بأرهاق :
علي العموم ديه حياتك وانتي حره فيها
فألتفت نحوه وقد أصابت كلماته هدفها .. يُخبرها ان هذه هي حياتها وان لا دخل فيها .. فقد ظلت ليلتان تُخبر نفسها بأن مافعله غيره وان هذا الشئ لا بد ان يُفرحها لا يحزنها
ولكن اليوم هو قالها صراحة هي حره ..
وأبتسمت وهي تُحارب نبضات قلبها : عندك حق حياتي وانا حره فيها
وتابعت بجمود وهي تقضم شفتيها بأسنانها : يامستر فادي
وعادت لما كانت تُطالعه ولكن تلك المره بوجه عابس ..
فتنهد بضيق لا يعلم سببه .. فكلما حارب ذلك الاحمق الذي ينبض بعنف داخله عند رؤيتها .. يأتي امامها كالضائع لا يعلم
أيعترف ان مايشعر به أتجاهها حب ام مجرد نزوه وستمر سريعا
...................................................................
دفنت رأسها بظهره وهي تهتف بأسمه : زين ..
ورددت اسمه بأسي : زين انا مش هعرف انام واحنا زعلانين من بعض ..
واخذت تعد ساعات خصامهم : انت بقالك14 ساعه  ونص مبتكلمنيش
فأبتسم بيأس وهو يري يديها تُحاوطه وكلماتها ترن بأذنيه.. تفقده صوابه للحظه من حماقتها اللعينه ثم تعود لتضمده
فتقع حصونه من جديد لها
وكأنها خلقت لتكون هي نقطة ضعفه ..
وتذكر كذبتها عندما لم تُخبره الحقيقه وقد علم بها من ضياء مديرها .. وزفر انفاسه بغضب
وأغمض عيناه بأرهاق : حنين انا عايز انام
فأبتعدت عنه بوجع .. فهي تعتذر له عن شئ ليس لها ذنب به وهو مازال غاضب منها .. ونهرت شيطانها سريعا عندما بدء يُخبرها بأنه هو المخطئ وليس هي
وعادت تقترب منه ..وهمست برقه : احنا اتفقنا لما نكون زعلانين من بعض نتخاصم الصبح ونتصالح بليل
فأتسعت ابتسامته وهو يتنهد من حبها الذي يجعله لا يقوي علي بعدها مهما فعلت وألتف نحوها متسائلا بجمود مصطنع : عايزه ايه انتي دلوقتي
فأشارت لصدره وهي تبتسم : انام هنا
فجذبه نحوه وهو يبتسم : تعالي ياأخرة صبري
كان حضنه هو وطنها وحياتها ... وطناً أعاد لها الدفئ والسعاده ورفعت وجهها نحوه تُقبل خده بحب
قبلة أفقدته ما كان يحمله من غضب نحوها .. فمال بها وهو يُلامس وجهها بكفيه :قوليلي اعمل فيكي ايه ، ها
ليضحك وهو يراها كيف تضحك وتضع بيديها علي عينيها
وكانت ضحكتها هي بداية رحلة لبحور عشقهم
وقررت ان تهدأ عاصفة تمردها قليلا .. لتجعل عاصفة حبهما هي الأقوي اولا
...................................................................
وقف يطالع صغيره وهو يقفز بسعاده في حجرة الطبيبه بعد ان اخبرتهم عن جنس المولود .. فكانت كما رغب الصغير
"بنتا" لتبتسم ليلي وهي تعدل ثيابها
ويقترب من والده : انا اللي هسميها يابابا
فضحك اياد وهو يري لهفة صغيره  ..
وأقتربت ليلي منهما وضمت الصغير اليها : طبعا انت اللي هتسميها
كلمات بسيطه كانت تجعل الصغير يبتسم ..
زرعت ورود الحب .. فمنحتها الحياه ما زرعته
...................................................................
ضحكت رحمه بقوه وهي تري كيف سقطت المثلجات
علي قميصه عندما أصطدم به أحدهم .. فشاركتها صغيرته الضحكات
ليقترب منهما وهو يُطالع البقعه التي علي قميصه المفضل :
بتضحكوا .. بقي كده
وتعالت ضحكاتهم .. وهو لا يُصدق حاله .. فقد اصبح يضحك ويمرح .. قناع جموده وبروده الذي حاوطه لسنوات قد سقط
واتجهوا نحو السياره .. وصعدت الصغيره للخلف ..وصعدت رحمه جانبه وعندما جلس في مقعده ..
تناولت منديلا مبللا وبدأت تمسح له البقعه التي توسدت صدره
فأبتسم وهو يُطالعها .. وفي تلك اللحظه ود لو اخذها بين ذراعيه يُقبلها
وابتعدت عنه بأبتسامه جذابه وهتفت بمرح : هنكمل الخروجه وانت كده .. احنا ملناش دعوه
وألتفت نحو الصغيره : صح يافرح
فحركت الصغيره رأسها : صح
ليبتسم وهو يُطالعهما : بقي كده
وحركت كتفيها بطريقه مضحكه : ايوه كده ياحضرة الطبيب
فأتسعت شفتيه في ضحكه قويه وهو يقود سيارته ..
...................................................................
وقف يتأملها وهي تمسد بطنها بأرهاق ..ونظر الي ما صنعته فأبتسم بحب : مكنتش أعرف ان مراتي موهوبه كده
وتناول احدي الاساور المصنوعه من الخرز .. وبالفعل كانت جميله ورقيقه ..ثم وضعها بمكانها
واقترب منها يجلس علي الفراش جانبها.. ومال نحو جبينها يطبع قبله دافئه عليه : شكلك تعبان
فأبتسمت هبه وهي مازالت تتحسس بطنها التي أصبحت بارزه بشده : شويه ارهاق متقلقش
وبدأت تخبره بحماس عن ردود أفعال صديقاتها علي صفحات التواصل الاجتماعي عندما رأوا صور ماصنعته
فأبتسم وهو يري سعادتها .. وخلع حذائه .. واقترب منها أكثر يضمها اليه  وهتف بمشاكسه : طب مش هنحتفل بقي بالانجاز العظيم ده
فتنهدت بيأس من أفعاله وضحكت : هاشم
ولكنه كان قد بدء أحتفاله .. وضاع صوتها كما ضاع قلبها وعقلها بحبه
..................................................................
جلست علي الفراش وهي لا تُصدق انها حامل بطفل مدحت
كانت كالمغيبه منذ ان علمت بنتيجة الفحص .. حتي الان هي لا تشعر بشئ واتسعت ابتسامتها وهي تنهض لتتجه نحو المرآه تُطالع جسدها وملامح وجهها 
ورأت جسده خلفها وهي يبتسم لها ويتسأل : مالك يافاطمه
فلم تتمالك دموعها .. وأقتربت منه واحتضنته بقوه :
انا حامل يامدحت
أخذ يُردد الكلمه علي لسانها .. ورفعها بذراعيه يدور بها بحب : حامل بجد .. انا هكون أب .. هيكون ليا عيله وولاد
ووضعها علي الأرض ببطئ وضم وجهها بكفيه :
حامل بجد يافاطمه
فأبتسمت وهي تُحرك رأسها ودموعها تتساقط : بجد يامدحت
فتنهد بسعاده وهو مازال لا يصدق ماسمعه :
آه .. الف حمد وشكر ليك يارب
...................................................................
وقفت تتأمل فستان زفافها المعلق في دولابها وهي لا تُصدق أن طارق قد بعثه لها .. ونظرت الي أعين والدتها واخواتها وهم يُطالعونها بسعاده .. مفاجأة قد فعلها لها مع أحدي اخواتها .. ولم تكن تعلم بشئ .. وسقطت دموعها وهي تُلامسه بسعاده .. سعاده لا تستطع وصفها ..وكأن بياضه يجعل الروح والقلب مثله .. وأتسعت أبتسامتها وهبطت معها دموعها ..فأخيرا سيتحقق حلمها الذي فقدته في محنتها التي أرتضيت بها
ومسحت دموعها وهبطت بجسدها نحو حقيبتها .. كي تبحث عن هاتفها وعندما وجدته ..بدء يدق بأسم من عادت للحياه لأجله وسمعت صوته الدافئ : تعرفي مش قادر استني اللحظه اللي هشوفك فيها بيه .. يارب الايام اللي باقيه تمر بسرعه ..
وتنهد بحب : نفسي أحضنك وأقولك اني بحبك وهفضل عمري كله أحبك ياسهيله
................................................................
جلسوا ثلاثتهم وكل منهما تشكوا بؤسها للاخري
لتزفر خديجه أنفاسها وهي تقزقز حبات اللب : لأما عمتي تموت او عمه يموت
وتنهدت وهي تُطالع صديقاتها : انا نحس مش كده
لتُحرك كل من حنين وزينب رأسها .. وانفجروا ضاحكين
وكادت ان تقف وتضربهم بحقيبتها الا ان نظرات الناس المحيطه بهم بالمطعم جعلتها تجلس وتُطالعهم بشر
وصمتوا قليلا ... ونظرت زينب الي كأس عصيرها ثم بدأت ترتشف منه بحنق : انا قررت أسيب الشغل
وفجأه وجدت فاهين مفتوحين من الصدمه :
انا مش هستحمل اكتر من كده ..
وتابعت وهي تتذكر نظراته وتصرفاته الغريبه التي تظن بأنها غيره ثم يُخبرها هو بكل وقاحه انها مجرد صديقه يخشي عليها
ومدّت يدها نحو الطبق الموضوع به حبات اللب .. وبدأت تأكل به بغل : هو شايف نفسه عليا ليه .. مش عشان حلو شويه يبقي هيشوف نفسه
ونظرت الي حنين التي علي معرفة بشكل فادي : شويه
وتذمرت بحنق : شويتين مش شويه كده عجبك
فضحكت حنين .. لتجذب خديجة منها الطبق الذي أحتار بينهم وضحكت : بيغير يابنتي عليكي .. بس بيداري مشاعره
النوع ده انا عرفاه اكرم كان كده
وتسألت وهي تعود لتقزقز مره أخري : هو مش فادي ده نصه لبناني ونصه مصري
فحركت زينب رأسها بيأس .. لتُتابع خديجه : بس اظاهر ان النص المصري غطي علي النص اللبناني 
فتنهدت زينب وهي تتأملهم : قولولي حل أعمله معاه قبل ماأتشل
وبدئوا يفكرون .. لتنطق حنين بسرعه : قوليله انك هتتخطبي
فتسألت وقد أعجبتها الفكره : ازاي
لتُطالعهم خديجه : فكره عبيطه .. متسمعيش كلامها
ولمعت عين زينب عندما بدأت تفهم كيف تفعل ذلك
وتنفست بخوف : لو بيحبني اكيد هيظهر مشاعره ... غير كده مش هفرق معاه .. انا مش هفضل متعلقه بين الامل والخوف
وساد الصمت بينهم وكل منهم تفكر في حياتها .. حتي نظرت حنين الي كأس المثلجات خاصتها وبدأت تأكلها بشراهة وهتفت : انا عايزه أشتغل .. وزين مش راضي
فطالعتها كل من خديجه وزينب ضاحكين ..وكل منهم يري حكايته البائسه تنتهي بالضحك دون حلول
...................................................................
نظر الي الورقه التي امامه وهو لا يُصدق بأنه قد رسمها
فهي أصبحت تشغل عقله بقوه في الأوان الاخيره ..
اصبح يري فيها امرأته .. وتنهد بأرهاق وهو يفرك عينيه :
عملتي فيا ايه يازينب ..
وأمسك هاتفه .. لينظر الي بعض الصور التي جمعتهم في باريس وأبتسم عندما تأمل ابتسامتها الجذابه ..
ومدّ بأناملها نحو شاشة هاتفها وبدء يُلامس وجهها وهو يتخيل لو كانت الان امامها يُلامسها
وبدء عقلها يسبح في هيئتها وتصرفاتها .. وكلما فكر بها كان يري فيها ....
وحرك رأسه دون هواده ويأس وهو يصرف عن ذهنه ما يتخيله
...................................................................
تأمل رسالتها النصيه وهي تخبره برحيلها .. رحيلها الذي جعله يُسافر لدولة اخري من أجل مؤتمر طبي كان من الممكن ان يعتذر عنه .. ويظل معها هذه الأيام قبل عودتها
ولكن هو قرر ان يبقي بعيدا ..
ونظر الي الرساله بألم وهو يري كلماتها :
الظاهر كل اللي عشته معاك كان مجرد حلم جميل وانتهي ..
انا مش هكون ضعيفه زيك واخبي مشاعري ... انا حبيتك بجد ياعمر .. أقصد يادكتور
فأغمض عيناه بقوه وهو يري لحظاتهم الجميله معاً ..
وقبض علي يديه بقوه وقلبه يُصارعه .. يُخبره أنه احبها ولن تعود حياته مجددا كما أراد وخطط
..................................................................
هبطت الطائره في الظلام وعادت هي بقلب تائه من حب لو علمت انها ستذهب اليه ما ذهبت ...
وأبتسمت وهي تري كيف الحياه صغيره .. ذهبت لتشفي أوجاعها وعادت بوجعاً جديد تُريد أن تُشفي منه
وصارت بجسد متهالك ووجه لا يُعبر عن الحياه وهي تجر حقيبتها خلفها وسقطت دموعها خلف نظارتها فلم تعد تقوي علي حجبها
وتنفست بأنفاس ضائعه بعد ان غادرت المطار ووقفت تتأمل حركة الناس حولها وقلبها يُخبرها انه ضاع معها
وسمعت صوت يُناديها ..فقد كان سائق زين
واتجهت نحو السياره واردفت داخلها وهي تزيل نظارتها
ولا تعلم ما عاشته الشهور الماضيه أكانت مجرد خدعه ام حقيقه ستكتمل ؟

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن