الفصل السابع و العشرون

31.9K 656 5
                                    

الــفــصــل الـــســـابــع والـــعـــشـــرون
****************************

"فيكي حاجه حلوه ياحنين ..حاجه فيها سحر خاص بيكي "
وأبتعد عنها ببتسامه لعوبه كي يري ملامح وجهها
فأرتبكت وأخذت تتحرك بعينيها يميناً ويساراً
وسكن الصمت بينهم للحظات ..ولكن صمت الألسنه لا يغني عن صمت القلوب ..
فقلوبهم اخذت تدق بقوه ..حتي ان العقل بدء ينسحب 
لينظر زين الي وجهها الذي يشع أحمراراً
فوجدها تلتف اليه ببطئ ..حتي تلاقت أعينهم
فأتسعت أبتسامته وهو يري لمعة وبريق عينيها
ومدّ بيده نحو يدها ليحتويها بدفئ ..حتي ان الدفئ قد صار لباقي جسدها ..فنظرت الي أيديهم المُتشابكه وتنهدت وهي لا تعلم
أتطلق سراح قلبها له ؟
أتُصدق مشاعره نحوها وتحيّ معه الباقي من عمرها ؟
أتترك القدر يقود علاقتهما ؟؟
أسئله كثيره كانت تدور بعقلها دون رحمه
وأفاقت علي صوته الهادئ وهو يخبرها : علي فكره احنا وصلنا
فتأملت المكان الذي وقفت فيه السياره ..لتجد أحد المطاعم الفخمه ذات أسم مشهور ومعروف
ليبتسم زين قائلا بمشاكسه : نفسي تفضلي هاديه كده
ومدّ بيده الثانيه نحو خدها الناعم ..ليشد وجنتها اليسري وكأنها طفله صغيره وهتف بحنان :
لا ده انتي فيكي حاجه مش طبيعيه النهارده
لتتنهد حنين قليلا ..فهي الأن تُصارع بين عقلها وقلبها
وتشعر بأنها في حلم ..وان الرجل الذي يجلس بجانبها ليس ذلك الرجل الذي سمعت عنه دوما بأنه قاسي لا تُحركه المشاعر
وعندما أشتد في قرص وجنتها ..تأوهت
فضحك قائلا : هتفضلي قاعده سرحانه فيا كده كتير
فحدقت به بقوه وهي تخبره : انا مش سرحانه فيك ..
ورغم أنها كانت بالفعل شارده في ملامحه .. الا انها عندما رأت محل زهور وحبيب يجلب لحبيبته باقة جميله ليُعطيها لها..أشارت نحوهما قائله : بص وراك كده
ليلتف زين نحو ما تُشير اليه .. وطالع المشهد الذي قد أنتهي وابتسم بهدوء دون ان يظهر شئ من مشاعره
فظنت بأنه يسخر من ذلك المشهد، فزين ليس ذاك الشاب المُحب وهي ليست تلك الفتاه
وأفاقت من شرودها علي صوت السائق وهو يُخبر سيده : خليك انت ياباشا
فألتفت نحو زين الذي غادر بالفعل السياره... وقد علم سائقه وجهته دون ان يُخبره حتي ..
ووجدته يتجه نحو محل الزهور .. ويطلب من صاحبته باقه 
فأبتسمت وهي تلعن نفسها لأنها لم تفهم نظرات أعينه لها
وظنت بأنه ليس رجلا حنونً
ليتنهد السائق الذي عاشر سيده لسنوات وعلم طباعه :
زين بيه رغم انه بيبان قاسي وصعب ومتقدريش تفهميه ..بس هو طيب اووي
أطيب مما تتخيلي يابنتي
وتابع بهدوء : وشوشنا غير قلوبنا
فطالعته حنين بأمتنان .. ونظرت نحو زين القادم بلهفه وهي تراه يحمل باقة الزهور ويقترب من باب السياره بعد أن أشار لسائقه بأن يظل جالس في مقعده
وذهب نحو وجهتها ليفتح لها الباب وهو يهمس بدفئ :
هتفضلي قاعده عندك كده
لتخرج اليه وهي تعدل من هندام ملابسها التي قد تجعدت .. وتسألت بلهفه وقد نسيت كل شئ : الورد ده ليا صح
فأبتسم وشعر بأن المراوغه مع حمقائه ستكون ممتعه ..فهتف : لاء
فوجدت نفسها تضرب ذراعه بخفه .. ليُطالع المكان حوله ضاحكاً : بقينا نهزر بالأيد كتير
ومال نحوها وهو يهمس : مقدرش أشوفك نفسك في حاجه ومحققهاش ليكي رغم بساطتها
واعطاها الباقه بحب حقيقي : يمكن مبفهمش في الرومانسيه ، يمكن طبعي صعب .. يمكن أنسان مش مفهوم
بس أكيد أنا فاهمك ياحنين
فألتقطت منه الباقه بأعين دامعه .. فكلماته كانت يبدو عليها الألم ..ألم المعاناه 
وكادت أن تنطق بكلمة شكر الا انه تقدمها .. نحو المطعم
فصارت خلفه لتري كم أن الجميع يحترمه ويهابه
وظلت مُحتضنه الباقه حتي ألتف اليها بعد ان تمالك مشاعره قليلا وقادها نحو طاولتهم
ثم أزاح لها المقعد خطوه للخلف .. فنظرت اليه بهدوء
وجلست ..ليجلس هو أمامها
وطالعته وهو تخبر لسانها الأحمق : أنطق قول كلمه ، أشكره طيب ..هتفضل غبي كده ليه
وأنتبهت اليه وهو يسألها : أطلبلك زي ولا انتي هتختاري
فحركت رأسها وهي تُتمتم : لاء زيك ..
فأخذ النادل الطلب ورحل بعد أن دون الطعام الذي لم تسمعه ..فهي كانت شارده في توبيخ لسانها
ونظرت اليه ..ثم أشتمت الورد وهي تهتف بسعاده : شكرا اووي ، انت متعرفش أنا كان نفسي قد أيه اني أعيش قصه حب وحبيبي يجبلي ورد ..
فألتمعت عين زين ..وهو يري سعادتها وتمني لو كان حقاً
هو حبيبها
ورأها تتحرك من فوق مقعدها وتقترب منه .. وألتفت حولها
وظلت تُحدق في الأشخاص الموجودين بالمطعم وكل منهما مشغول بوجبته او بالحديث مع ضيفه
وكاد أن يسألها ما بها ..الا انه وجدها تُطبع قبله علي وجنته
وبسرعه البرق أبتعدت عنه ..لتترك لأنفاسها العنان
وهي تُطالع نظراته التي لا توحي بشئ ..
وتمتمت بصوت منخفض : انت زعلت  ..انا
فوضع بيده علي يدها وهمس بحب : أزعل ..
ثم تابع بحنان : عارفه ياحنين ديه أسعد لحظه في حياتي
القليل منك بيسعدني
فشعرت بالأرتباك من كلماته .. وكادت أن تُخبره بأنها أيضا سعيده معه
الا ان قدوم النادل بالطعام جعلها تتراجع وتزيل يدها عن يده
ونظرت الي الأطباق وهي تُضع وفتحت فاها بصدمه
ليُطالعها زين بعد أن رحل النادل ..
وتسأل وهو يضحك : اوعي تقوليلي مبتحبيش السمك
فلمعت عيناها وهي تري وجبه الاسماك الجميله بحق
ولكن كيف ستأكل هذه الوجبه أمامه وبهذا المكان
فالكل يأكل هنا بطريقة الغرب التي لا تروق لها
وتنهدت بيأس : لاء بحب السمك ..واشارت نحو الشوكه والسكين
وأكملت : انا هاكل ازاي السمك بالشوكه والسكينه
السمك ده عايز بالايد وبس
فضحك وهو يتأمل ملامح وجهها المُمتعضه وتمتم : كلي بالطريقه اللي تعجبك ياحنين
وتخلي عن شوكته والسكين وقد كان بدء بالفعل أمساكهم ليتناول بهم الطعام  وأكمل : مافيش أحسن من الاكل بالسنه ..بس غصب عن الواحد لازم يتعلم برتوكلات الوجه الاجتماعيه
فأبتسمت بأمتنان ..لكلماته ..ووجدته بدء يُقطع لحم السمك بيده
ويبتسم لها قائلا : تحبي أكلك بأيدي
وبالفعل نفذ ما اخبرها به لتبتلع الطعام بسعاده وعندما حاول فعل ذلك مجددا أشارت بتذمر : لاء انا هاكل خلاص لوحدي ، انت لو فضلت تأكلني مش هتاكل
ونظر لها بدفئ وبدعابه : ايه رأيك انا اكلك وانتي تأكليني
فضحكت ..وتناولت أحدي السمكات لتُخبره : لاء كل واحد يأكل نفسه بنفسه
فضحك هو الاخر ..واخذ يُطالعها للحظات وهي تأكل
ثم بدء يُكمل طعامه .. وهو لا يشعر بشئ سواها
.................................................................
نظرت حسنيه الي ليلي الجالسه امامها ..بعدما انهت للتو مقابلة معتز الذي جاء ليعتذر لها ويُخبرها بندمه
وتنهدت بحب : ربنا يحميكي يابنتي ، أنتي فعلا جوهره
وأقتربت ليلي نحوها .. وقبلتها بسعاده  :
ياداده ربنا بيعفو وبيسامح أحنا العباد مش هنسامح
فطالعتها حسنيه بحنان .. لتُتابع ليلي بلهفه : المهم سيبك من كل ده وقوليلي بقي ياداده ياجميله انتي ياحلوه
فضحكت حسنيه بقوه .. لتُكمل ليلي : هتقعدي معانا ومش هتمشي مش كده ..ارجوكي ياداده خليكي هنا ومتسبنيش لوحدي
لتبتسم حسنيه وهي تُخبرها بمشاكسه : وانتي هتحتاجي مني ايه تاني ..ماخلاص انتي أياد معاكي ..
وغمزت بأحدي عينيها : اياد بقي ولا داده حسنيه العجوزه
لتخجل ليلي ..وسريعا ما نطقت : انتوا الأتنين
فطالعتها حسنيه ضاحكه .. وتنهدت بيأس : يابنتي انا كبرت وعايزه ارجعي بلدي ارتاح وسط أهلي وناسي
فسقطت دموع ليلي وهي تستمع لكلماتها .. فنهضت حسنيه لتحتضنها بدفئ : خلاص ياليلي اوعدك اني هفضل معاكي لحد ..
ومالت علي اذنها قبل أن تذهب للمطبخ الذي تعشقه : ما تجيبي لينا أخ او أخت لسليم
وبعد أن كانت تبكي ..أنفرجت شفتاها بشهقه
فطالعتها حسنيه ثم رحلت ..لتتركها تجلس في الشرفه الواسعه التي تطل علي الحديقه
وظلت علي هذه الوضيعه حتي وجدت أياد يقترب منها من الُسلم الخارجي للشرفه
وقبلها علي شفتيها ..وبعدما أبتعد ضحك وهو يغمز لها : بصراحه كانت مغريه
فأغمضت عيناها وتمتمت بخجل : علي فكره عيب كده
ليقترب منها ثانية .. وعندما شعرت بأنفاسه التي عادت تقترب من وجهها ..فهمت ما كان سيفعله
فأبتعدت بالكرسي الذي تجلس عليه ووضعت بيدها علي ثغرها
ليرفع أياد احد حاجبيه وهو يُطالعها بمكر: عيبك أنك بتفهميني صح ياليلي
ومد بيده ليجذبها نحوه ..حتي أرتطمت بصدره واصبح لا يفصل جسدهما شئ سوي أنفاسهما وعطره الذي يُدغدغ جميع حواسها
فأخذت تُحرك جسدها كي يتركها ..الا انه طوق خصرها بقوه ..فتمتمت برجاء : اياد أبعد أرجوك
ليغمض عيناه وهو يهمس : أسمي طالع من بين شفايفك زي النغم ..
وتابع : شايفه أياد لوحدها حلوه ازاي مش زي أياد بيه
فأبتسمت .. ليتأملها بحب : بطلي حركه بقي ..مش هسيبك
وهمست برقه : أياد
فأبتعد عنها وهو يهتف : ليلي امشي من قدامي دلوقتي ..
لتحصل حاجات مش هتعجبك
وبالفعل رحلت من أمامه وهي تضحك
وتنهد وهو يُتمتم : أمتي الشهر ده يخلص وأعلن جوازي منك ياليلي
................................................................
تأملها عمها الجالس بهدوئه وتنهد بضيق : الست الشاطره هي اللي تجذب جوزها ليها يازينب مش تروحي لدجالين
لتنظر لعمها بوجه شاحب وهي تُخبره ببكاء : ياعمي انت شايف معامله ياسين ليا ازاي ..ديما كارهني
وتذكرت ليلي بحنق وكادت أن تهتف بأسمها أفظع الشتائم
الا انه الحاج ناجي هتف بقوه : انتي اللي خايبه ..مش عارفه ازاي تكسبي قلب جوزك
ونهض من أمامها وهو يُشير بأصباعه نحوها يُحذرها :
انا هسامحك المرادي علي عملتك ديه .. بس المره اللي جايه هيكون فيها طلاقك يابنت اخويا
وصار من أمامها بغضب .. ليتذكر كيف رأها أحد رجاله وهي تذهب لأحد الدجالين بقريتهم
واخذت تتأمل خطوات عمها وهي تتسأل بوجع: هكسب قلبك ازاي ياياسين ...
..................................................................
تأمل حاتم دموعها بعد ان أصبحت زوجته .. ليضحك وهو يتسأل : زعلانه ان عمك باعك ليا ومنجدكيش مني ، ولا زعلانه انك بقيتي مراتي خلاص
وعندما جاء بذهنه انها أصبحت زوجته وستعلم بحقيقة عجزه
جفي حلقه ..
لترفع سهيله وجهها نحوه وهي مصدومه مما حدث .. فعندما رأت عمها يدخل غرفتها ظنت بأنه علم بمكانها وجاء لنجدتها ولكن في الحقيقه جاء ليبعيها لحاتم ويزوجها له
ويتركها تعيش في سجنه اللعين
ويُخبرها بقسوه : انتي بالنسبالنا خلاص موتي ..
وعندما اخذت تترجاه وتبكي وتقص عليه كيف اختطفها
ابعدها عنه بذراعه ،وصار من امامها خارج الغرفه
لتركض نحوه ولكن جسد حاتم كان يُعيقها ليُخبرها :
عمك قبض تمنك وباعك ليا ، ارضي بحياتك معايا لانك خلاص انتهيتي من حياة كل اللي حواليكي
حتي طارق فقد الامل في وجودك
وتأوهت بقلب مُحطم : انت السبب في كل اللي حصلي
وأفاقت من شرودها... لتنهض من فوق الفراش
وأقتربت منه : هفضل احب طارق لاخر يوم في عمري .. اما انت بكرهك
وبصقت علي وجه .. ليُطالعها حاتم بأعين يتقافز منها الشر
وكاد ان يقترب  منها الا ان رنين هاتفه قد نجاها
...................................................................
نظر هاشم الي ساعته .. وتنهد بملل فالأول مره يعود للمنزل ولا يراها تستقبله ..
وجلس ينتظر قدومها .. وما من دقائق حتي أردفت للمنزل بأبنتيها ..ليركضوا نحوه يُقبلوه
وعندما شعرت هي بتغير مزاجه نظرت الي ابنتيها : روحوا ياحبايبي اوضتكم
فأطاعوها .. لتقترب من هاشم قائله : معلش ياحبيبي ..اصل لمياء عزمتنا علي الغدا والقاعده اخدتنا
ورغم ضيقه من تلك الصحبه ..الا انه هدء قليلا ليهتف :
من ساعه ما لمياء ديه جات وعلطول خروج وتأخير ياهبه ..
انا مش فاهم ايه
فحاوطت عنقه بيديها ..لتهمس : خلاص بقي ياحبيبي
وطبعت قبلتي علي وجنتيه ..وهي تُخبره : أنا هعزم لمياء بكره عندنا
وما أن سمع اسم تلك المرأه ..حتي تهكمت ملامحه
ليتركها بعدها ..وتتذكر كلام صديقتها
في كيف ان تجعل هاشم في طوع بنانها
...................................................................
شهقت بألم .. وكلما أزدادت شهقاتها كتمتها بيدها التي ترتجف من الخوف ..فحاتم قد نفذ تهديده وبعث لها صور بعد ان اخبرته بأنها لن تفعل له شئ يغضب الله ..مهما كلفها الامر.. ولكن الان الخوف أمتلكها وهي تري صورها عاريه علي الفراش .. فخرجت آه قويه من فمها
لتجد ان لا يوجد حل أمامها ثم مُهاتفة هاشم واللجوء اليه
فهو أخبرها بأنه سيبعد حاتم عنها
وتمتمت بصوت ضعيف : مافيش حل قدامك غير كده يافاطمه
وتذكرت تلك الورقه التي كانت تدسها فيه ملابسها
فأتجهت نحو خزانة ملابسها الصغيره وأخرجت الورقه وهي تلتف حولها ..ونظرت الي الرقم المدون وهي تتمني ان تلقي النجاه
..............................................................
دخلت حنين الي المنزل بسعاده وبيدها باقة الزهور وكل كلمه من كلمات زين تسير بأذنيها ..لتُقابلها الخادمه التي دوما تتعامل معها بالألفه : ربنا يسعدك ديما ياهانم
لتُطالعها حنين وهي تعطي لها الورود : بلاش هانم ديه .. انا أسمي حنين
فنظرت اليها المرأه بحب .. فسيدتها الثانية عكس طباع رحمه تمام ..
وتابعت : ممكن يامدام كريمه تُحطيلي الورد ده في فازه وتجيبهالي اوضتي
فتناولت منها كريمه الورود بسعاده .. وهتفت : حاضر من عنيا
فأبتسمت وهي تري ان الكلمه الطيبه ..اثرت في نفس تلك المرأه الطيبه
واخذت تُدندن بفرح دون ان تري نظرات رحمه التي تحُاوطها : الدنيا ربيع والجو بديع ..
وكادت ان تُكمل باقي غنوتها وهي تصعد اول درجات الدرج الرخامي 
  الا ان صوت رحمه الُتهكم اوقفها : ياتري سر السعاده ديه ايه
لتشهق هي بفزع .. وألتفت حولها لتري رحمه تعقد ساعديها ببرود .. وتقترب منها بخفه : كنتي فين ومع مين
فنظرت اليها حنين قليلا وهي لا تعرف بما ستُخبرها
أتُخبرها بأنها كانت تُرافق زين وقد اوصلها قبل ان يرحل ثانية لاجل احد اعماله ..
فتأملتها رحمه بنظرات قاتمه الا ان هتفت : مكسوفه تقولي انك كنتي مع زين
لتهبط حنين درجه السُلم التي كانت قد صعدته .. وتمتمت : انا كنت ...
فطالعته رحمه وهي تضحك بقوه : عارفه مكسوفه ليه تقولي انك كنتي مع زين
واخذت تدور حولها وهي تهتف بقسوه : لانك بتسرقي حاجه مش من حقك .. حاجه من حق ناس تانيه
فأصابت كلمات رحمه هدفها ..وأكملت رحمه بقسوه : أخرجي من حياتنا بقي ..روحي شوفي حياتك بعيد عننا
انتي في حياة زين مجرد نزوه ..مستني ياخد بس منك اللي عايزه ويرميكي ..
وضحكت وهي تُكمل كلماتها : انتي فاكره اهتمامه بيكي حب .. او حتي أنفصالنا حقيقي ..ديه مجرد لعبه من زين عشان تخضعي ليه ويقدر يجيب منك الطفل ويبقي أبننا أحنا
فأدمت الكلمات قلبها .. وسقطت دموعها وهي تُحرك رأسها برفض
ولكن لم تكن تشعر بأن أحدهم كان يستمع لكل كلمه
ليهتف بعدها بقوه : رحــــمـــه
..................................................................
كانت سعادتها لا توصف وهي تراه يُحاوطها بذراعيه ..يُدرس لها المواد بأحتراف ..فرفعت ليلي وجهها لتتأمل جديته وهو يشرح لها الماده بسهوله
وأخذت تتثاوب بنعاس .. ولكن ظلت تستمع اليه بهدوء
وتغمض عينها لتسرح في كل ما تعيشه .. وتنفست بعمق
فرائحة عطره الممزوجه برجولته الطاغيه كانت تجعلها كالمسحوره ..الي ان غفت دون شعور منها
ليلتف اليها اياد وعلي وجهه أبتسامه واسعه وهو يراها نائمه علي ذراعه ..وشعرها يُغطي وجهها
فترك ما كان بيده وحملها نحو الفراش .. ووضعها عليه وهو يتأملها بحب ..وتنهد بهمس وهو ينحني نحوها كي يزيل خُصلات شعرها مُتمتماً: ملاكي
ثم طبع قبله علي جبينها بدفئ ..وكاد أن ينصرف من حجرتها الا ان نطقها لأسمه وهي غافيه
جعله يقف ساكنا يتأمل كل أنش بوجهها .. وأخذت تتسارع أنفاسه وهو يقاوم رغبته في احتضانها والنوم بجانبها
وأخيراً أزاح الشرشف الذي يُغطي منتصف جسدها واندس بجانبها ..وامتدت يداه للعبث في وجهها وشعرها
الي ان فتحت عيناها ... وهي تظن بأنها تحلم به كما اعتادت
وأقتربت  منه حتي أصبحت المسافه بينهما منعدمه

و سقطت الاقنعة .(سهام صادق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن