اتجهت البنات الى بيت اسماء و ما إن وصلن دقدقن الباب لتفتح لهن اسماء و هي ملطخة بالدماء من كل مكان و في يدها منشفة ملطخة بالدماء أيضا، فزع الفتيات من هول ذلك المشهد طلبت اسماء منهن السكوت و دخولهن .
ما إن دخلن الفتيات شرعن في الأسئلة
ماذا فعلت؟ هل يوجد شيئ ما؟ هل ذبحتي خروف ام دجاجة؟
بدأت اسماء في البكاء و قالت: اتبععني الى المطبخ و كفاكن اسئلة ...
دخل الفتيات المطبخ ليجدنّ مفاجئة اخرى ،شاب في عمر السابعة و العشرون عاما ملقى على الأرض مطعون في الظهر بسكين صغير كأنه مخصوص لتقطيع البطاطا...
فلة أغمي عليها من هول المنظر لأنها تكره رؤية الدماء اصلا كان بقاءها كل ذلك الوقت في وعيها كان بمثابة المعجزة
ادرن الفتيات و جهتهن من ذلك الشاب نحو أسماء ..
"هل تريدين ان تشرحي سبب حدوث هذا؟"
قالت اسماء:" هل تذكرون ربيع ابن خالتي الذي قلت لكم انه يحبني و سيجن لأجلي؟"
اجابت الفتيات:"نعم"
قالت أسماء:"هذا هو ربيع اذاً"
وأردفت:"منذ دخولي الجامعة و حصولي على عمل لم أثق بغيركن فرجاء لا تخذلونني"
لحظة صمت سادت الأرجاء لتقطع يسرى ذلك الصمت و تقول :"قصي علينا التفاصيل لنفهم لماذا فعلتي هذا؟".
قالت اسماء و هي ترتجف خائفة:" لقد قلت لكنّ من قبل ان ربيع يحبني و فقط،لكني كذبت عليكن بل ربيع حاول اغتصابي ...في احد الايام من ايام الصيف كنت في الثالتة عشر من عمري و كان هو في السادسةعشر من عمره ذهبت انذاك في عطلة لبيت خالتي، ذلك اليوم خالتي لم تكن في البيت و انا كنت نائمة ..
و اذا بربيع يفتح باب غرفتي و يقترب مني لدرجة اني شعرت بأنفاسه و ما ان استيقظت وجدته عاري الصدر فبدأت اصرخ و هرعت بالهرب نحو الباب و اذا به خلفي يقول :"حمقاء عودي ستفضحيننا " منذ ذلك اليوم لم اذهب الى هناك خوفا و هربا منه ..أما في هذه الايام احدهم اصبح يرسلي كل يوم ثلاثاء باقة ورود و شكولاطة الى المدرسة حتى اصبحت عادة اني انتظر هذه الازهار و الحلوى كل يوم ثلاثاء ظننت حينها انه معجب سري سيظهر يوما ما لكنه كان ربيع ".
اندهش الجميع مما قلته صديقتهن و قالت زينة:" كل هذا حصل لك و نحن لا علم؟ألسنا صديقاتك؟
قالت اسماء:"بلى،و لكن لا تلومنني عن هذا فقد خجلت ان احكي لكنّ هذا العار"
قالت ديانا:"و ما الذي جاء به الى هنا؟.لا تقولي لنا انك من دعوته!!
قالت اسماء:" ان أمي و إخواني ذهبن إلى دار جدتي و أن ربيع كان يعلم أنهم هناك ماعداي لانه كان معهم فانتهز الفرصة و جاء ليكرر ما فعله في سن المراهقة...دخل من نافذة المطبخ الى ان وجدته خلفي فحاول ان يفعلها للمرة الثانية لم اتذكر شيئ سوى اني وضعت السكين على ظهره" ...بدأت أسماء بالبكاء خائفة مما حصل و مما سيحصل
قالت فلة مازحة:"لا تخفي يا صديقتي سأساعدك لن اتخلى عنك لانك بريئة و هذا دفاع عن النفس لا غير ".
ردت ديانا:" قتل و اغتصاب عنوان رائع لمجلة العدد سأكتب عنك ".
قالت اسماء:" انت صحفية تقدم الأخبار لا تنشرهم في المجلات و الجرائد".
ضحك الجميع متناسيين مصيبتهم
قالت يسرى :"هيا فتيات كفاكن ضحكا لندخل في الجدية الآن".
بدأ الفتيات في مسح الدماء عن الأرضية و في كل مكان و اتجهت اسماء لتغير ملابسها و تتخلص من تلك الملابس الملطخة بالدماء ...تخلص الفتيات من كل دليل عن تلك الجريمة لم يبقى شيئ سوى الضجية الذي هو مجرم في حد ذاته ..احتار الفتيات ماذا يفعلن به، و بينما هم كذلك حتى دُق الباب ،فزع كبير أصاب الفتيات لتنظر اسماء من الشرفة فتجده اخوها شكيب:"ااااف مالذي جاء به الآن؟ "هكذا قالت اسماء .
اخذت اسماء صديقاتها و الجثة الى قبو في منزلهم و قالت :"اختبئن هنا و اياكن ان تخرجن الا حين ادعوكن"
كان قبو مخيف مظلم لا يتسع كثيرا حتى ارتفاعه كان منخفض لا يو جد شيئ في داخل القبو سوى باب اخرى
قالت زينة" اذا حدث شيئ سنخرج من هذه الباب،لكن الى اين يؤدي هذا الباب يا أسماء؟"
قالت اسماء:"
اياكنّ فتح ذلك الباب انه خطير لا اعرف مدى خطورته لكن أبي اخبرني ذلك و حذرني منه..و كفاكن عبثا لا تفتحنه و عندما يذهب أخي سأدعوكن و و اياكم و الخروج مهما حدث". أغلقت اسماء باب القبو و اتجهت لتفتح لأخيها الباب ، فسألها عن سبب تأخرها فتحججت بأنها كانت نائمة، طلب منها ان تجهز له الحمام لأنه يريد الاستحمام ذهبت اسماء لتجهز طلبه... و ما ان أكملت ذهبت لتخبره بذلك بحثت عنه في ارجاء البيت فلم تجده ظنت انه خرج مرة اخرى فذهبت الى صديقاتها لتطمئن عليهن فوجدت المفاجئة ان اخوها شكيب يقترب من باب القبو محاولا فتحه ماسكا في يده مضرب البيسبول، قالت اسماء:"اخي ما الذي تفعله؟".
اشار لها بالسكوت ،اسرعت اسماء تحاول منعه من فتح باب القبو .
قال:" ابتعدي لقد سمعت صراخا هنا ربما لص دخل دون علمك اسرعي اتصلي بالشرطة حالا"
قالت اسماء:"لقد كنت هنا قبل قليل و لم يكن احد."
و بينما هم يتناقشان اذا بهم يسمعون صراخا آخر، اضطربت اسماء أمّا شكيب اسرع و فتح باب القبو......
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...