الفصل الثامن

11 2 0
                                    

نهضت زينة على طرقات الباب و نظرت من خلال النافذة إذا بالصباح قد حل و اخذت توقظ الفتيات و تصرخ:" انهضن يا كسولات لقد تأخرنا"....
نهضت رهف و ذهبت لفتح الباب و اذا هو ربيع فقال:" صباح الخير،لقد جئت لآخذ مساعدتي"....
صعد ربيع فوجد الفتيات يحضرن انفسهن بسرعة فقال:" و لما العجلة انها لا تزال السادسة صباحا لا يزال لدينا الوقت".
ادرن الفتيات وجهتهن الى زينة و بدأن بالصراخ عليها و على ما تسببته من ازعاج و عدم ترك لهن المجال للنوم....
أما رهف فذهبت لتحضير فطور الصباح أما ربيع و الباقون جلسوا على الطاولة ليروي لهن ربيع ما جرى بالأمس في العيادة قائلا:"عندما وصلت الى العيادة و غادرت رهف دخلت الى العيادة فوجدت شابا طويلا جدا مرتديا نظارات واضعا رأسه على المكتب ظننته نائما لكن ما إن سمع وصولي مسح دموعه و نهض مبتسما لإستقبالي ....سألت نفسي لماذا شاب طويل و له مهنة يبكي ؟ ..سألته هل انت بخير ؟فرد بانه على ما يرام ...عرّف بنفسه انه الطبيب مصطفى و عرفته بنفسي قال بأنه متزوج و سيكون له طفل و أن زوجته تدرس التركية في المدرسة التي ستدرس فيها زينة و يسرى... تحدثنا كثيرا سألني عن مكاني فقلت له اني من بلاد السايلنت و عرفني على طبيعة العمل ثم غادر الى بيته كان لطيفا مقارنة بالطوال هنا
قالت رهف:" صحيح ان اصحاب القامة الطويلة اشرار و يلحقون الأذى بالأخرين لكن يوجد الكثير منهم ممن هم طيبون و ربما الطبيب مصطفى منهم"..
قال ربيع :" نعم اظن ذلك ، لكن ما السبب الذي جعل انسان طيب يحزن هكذا و يبكي؟ هناك امر غريب..."
تناول الجميع فطور الصباح و اتفقوا بأن يكون اللقاء عند انتهاء العمل في عيادة ربيع ليروي كل شخص عن يومه
قالت يسرى:" اياكم و نسيان الهدف وراء كل هذا"
، ثم انطلق كل شخص الى عمله   ...فأخذ ربيع أسماء و اتجهوا الى العيادة أما خولة فأوصلت ديانا الى العمل ثم اتجهت الى جامعتها...
دخلت ديانا ذلك المطعم  تبحث عن مالك الشغل الذي ظننته شيخا كبيرا بينما هو شاب في عمر الثلاثين طويل القامة جميل العينين ذو أضلاع خشنة بقت ديانا تنظر الى عينيه الجميلتان حتى نسيت نفسها لم تشعر بما يجري حولها ظل يناديها يا سيدة ياسيدة و بعد لحظات افاقت من شرودها و قالت :"اه عفوا يا سيد ، و قالت انا الانسة ديانا و لست سيدة بعد" 
ثم ضحك ذلك الشاب و قال:" انا وسيم و لم اصبح سيدا بعد ".
احمرت ديانا خجلا و قالت في نفسها :" يا إلاهي اسم على مسمى"
ثم قال:" يبدو انك من ارسلتك رهف، لقد كانت رهف صديقة رائعة وجدتها في اوقات ضيقي و لن انسى فضلها علي ابدا لذا تفضلي بالشغل يا آنسة"
ثم اخذ يعلمها الشغل:" يجب ان تكتبي طلبات الزبائن ثم تأخذيها الى المطعم ليقوم الطباخون بطهي الطلبات و ما إن يحضر الطعام تأخذين الطلبات الى الزبائن "
شرعت ديانا في عملها و تقديم الطلبات الى الزبائن مع ألطف الكلمات ...
أما رهف فقد أخذت فلة الى معمل الخياطة لتصمم لهم الأزياء و لتخيط بعض الثياب اذا لزم الأمر...كان ذلك المعمل كبير و متسع كانت فيه العديد من الألات الكبيرة و الخيوط و الأقمشة المتناثرة في كل مكان ...كان مليئ بالنساء الطويلات اللواتي رحبن بفلة و شرحن لها كيفية العمل هناك فقبلت بكل الشروط و شرعت بتصميم الأزياء ....
اما زينة و يسرى اللواتي استقبلهن حارس المدرسة الذي كان قصير القامة بعض الشيئ فرحت البنتان بذلك لوجود فرص عمل للقصار ثم اخذهن الحارس الى مدير المدرسة ...فرحب بهن المدير و املى عليهن القانون الداخلي للمدرسة الذي ينص على عدم العدل بين الطويل و القصير و ان القصير إذا اخطأ سيفصل من المدرسة نهائيا اما الطويل ستخفف عقوبته بعض الشيئ، و اخذ يكمل تلك القوانين التي تعطي الحق للطوال فعل ما يحلو لهم كما أكد بأن عدم اتباع القوانين ستفصل الاساتذة عن العمل حتى و لو كانوا ضيوفا ....سمعت زينة و يسرى تلك القوانين بدون اعتراض و قلنا في انفسهن:" بالتأكيد لن نطبقه".
اتجهت زينة و يسرى الى قاعة الاساتذة التي كانت تعج بالمعلمات و المعلمين بدأت البنتان التعارف مع المعلمين ليكسبن ثقتهن ثم يتعرفن على الاستاذ عاصم ...فهذه الأستاذة سلمى تدرس العربية و ميسر أنور يدرس الانجليزية و مدام حياة تدرس الفرنسية و ليلى هجام التي تدرس التركية و غيرهم  ....
ما إن اكملن تعريفهن اتجهت البنتان الى قاعة الدروس ...
دخلت زينة قاعتها فوقف الجميع احتراما لأستاذتهم الجديدة  لكن زينة لا حظت بأن طوال القامة يجلسون في الصفوف الامامية و  القصار في الصفوف الأخيرة خرجت زينة متجهة الى غرفة المدير لتجد يسرى هناك ايضا التي تواجهه هي أيضا  نفس المشكلة و هي :" بأن بقاء الطوال في المقاعد الأمامية سيحجب عن القصار الرؤية"، رد المدير منزعجا :" هذا قانون من قوانين مدرستنا بل كل المدارس هكذا  لا يهمنا أمر  القصار بل يجب عليهم شكرنا لأنه كان من الافضل عدم اعطائهم فرصة للتعلم"
قالت زينة:" لكن التعلم حق كل انسان بغض النظر عن طوله او لونه او نسبه"
رد المدير:" اياكن و اعتراض قوانيننا فهذا سيجلب لكّ سوى المتاعب و ربما بسبب هذا النقاش قد يخسر القصار المدرسة و يبقوا بدون علم لذا كفاكن اعتراضا من يومكم الأول "
استأذنت الفتتان من المدير للذهاب و خرجن
قالت يسرى :" سنجد حلا لذلك"
قالت زينة:" بالتأكيد سنفعل "
رجعت زينة الى قسمها فبدأ كل تلميذ يعرف نفسه و عن امنياته مستقبلا  و ما إن قال قصير امنيته بأن يصبح طبيبا او مهندسا ضحك منه باقي الطوال ..
عندما رن الجرس و خرج التلاميذ للعودة الى ديارهن  توجهت يسرى و زينة الى الحمام الخاص بالمعلمين ما إن فتحن الباب سمعن صوت بكاء ذهبن يتفقدن الصوت و إذا بها المعلمة ليلى التي تدرس التركية لماذا تبكي؟؟؟ هي من النساء الطويلات فماذا ينقصها؟
لكن الاستاذة ليلى عندما لمحتهن اسرعت بالخروج ....احتارت الفتيات منها و ما الذي يجعل معلمة كتلك تبكي؟
و بعد لحظات ذهبت كل البنات الى العيادة للتحكي كل واحدة   منهن عن نهارها ......

بلد الأرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن