أسرع الجميع إلى بيت ليلى و مصطفى ليطمئنوهم عن خروجهم و في نفس الوقت تلقين رهف درسا،فتح مصطفى الباب و احتضن ربيع قائلا:" لقد كنا قادمين اليكم انا و ليلى كيف خرجتم ما حدث؟"
سمعت ليلى كلاما أمام الباب فذهبت لترى ما يحدث فإذا بهن صديقاتها فأسرعت و ارتمت في حضنهن باكية :" لقد ظننت بأن الحاكم سيعدمكن لقد قلقت بشأنكن كثيرا.."
قالت يسرى:" كفاك بكاء و قلقا لأن هذا يضر بصحة الجنين ..."
قال مصطفى :" لم استطع ايقافها ...فهذا الحمل قد أثر عليها كثيرا أصبحت حساسة لدرجة لا تطاق..."
ضحك الجميع ثم سألت ليلى:" لكن ما الذي جاء بكم الى هنا؟ هل هربتم؟ لأن كل من دخل زنزانة القصر من النادر أن يخرج منها"
قالت ديانا:" لا تسألينا،بل اسألي زينة لأننا لا نعلم السبب فكل شيئ حدث بسببها"...
قالت زينة:" إذا قلت لكم السبب ربما سنعدم لذا كفاكن طرح نفس السؤال و نذهب لرهف"
قالت ليلى:" لا إجلسن قليلا ربما انتن متعبات ...ثم لماذا تبحثن عن رهف"
دخل الجميع إلى بيت ليلى و مصطفى و بدأ البنات رواية شكوكهن اتجاه رهف
قال مصطفى :" ربما ما تقولونه صحيح،فعندما أخذكم الجنود بدأت خولة بالصراخ لكن رهف لم تحدث أي ردة فعل بحيث أنها أمسكت خولة من يدها و أخذتها حاولت منعها لكنها دفعتني دفعة قوية لدرجة أنني تفاجئت من كل تلك القوة التي خرجت من فتاة قصيرة..."
قال ربيع:" إذا ما ظننته زينة كان صحيحا...لكن أين سنجدها؟؟"
قال مصطفى :" ربما قد تكون في بيتها مع خولة لأنها قد أزاحتكم عن طريقها "
انطلق الجميع إلى بيت رهف و عندما فتحت رهف الباب تفاجئت و ارتبكت و سألتهم :"كيف خرجتم ؟؟؟
قالت فلة:" نعلم أنك تفاجئت من مجيئنا"
أما زينة فقد دفعت رهف بعيدا و قالت "أين أختي؟؟؟" و أخذت تنادي :"خولة يا خولة...."
أسرعت خولة إلى أختها تحضنها باكية و قالت لها:" ماذا فعلوا بكم ؟ لقد قالت لي رهف بأنهم سيعدمونكم و كدت أن آتي لكن رهف منعتني و لم تسمح لي بالخروج حتى".
ادرن الفتيات وجهتهن إلى رهف و قلن:" يا أيتها الخائنة.."
قالت خولة:" ما هذا الكلام؟؟؟!"
تكلمت زينة تحاول أن توضح الأمر لخولة التي كانت متفاجئة من كلام زينة و مرددة في نفس الوقت :"مستحيل ...مستحيل"
إلى أن قاطعتها رهف:" لا يا خولة انها حقيقة و ليست مستحيلة"
قالت فلة:" كيف فعلت هذا و كل ثقتنا وضعناها عليك"
_ أنا آسف انا عديم إنسانية"ردت رهف
قالت خولة:" ماذا تقصدين بأنا آسف؟!"
_نعم،كما سمعتن أن لست بنتا ....ابقوا هنا سأعود حالا
قالت يسرى:" تحاولين الهرب ؟ لن تخدعيننا هذه المرة"
_ لا بالتأكيد لن أفعل ذلك سأفعل شيئا لا أريد أن تروه فهذا خطير على بشر مثلكم"
قال الجميع في دهشة:" بشر مثلنا"
ذهبت رهف الى غرفة الحمام و بعد نصف ثانية خرج من الحمام شاب طويل القامة وسيم جدا قوي العضلات لكن ما لفت انتباه الجميع هو أن ذلك الشاب لا يمتلك اقدام و كأنه يحلق في الهواء مثل الأشباح تماماً اقترب ذلك الشاب من الجميع و قال بصوت حاد خشن :" أنا اسمي رامي المدعو برهف"
فلة و كعادتها أغمي عليها أما الباقون دخلن في حالة صدمة لم يكن الخروج منها بالأمر الهين...
قالت زينة:" يا إلاهي ألست أنت ذلك الجندي الذي استقبلنا عند دخولنا هذا البلد أول مرة؟'
قال رامي:" نعم إنه أنا"
ثم أردف:" لا أريد أسئلة سأتحدث عن كل شيئ..."
اخذ الجميع في الأنصات الى ما سيحكيه رهف :" أنا أعمل بالمخابرات السرية لهذه الدولة نعم أنا جني و لست بشري و لقد وقعت في حب هذه الفتاة" و أشار بيده إلى خولة
ثم أكمل:" أحببتها لدرجة أني عميت و لدرجة أنني أخون وطني من أجلها"
قاطعته خولة:" كيف حدث كل هذا؟؟؟؟"
قال:" قلت لكم أني لا أريد أسئلة ....
لقد كنت فتى مخلص لوطني كلفني الأمير بحراسة أبواب الوطن التي يأتيها الضيوف في تلك العام ثم أمرني بأن أتنكر بفتاة قصيرة مشردة لأننا نحن الجن نستطيع أن نصبح الشكل الذي نريد و كل هذا لأتحقق من الضيوف إن كانوا من فوق الأرض أو من تحتها لكن أغلبية الضيوف كانوا من تحت الأرض إلى أن جاءت خولة عرفت وقتها انها من ما فوق الأرض فتنكرت بشخصية رهف محاولة كسب ثقتها و ما إن مر الوقت برفقة خولة سرعان ما وقت في حبها في حب ضحكتها ،هزلها،جديتها أحببت كل شيء فيها وقتها لم أستطيع أن أخبر الحاكم بذلك و لم أستطع أن أعلن عن مشاعري اتجاه خولة كتمت كل شيء في داخلي...و مضت سنوات و انا أكتم حبي ذلك و أكتم شخصيتي الحقيقية ...إلى أن وصلتم أنتم إلى أرضنا و رأيت زينة و أدركت ذلك الشبه الكبير بين خولة و زينة لحظتها عرفت بأنكن أيضا من فوق الأرض و أن مجيئكم إلى هنا هو بسبب خولة فخفت أن تأخذن خولة مني و لن استطيع رؤيتها ثانية...
لذا أسرعت الى البيت و بدلت شخصيتي متنكرا بشخصية رهف ،من جهة ليعالج ربيع خولة و من جهة أخرى لأكشف حقيقتكم و بعدها حاولت أن أكسب ثقتكم بعرض عليكن أعمال فأسرعت الى وسيم الذي هو في حقيقة الأمر صديقي المخلص فساعدني....
قاطعته ديانا غاضبة:" أتقصد أن حب رامي لي كان مجردة خدعة؟؟؟؟"
رد رامي:" بالطبع لم يكن كذلك"
و أردف مخاطبا ديانا:"صحيح أن وسيم في أيامه الأولى كان يحاول كسب ثقتك من أجل ما أمرته به لكنه سرعان ما وقع أسيرا في حبك و هددني بأن لم أتوقف عن هذا سنخسر صداقتنا و أنه سيحكي لك كل شيئ لقد أحبك وسيم فعلا أحبك حبا أعمى عقله و حبا أطلق العنان لقلبه "
قالت ديانا:" و هل يعرف أني من سكان ما فوق الأرض ؟"
رد رامي:" نعم أنه يعلم كل شيء عنك"
احمر وجه ديانا حياء مما يرويه رامي و فرحا في نفس الوقت
ثم أكمل رامي:" و ما إن شعرت بأنكن ستأخذون خولة مني فعلت كل شيء وشيت أمركم للحاكم ليكون مصيركم الإعدام ..."ثم ضحك ضحكة باردة قائلا:" عديم الأنسانية أنا لقد عضضت اليد التي كانت تقدم لي يدي العون.."
ثم قال مخاطبا خولة:" حبك أعماني عن رؤية النور فبدلا من شكرك على ما قدمته لي في السنوات الماضية لقد كافئتك بأن أكون السبب في سجن أختك و صديقاتها....."
ظل رامي يتوسل الى خولة معتذراً عما بدر الى أن صفعته خولة صفعة قوية قد يكون سمع صوت حدتها من قمة جبل الأرواح...
سكوت حالك ساد الأرجاء وقتها إلى أن تكلمت خولة :" صديقني لقد كنت أشعر بذلك لكن كان ينقصني دليل لأثبت ذلك ...لكن لا أستطيع فعل أي شيء من المستحيلات السبع أن يتزوج جني مع بشرية إلا في وطنكم لكن وطني يمنعني من ذلك....فهل تقبل بي كأفضل صديقة؟؟
رد رامي:" بعد كل ما فعلته لك ؟ نعم بالطبع أقبل"
إلى أن أوقفتهم زينة قائلة:" بصفتي أختها الكبرى لدينا شروط لذلك...."
قال رامي "سأقبل بكل شيء رغم اني لا أستحق ذلك لكن أعدكم بأني لم أعد رامي او رهف القديمان "
قالت زينة:" ستعيننا على دخول قصر الحاكم بسهولة و أن تساعدنا على العودة إلى وطننا او لن ترى خولة مرة أخرى.."
قاطعتها اسماء قائلة:"...او سنقتلك..."
ضحك الجميع من درامية أسماء التي لا تنتهي و التي لا حدود لها .
و بينما كان الجميع مشغولا بالضحك سمع الجميع صوت رجل يجوب الشوارع ينادي:" لقد توفي الحاكم لقد توفي الحاكم و ستنتقل روحه إلى إبنه الأمير نديم....."
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...