أسرعت أسماء تتفقد ربيع تنظر لوجهه لظهره لطوله و ترى أهو ربيع حقا ام شبيها له فقط او ربما هو جسد ليس إلا،و إذا بربيع يعانق اسماء و يقول:"اسماء ابنة خالتي من الجيد أنك هنا ".
ابعدته اسماء قائلة:" ابعد يديك الوسختان عني ".
_ ما ذا حصل لك ؟
_ليس وقت سؤالك؟ كيف عدت إلى الحياة؟
_ و من قال لك اني مت يا ايتها المجنونة
كنت في عيادتي اعالج مرضاي و الآن انا هنا امامك في مكان لا أعرفه مع تلك الفتاة التي لا اعرفها أيضا
بدأت أسماء تروي له كل ما حدث من بداية وضع السكين على ظهره و حمله إلى القبو و دخولهن هنا و إلتقائهن بذالك التاجر و ذهابهن إلى الجبل و رجوعه حيا بدون علم سبب ذلك
قال ربيع :" يا إلاهي يا لكن من مغفلات لو لم تفتحن باب القبو لما نحن هنا "
ردت زينة:"ااه حقا؟ لو لم تذهب لبيت أسماء لما حدث كل هذا ،فالمذنب الوحبد هو انت".
قال ربيع لأسماء متأسفا:"هل حقا هذا ما حدث؟"
أسماء :" نعم هذا ما حدث حاولت ممارسة الرذيلة مع ابنة خالتك يا أيه الوقح".
_حقا آسف رغم أنني لم اتذكر شيئا مما تقولينه لكن صديقيني لم أنوي إلحاق الضرر بك ربما كنت ثمل أو مخدر و انت تعرفين اني اتجنب ذلك الطريق،صحيح اني أحبك و اكثر من نفسي لكن لم افعل و لن أفعل هذا اقسم لك اني سأفعل ما بوسعي لكي أعوضك عن كل حزن تسببته لك ".
ظل ربيع يتأسف لأسماء و يقسم بأنه لم يعلم شيئ مما حدث في ذلك اليوم حتى كادت الفتيات تصديقنه و تكذب أسماء لشدة تأسفه لها،شيئ فيه تغير إنسان طيب كهذا لماذا تقتله أسماء و كأنه غير ربيع الذي عرفهن و كأن روحه الشريرة اقتلعت و عوضت بروح ا
أخرى طاهرة صافية خالية من الآثام
قالت أسماء للفتاة" كيف فعلتي هذا؟ أهو حقا ربيع؟".
ردت الفتاة:" و كأنك لا تعرفين ربيع؟ نعم إنه هو بأم عينه،لقد أعطيت له روح ليعيش بها ".
اسماء:" و الأرواح عندكم مجانا من يريد اخذها يأخذها! اليس كذلك؟"
_ لا ليس لهذه الدرجة لكن تعالين معي الى البيت ليعالج ربيع أختي و سأحكي لكنّ كل شيئ عن بلدنا .
ذهبت الفتيات مع البنت إلى ان أوقفهن ربيع قائلا:" انا لي مرضى في بلدي و هم في إنتظاري و كل من الفتيات لديها شيئ ينتظرها ...سأعالج اختك بشرط!!
_ما هو؟
_ان تدلينا على مكان للخروج من هنا و العودة الى موطننا
_نعم سأفعل المستحيل و إن لم تشفى أختي ستسجنون هنا إلى الأبد،صحيح اين يقع موطنكم؟؟
ردت يسرى بسرعة:" في الجزائر فوق سطح الأرض شمال القارة السمراء".
قالت الفتاة:" فوق سطح الأرض؟؟؟ غريب؟
_ ماذا؟ الا تعرفين موقعها ...
سكتت الفتاة قليلا و قالت:" بلى بلى بالطبع أعرفها هيا الى منزلي".
و بعد مشيٍ دام نصف ساعة أخرى وصلن إلى بيت تلك الفتاة كان ذلك الحي مملوءا بالبيوت الصغيرة انها بلا شك بيوت القوم القصار لهذا البلد أما بيت تلك الفتاة كان بيتا من خشب يحتوي على طابقين الطابق الأول كان يحتوي على باب كبيرة دخلت الفتيات من هناك و كان داخله اسطبل فيه ثلاث بقرات و حصان واحد و خمس دجاجات و بعدها صعدن إلى الطابق العلوي الذي على ما يبدو انها تقيم هناك...أدخلت الفتاة ربيع إلى الغرفة التي تقيم فيها أختها و تركته ليعالجها و حكت له عن كل الأعراض التي اصابتها ثم اتجهت إلى المطبخ و أجلست الفتيات بجانبها و احضرت لهن العصير و قالت:" لم نلتقي في ظروف جيدة لكن لا بأس إسمي رهف و أختي اسمها جنان ...بدأت الفتيات تعرفن أنفسهن و أخذت تحكي كل واحدة عن طبيعة عملها تم سألت فلة :"لكن اشرحي لنا كيفية إحياء ربيع؟".
قالت رهف:"تقصدين ان اشرح لكن عن المزايا الموجودة في بلدي".
ضحكت البنات و قلن:"نعم هذا ما نقصده بالضبط ".
شرعت رهف تحكي لهن عن ارض الارواح:" في بلدنا يوجد جبل الأرواح يحمل العديد من الأرواح و بالطبع تلك الأرواح ليست مجانا إنها خاصة بطوال القامة فقط و محرمة على قصار القامة و امام تلك القمة يوجد حراس الأرواح من يحرسون تلك الارواح من القصار".
قاطعتها ديانا:"ولكنك من القصيرات فكيف فعلت ذلك؟"
لقد اخترقت قوانين بلدي و هذا من أجل اختي إضافة الى ان تلك الروح لم تكن لي بل كانت لربيع و لضيوف بلدنا حق في تلك الأرواح ان لم يكونوا من أرض ما فوق الأرض".
ثم سكتت برهة:"عفوا! قلتن انتم من اين!؟
قالت أسماء:"من الجزائر بلد ما فوق الأرض...هل هناك خطب ما؟؟
_ "نعم،يجب عليكن ان لا تكشفوا للناس هويتكم و موقع سكنكن خاصة لأصحاب طوال القامة و اياكن ان يعلم احد بأن ربيع اخذ روحا من جبل الأرواح و إن سألوكم من أين بلد انتم قولن انكن من بلد السايلنت و لا تكثروا الكلام فسكان تلك المنطقة معروفون بصمتهم الزائد عن اللزوم "
قالت أسماء:"لمااااذا؟؟؟
_ في القرون القديمة...
قاطعتها زينة:"في أي عام انتم
ردت رهف :خمسمائة و سبعون بعد الوفاة"
_"وفاة من؟؟ "
_ لقد كانت اراضي تحت الأرض متصلة بأرض ما فوق الأرض كنا نتبادل السلع و البضائع و كنا يدا واحدة ولا فرق بيننا حتى وضعنا سلما فضيا خاصة بكلانا نصعد إليهم و ينزلون إلينا و في هذه الأتناء أخذ سكان أهل ما فوق الأرض يصيبهم الغرور لأنهم تصيبهم الشمس و نحن لا و اخذوا يخططون لحفر ارضنا و بناء مصانع و دكاكين و اسطبلات و آبار و يستعمروننا في ارضنا و لكن خطتهم تلك لم تنجح و ووضعوا خطة الغزو الغير مباشر و هي تزواج فرد منا و فرد منهم و بهذا يكون لأبناءهم الحق في تلك الأرض .... يتميز سكان بلدنا بطول قامتهم و اما سكانكم فلا يوجد من طولهم عشر أمتار و عندما حدث التزاوج ظهرت فئة جديدة هي نحن اصحاب قصار القامة ...عندما علم الحاكم بذلك قرر بإشعال حرب تقضي على جميع سكان فوق الأرض و عندما علم سكانكم بذلك خشوا من حاكمنا لأنه كان من أقوى الحكماء ...هربوا و بنوا صورا حديديا لم يتمكن احد من إيجاده و تركونا عالقين هنا اما نحن قصار القامة الذين تخلى عنا اهلنا من أجل مصلحتم بدأ الحاكم بالإنتقام منا و هو أخذ ارواحنا إذا احتاج احد من اطوال ذلك و اقسم الحاكم بأنه سينتقم من سكان فوق الأرض من اول فرصة تسمح بذلك ... وبعد عام من وقوع هذا مرض الحاكم و لم تستطيع اي روح ان تشفيه الى ان مات و سميت اعوامنا باسم مابعد الوفاة على تاريخ وفاته و روحه الآن لا تزال حية و هي الآن لحفيده الحاكم 19 لكنه مرض مثله تماما هذا ما ورثه الحكام في بلدتنا روح مريضة لم تشفى و ربما لن تشفى "
قالت يسرى:" وكأنه لا حاكم لبلدكم هذا ما تقصدون".
_ نعم لكن يوجد امير و هو ابن الحاكم هو من يسير الامور ريثما يشفى والده
_ وإن لم يشفى والده؟
_ سيموت و يرث الامير الروح المريضة و هكذا
قالت زينة:" بما أن الأرواح خاصة بالطوال لماذا لم تعطى للحاكم؟
_ نعم لقد اعطيت له العديد من الأرواح لكنها لم تفي بالغرض..
_و أنى لكم بهذه الأرواح؟؟؟
إنها ارواح القصار تأخذ بالغصب او تكرما لصاحبها،في بعض الأحيان يسأم القصير من معيشته التي لا تجلب له إلا الذل باعتباره قصيرا فالقصير هنا لا يتلقى إلا السب و السخرية و الشتم من الطوال و عادة يصل إلى التعذيب فيذهب القصير الى جبل الأرواح و هناك يتبرأ من روحه و يموت فيبقى جسدا بلا روح ...اما في بعض الأحيان تأخذ الروح غصبا و يَعد الطويل صاحبها بالإعتناء بأبناءه بعد موت اذا اعطاه روحه
_ وهل يفي بوعده؟
_طبعا ،لا إن بلدنا بلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...
و كلما زاد عمر القصير اصبح قصيرا و كلما زاد عمر الطويل إزداد من طوله
و يبنما هم كذلك خرج ربيع من تلك الغرفة بعد ساعتين من دخولها و قال لرهف مبتسما:"اسرعي اختك تناديك ".
لم تصدق رهف اذنيها و اخذت تسرع إلى غرفة أختها التي كانت مستلقية تبتسم إلى اختها في شوق و حنية
و بعد قليل خرجت رهف تشكر ربيع
قال ربيع:" لا تشكريني يكفي ان تري لنا طريق العودة".
سكتت رهف و طال صمتها و قالت:" اسفة ،لا اعرف لقد كذبت عليك من أجل ان تعالج اختي فقط لكن اعدكم اني سأساعدكم ".
ردت اسماء صارخة: " هل كنت تمزحين معنا؟ هل كذبت علينا؟ فكرت في نفسك و لم تفكري في إحدانا؟؟؟لقد كنا مغفلات حين وثقنا بك"
لم تتمالك اسماء نفسها لأنها لن تستطيع العيش في ذلك المكان مع صديقتها و أخذت سكينا تحاول إخافة رهف و قالت :"لقد فعلت ذلك مرة و لن أندم إن فعلتها مرة أخرى".
ثم اتجهت الى غرفة جنان و صديقاتها و ربيع و رهف ورائها يحاولن تهدأتها
و فجأة صرخت زينة بصوت عالٍ:"أسمااااااء يكفي"
_ لا ابدا لقد كذبت علينا لا استطيع البقاء في هذا المكان الحقير
قالت زينة مصدومة و الدموع تهطل من عينيها:" انها ليست أختها بل أختي خولة ".
قالت ديانا:" خولة التي ضاعت منذ أمد بعيد؟؟"
_نعم إنها بلا ريب ....
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...