ظلت زينة جامدة من الحزن على أختها تارة ومن الفرح على لقاء أختها تارة أخرى ،بقيت تنظر اليها و هي تردد:"فعلا هي كيف انسى تلك الشامة الجميلة على خديها و فوق فمها كيف انسى أصابعها و أضافرها المأكولة و شعرها المجعد الطويل ".
اسرعت زينة تحضن خولة و خولة سقطت من الأرض فرحة:"كيف وصلت الى هنا؟
_ لقد مر زمن طويل لقد اشتقت اليك لست أنا فقط بل أبي و امي و إحسان حتى خلود ايضا ...صحيح لقد كبرت كثيرا
_اجلسي حبيبتي لنتحدث عن كل شيئ...هؤلاء صديقاتك؟
_نعم هذه فلة و هذه ديانا و هذه يسرى و هذه أسماء و هذا ربيع
قالت خولة:"اتذكركن جميعا لحسن الحظ انكن مازلتن اصدقاء...
جلست الفتيات و قصصن لخولة كل ما جرى من الألف الى الياء...
ثم قالت زينة للبنات:" في أحد الايام قبل اتنا عشر عاما على ما أظن ذهبت لبيت أسماء لتحضير مشروع اللغة الفرنسية و إذا بخولة تطلب مني ان اصطحبها معي لتجلس معنا و ترفه عن نفسها عندما وصلنا الى هناك ذهبت خولة الى الحديقة و من تلك اللحظة اختفى اثرها ظننت انها عادت الى البيت و لكنها لم تعد.. كل الشرطة و المباحث و الكلاب البوليسية فتشن عنها في كل مكان كنت كل يوم ألوم نفسي حتى اصبحت ألوم كل الناس و الوم معلمة اللغة الفرنسية فلولا ذلك المشروع لما حصل كل هذا ،امي كانت ستجن لأجلك و ابي ترك عمله و اخذ يبحث عنك في كل مكان اما إحسان كانت دائما تدعو الله لأجلك اما خلود فكانت لا زالت صغيرة لم تعرفك حتى و لكني كنت دائما احكي لها عنك و كانت تتمنى لقائك....لكن كيف حدث كل هذا لك؟
_يومها كنت في حديقة بيت اسماء و سمعت صوت كلبهم خفت كثيرا منه و اسرعت الى ذلك القبو و اختبأت هناك و لكنه اشتم رائحتي و دخل القبو و انا من خوفي فتحت باب القبو الاخرى و التي اوصلتني الى هنا و ذلك الكلب عندما سمع صراخي القى بنفسه لانقاذي و ها نحن هنا عالقين سويا ثم التقيت برهف التي كانت تبكي لأن جدها انذاك توفي فبقيت معها و قالت لي كأني اتيت لأعوضها عن فراق جدها في اليوم الأول خفت كثيرا بدأت ابكي خاصة و اني كنت صغيرة في عمر العشر سنوات لن استطيع تحمل المسؤولية لكن رهف لم تتركني اطلاقا اعتنت بي و ادخلتني المدرسة و الثانوية فالجامعة و ها انا في عمر الثانية و العشرون ادرس الطب المختص بجراحة القلب ...
و بعد دقائق رن هاتف ديانا مصحوبا برسالة من العمل اتضح بصدور جريدة معنونة:" اختفاء الصحفية ديانا و صديقاتها الاربع".
ديانا:" يا الاهي نحن في مشكلة ....
قرأت ديانا لهن المقال....
زينة:" اعطيني الهاتف كل واحدة ستتصل بأ بويها و تطمئنهم
ديانا:"هاتفي انطفأ على ما اظن انه يحتاج لشاحن
زينة:" وهاتفي ايضا"
فلة: "انا ايضا"
يسرى :" و انا مثلكن".
نظر الجميع الى أسماء كفرصة اخيرة:"لا تنظرن الي هكذا فهاتفي نسيته في المنزل ".
احتار الجميع ما العمل ؟ انتشر خبر ضياعهم و بعد مدة ربما سينتشر خير وفاتهم و بهذا سيجن أهاليهم
زينة:" يجب ان نخرج من هنا في اسرع وقت ممكن".
قالت رهف:" لقد وعدتكم بأني سأعدكم و سأفي بوعدي...هناك أستاذ يدرس الجغرافيا و التاريخ يعرف كل الاماكن و كل شيئ ،يجب ان تتقربن منه ليحكي لكن عن ذلك ".
فلة :" كيف سنفعل ذلك؟"
_ لا يثق الاستاذ عاصم عادة بأي احد الا بالاساتذة المنضبطين مثله... زينة و اسماء و يسرى انتن معلمات اليس كذلك؟ اذن ماذا تنتظرن؟؟
قالت يسرى :" لكننا لسنا السكان الأصليين نحن ضيوف فقط"
_ نعم بلادنا تعطي اماكن الشغل للضيوف لكن ضيوف تحت الأرض فقط و ان سألكم احد فقولوا بأنكم لستم من هنا بل انتم من بلاد السايلنت او پاور
رد ربيع:" اذن سنفعل ذلك، كلنا سنذهب للعمل كلنا".
قالت اسماء:" صحيح ، ربما سيكون لنا بعض النقود لنشتري بيتا فنحن لا نريد تسبب الازعاج لك"
قالت زينة:" آمل ان نكون عرفنا طريق العودة قبل وقوع هذا "
ثم اردفت :" حسنا فربيع سيصبح طبيبا ،اسماء ستصبح استاذة فيزياء كما كانت من قبل "
ضحكت خولة وقالت:" الفيزياء تدرس فقط فوق الارض و لا حاجة لنا بها هنا".
قالت اسماء:" اذن ماذا سأعمل؟".
قال ربيع:" ستعملين مساعدتي".
قبلت اسماء بالعرض بعد رجاء طويل من ربيع...
اكملت زينة :"انا سأدرس اللغة العربية و يسرى اللغة الانجليزية....هل تدرسون اللغات هنا؟".
قالت خولة:" نعم ندرس كل اللغات اليونانية التركية الهندية الفرنسية اليابانية و غيرهم ...خوفا من ان يأتي اصحاب فوق الارض في اي لحظة فكما تعلمين من تعلم لغة قوم سلم شرهم...
_جيد ، هل يوجد عندكم محكمة لتعمل فيها فلة و مكتب للصحافة لتعمل هناك ديانا"
_ لا اعرف اكثر من هذا اسألوا رهف فأنا من الجامعة الى البيت و من البيت الى الجامعة
ردت رهف نيابة عن خولة:" لا لا يمكنهما لأن هذه الأمور تخص بلدنا و لا يمكن لغير سكانها الاصليين ان يعملوا فيها، أليس لديكما شيئ آخر تعريفانه؟
قالت فلة :" انا اعرف تصميم الازياء و خياطتهم هل يوجد معمل للخياطة؟
_ بالطبع يوجد حتى انه قريب من هنا
قالت ديانا :" و ماذا عني؟؟؟"
قالت رهف:" اعرف صديق لي لديه مطعم و يحتاج الى نادلة ما رأيك؟؟!
ديانا: حسنا لا أمانع بذلك
قالت خولة لديانا :" انا لا أدرس دائما في الجامعة و عندما لا أدرس سآتي و اساعدك ".
شكرت ديانا خولة على عرضها
ثم قال ربيع :" لا اريد ازعاجكن فانتم بنات فقط سأذهب خارجا و ابحث على مكان يؤيني لأنام هناك"
قالت رهف:" سآخذك الى العيادة التي ستعمل فيها و مسموح لك البقاء هناك متى شئت ".
اخذت رهف ربيع الى تلك العيادة و في الطريق قالت له:" هل تحب اسماء حقا؟"
_ نعم و اكثر من نفسي.... ماذا سأفعل لتبادلني الشعور؟؟
_ ستحبك يوما ما إعطها بعض الوقت لتستطيع فعل ذلك ...
وصل ربيع الى العيادة التي كانت بعيدة بعض الشيئ وودع رهف ثم رجعت رهف الى البيت لتنام برفقة البنات منتظرين يوم غد آملين بأن يأتي خبر مفرح يفرحهن جميعا و يرجعهن الى اهاليهن ....
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...