الجزء السابع عشر

9 2 4
                                    

في تلك الأثناء ظل الأصدقاء يبحثون عن الحاكم روشارد الذي اختفى ولم يعلم أين ذهب أيعقل أن يكون هو شبح و ليس الحاكم روشارد؟! لكن كيف يكون كذلك و هو يمتلك ظل مثل باقي البشر إضافة الى أن يده لا تصل إلى ركبتيه فهذا يدل على  أنه من الإنس...لكن إلى أين ذهب؟
انطلق الرباعي للبحث عن ذلك العجوز في سفح ذلك الجبل وفي حوافه الى أن وصلوا إلى أعلى قمته  بعدما تملكهم الأرهاق الشديد ولكن لا أثر لذلك العجوز إطلاقا كأنه لم يكن هنا قبل دقائق...
قال ربيع :"لا وقت لنا لنضيعه اذن فلنعد أدراجنا الى بلد الأرواح و لنغير ما يجب تغيره كما أخبرنا الحاكم روشارد"
ردت زينة :"لن نذهب إلى أي مكان بل سنبقى هنا إلى أن يشفى نديم"
قالت ديانا :"لكنه لن يشفى هكذا"
قالت زينة:" الذنب كله ذنبي أنا من أقنعته بالمجيء الى هنا ووعدته بأننا سنعالجه لكننا لم نفعل...إذا رجعنا إلى هناك كيف سيلاقي شعبه كيف سيروي لهم سبب إختفائه وأنا من وعدته بأننا عندما سنعود سيكون بخير وسيبرر لشعبه كل شيئ:"
ثم ضحكت ضحكة استهزاء وأردفت:"حتى ولو عدنا به إلى هناك سنعدم بتهمة اختطاف الحاكم على يد الغرباء....يبدو أننا وقعنا في حفرة لن نخرج منها أبدا"
قالت ديانا:"معك الحق يا صديقتي، لكن تفائلي قليلا"
_ لا أستطيع تكذيب واقعنا بالتفائل فهذا ما سيحصل لم أستطع أن أفي بوعدي له ربما سيموت بسبب كذبة نحن إقترفناها..."
قالت ديانا:" سنعود و سنترك الأمير في منزل رامي و نحاول علاجه فهذا أفضل من البقاء هنا بلا فائدة نحن نضيع وقتنا هنا فقط...فلنقم بتجهيز أنفسنا و لننطلق فلا مكان لنا هنا بعد الآن"
قال ربيع :"معك حق فلنجرب حظنا الذي سيخيبنا مرة أخرى لكن لا بأس يكفي شرف المحاولة "
نظرت ديانا الى صديقتها زينة التي انتابها اليأس من كل جهة وقالت :"زينة لقد أحبك نديم من أجل صمودك و قوتك و قدرتك على التحمل لذا إنهضي وافعلي أي شيء عندما نعود الى بلد الأرواح سنجد حلا أعدك بذلك"
قالت زينة:"لكن لماذا نصدق ذلك العجوز ربما كان يكذب ربما هو شبح وليس بحقيقي ..."
قال رامي :"أنه صادق فهو حقا الحاكم روشارد فصورته رسمت على العديد  من الكتب القديمة، كما أنه مادامت روحه مريضة فهو بالفعل ما زال حي إضافة إلى ذلك فقد أخبرك بحب نديم اتجاهك فهو يشعر ما يشعر نديم مادام أنه يحمل روحه ...إذن هيا لننطلق فلا وقت لدينا لكي نضيعه"
حمل ربيع و رامي الحاكم نديم وادخلنه الى العربة أما زينة و ديانا  فنظفا المكان جيدا وركبتا العربة وانطلقتا؟.
وصل الجميع إلى باب الخروج و كالعادة استقبلهم ذلك الشبابان الأبكمان ليودعونهم بدون كلام.
و في هذه المرة كانت الطريق سريعة مقارنة بالمرة السابقة فالجو لم يكن مشمسا كما ذي قبل حتى  أن الحصان أخذ يركض بشكل عادي وسريع و كأنه هو الآخر يريد الوصول باكرا لإنقاص الأمير...
عاد الجميع الى بلد الأرواح ليجدوا العديد من العربات المصطفة أمام بوابة بلاد الأرواح خرج ربيع و سأل سائق يقود العربة التي قبله:"ماذا هناك؟لماذا تكاد العربات لا تتحرك أهناك خطب ما؟"
رد ذلك السائق:"لقد إختفى الحاكم وفتش عنه الجنود في جميع أنحاء البلد و لم يجدوه لذا وضعوا قانون ينص على تفتيش جميع العربات و تعهدوا بأن الذي قام بذلك سيلاقي الإعدام وشستقدم عظامه و لحومه مأدبة للكلاب..."
إصفر وجه ربيع من ذلك الكلام الذي قاله ذلك السائق و قال في نفسه:"هل سيحدث هذا لنا حقا؟ أهذه النهاية حقا!"
واتجه ناحية عربته ليخبر الأصدقاء بما سمعه ليتفاجئ الأصدقاء مثله تماما،
قالت ديانا" منذ دخولنا الى هذه البلاد ونحن في مشاكل وعقبات لا خروج منها أبدا...ليتنا لم نفتح ذلك الباب ليتنا خضعن لأمر أسماء"
قال ربيع:"كل هذا حدث بسببي لو لم أفعل ما فعلت لأسماء لما حصل ذلك،لقد كنت مجرد نرجسي وغد وحقير..."
قالت زينة:"لاوقت للوم أنفسنا،فلنفكر بحل أفضل،إما أن ننقض أنفسنا ونعود أدراجنا الى بلد السايلنت أو ننقض نديم فندخل بلد الأرواح،لكن كيف سندخل بلد الأرواح!!
ظل الجميع يفكرون لبرهة الى أن نطق رامي قائلا:"مغفلين!هل نسيتم أنني جندي من الجنود المقربين للحاكم و لا يستطيع أحد من هؤلاء الحراس الإقتراب من عربتي و تفتيشها!!! لذا اركبوا جميعا داخل العربة وإياكم وإحداث ضجة وأنا سأتكلف بالأمر"
دخل ربيع وديانا الى العربة بينما كانا هما  المتكلفين بقيادتها ليصبح رامي قائدها كأنها عربته وبعد ذلك اجتاز كل تلك العربات التي قبله ليصبح أمام بوابة البلد ليصيح الجميع من خلفه غاضبين  :"ارجع الى مكانك من تظن نفسك لتجتاز عرباتنا؟ أنت لست أفضل منا..."
ليصبح أحد الحراس ردا عليهم:" كفاكم صراخا و ليصمت الجميع إنه الجندي رامي"
و بعد ذلك صمت الجميع و بدأوا في الإعتذار منه...الجميع في بلد الأرواح يخاف رامي لدرجة أنه لم يجرأ أحدهم على مناقشته أو حتى الكلام معه وهذا لقوته و لشهامته و لكلمته التي لا تتكرر مرتين ...
قال رامي للحراس:"لقد ذهبت لبلد السايلنت فلم أجد الحاكم هناك أيضا..."
قال الحارس:"وهل علم سكان بلاد السايلنت بإختفاء حاكمنا؟"
_بالطبع لا،فمن الأفضل الآن أن تغلق الأبواب و لن يسمح لأحد بالدخول أو الخروج لكي لا تصل الأخبار الى هناك...و الآن هل أنتم مضطرون لتفتيشي أم أدخل بدون ذلك؟!
_ ماهذا الكلام سيدي!ستقطع يدي إن فتشتك...
_شكرا لك أكمل مهمتك الآن....
دخل رامي برفقة الأصدقاء الى هناك بعد خوف وتفكير دام طويلا لكنه زال...
بحيث أن الفوضى كانت تكسو المكان من كل تلك الحرب التي شنت لكن ولحسن الحظ أنها هدأت ولم تعد كما كانت لأن سكان البلد هناك لم يعد لديهم الوقت للشجار بل كانوا مهتمين بالبحث عن الحاكم الذي اختفى ولم يعد.
توجه الأصدقاء الى بيت رامي  لتصرخ فلة التي كانت تطل من النافذة قائلة:"لقد عادوا لقد عادوا..."
فيسرع الجميع إلى فتح الباب مستقبلين بعضهم في شوق مع أحر الأحضان بينهم
قال ربيع لأسماء:"لقد عدت كما وعدتك،هل إشتقتي لي؟!"
قالت أسماء:"نعم كثيرا لكن إشتقت لديانا و زينة أكثر"
قال رامي:"يا إلهي وماذا عني؟"
قالت أسماء:"لا تقلق فقد اشتقنا اليكم جميعا وقلقنا عليكم جميعا"
تعالت الضحكات بين الجميع معبرة عن مدى الشوق وعن مدى ذلك الفرح بعودة الجميع...
أخرج رامي وربيع الحاكم نديم من العربة  ووضعوه داخل بيت رامي ليبقى هناك لفترة  ريثما يجدون الحل لذلك وبعدها استحمت ديانا وزينة ورامي وربيع وتناولوا فطورهم ليجلس الجميع ويبدأ الكل في سرد الأحداث التي جرت في الأيام السابقة...
فحكوا لهم منذ دخولهم إلى بلد السايلنت وتلك القواعد التي تسير  في ذلك البلد الغريب، كما حكوا لهم مكوثهم في الغابة إلى غاية وصول ذلك العجوز الذي هو في حقيقة الأمر الحاكم روشارد
تفاجئ الجميع مما أخذت ترويه زينة والتي كانت تؤكد على كلامها ديانا ورامي وربيع وأردفت زينة  ذلك الكلام الذي قاله الحاكم روشارد قبل إختفاءه "عودوا الى بلد الأرواح وغيروا مايجب تغيره، شيئ لم يكن من قبل لكنه الأن أصبح موجود"
قالت يسرى:"ماذا يقصد بهذا ياترى؟"
قالت ديانا:"نحن أيضا إحترنا لذلك ولم نفهم قصده، كما إحترنا عن سبب إختفاءه المفاجئ بيننا فبحتنا عنه ولم نجده"
قالت زينة:"فلنفكر بأي حل لعله يفيد في شيئ ما.."
قالت فلة"شيئ لم يكن من قبل و أصبح الآن موجود....أظنه يقصد القصار و الطوال فمن قبل لم تكن هذه العنصرية"
قاطعتها أسماء قائلة:"لقد طلب منكم تغيير هذه العنصرية ربما، لكن كيف ذلك؟!"
قالت يسرى:"عندي خطة مقدار نجاحها ليس كبيرا لكن على الأقل نجرب..."
أخذ الجميع في الأنصات إلى خطة يسرى التي تنص على:"من الآن فصاعدا لا فرق بين طويل و قصير سنضع التساوي في المدرسة انا  وزينة بين القصار والطوال حتى أن مقاعدهم ستتغير لا يأخذ كل الطوال المقاعد الأمامية حتى القصار لهم الحق في ذلك...بينما كانت فلة تخيط الملابس للطوال فقط ستصبح تصمم وتخيط للطوال والقصار معا،ربيع وأسماء ستعالجون الطوال و القصار معا، وديانا أطلبي من وسيم بأن يحضر أحد القصار للعمل معك أظن بأن وسيم لن يعارض ذلك...أما أنت يا رامي فعملك هو حمايتنا"
أعجب الأصدقاء بفكرة يسرى لكنها كانت تتضمن مخاطرة كبيرة لحياتهم بعض الشيئ
قالت زينة:"سنحاول فعل ذلك فعندما يشفى الأمير سيتكفل بحمايتنا فنحن نفعل كل هذا من أجل العودة إلى وطننا و أهلنا ."
أكممل الاصدقاء حديثهم بعد اتفاقهم على الخطة التي ستبدأ غدا وفي مكان عمل كل واحد منهم...

بلد الأرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن