وصلت الفتيات إلى العيادة و اجتمع الجميع في مكتب ربيع بما فيهم رهف و خولة ....
بدأت ديانا حكايتها عن يومها الأول و عن ذلك الشاب ذو العينين الجميلتان و عن تحدثهما الطويل مع بعضهم كما أن مالك المطعم أعجب بأسلوبها في تقديم الطعام
قالت رهف:" يبدو أنه أعجب بك أيضا"
ديانا:" و كيف عرفت ذلك".
_ لأنه لا يتكلم عادة مع عماله خاصة مقدمو الطعام ، كما أنه طرد أكثر من عاملة في يوم الاول ....فهذا دليل كاف على إعجابه بك"
تراقصت ديانا فرحا و قالت:" أتمنى ذلك"
ضحك الجميع من ديانا و تعجبوا أيضا فديانا لا تقع في الحب بسهولة
ثم أخبرتهم فلة عن عملها أنها احبته كثيرا و كانت عادة ما تصمم خطأً أزياء ما فوق الأرض فيستغربن الخياطات عن ذلك الزي فتخبرهم انها أخطأت ليس إلا....
و حكت أسماء و ربيع عن يومهم الذي كان مملوءا بالمرضى و حديثهم مع الطبيب مصطفى ...
أما زينة و يسرى فقد قصصن كل شيئ و شجارهن مع ذلك المدير العنصري و بكاء الآنسة ليلى
و بعد لحظات دخل الدكتور مصطفى بجانب زوجته الحامل ....نهضت يسرى و زينة و قالتا:" الأستاذة ليلى؟؟!!!"
دخلت ليلى مع مصطفى الى الغرفة التي كان مجتمع فيها الجميع لتبادل أطراف الحديث
قالت ليلى ليسري و زينة: " اسفة عن ما فعلته سابقا ذلك ركضي المفاجئ و لم أتعرف بكما جيدا أعتذز عن كل هذا"
قالت يسرى:" لا بأس بذلك،لكن هل انت على مايرام؟"
قالت ليلى:" اتمنى ذلك"
استأذن مصطفى من الجميع و أخذ ربيع جانبا و أخذ يهمس له:"انا أحتاجك في أمر هام على ان يبقى سرا بيننا"
رد ربيع:" بالطبع، لكن ما الأمر؟"
_أريدك أن تكشف عن زوجتي لأطمئن على حالة الرضيع'
_ ماذااا؟؟ لكن ألست طبيب؟ تستطيع ذلك أليس كذلك؟"
_ نعم أستطيع لكن أريد أن اتأكد من شيئ ....عندما حملت ليلى لم يكشف عنها أحد سوياي و عندما تشكل الجنين و أصبح الآن في الشهر الرابع حدث شيئ مريع و هذا الشيئ دفعني لأن يكشف لها طبيب غيري لأني ربما أخطأت في شيئ....و صحيح أني لم اعرفك طويلا لكنني وثقت بك كثيرا"
_ لكن ما هو الشيئ الذي أخطأت فيه؟
_ هذا ما ستكتشفه انت
_ و هل زوجتك تعلم بأني سأكشف لها؟
_نعم بالطبع..
ظلت البنات يتحدثن الى الأستاذة ليلى و يتعرفن أكثر الى أن ناداها زوجها الذي دخلت برفقته مع ربيع إلى غرفة من غرف العيادة و أغلقوا الباب...
دخل ربيع مع ليلى و مصطفى و أغلقوا الباب و أخذ ربيع يكشف لليلى و بعد قليل ابتسم ربيع و قال:" أهنئك يا صديقي فالجنين حي و هو بأفضل حال".
رد مصطفى:"نعم أعلم هذا، أنا أعلم بأن إبني حي ...
_ اذن ما المشكلة؟؟؟
_أريد حجمه كيف هو؟ طوله كم يبلغ؟
قال ربيع مبتسما:"أهنئك للمرة الثانية ابنك طويل يصل طوله الى الى خمسين سنتمتر و سيعيش كالأمير هنا"
_ لا أظن ذلك يا صديقي، فابني سيولد قصير....
_كيف ذلك؟؟؟
_ لأن الجنين عندما يكون في بطن أمه طويل فهذا يعني عند خروجه الى الحياة سيقصر في كل عام من أعوامه الى ان يصبح قصير، أما اذا كان الجنين قصير فهذا يعني عندما يولد سيصبح طويل هذا ما يحدث في بلدنا...
حزن ربيع من أجل صديقه و بقي يفحص و يقول :" لا ربما أخطأت "..
الى ان استوفقه مصطفى قائلا:" لا لم تخطئ"...
أما ليلى فأخذت تبكي و تصرخ بأعلى صوتها: "لا لااا لا أريد ان تأخذ روحه البريئة..."
أما الفتيات فكنٍّ يسترقن السمع وراء الباب و ما إن سمعن صراخ ليلى دخلن الى هناك يسئلن عن ماذا جرى؟؟؟...
جلس مصطفى و ليلى ليحكيان لهما عن حكاية ابنهما الذي كان سرا بينهما و الذي اصبح الآن سرا بين زينة و صديقاتها و ربيع ....
قال ربيع:" لكنكما طوال القامة و كيف حصل هذا؟
قال مصطفى:" جدتي كانت من قصار القامة لكن جدي كان طويل و بعدها تزوجا و انجبا أبي الذي كان طويلا و أمي كذلك...و عندما ولدت انا كنت طويلا و لا زلت كذلك حتى ظننت بأن طول جدتي لن يؤثر في سلالتنا الى أن التقيت ليلى و أعجبت بها و حكيت لها عن مشاعري اتجاهها و حكيت لها بأني من اصول قصيرة لكنها أحبتني و قبلتني زوجا لها و لا أحد يعرف بأن جدتي كانت قصيرة إلا ليلى و أنتم، لذا حاولو ابقاءه سرا بيننا ....
قالت خولة:"اذا لا يوجد شيئ نخفيه نحن ايضا".
قالت اسماء:" حسنا ربما تستطيعون مساعدتنا اذا!؟"
قال مصطفى:" في ماذا"
حكت ديانا لهن كل شيئ و ما نسيت ديانا تضيفه فلة و ما نسيت فلة تضيفه يسرى و غيرها،....حكين لهما كل شيئ من مقتل ربيع و دخول باب القبو و لقاءهم برهف و لقاء زينة بأختها و بحثهم عن عمل لسبب بحثهم عن الأستاذ عاصم الذي يدرس التاريخ و الجغرافيا...
قالت ليلى" ماذا الاستاذ عاصم؟"...
قالت فلة :"نعم، و هل تعرفينه؟"
نظرت ليلى إلى مصطفى و ضحكا و قالت:" أظن ان مشكلتك قد حلت"
قالت ديانا:" حقا؟ و كيف ذلك؟؟"
قالت ليلى:" إن الاستاذ عاصم هو أبي"
تفاجأ الجميع كما أنه فرحوا لأن مخرج الطوارئ قد وُجد
ثم أردفت:" لكنه في إجازة ، أظن أنني السبب في ذلك....عندما سمع أبي بأني حامل فرح كثيرا و طلب مني أن أسميه عاصم إن كان طفلا...لكن بعد ما سمع بأنه سيكون من قصار قامة حزن كثيرا و صرخ علي و على مصطفى و طلب مني بأن أجهض الجنين و لقبه بالعار و بقي يقول بأن حراس الأرواح سيقتلون الطفل و و سيقتلوننا ايضا و قد يحرم أبي من عمله و منصبه ...كنت اذهب الى المدرسة لأهدأه لكنه لم يسمح لي بالكلام حتى و بقي يلومني يصرخ في وجهي ،لقد تبرأ من حفيده بدل الفرح به ... وبعد أيام من توسلي إليه أخذ إجازة ليبقى فيها بعيدا عني و لم يكلف نفسه بالسؤال علي بل كل ما كان يهمه هو أجهاض الجنين ....لكني بالطبع لم أفعل ذلك و لن أفعل و سيأتي إبني للحياة و سيعيش و سأضحي من أجل ذلك بكل شيئ و لو كلفني روحي..."
بدأت ليلى بالبكاء عن حالتها المأسفة و بقي مصطفى يهدأها ....ثم قالت:" سأريكم بيت أبي سأذهب لزيارته رغم كل ما فعل فهو يضل أبي و أنتم ستسألونه عن بلادكم في نفس الوقت و إياكن و أن يعرف بأنكن من فوق الأرض لأن أبي متعصب قليلا و ينبذ سكان فوق الأرض و يكره وجودهم على الأرض ..
ثم أردفت :" سأذهب الى البيت و أقطف له بعض الفواكه و بعض الأزهار اعتذارا له"..
قال مصطفى:" هل تريدين مني القدوم معك ؟"
_ لا داعي يا عزيزي سأكون بخير لا تقلق...
أما ربيع فبقي في عيادته مع مصطفى بحيث أن رهف و خولة ذهبتا إلى البيت لتحضير العشاء
أما زينة و صديقاتها و الأستاذة ليلى اتجهن إلى منزل الأستاذ عاصم....
ما إن وصلت البنات دقدقن الباب فكانت الباب مفتوحة لذا لا داعي لطرقها ....
قالت ليلى خائفة:" من المستحيلات السابع أن ينسى أبي الباب مفتوحة"
اسرعت البنات الى الداخل ما إن دخلن غرفة المعيشة حتى وجدن الاستاذ عاصم مشنوقا بحبل الغسيل ....
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...