اقترب الأمير من زينة و أخذها بعيدا عن صديقاتها و قال:"هل أنتِ من ما فوق الأرض؟ كيف وصلتي إلى هنا؟ هل تعرفين المخرج؟
قالت زينة واثقة :" لو كنت أعرف المكان لما كنت أمامك...ماذا كنت تفعله في المقبرة؟ و لماذا كنت تحفر قبر الحاكم الأول؟لا يعقل أن يفعل أمير ما فعلت"
وضع الأمير يده على فم زينة محاولا إسكاتها قائلا:" ألم أقل انسي ما رأيتِ؟"
_ لن انسى ذلك يا صغيري إلا بشرط!!!
_لاتنفع الشروط مع الأمير يا صغيرتي
_ لا تقل صغيرتي،كل ما عليك فعله الآن هو أن تخرجنا من هنا و لا تخبر أحدا أننا من فوق الأرض إلى حين نجد مخرجا و نذهب من أرضكم بسلام بدون مشاكل ، وفي مقابل ذلك لن أخبر أحدا عن ما رأيته في المقبرة....
قهقه الأمير قهقهة غريبة و قال :" أخبري من شئت فلا أحد سيصدقك لا يوجد لديك دليل حتى"
لم تكترث زينة لما قاله الأمير فكان كل ما يهمها الخروج أحياء و الرجوع إلى وطنها برفقة أصدقائها فأخذت قطعة قماش من ملابسها و قطعتها لتصبح وشاحا و ضعته على عيني ربيع ثم أخبرت الأمير في أذنيه بأن يلمس الباب ففعل الأمير ذلك ...ما أن أكمل نزعت الوشاح من عيني ربيع .....ظل الكل مندهشا و غير مستوعب ما يحدث
قالت زينة لربيع:" انت تستطيع أن تكشف عن بصمات الأصابع "
_ الآن؟؟؟
_نعم، و بسرعة من فضلك اكشف عن هذه المساحة من الباب عن من لمسحها..
_ لا أظن أنني أحضرت ذلك المحلول لكن سأبحث في أحد جيوبي
بحث ربيع في جيوبه إلى أن استخرجه من جيب سرواله و وضعه على الباب ،كان محلولا إخترعه أحد مدرسيه في الجامعة يكشف عن بصمة الأصابع في وقت آني، ظل ربيع صامتا لفترة ثم قال:" إن الأمير هو من فعل ذلك"
اندهش الأمير من ذلك، اقتربت منه زينة:" و الآن يا صغيري ماذا تنوي العمل بنا،استطيع أن أضعه على قبر الحاكم و أكشف فعلتك تلك.."
قال الأمير مخاطبا الجنود:" افتحوا لهم الباب ايها الجنديان يبدو انكم أخطأتم فإنهم من بلاد السايلنت "
فتح الجنديان لهم الباب ...
اقترب الأمير من زينة قائلا:" بعدما يشفى ابي و تشفى الروح المريضة سنتقابل يا أيتها المغرورة"
_ اتمنى ذلك ....لكن ما الذي كنت تفعله في المقبرة أنذاك...
_ أنه ليس من شأنك ..انصرفي و فقط
_ اياك أن تستفزني..هيا احكي
_ سأحكي لك لكن بشرط
_ ما هو؟
_ قلت بأن صديقكم ربيع طبيب ،و أنتم سكان ما فوق الأرض متطورين أكثر منا و أكبر مثال على ذلك هو كاشف البصمات...فهل يستطيع ذلك الطبيب كشف سر الروح المريضة التي نتناقلها...
_ ربما يستطيع..لكن اجبني ماذا كنت تفعل هناك...
_ يا لك من طفولية...قال الأطباء أن روح أبي لن تطول و ستفنى و أنا من سيرثها منه لذا قبل كل هذا ذهبت الى المقبرة و حفرت قبر الحاكم الأول لعلي أعلم سر تلك الروح المريضة ....
_ و هل استطعت معرفة السر؟
_ بالطبع لم استطع
_ و لما لا؟؟؟؟
_ لأن فتاة تحشر أنفها في ما لا يعنيها جاءت و أفسدت كل شيئ...
ابتسمت زينة معتذرة عن ذلك
قال الأمير ؛"لا أريد أن يموت أبي و لا أريد أن إرث تلك الروح اللعينة، كما أنني غير متزوج و لا أملك ابنا يخلفني فعندما أرثها و لا أستطيع الإستيقاظ ستحدث حروب أو انقلابات لا يستطيع شعبي نحمل عبأها ...
حزنت زينة من أجل ذلك الأمير و قالت في نفسها:" هل أحكي له الحكاية الحقيقية لهذا البلد؟؟
ثم يخبرها الجانب الأخر من نفسها أن لا تفعل ذلك لأنه لن يصدقها فهي لا تملك دليلا عن ذلك بحيث أنه ربما يعرف الحكاية الحقيقية ...
قالت زينة مخاطبة الأمير:" أنا آسفة لما سيحصل لك لكن اتمنى أن لا يحدث شيئا من ذلك ..لذا هل استطيع مساعدتك؟"
_ ماذا ستفعل لي معلمة متعجرفة مثلك؟
_ ناكر للجميل أنت...!
_ حسنا،حينما أبعث جنودي اليكما تعالي و أحضري ربيع لمعالجة أبي سيكون ذلك بعد يومين ...
_ حسنا سنكون في الموعد
_ لا أريد أن يعرف أحد انك من سكان ما فوق الأرض لأن هذا ليس لصالحي
اومأت زينة برأسها أن نعم و انطلقت مع أصدقائها خارجا لتبدأ التساؤلات من كل جهة: ما هذه الجرأة ؟؟مالذي اتفقتما عليه؟ كيف استطعت ذلك؟ هل تقابلت معه من قبل؟ كيف تركك الأمير تتكلمين معه بتلك الطريقة؟
ردت زينة:" لقد وعدته أن لا أحكي شيئ و أعلم أنه ليس من طباعي أن أخفي عنكنّ شيئ لكن صدقنني حين يحين وقت ذلك سأروي لكم كل شيئ فلو حكيت لكنّ ربما سنعدم ...."
ثم اضافت لهن عن ذهاب ربيع لمعالجة والد الأمير فقبل ربيع ذلك ...
إلى أن قاطعتهم اسماء:" انطلقوا الأن فلدينا عمل يجب أن نقوم به اتجاه رهف ..."
أنت تقرأ
بلد الأرواح
Horrorما رأيك ببلد ظالم آثم سيسرق روحك و انت حي و يعيش بتلك الروح و تبقى انت جسد لا جدوى منه ...