.
.
.
.
مرت ثلاث سنوات اخرى في الكوخ والفتاة الصغيرة التي احضرها بيكاسوس ذات مره اصبحت فتاة شابه تسر نظر كل من وقعت عيناه عليها بشعرها الاسود الطويل الفاحم وعيناها ذات اللون الاخظر الغامق الذي يتحول الى لون الذهب عندما يتعرض لشعاع الشمس.
كما اختفت قطرات الحبر الثلاثه التي علت ذقنها الصغير ليترك بشرتها صافيه وخاليه من اي شائبه.
لقد ذكرت ميراج مره انه من عادات قريتها تجديد تلك النقاط كل ثلاث سنين وبما ان ست سنوات قد مرت منذ ان سقط الحبر على ذقنها، تلاشت القطرات بكل سهوله وكان بيكاسوس سعيداً بهذا التغيير فالان لن يدعوها احد بالمشعوذه او يبتعد عنها الناس كما حدث عند اول مرة اصطحبها للسوق، حيث شعرت ميراج بعدم الامان من نظرات البشر.
من جانب اخر كان يراقب الفتاة كل يوم بينما اخذت تكبر، وحفظ كل جزء فيها من ابتسامتها وحركاتها حتى طريقة مشيها الا انه شعر بأن هنالك شيئاً ما ناقص وهو صوتها...
لقد اراد ان يسمعه بشده حتى انه تخيله كثيراً في احلامه وحاول دراسة حالتها ولكن دون جدوى فلقد ذكر عند حصول حالات كهذه ، يتعافى المريض بعد فترة ومن تلقاء نفسه.
كان بيكاسوس يحمل الامل في قلبه كل يوم ولكن دون فائده، حتى قرر ان يترك الامر للقدر ويستمتع بأيامه مع ميراج التي كانت تعني له الكثير.
فعند مرور كل صباح ومساء كان يشعر بالمزيد من السعاده، واعتاد على روتينه اليومي ولم يمانع بتاتاً عندما اعتقدت احد السيدات العجوز في السوق بأنهما زوجين يافعين ولم يبالي بتصحيح خطأها، حتى انه نسي المهمة التي ارسله الملك من اجلها ونسي ما كانت تعني ميراج للمملكه.
.
.
.
شعرت ميراج بالانزعاج عندما تسلل ضوء الشمس الى غرفتها ، كانت قد نسيت ان تسدل الستاره في الليلة الماضيه وذهبت الى النوم مباشرة بعد الاستحمام.
كان جسدها متعباً وشعرت بوخز من الالم في عظامها لكن ذلك لم يمنعها من فتح عينيها فجأه وتركض لترى الشمس تسطع على الغابة وتجفف ما حول الكوخ ولم يكن هناك اي اثر لاي غيمة في السماء بعد ان عبرت عاصفة هوجاء الليلة الماضيه وجعلتها تخرج في منتصف الليل الى باحة الكوخ لانقاذ الغسيل قبل ان يبتل بالكامل.
*السوق!* فكرت بفرح ، ستذهب اليوم الى السوق بكل تأكيد! فاليوم أحد وعند كل احد كان بيكاسوس يصطحبها الى السوق لشراء كل ما ترغب.
نزلت السلالم بسرعة لتجد بيكاسوس واتجهت الى غرفته طارقةً الباب عدة مرات ولكن دون ان يجيب عليها احد. قطبت حاجبيها وذهبت الى غرفة الجلوس لتجده مستلقٍ على الاريكه. كان منظره مسالماً ، تساقطت بعض خصلات الشعر على وجهه بينما وضع يده ضاماً كتاباً الى صدره.
فكرت ميراج بأنه قد نام عند طلوع الضوء كعادته لذلك تركته وعادت لتكمل نومها بعد ان بدأ الصداع ينبض في صدعها ولكن ليس قبل ان تأخذ الكتاب الذي كان يقرأه وتعيده الى مكانه. وبالفعل اخذته واتجهت لتضعه في الرف الذي توسط الجدار على يمين الغرفه.
عندما رفعت يدها لتضعه في مكانه سقطت ورقة مطويه من بين صفحاته، تناولتها بفضول بعد ان لاحظت الختم الشمعي الاحمر المفتوح الذي حفر عليه حرف S .
ترددت ميراج في البدايه في فتحه ولكنها لم تقاوم رائحة اللافندر التي انبعثت من الورقه ففتحتها:
أنت تقرأ
مشعوذة الجنرال
Vampire*مكتمله* لم يكن ظلام الليل ولا علو الشرفة التي وقف عليها كافيان لأخفاء تلك النظرة التي وجهها لها من الاعلى، وما زاد الامر سوء ، تغير لون عينيه من السواد الى الاحمر المشتعل، كعيني وحش غاضب مختبئ في الظلام... لكنه كان آسراً، كل جزء من معالم وجهه الصار...