... ما قبلّ الخِتامّ ...

4.9K 368 10
                                    

.
.
.
.
- نحن هنا...
قال ماركوس وهو يضع كفه برفق على الباب والى جانبه تشاستين.
- هل انت بخير؟
سألت الفتاة وهي تنظر الى الباب والقفل الفضي الكبير الذي احكم اغلاقه.
ساد الصمت ولم يجب عليهما حتى سمعا صوت خطواته لاول مره وهي تقترب من الجهة الثانيه من الباب.
- لقد علمت بأنكما ستأتيان...
قال بصوت يملئه الامل:
- ميكائيل هل انت بخير؟
سألته تشاستين مجدداً بقلق:
- للأن...لا اعلم كم املك من الوقت قبل ان اعود الى حالتي السابقه...
- ماذا بأمكاننا ان نفعل من اجلك؟
سأله ماركوس وهو مستعد لفعل المستحيل:
- بأمكانكما فتح الباب كبدايه...
طلب منهما دون تردد ، فنظر الاثنين الى بعضهما البعض بدهشه:
- م...ماذا ستفعل بعد ذلك؟
قالت تشاستين فأجاب بصرامه:
- سأقتل كارل وكريستن ثم سأقوم بتحويل ميراج قبل فوات الاوان.
- كلا!
اجاب ماركوس بهلع وهو يفكر بالحال التي سيصبح عليها بعد ان يقتل اخاه:
- لماذا تفعل ذلك...هو لم يفعل لك اي شيء!
جادله بخوف لكن الملك اجاب:
- لقد قام بحبسي هنا، ورفض ان يخرجني لرؤية ميراج، اولئك الاثنين يعلمان تماماً ما ينتظرهما.
- ل...لكن كريستن صديقك...ولا يمكنك فعل ذلك بمارك...انهما يفعلان ما بوسعهما للمملكة...
قالت تشاستين بحزن ثم اكملت:
- لا يمكننا ان نخرجك وانت على هذه الحال...انا اسفه...
زمجر الملك بخفة كي لا يحدث اي جلبه:
- تشاستين! انتِ تدينين لي بالكثير!
صاح ميكائيل بالفتاة ليرسل الرعب داخلها.
لقد كانت تعلم ذلك، تعلم بأنها تدين بحياتها له، بمكانتها المرموقه، بفرصتها الجديده، وبالاوقات التي جلس بها الى جانبها واستمع الى قصصها التي لا تنتهي عن حبيبها الراحل مارسيل...
اعطاها الكثير واصبح الاخ والاب والصديق لها ولكن ما يفعله الان كان كثيراً للغايه...لا يمكنه قتل اقربائهم بدم بارد فقط لانهما ارادا فعل الصواب...
- انا اعلم ذلك!
قالت تشاستين بصوت مرتجف...:
- انا اعلم...لكن كل ما تقوله الان هو عار على الصحة والمنطق...
- بأمكاني ان افتح لك الباب...
جاء العرض الغير متوقع من ماركوس ،فرفع الملك حاجبه وهو يستمع:
- اذا قطعت لي وعداً بالاعفاء عن حياة كريستن وأخي...سأفتح لك الباب وسأحميك منهما اذا حاولا منعك من الوصول الى مبتغاك...
- اعطيك كلمتي...
قال الملك بشكل مباشر، فهو لم يكن ينوي اساسا قتل اقربائه ، ربما تعليمهما درساً ولكن ليس قتلهما:
- هل ذلك جيد يا تشاستين؟
سألها ماركوس فأومأت بالقبول، والان لم تتبقى امامهما الا مشكلة واحده...
...لا احد يعلم اين المفتاح...
تناولت تشاستين دبوس الشعر من خصلاتها الفضيه وناولتها لماركوس ليفتح الباب ، فخبرتها في هذا المجال كانت اقل من الصفر...
ولكنها لم تعلم ان ماركوس ليس لديه خبرة ايضاً في هذا الامر، وبالرغم من ذلك لم يتذمر، بل امسك القفل الفضي الذي بدأ بحرق يديه وقام بطعنه عدة مرات بالدبوس الماسي حتى اصبح قطعة معدن باليه وسقط على الارض.
لم تتأخر تشاستين بأدارة المقبض وفتح الباب على مصرعيه ليكشف لهما عن هيئة الملك المخيفه، لم يروه على هذا الحال الا عندما يعود من الحرب، ثيابه ممزقه من النزاع مع قريبيه سابقاً وشعره الاسود مبعثر على وجهه مع بقع دماء جافه على قميصه الابيض.
وحتى بمنظر كهذا، لم تتمكن تشاستين من كبح مشاعرها، واندفعت ناحيته لتلف ذراعيها الصغيرتين حوله وعينيها تمتلئان بالدموع، لقد خشي الجميع فقدانه بمن فيهم هي، ولم ترغب بتصديق انه قد فارق وعيه الى الابد.
- لنتبادل العناق لاحقاً ايتها الصغيره.
اخبرها ميكائيل وهو يربت على رأسها فآبتسمت وابتعدت عنه بينما اكتفى بتوجيه نظرة امتنان نحو ماركوس.
- اعتقد ان ويرلوك يقوم بالحراسة الان...
قال مارك وهو يبعد الباب عن الملك ليخرج ويتجه نحو غرفة ميراج والبقية على اعقابه.
- كان يجب ان يضعوا تهديداً اكبر.
قال ميكائيل وهو يتوقف امام باب الغرفه ويشعر بوخزات السعادة الخفيفه في قلبه ودون ان يفكر حتى ادار مقبض الباب وفتحه ليجفل الامير الذي جلس الى جانب السرير.
- م...ميكائيل...
قال بتردد ولكن سرعان ما اختفى ليحل محله ابتسامة بثت الاستغراب في نفس مارك وتشاستين.
- اعتقد ان عملي هنا قد انتهى؟
سأل الامير الملك، فأومأ الاخر وقال:
- يبدو ذلك.
- حسناً ، كنت بحاجة الى استراحة على اية حال.
نهض ويرلوك وسار خارج الغرفة كما لو لم يرَ شيئاً.
- سنكون في الخارج...
قال مارك وهو يتناول ذراع تشاستين ويسيران خارج الغرفه، لقد لاحظا مدى توتره، حتى انه لم ينظر الى الفتاة بل جالت عينيه الى كل مكان عدا وجهها...
تقدم نحو السرير بعد ان سمع صوت اغلاق الباب خلفه، وكلما خطى نحو الامام، شعر برفرفة قلبه الخفيفه وهي تعود تدريجياً الى وسط صدره، وبالرغم من ذلك ، لم يتمكن من تجاهل الالم الذي تعاني منه فتاته الان...
جمع شجاعته ورفع عينيه نحوها، كانت مستلقيه على السرير بسلام، مرتديه فستان نومها الابيض وشعرها الاسود الفاحم منثور الى جانبها، لو كانت الضروف تختلف لاعتقد بأنها نائمه...لكن شحوب وجهها اخبره العكس...
انها مريضه، وتحتاجه...
تناولها من على السرير برفق ليجلس اولا ويضعها بين ذراعيه تالياً ، وكما في السابق، ابعد خصلات شعرها عن وجهها...لقد اشتاق لها ، لعبيرها، لضحكاتها، لمزاجها المتقلب، وحتى لدموعها المستمره...:
- انا اسف...
قال لها وهو يضع جبهته على كتفها ويستمع الى نبضات قلبها البطيئه:
- كان يجب ان ابقى هنا...
لقد ترجيتني للذهاب معي لكني رفضت...
كما لو كنتِ تعلمين ماذا سيحدث...
هل كان ذلك ما اخافكِ يا صغيرتي؟
الهذا السبب ابعدتني عن عقلكِ الجميل؟

مشعوذة الجنرالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن