.
.
.
.
وصلت العربة الى المنزل المقصود في المدينه، كان الظلام قد ساد الشوارع ولم يعد هناك اي ضوء سوى ذلك البصيص الصغير من نوافذ المنازل المجاوره.
ربت كريستن على سقف العربه ليعلن عن توقفها وليستعد كل من معه للمواجهه، وحالما توقفت العجلات عن الدوارن ووضعت الاحصنه حوافرها الحديديه على الارض، فتح باب المنزل ليكشف عن انغريد التي اكتسحت ملامح وجهها البهجة والحماس ومن ورائها ظهرت فجر.
اخفى كارل وماركوس وجهيهما بالقبعات التي كانوا يرتدونها بينما تجنب كريستن النظر اليهما.
خرج ويرلوك من العربة وكالعادة تدلت ايدث من على رقبته كأنها وشاح بالٍ قديم.
- هل هي هنا؟!
سألت انغريد وهي تتجه نحو العربة بسرعه، ولكن الامير امسك بذراعها في الوقت المناسب ليبقيها بعيده.
- هل ترغبين بأن احضرها الى الداخل؟
سأل ويرلوك فجر وهو يتجاهل انغريد، ولدهشته، اومأت فجر بالرفض.
- لنذهب.
قالت له وهي تخرج من البيت لتتجه نحو العربه ولوهله ظن الامير ان كل شيء سيفشل...
- ويرلوك! تحرك!
صاحت فجر بالامير بينما فتحت الباب وصعدت الى العربه حتى دون ان تنظر ورائها.
هرع ويرلوك الى العربه وهو يشتم حظه وتجاهل نظرات كريستن وكارل المملوءة بالفزع.
لحسن الحظ حين جلس في العربه الى جانب تشاستين وجد ان فجر تطالعها بأبتسامة ساخره.
- الى اين؟
سأل اخته وهو يكاد ان يفزع بدوره:
- الغابه...لا اريد ترك اي اثر خلفي...انغريد هل انتِ قادمه ام ماذا؟
بدت مصاصة الدماء مرتبكه قليلاً ولكنها استقلت العربه لتجلس الى جانب فجر.
طرق ويرلوك على جدار العربه خلفه وصاح:
- الى الغابه.
زادت ابتسامة فجر وهي تطالع اخيها ثم قالت:
- الست متحمساً اليوم...
اصطنع ويرلوك ابتسامة مماثله ولكن دون ان يجيب.
لقد اطمأن تماماً لمغادرتهم الحي السكني وعلم ان ميكائيل سيسعد بذلك ايضاً.
كان الطريق الى الغابة موحشاً على غير العاده، ربما يعود ذلك لعدم وجود القمر في السماء هذه الليله؟ ومما زاد توتر الجميع هو الصمت الذي ساد داخل العربه. تظاهرت تشاستين بالنوم بينما اخذت فجر تطالعها كما لو كانت فريستها.
- ابعد الكيس عن وجهها...
قالت فجأه لتجفل الجميع...
- ل...لماذا؟
قال ويرلوك وهو يستجمع ثقته:
- اريد ان اراها وهي ترتعب...
اجابته وهي تفرقع مفاصل اصابعها ...
- الان ويرلوك...
امرته دون النية على التراجع ولكن لحسن الحظ، توقفت العربة فجأه وسمعوا طرقتين على جدار العربه ينبأهم بوصولهم الى مكانهم المقصود.
- اه...اخيراً.
قالت فجر ثم فتحت الباب دون ان تنتظر ان يفعل احد اخر ذلك من اجلها...
- انزلها...بسرعه.
قالت قبل ان تطئ الارض وانغريد على اعقابها...
- هل انتِ مستعده؟
همس ويرلوك لتشاستين واومأت الاخرى التي تظاهرت بوجود قيد حول يديها :
- هيا بنا!
همست بحماس ثم سمحت له بحملها ككيس بطاطا ولكنه توقف حالما شعر بميكائيل داخل رأسه:
* ... لقد تغيرت الخطه ...تشاستين ابقي داخل العربه ولا تتركيها فقط اذا احتجنا الدعم...*
- حسناً ...
قالت تشاستين وهي تتراجع الى الداخل لتسمح للامير بالخروج بينما وطأ كل من كريستن وكارل ومارك على الارض بجانبه:
- الفتاة.
امرت فجر وهي تنظر الى ويرلوك الذي لم تبد عليه ملامح الندم:
- احضر الفتاة ويرلوك الان!
قالت والغضب يتطاير منها ، لقد شعرت بأنه يحاول ان يغيضها ولم تشك به ولو لوهله...
- انا اسف... لكن يا اختي...عندما يتمادى الملك...وينشر الفساد في ارضه...يجب ان يوقفه احد...لقد تسببتي لجميع الممالك ما يكفي من المشاكل... لا يمكنني ان ادعكِ تستمرين هكذا بعد الان...
وبما انها لم تدرك ماذا يحدث، قطبت فجر حاجبيها بغضب وبدأت بالتقدم نحوه حتى هبط امامها ضل اسود كبير ليجفلها ويجعلها تتراجع الى الوراء بسرعه...:
- م...ميكائيل...
كانت انغريد هي من همس بذلك وملامح الرعب تعتري وجهها:
- كان يجب عليكِ الاخذ بنصيحتي والبقاء بعيداً عن هنا.
تحدث الملك مخاطباً مصاصة الدماء التي نزلت دموعها من الخوف، ثم اجابت بهلع:
- مهما كانت الاشياء التي اخبروك بأني قمت بفعلها ، انها كذب...جميعها كذب!!
أنت تقرأ
مشعوذة الجنرال
Vampir*مكتمله* لم يكن ظلام الليل ولا علو الشرفة التي وقف عليها كافيان لأخفاء تلك النظرة التي وجهها لها من الاعلى، وما زاد الامر سوء ، تغير لون عينيه من السواد الى الاحمر المشتعل، كعيني وحش غاضب مختبئ في الظلام... لكنه كان آسراً، كل جزء من معالم وجهه الصار...