...قَٓـــــرارْ...

9.1K 514 12
                                    

.
.
.
.
غط ميكائيل في نوم عميق الليلة الماضيه وهو راض تماماً بما احاطه من سكون وهدوء، مهما كان ما فعلته تلك المشعوذه الصغيره قد نفع، فهو لم يسمع اي صوت، اي فكره او اي حديث جانبي واي همسات عالقه في الهواء الا عندما دخل بيكاسوس بغضب الى الغرفة وهو يصيح:
- اظهر بعض الرحمه ميكائيل انها مجرد طفله!!
رفع ميكائيل جسده من على السرير بكل رشاقه دون ان يحدث اي صوت ووجد ان الفتاة قد غادرت جانبه وتكورت في احد زوايا الغرفه، لم يعلم متى استيقظت بالضبط ولكن تلك الهالات السوداء تحت عينيها لم تكن لتبشر بالخير.
حالما رأت الفتاة بيكاسوس ركضت نحوه واختفت وراء ظهره وهي تتمسك بملابسه وذلك صب الزيت فوق النار، بدأت اعصابه تفور من الغضب عندما تمسكت به بقوه وهي ترتجف من مصاص الدماء الذي وجدته امامها حالما فتحت عينيها من غيبوبتها القصيره.
- بحق السماء!! ماذا؟! هل اردت استغلالها ثم قتلها؟ هل الامر كذلك؟! هل اصبحت منجذباً نحو الاطفال فجأة؟!
صاح بيكاسوس بصديقه بعد ان تذكر كيف ان هذه الفتاة لا حول ولا قوة امام مصاص دماء فاق عمره الست قرون، وكما لو لم يسمعه الاخر، جلس على السرير وقام بالترحيب بهدوء بالاصوات التي ملأت القصر وتركها تنساب الى عقله، فلقد ذاق ذرعاً بمقاومتها منذ مده طويله وتوصل الى ان افضل حل هو الاستسلام وتقبل الامر الواقع.
لربما لو كان مصاص دماء اخر لرحب بهذه المقدره التي كانت تشكل نقطة قوة له ، فسماع افكار من حوله ومن يسكن قصره جعلته يتدارك انقلاب محتم في احد فترات حياته، وكذلك مكنته من معرفة اين يكمن ولاء كل من في القصر.
لطالما اخبره بيكاسوس ان الله يعطي نعمة ونقمه في الوقت ذاته، فبالرغم من انه اعطاه الخلود، الا انه حرم من الطعام والشمس والشعور بالبرد والموت والاحساس بالاوكسجين يدخل الى رئتيه او حتى سماع دقات قلبه، وكما اعطاه نعمة سماع افكار غيره، حرمه من الهدوء والنوم...
- خذها بعيداً الان وعد لاحقاً، لدي ما احدثك به.
قال ميكائيل وهو ينظر الى الارض ويتدارك الافكار التي طرأت برأسه ليلة البارحه.
تجمد بيكاسوس في مكانه وهو يعتقد ان صديقه قد قصد ان يقتلها ويعود اليه بالاخبار فأحتج قائلاً:
- ميكائيل...تعلم انني لا استطيع....
قاطعه ميكائيل بعد ان سمع افكاره:
- لقد قصدت ان تذهب بها الى احد الغرف وقل لاحد الخدم الاعتناء بمتطلباتها ثم عد الي.
توقف بيكاسوس قليلا عن الحركه ولو كان يتنفس لتنهد الان من الراحه ولكنه اومأ فقط ووضع يده على ظهر الفتاة ثم قادها خارج الغرفه وحتى عندما خرجا واخذا يمشيان في ممرات القصر ، كانت الفتاة لا تزال تتمسك بثيابه بقوه كما لو كان حبل نجاتها ولسبب لم يعلمه شعر بالرضا لذلك.
لم يكن بيكاسوس ليسمح للجنرال بأيذاء اي فرد من افراد القصر الا في حالات الخيانة الكبرى لانه شعر بقيمة الحياة البشرية التي فقدها وبضعف البشر ، فمقارنةً به هم لا شيء سوى زجاج رقيق وضع على حافة احد الطاولات وعند هبوب اي نسمة من الهواء قد يسقط ويتكسر، او بالاحرى ذلك ما شعره تجاه الفتاة الصغيره التي بدأت تظهر القليل من الابتسامه على وجهها عندما ظهر توتنيان في احد الممرات وهرع نحو الاثنان:
- بيكاسوس...ماذا جرى؟!
لقد كان الاثنان يبحثان عن الصغيرة الليل بطوله بعد ان ادركا انهما غفلا عنها في غرفة بيكاسوس البارحه، وعندما رأيا بأنها اختفت سرى القلق في الاثنين وهما يعتقدان ان سيدهما قد اخذ الفتاة وقتلها دون رحمه او استخلص دمائها كلها وقد ينادي عليهما في اي لحظه لأنتشال الجثه مثلما يحدث عند مجيء النساء الى غرفته في اوقات متفرقه:
- لا اعلم، في الواقع بأمكانك ان تسألها، لم اتمكن من فهم اي شيء ، لقد كانت في غرفة الجنرال متكوره في احد زوايا الغرفة وحالما رأتني تمسكت بي وهذا هو الحال...
قال بيكاسوس وهو يشير الى الفتاة التي بدأت ترخي قبضتها شيئاً فشيئاً، كان من الواضح انها تشعر بالمزيد من الارتياح عندما يكون توتنيان وبيكاسوس في الجوار.
قبع توتنيان امامها وحاول ان يمد يده ليربت على شعرها الطويل الاشعث ولوهله تردد خائفاً من ان ترفض لمسته، ولكنها لم تفعل اي شيء وتركته.
- ماذا جرى ايتها الصغيره؟
سألها توتنيان بلغته الاصليه فنظرت الفتاة الى الارض كما لو كانت تتهرب من الاجابه وتمنت بدورها لو انها تتهرب لمدة من الوقت لربما يسألها شيئاً اخر الا انه بقي يحدق بها بفضول كما لو كان يخبرها ان خطتها لن تفلح فعادت الى الخلف وراء بيكاسوس واشارت الى الخارج.
اتسعت عينا توتنيان من الرعب، فعندما حاول احد الهرب من القصر، كان الجنرال ينزل به اشد العذاب لولا تدخل بيكاسوس، ولكن بيكاسوس لم يكن الى جانب الفتاة ليلة البارحه، وربما، فقط ربما مارس عليها الجنرال افعاله الشنيعه...
- وماذا فعل؟
سأل توتنيان بحذر الا ان الفتاة هزت رأسها بالنفي كما لو ارادت ان تنكر ان شيئاً لم يحدث.
وقف توتنيان ونظر الى بيكاسوس الذي لم يكن ليفهم كلمه واحده مما قالا لبعضهما ولكنه شعر بأن هناك خطباً ما، كانت معالم وجه توتنيان تشرح كل شيء، ولكنه اراد ان يسمع ذلك ليتأكد:
- ماذا هناك؟
سأل بيكاسوس بحذر فقام الاخر وقال بتردد:
- هل تعتقد ان الجنرال...
. ولوهله فكر بيكاسوس تماماً مثلما فعل توتنيان، فقبع الى جانب الفتاة واخذ يفتش رقبتها ويديها ورأسها الذي لفته الضماده البيضاء من البارحه ولكنه لم يجد اي شيء.
- خذها توتنيان، وقم بأحضار بعض الثياب لها واخبر الخدم ان يطعموها فهي لم تأكل منذ البارحه.
قال بيكاسوس بلهجة امره فسأله الاخر:
- ماذا عنك؟
- لدي ما اقوم به الان!
أجاب بعصبيه وهو ينهض ويسير عائداً من حيث اتى، لم يكن ليسكت عن فعلة ميكائيل ولو انه عرف الرجل جيداً اذن كان هناك سبباً وراء ما فعل، كان يجب ان يعلمه، وايضاً كان يجب ان يغير رأيه من قتل الفتاة الصغيره بسبب كلام تلك الدجاله التي تدعى كارينا.
أتجه مباشرة نحو غرفة ميكائيل بينما اخذ توتنيان الفتاة الى المطبخ، كان بيكاسوس يشتاط غضباً الا ان ذلك لم يجعله ينسى مبادئه، فوجد نفسه يتوقف امام باب الغرفة وحاول ان يهدئ قليلاً من نفسه ويخلي باله من اية افكار ، كان قد تعلم تلك الطريقه لطرد ميكائيل من رأسه حتى لا يعرف ما يكنه له من حقد.
طرق الباب بعد ذلك وتفاجئ عندما فتح ميكائيل الباب مباشرة كما لو كان ينتظره.
اشار له بالدخول دون ان يتحدث بكلمه واغلق الباب ورائه وبعد سكون قصير من الطرفين قال الجنرال بنبرة واثقه:
- اريد تلك الفتاة.
تصلب بيكاسوس في مكانه وهو يتسائل في نفسه عما اذا فقد ميكائيل صوابه بعد القرون الطويلة التي عاشها:
- لا يمكن ان تكون جاداً...
قال بيكاسوس بأستهزاء:
- ما الذي جرى فجأة؟
بدا ان الجنرال كان مستغرقاً في تفكيره ، حتى انه نسي وجود بيكاسوس في الغرفة واخذ يحوم ذهاباً واياباً كالقط الرشيق دون ان تسمع خطواته.
- لا شيء.
قال وهو يحول نظره الى صديقه، لقد كذب بالطبع ولكنه كان يجب ان يفهم سبب ضعفه المفاجئ تجاه الفتاة لكي يشرح الامر بالتالي الى بيكاسوس.
- لقد عشت قروناً عديده يا صديقي، وصدقني عندما اقول لك ان البشر لم يتغيرون على الاطلاق، قد تكون عطوفاً معهم وتقدم لهم كل ما يريدونه، ولكنهم دائماً يجدون سبباً للانتفاضة وخلق ثورات لا معنى لها.
لم يكن الجنرال يقصد والد بيكاسوس بالتحديد ولكن الاخر تذكره على اية حال وشعر بوخزة من الالم والحقد.
- لدي ما يكفي من الامور للاعتناء بها الان، ولا يمكنني تحمل ثورة غاضبه من القرويين اذا علموا بأنني قتلت الفتاة دون سبب، لذا لقد اتخذت قراري.
- وما هو ذلك القرار؟
قال بيكاسوس بحذر، فعاد الجنرال ليجلس على احد الكراسي التي وضعت بجانب النافذه وقال وهو يتأمل الحديقة القابعه خلف الزجاج:
- سترحل بها بعيداً يا بيكاسوس، ستوفر لها التعليم الذي تحتاجه لكي تكون مثقفة كفايه للوقوف الى جانبي عندما تعود، يجب ان يدرك البشر بآنني لست بالطاغيه الذي يتصوروه، سأدع الفتاة كحلية في القصر للتعبير عن حسن نيتي اليهم...هل فهمت ما اقصد؟
اومآ بيكاسوس برأسه بالرغم من عدم فهمه لمقصد الجنرال تماماً، كل ما كان يهمه هو لماذا يبعده هو ايضاً عن القصر؟ هل اصبح يشك في امره؟
- لماذا انا؟ بأمكان توتنيان ان يرحل معها، فهو يتكلم لغتها وانا لا يمكنني ذلك...
اقترح بيكاسوس وهو يحاول ان يحزر دوافع صديقه، فضحك الاخر واجابه:
- توتنيان مجرد بشري ايها الصديق، ربما يمرض، او يموت في حال تعرضوا الى هجوم قطاع طرق، كما انه ليس مثقفاً كفايه للاعتناء بالفتاة، انت من الناحية الاخرى مصاص دماء، بآمكانك ان تدافع عنها وعنك، ولن تمرض او يحدث لم اي شيء من هذا القبيل، كما انني لا اثق بتوتنيان كما اثق بك.
تراجع بيكاسوس قليلاً وهو يحسب الامر في رأسه، اذاً يريدها كحليه مثقفه تقف الى جانبه...لم يكن الجنرال ليدع طفلة تقف الى جانبه، هذا كان يعني شيئاً واحداً...:
- لكن ما تطلبه سيأخذ العديد من السنوات!
اعترض بيكاسوس بقوه وهو يفكر بعدد السنين التي سيرحل بها عن القصر وعن اصدقائه البشر الذين كانوا ذا اعمار قصيره مقارنة به، ولم يرغب ان يضيع اي ثانيه منها...
- هذا ما اقصده تماماً.
قال الجنرال ببرود ثم اكمل وهو يشبك اصابعه تحت ذقنه وبدا كما لو كان يفكر بشكل عميق:
- لا يمكن ان تقف طفله الى جانبي، لن اسمح بذلك، سأكون مهزلة امام المجلس ولو سمع اسياد بقية المناطق بذلك سيحسبوني ضعيف وقد يحاولون اخذها او حتى خطفها من اجل تحقيق اهدافهم. اريدها أمرأه قويه ذات نظرة ثاقبه تخرس اقوى الرجال يا بيكاسوس، لا اريد طفلة كثيرة البكاء الى جانبي.
-ماذا عن ما اريده انا؟
قال بيكاسوس وهو يحتج فأجابه ميكائيل:
- لقد اقسمت الولاء لي يا بيكاسوس، وستقوم بتنفيذ ما اريد، انت لن تخسر حتى تلك السنين التي ستنقضي!
- اعلم ذلك! لكن اين سنرحل ومتى سنعود! ماذا عن ابحاثي هنا ودراساتي!
- ستأخذها معك اذا اضطرك الامر.
كان الجنرال هادئاً تماماً على عكس بيكاسوس الذي شعر بحياته تنسل من بين اصابعه، كيف يتعامل مع تلك الفتاة؟ كيف سيتواصل معها اذا لم يتحدث لغتها؟
- الى كوخ جنوب المملكه، لقد حررت حديثاً ولم يعد احد يسكنها بعد الدمار الذي حصل، سيكون مكاناً جيداً لأخفائها حتى يحين الوقت. وبأمكانك ان تعتبرها كشارلوت، الم تكن حزيناً دوماً لخسارتها؟
قال الجنرال بعد ان تمكن من سماع افكار بيكاسوس، لقد نسي تركيزه وفقد قدرته على اغلاق عقله والان بعد ان ذكر اخته الصغيرة المتوفاة تمكن منه الحزن.
- متى سنعود؟
سأل الطبيب بيأس فأجاب الاخر وهو ينهض ويتجه نحوه:
- ستعلم عندما يحين الوقت، سترحل الليله، لا اريد ان يعلم اي شخص في هذا القصر عن ما سيجري الا انت، لا اريد الخدم ينمنمون عن الامر.
- كما تريد...
قال بيكاسوس بأستسلام ثم اتجه نحو الباب ليخرج وهو يقول:
- اذا سمحت لي الان، فسأذهب لحزم الاغراض اللازمه...
ثم اغلق الباب خلفه وسار متجهاً نحو غرفته التي لم تبعد عن عيادته الا بابين، عندما فتح الباب شعر بالاسى لرؤيته اللوحه الزيتيه التي احتوت على معالم اخته الصغرى التي جلست على كرسي خشبي ذا لون ذهبي ومغطى بقماش بلون الازرق الداكن ووالده الذي وقف الى جانبها بينما كان مكانه الى الجانب الاخر...كانت معالم والده صارمه كالعاده الا ان اخته، شارلوت، كانت كالملاك الصغير، بالرغم من حب والدها الكبير لها الا ان بيكاسوس كان يعلم دائماً انه يلومها على وفاته والدته التي رحلت الى السماء بعد ان انجبتها...
ابعد بيكاسوس عينيه عن اللوحه واتجه نحو خزانته ليخرج حقيبة سفره، في العاده كان المرء ليحزم ثيابه اولاً الا ان بيكاسوس اتجه نحو مكتبته واخذ يضع الكتب داخل الحقيبه، لقد كانت تلك الكتب حياته بأكملها، لم يبتعد يوماً عنها، كانت ملجأه ودرعه الذي يحميه من كل ما لا يعرفه.
بعد ان انتهى من توضيب كتبه توجه لآخذ بعض من قطع الثياب التي سيحتاجها ثم توجه لأحضار ما قد تحتاجه الفتاة، بالطبع رحب بعض الخادمات ببيكاسوس عندما طلب منهم اي ثياب لم يكن بحاجة اليها، بل حتى قمن بأعطائه ثياب جديده ونظيفه لم تبدو ملبوسة من قبل.
تأكد بعدها من تجهيز العربه التي لا زالت في وضع الاستعداد منذ البارحه ثم الاهم...الفتاة...كان يجب ان يأخذها ويرحل دون ان يخبر احد شيئاً، ولكن ماذا سيفعل بشأن توتنيان؟ على الرغم من عدم ثقة سيده به الا ان بيكاسوس يفعل.
كما انه الوحيد الذي بأمكانه ان يشرح الموقف للفتاة، لا يمكن ان ينتشلها هكذا ويرحل، ماذا لو قاومته، او حاولت الهروب...كان يجب ان يرى الخادم ويطلب مساعدته وهذا ما فعله.
خرج من غرفته ليجد امامه الشخص الذي يبحث عنه، كان قد توجه توتنيان برفقة الفتاة الى غرفة بيكاسوس بعد ان علم ان الخدم شاهدوه يدخل اليها.
- الشخص الذي كنت ابحث عنه!.
قال بيكاسوس وهو يشعر بالراحه وبادل الفتاة بأبتسامة لطيفه ثم فتح باب غرفته وطلب منهم الدخول وحالما فعلوا اجلسهم على سريره، لم تكن حقائب سفر بيكاسوس لتغفل عن عيني توتنيان الذي رمق الاخر بنظرة تساؤل:
- انها اوامر الجنرال...
قال بيكاسوس وهو يتتبع نظرة الرجل فنهض الاخر بأرتباك وقال:
- هل قام بنفيك او شيئاً من هذا القبيل؟!
اومأ بيكاسوس بالنفي بينما اهتزت خصلات شعره البيضاء حوله ثم اجاب:
- انه ينوي ارسالي بعيداً مع الفتاة...الليله...
-مجدداً؟! الم يغير رأيه؟
سأل توتنيان بعصبيه فأبتسم الاخر بيأس وقال:
- بل فعل...انه يرسلنا بعيداً من اجل الاهتمام بالفتاة حتى تكبر، يريدها ان تمثل البشر الى جانبه، حلية لا اكثر...
- لكن بأمكانه اختيار اي أمرأة اخرى!.
احتج الخادم ،صحيح كان بآمكانه ان يختار اي امرأه اخرى لكنه اختار هذه الفتاة، وربما اذا لم يكن ليفعل لقتلها عوضاً عن ذَلِك.
- اجل، لكن لنكن ممتنين الان، انت تعرف انه ليس من السهل ان يغير الجنرال قراره، ولقد فعل من اجلها...
عم السكون في الغرفه، لم يجد توتنيان ما يقوله، لقد كان عاجزاً امام الجنرال وكذلك بيكاسوس:
- اخبرها بأننا سنذهب لنعيش معاً بعيداً عن هنا، وانها ستكون بخير وعلى افضل حال، حتى ان العديد من الخادمات قمن بتزويدي بثياب مناسبه من اجلها كما سأحتاجك ان تدون لي بسرعة بعض الكلمات لكي تفهمها ، كالطعام والشراب والحمام واي اسم ضروري اخر...كل شيء معد للرحيل، لكني وضعت ثقتي بك يا صديقي، في حال احتجنا شيئا ما، سأكتب لك حسنا؟ فالجنرال لا يرغب ان يعرف احد بما يجري ولكني لا استطيع ان افعل هذا لوحدي...
كان اليأس يبدو على ملامح بيكاسوس، وشعر به توتنيان، لم يكن ليدعه بمفرده لذلك وضع يده على كتف صديقه وقال:
- انا على بعد رسالة لا تقلق، لن يعلم احد بما يجري.
وبعد ذلك جلس توتنيان ليشرح للفتاة ما كان يجري، فكانت تارة تنظر الى بيكاسوس وتارة اخرى تتمسك بذراع توتنيان كما لو انها ارادته ان يذهب معهم ولكن لم يكن باليد حيله...
هدأت الفتاة واستسلمت تماما كما فعل بيكاسوس، لم يكن بيدها اي شيء لتفعله، هي لم تستطع الحديث حتى لتعبر عن ما في بالها وتطلب منهم ان يلحقوها بأي سفينة متجهه الى وطنها...
لم يكن امامها سوى ان تنصاع لأوامر الجنرال، والرحيل بعيداً عنه بأسرع وقتٍ ممكن....
———————————————————————————————————————————
ملاحظة الكاتب:
* هذا الجزء غير منقح لاني مستعجله بسبب الضروف الحاليه الي بالعراق، ماعرف يمته راح ينقطع الانترنت او يمتى يرجع🤦🏻‍♀️

مشعوذة الجنرالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن