الحقيقة

94 10 0
                                    

إستيقضت نيسان أبكر من المعتاد فهي تستطيع سماع والدتها وهي تنادي عليها للإفطار .... غيرت نيسان ملابسها و استعدت لتخرج من المنزل
_إلى اين؟
جاء صوت والدتها وهي تطل من باب المطبخ
قالت نيسان وهي تلبس حذائها على عجل
_تأخر الوقت امي
_ألن تأكلي شيئا؟؟
تكلمت نيسان بنشاط ومن ثم قبلت قمة رأس والدتها مغادرة
_لا تقلقي سأشتري شيئا في الطريق
الهواء كان نقيا ومنعشا هذا الصباح رفعت نيسان رأسها للسماء ال زرقاء و أخذت نفسا عميقا شعرت بشعور أفضل ... منذ أمس وهي تشعر بألم في رأسها
إذ برسالة تستقبلها من هاتفها و كان مساعدها علي
"دكتورة المريض إحسان يطلب رؤيتك و أن الأمر عاجل ارجوكي تعالي بسرعة"
أعادت نيسان هاتفها إلى المحفضة وتابعت سيرها.... الشعور بالغصة في حلقها عاد من جديد لكن لا دموع حتى الأن
مشاعرها كانت متضاربة لا تريد التفكير لكن في الوقت التي تجاهد فيه من أجل ذلك أفلتت منها أفكارها كفئران هاربة 
إلى أين تنتمي؟؟ كان هذا سؤالها المستمر .. الجواب بالطبع سهل جدا طبعا في هذه المدينة في هذا المكان الذي عاشت فيه سنوات حياتها لكن منذ فترة يبدوا أن هذا الجواب السهل لم يعد صحيحا لقد كانت تشعر بالغربة و الوحدة هناك في الخارج مكانها ستتعرف عليه وهو موطنها
دخلت نيسان المستشفى ثم إلى مكتبها وغيرت ملابسها متجهة إلى غرفة إحسان طرقت الباب بهدوء
_هذه انا....؟
لم يرد عليها لكنها فتحت الباب بهدوء كان جالسا على الكرسي ولما رآها ابتسم بهدوء وقال
_تفضلي يا دكتورة
قالت
_أخبروني انك تريدني سيد إحسان
قال بجدية
_ أجل هذا صحيح انت تريدين معرفة قصتي أليس كذالك ؟؟؟  حسنا اسمعيني اذن
لكنه وقف وأضاف
_ لكن ليس هنا أريدك أن تشعري بها .... تعالي معي
وبسرعة خرجوا من الغرفة ومن ثم من المستشفى.....
ما أن ربطت نيسان حزام الأمان حتى ضربت سيارة شوفرولي كل قواعد الأمان وإستدار  نصف إستدارة خطيرة لكي تنطلق كإعصار نحو الجنوب
قالت نيسان وهي تتثبت بباب السيارة
_رويدا هل يمكنك أن تقود على مهل لسنا في سباق السيارات
_ هل تخافي السرعة يا دكتورة ؟؟
ثم ضاعف من سرعة السيارة و أقلعت بسرعة جنونية .... كانت سيارة شوفرولي قد غادرت المستشفى و سلكت الطريق السريع تجاوزت مدرسة محاطة ب أشجار و ركن في شارع هادئ تصطف البيوت على جانبيه
سألها إحسان بعد أن لاحظ علامات الخوف و التردد على ملامحها
_هل ستنزلين أم ...
قاطعته و هي تخرج من السيارة
_لا أعرف لما انا هنا لكن لا تعتقد لثانية أنني خائفة سيد إحسان تعال أريد سماع القصة لا داعي للممطالة
نظر إحسان من حوله ثم أقبل إلى السور وهم بتسلقه
_ألهي ما آلذي تفعله أليس معك المفاتيح؟؟
أجاب و هو يقفز محاولا الوصول بيده إلى اعلا السور
_كلا... سافتح الباب إنتظريني هنا
وبعد أن قفز للداخل فتح الباب فدخلت نيسان
لم تكن الحديقة كما كانت خضراء ومنعشة بل تحولت إلى صحراء صفراء قاحلة عندما اقتربت نيسان من المنزل تسارعت دقات قلبها حاولت تجاهلها لكن شعرت بجلدها كله يوخزها وي ينبهها والشعيرات الصغيرة على ذراعيها إنتصبت من الخوف
أخرج إحسان المفاتيح من تحت المزهرية المتوضعة   فوق الطاولة في الحديقة و أخيرا دخلوا المنزل
كان المنزل يسبح في الظلام  و شعرت نيسان بالضيق للسكن الرهيب المخيم عليه
همست
_ماذا الآن ؟؟؟....

لعنة المراياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن