فلنرحل قبل الهلاك

64 5 0
                                    

كان يصرخ كالمجنون و بدأ الشقف يهوي فوق راسه و كانت زجاج النوافذ تتحطم و هو يركض مبتعدا بسرعة ... وصلته صرخات نيسان رغم الدوي المجلل الطاغي ووجدها مقبلة نحوه بذعر  و إرتمت بين ذراعيه وهي تهتف باكية
_ ان المنزل يتحطم دعنا نرحل من هنا
أمسك نيسان و حثها على الركض بسرعة نحو الخارج ... نيسان تثبتت به اكثر وهي يمسم بيدها بقوة و أمض بها الى السيارة و جعلها تدخل بسرعة الى المقدمة قم قفز نخو الباب بسرعة فجلس و طاار بالسيارة حتى قبل ان بغلق الباب ثم انفجر المنزل و هطلت الحجارة و الشظايا على الأرض
كانت قد إنخفضت درجة الحرارة و الريح في ثورتها متزايدة ترسل همسات عبر العشب و تصدر خشخشة من الاوراق المتدلية لأشجار البلوط القديمة
كان إحسان يقود وقد خفف من سرعة السيارة بينما كانت نيسان جالسة طالبة المواسات ... كانوا يسيرون في وسط طريق بري بظون هدى وسط ليلة طويلة مخلفين منزلا محروقا مهدما
ساعة السيارة كانت تشير الى الثالثة وربع ديقيقة عندما توقفت امام المستشفى
_ لقد وصلنا
رفعت نيسان رأسها و نظرت إليه ثم نظرت عبر النافذة المغلقة و قالت
_ حسنا سكرا لك يأعود الى المنزل الأن أنا متعبة
ضم إحسان يده الى يدها و قال
_ هل ستكونيني بخير!!
إبتسمت نيسان ابتسامة شاحبة وهي تمسك بالباب مفتوحا قليلا
_ اجل لا تقلق
_ إسمعي انت لا تبدين بحالة جيدة ظعيني أقلم بالسيارة ذهابا و عودة
أعادت نيسان إبتسامة ولكن هذه المرة بإبتنان و قالت
_ لا إخسان يكفي الأن عليك العودة الى المستشفى قبل ان يعلم المدير بغيابك على كل حال سأتصل بك حالما أصل
ثم غادرت السيارة متجهة الى الجهة الأخرى حينها نزل إحسان وقال
_ أستفعلين حقا؟؟ لا تجعليني أقلق يا دكتورة
_ سأفعل أعدك
وقبل أن تركب السيارة أطبق عليها بقوة و كأنه يريد حمايتها من لحظات مرعبة و شد الضغط أكثر و أكثر ولو كان بجسده قوة و عظلات لربما سحق عظامها بين ذراعيه .... إلا أنه الأن يشعر بالضعف الشديد يسري في أنحاء جسده .... أبعد رأسه عنها قليلا و تأملها للحظات ثم غادر بسرعة
__________________
وقف عند الباب وطرق و سمعها تأذن له بالدخول وهو لا يعرف لماذا هذه المرة تسارعت نبضات قلبه و ساوره التوتر أكثر من المعتاد
نيسان كانت جالسة على المقعد امام مكتبها و نظرت إليه فإزداد توتره ثم حياها بصوت خافت و هي ردت بهدوؤ
سألها
_ كيف أنت هذا الصباح؟؟؟
ردت
_ جيدة
ثم لمحت حقيبة الى جواره فسألته
_ هل سترحل الأن؟؟
أجاب
_ أجل إنتهت إجازتي سأعوظ لديار
نيسان نظر لأوراق فوق مكتبها ثم إليه و قالت
_ هل لديك عائلة في هذه المدينة؟؟
_ لا لكن أفكر في إستأجار شقة هنا الى أن تتحسن اوضاعي
إبتهجت و قالت
_ عظيم ... وفقك الله
ثم أعطته ورق خروجه و أردفت
_ حسنا إذن هذه ورقة خروجك أتمنى لك التوفيق سيد إحسان
تأملها إحسان عن قرب
_ شكرا لك يا أنسة
ثم وقف و تأملها من زاوية أبعد و خطوات نحو الباب ثم عاد مجددا يتأملها راغبا في طبع صورتها الأخيرة وهي مطأطأة الرأس هاربة من نظراته
و ختم أخيرا
_ مع السلامة
نيسان حركت رأسها إليه و قالت
_ في عون الله
وغادر الغرفة
_ إحسان
كان هذا صوت نيسان يخترق أذنه و رأسه و قلبه و كل ذرة من جسده ... لم يستطع ان يقاوم فإلتفت الى الوراؤ حيث مانت مقبلة إليه وهي تركض بسرعة و بإبتسامة نشرقة تشق طريقها الى وجهها كأنها شمس صافية نقية
أقللت نحوه وقالت
_ مارأيك بكوب قهوة ساخن؟؟

لعنة المراياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن