لعنة المرايا

المتاهة

دخلت الغرفة و ألقيت نظرة سريعة و ذهلت خطوة سريعة وصلت ناحية زوجتي كانت جاثية على الارض تئن بالفزع و هي مغطات بالدماء وتطلق الصرخات
أقبلت نحوها حتى جلست قربها تماما و سألتها بفزع
_ ماذا حدث عزيزتي؟
ردت صوفيا و هي تتنفس بقوة.
_لا تقلق انا بخير انظر
حركت يدي و مسحت على رأسها وقلت
_ حبيبتي هل يؤلمك شيئ؟؟ أخبريني أرجوكي
فرأيت الدموع تتجمع بمرارة فإنهرت أكثر مما انا منهار و اطلقت صوتي كالنحيب قائلا
_ أسف عزيزتي سامحيني
لكنها بكيت بحرارة وهي تغوص بين اضلعي أعمق... اعمق و شيئا فشيئا بدات خفقات قلبها تهدأ و تتباطئ و بدات أنفاسها تهدأ و ذراعيها ترتخي من حولي فتحت عيني و رفعت رأسي قليلا و نظرت إليها كانت قد ماتت
ضممتها الى صدري بهلع... بفزع بعشوائية و بإنهيار كانت طرية كالورق المبلل لقد كانت ميتة بين ذراعي
_الموت... الموت في هذا المنزل
نظرت من حولي في الغرفة و رأيت ما لم يكن بالحسبان شعرت بالقشعريرة تهز بدني كانت قمر بلا حراك مثل صورة فوتوغرافية الان هذه العيون مبيضة أدارتها نحوي
_موتك
قال الصوت
_ موتك ينتظرك يا إحسان
وبدت قمر كأنها تختنق ثم جثت على الارض كانت هناك لحظة من الشلل
قفزت نحوها لحملها لكنها دفعتني بقوة غير طبيعية وهي تقول بصوت خشن مرعب
_ الجحيم في إنتظارك ..
فجأة خرجت من الغرفة بسرعة متجها الى غرفة نومي و أخرجت سلاحي ثم عدت الى باب المنزل كنت اسمع أصوات كثيرة ضحكات أطفال.... أصوات معذبين.. و أشخاص يتكلمون لكنني تجاهلت كل هذا .. لقد اردت الخروج من هنا بأي طريقة
لكني فوجئت برؤية قمر وهي تقبل نحوي بإبتسامتها العريضة و المخيفة وهي تحملسكينا في محاولة طعني
حملت المزهرية التي كانت متوضعة فوقالطاولة جنب الباب و رميتها نحوها و الغريب أنها إختفت و بسرعة توجهت الى المكتب و أغلقت الباب بالمفتاح
كنت جاثيا عند باب الغرفة غارقا في البكاء كنت أرى صوفيا هناك ممددة على الأرض غارقة في الدماء وقفت من جديد ولا أعرف كيف و سرت خطوتين أطبقت على رأسها و ضممتها بين ذراعي كنت أنذاك متصلب على  وضعي و أغمض عيني بقوة
مر وقت والهدوء مستمر من حولي فيما اعاصير الهلع مستمرة في صدري...
وفيما انا كذالك طرق الباب بقوة هبت واقفا فجأة و تلاحقت أنفاسي هلعا ... طرق الباب من جديد طرقا فوضويا و قويا
أسرعت الى درج مكتبي و التقطت حداقة لكنني لم أجد البنزين و تذكرت أنه في المطبخ...