الحلقة 16
فى ذلك اليوم اخذتنى نور الى غرفتها
كانت غرفة كبيرة وفاخرة تشبه تلك التى نراها فى التلفاز
تحتوى على شاشة تلفاز كبيرة وجهاز كمبيوتر محمول وكثير من صور الممثلات واللاتى لا اعرف معظمهن فلم اكن اهتم كثيرا بالفن لاننا لم نكن نمتلك تلفاز لاتابعهن وكانت
بها شرفة واسعة وجميلة تطل مباشرة على الحديقة الخاصة بالفيلا
وحمام السباحة الازرق اللون
ياله من مشهد يخر له الابدان
يفرق كثيرا عن ما كنت افتح عليه عينى فى الاسكندرية
كانت نور لطيفة للغاية فى معاملتها معى
اخذتنى من يدى لتفتح لى خزانتها وتركتنى اختار ما يناسبنى وما اراه جيدا لى من ملابسها والتى لم اراها سوى معروضة فى المحال التجارية ذوات الشهرة العالية
كنت فى غاية الحياء منها ولذلك لم استطيع الاختيار معللة بأنى لن احتاجهم
ولكنها صممت كثيرا على ذلك ولكن مع رفضى المستمر رضخت لى ولكن اعطتنى ملابس حتى استطيع النوم بها
كانت تناسبنى تماما فنحن متقاربتان فى الحجم
جلسنا معا واتت بوجبة العشاء الى الغرفة حتى نتناولها سويا
واخذنا نتسامر كثيرا عن كل شئ
قصصت لها بما مررت فى حياتى .........كل ما اتذكره تقريبا
وهى الاخرى حكت لى الكثير عن تلك العائلة الجديدة التى انتسبت لها
وكانت بعض كلمات نور قد مستنى كثيرا فهى فتاة حقا طيبة لا اعلم كيف انجبتها تلك المرأة المدعوة ثريا !!!فى صباح اليوم التالى
استيقظت باكرا لاشهد المنظر الخلاب من غرفة نور
اخذت انظر اليه وكأنى احلم ........ حقا لم اتصور نفسى فى ذلك المشهد او فى ذلك المنزل
نزلت منى دمعة حاارة دون ان ادرى
كم تمنيت تلك اللحظة ان تكون امى بجانبى ترى هذا الجمال هى الاخرى
لكم عاشت طوال عمرها فى ذلك الحى العتيق ولم تشهد سوى مرارة العيش وكثرة التفكير فى الغد
ولكن اعلم ان كل شئ مرجعه الى الله
فيالله عوضها عن حياتها نعيما فى جنانك
افقت من شرودى على يد تمس كتفى التفت لانظر فاذا بها نور قد استيقظت هى الاخرى
نور : ايه الجميل كان سرحان فى ايه ؟؟
سارة : ها ؟ لا مفيش انا بس كنت ببص على المنظر دا حلو اوى بجد
عمرى ما شفت زيه ابدا
نور : ياستى انتى هتشوفيه كل يوم اساسا
المهم بقى
يلا بينا ننزل نفطر بسرعة عشان يومنا طويل
سارة باندهاش : ليه خير احنا هنعمل ايه ؟نور : احنا هننزل ياستى نشترى كل حاجة انتى محتاجاها
ومنه كمان تشوفى القاهرة
ايه رأيك ؟
سارة : ربنا يخليكى يا نور
بس انتى كدا هتتعبى معايا
نور : ملكيش دعوة انتى بس يلا بس ننزل نفطر
وبالفعل ارتدينا ملابسنا حتى نتناول الافطار مع باقى العائلة
******************************
اما فى منزل ام منى كانت تعم حالة من الحزن
حكت منى لامها كل ما دار بينها وبين حسن
رأفت الام بحال حسن هو الاخر فما باليد حيلة
ترى ايضا ان مستقبله فى سفره فماذا فعل فى بلده حتى يبقى بها
اما منى على العكس تماما ترفض الفكرة من جذورها وترفض كلام امها عن اعادة المحاولة مرة اخرى
تحبه ....... نعم ......... ولكن ان يتركها هو ........ فلا والف لا
منى وهى تبكى : ايه اللى انتى بتقوليه دا يا ماما دا بدل ما تقولى انتى عندك حق جاية تقولى وماله وانا اللى طلعت غلطانة ؟
الام : ايوة يا بنتى انتى اللى غلطانة
حسن مغلطش فى حاجة ....... لو عالسفر فهو عاوز يسافر عشانك عشان تتلموا فى بيت واحد بدل الخطوبة اللى ملهاش اول من اخر دى
ليه يا منى تكسرى بخاطرة وترميله الدبلة كدا
وانتى عارفة انه بيحبك وانتى كمان بتحبيه
منى ومازالت على حالها : يا ماما انتى عارفة انى بحبه ايوة بس انه يسافر دى انتوا عارفيين رأيى من زمان اوى
الغربة هتقسى قلبه وبدل ما يسافر كام سنة عشان يرجع ويستقر هنا هيرفض الفكرة من البداية خالص
وهيتعود على الحياة هناك وهيرجع تانى ويسينى تانى
ايه الغلب دا بس ياربى
الام : لا حول ولا قوة الا بالله ...... طب عالاقل يا بنتى كلميه واتناقشوا سوا
منى : خلاص الكلام خلص يا ماما
ومبقاش منه فايدة
االام : فينك يا سارة انتى اللى كنتى هترجعى ست منى عن اللى بتعمله دا
منى : سارة ؟؟ سارة ربنا يكرمها بقى فى حياتها شكلها هتنسانا يا ماما
الام : لا مش هتنسانا ........ ومتغيريش الموضوع
وعشان تعرفى بقى انا وابوكى متكلمناش لحد دلوقتى وبنقول خططوا لحياتكوا سوا لكن اللى انتى بتعمليه دا مش هنسكت عليه ابدا
عشان حسن دا راجل وشاريكى وياعالم هنلاقى زيه تانى ولا لا
منى بغضب مشوب بالبكاء : انا عاوزة اعرف هو ابنك ولا اانا اللى بنتك .......... انتى واقفة فى صفه اوى كدا ليه يعنى ؟
الام : لا يا بنتى انا واقفة مع الصح وشايفاه هو الصح
وانتى زى اللى بتتلككى وخلاص
شغل بنات فارغ يعنى
منى قامت لتخرج خارج الغرفة : خلاص يا ستى انا بتلكك وهخرج واسيبلك الاوضة كلها بقى
وخرجت منى لتترك والدتها تدعى لها الله بالهداية والتوفيق وراحةالبال
**********************************
على مائدة الافطار كانت تجلس ثريا هانم فقد تحسنت كثيرا عن ليلة البارحة
وكان عاصم بيه يجلس فى قبالتها
اما عن عمرو فكان يجلس عن يمين اباه
نزلت نور تتبعها سارة لتصلا الى المائدة
فتغضب ثريا هانم ويظهر ذلك على ملامحها التى يصيبها اللون الاحمر لتبدو فى غاية الغضبو على وشك الانفجار
ابتسمت نور كالعادة والقت تحية الصباح عليهم جميعا
لترد الام فى اشمئزاز لعد رضاها عن الوضع فهى ترى سارة بصحبة نور ابنتها التى ظنت انها ستكون من نفس رأيها
وستساعدها ايضا فى طرد سارة من المنزل ولكنهم الان يبدوان كصديقتين حميمتين
جرت سارة الكرسى الخاص بها قبالة عمرو وبجانب عمها ايضا فى حياء شديد
تجنبت النظر الى ثريا هانم كى لا تنفجر فيها
ابتسم لها عمها فى حنان وقال : انتى نمتى كويس امبارح ؟
سارة : ايوة الحمد لله نمت كويس
عاصم : قولى بجد .......... اصل انا عارف نوم نور بنتى كويس
استغربت ثريا من القول فهل حقا نامت تلك الفتاة البائسة بجانب ابنتى
سارة ضحكت ضحكة برئية ونظرت الى نور التى توقف الطعام فى فمها : لا ابدا يا عمى نور نومها حلو اوى
ابتلعت نور الطعام ثم وجهت كلامها نحو ااباها فى عصبية بغرض الهزار : تقصد ايه يعنى ....... هو انا يعنى وابور جاز يا بابا
والله انت مجربتش حتى نومى عشان تقول كدا
ضحك عمرو فى صمت ثم تحدث بصوت منخفض : خالص دا انا بسمع صوتك وانتى نايمة بيجى لاوضتى
نور : نعم !!!!!! بتقول حاجة انت كمان
عمرو : دى نور من الملايكة حتى يا بابا انتى مسمعتهاش وهى نايمة ياااااااه مبعرفش انام الا لما اسمعها
ضحكت سارة لهذه المشادات بين الاخوين وبين اباهم
اما عن ثريا هانم فكانت فى غاية الغضب لعدم اهتمامهم بها وكأنها لا تجلس معهم
فنادت بأعلى صوت للخادمة التى جرت فى سرعة لتقف امام ثريا هانم فى خضوع
ثريا : انتى ايه كل دا مش سمعانى
الخادمة : انا جيت جرى والله يا ستى اول ما ندهتى عليا
ثريا : يعنى انا بتبلى عليكى ولا ايه
الخادمة : لا ياستى العفو
ثريا : طيب انجرى هاتى اللبن هنا بسرعة
الخادمة : امرك يا هانم
جرت الخادمة بسرعة حتى لا تغضب فيها ثريا هانم ثانية
واتت بالاكواب الخاصة بهم واللبن
كانت هذه من عادات ثريا هانم والتى كان يكرهها الجميع فكانوا لا يحبون احتساء اللبن مع الافطار ولكن ها هى تعليمات ثريا هانم التى لا تنتهك ابداااااا
قامت الخادمة بتوزيع الاكواب عليهم بالتساوى وعلى سارة ايضا وبدأت بوضع اللبن فى كل كوب حتى اذا اتت على سارة
فرفضت وضع اللبن فى كوبها وطلبت منها كوب من الشاى
سارة : لالالاا ..... معلش يا دادا انا مش بحب اللبن
لو ممكن بس تعملى شاى يبقى شكرا ليكى اوى
تسمرت ملامح الخادمة فلم تدرى ماذا تفعل فلاول مرة يرفض احد ضيوف ثريا هانم ما تأمر به
رفعت ثريا هانم رأسها ونظرت الى سارة نظرة يملؤها الغضب العارم فهى تكسر قواعد العائلة التى طالما عاشوا عليها
ثريا هانم : نعم ؟؟ شاى ؟؟
احنا بنشرب لبن عالفطار مش شاى
نظرت سارة نظرة تفاهم لقولها ولكنها قالت : الف هنا وشفا يا طنط بس انا مش بحب اللبن
افضل الشاى
ثريا : تفضلى ؟؟ لا يا حبيبتى انتى فاهمة غلط هنا مفيش افضل واحب والكلام دا
دى حاجات احنا بنعملها من زمان اوى
والكل لازم يلتزم بيها هنا واللى مش عاجبه الباب يفوت جمل
سارة : كل دا عشان قلت مبحبش اللبن ؟
نظرت نور الى عمرو فى استغراب فسارة تجادل ثريا هانم
ونور وعمرو لم يفعلوها من قبل
لعلهم كانوا يظنوا ان تلك القواعد منزلة من السماء ولا يجوز المس بها ابداااا
كان عاصم ينظر الى سارة وقد سرح بعقله
فهو يرى فيها رأس والدها حينما رفض ايضا هو الاخر رأى والده فى زواجه من بنات العائلة والبعد عن والده سارة لانها فقيرة احب سارة كثيرا لانها تحمل صفات اخيه
وانها تستطيع المجادلة ما دامت فى حدود الاحترام والادب
احباها اكثر لانها استطاعت مجادلة ثريا هانم التى لا يقف امامها اى منهم
اكملت ثريا كلامها بغضب : معندناش هنا كلمة بحب ومبحبش
انا قلت كلمة وهى كلمة
اللبن ديما يتشرب على الفطار واللى مش عاجبه يقوم وميفطرش معانا
سارة : وانا الحمد لله شبعت
ووجهت كلامها نحو الخادمة فى ثقة : بعد اذنك يا دادا تعمليلى بقى الشاى وتجبيه فوق انا هطلع الاوضة
ثم نظرت نحو ثريا هانم : اهو مش عالفطار ..... تمام كدا
واستاذنت من عمها عاصم وصعدت لغرفتها غلى الدم فى عروق ثريا هانم التى تأكدت من قولها ان تلك الفتاة ليست بالسهلة كما يقول عاصم عنها
ولكن انتظرى ستعرفى حتما من هى ثريا هانم وستعرفى ايضا مصير من يقف امامها*****************************
اما عن على صديق عمرو كان يجلس فى المنزل يشاهد التلفاز فى حين جاءت والدته لتجلس بجانبه
الام : مش عاوز تفطر بقى يا على
على : لا يا ماما لما اعوز هقولك
الام : يا ابنى انت سايب نفسك اوى ومش مهتم بأكلك
امتى بقى تتجوز عشان استريح وهمك اللى شايلاه دا يروح من على كتافى
على : لسه بدرى يا ماما
الام : بدرى ايه بس يا ابنى انت عندك 22 وسنة
ابوك كان متجوزنى وكان عنده 18 سنة وكان راااجل
انت بس انوى كدا واتوكل على الله
وانا محوشالك قرشين كدا تجيب بيهم الشقة بتاعتك او حتى تيجى تعيش معايا انت وهى وتونسونى
على : طيب مش اما اشتغل الاول يا ماما حتى
الام : يا ابنى انوى انت بس
صفى نيتك لله وربنا هيرزقك
على وما زال يقلب فى التلفاز ان شاء الله يا ماما
الام وهى تغمز له : يعنى مفيش واحدة كدا ولا كدا
ضحك على ونظر اليها : لا وكدا ولا كدهون حتى
الام : انا عارفة انك هتلوعنى يا على عشان تعمل اللى انا عاوزاه
بس انا يا ابنى هسيبك على راحتك
وهنا رن هاتف على ليعلن عن اتصال من عمرو صديقه
على : طيب خلاص يا ماما انا هرد على عمرو واجيللك
على : عمووووووور .... حبيب قلبى فينك يا عم
عمرو : انا اللى فينى بردو
على : لا انا اللى كنت بعوزك وقت الامتحانات وبعدين ولا افتكرك
عمرو : طيب سيبك يا عم من الكلام دا
انا عاوزك تجيلى ضرورى انهاردة فى الشركة
على : خير يا عمرو فى حاجة ؟
عمرو : متخافش يا عم بس تيجى ضرورى وتلبس الحتة اللى عالحبل انا بقولك اهو اللى عالحبل
على : طيب على كام كدا ؟؟
عمرو : يعنى ساعة وتكون هنا متتأخرش
على : خلاص ماشى يلا سلام
عمرو : سلام
واغلق على الهاتف وهو فى حالة قلق فلم يطلبه عمرو فىالشركة وللضرورة !!!!***************************************
نعود بالوقت ثانية لنعرف ماذا دار فى منزل عاصم بيه
بعد صعود سارة ظلت ثريا هانم متوهجه من ردة فعل سارة عليها
اما عن عاصم ففضل الكلام مع عمرو قليلا
عاصم : انت انهاردة لازم تروح شركة عمك تباشر الشغل هناك
وبعدين احنا محتاجين سكرتيرة هناك لان الاولى اخدت اجازة بدون مرتب
عمرو بعد تفكير : طيب هو مينفعش سكرتير
عاصم : اى حاجة المهم يكون اطر وبيفهم ويحب الشغل وامين وليه منظر كدا
عمرو : ماشى يا بابا متقلقش خالص
اما عن نور بعد انتهاء كلام عاصم مع عمرو تحدت هى الاخرى قائلة
نور : بابا بعد اذنك انا عاوزة فلوس عشان انزل اجيب شوية حاجات كدا محتاجاها
واشارت برأسها لاعلى حتى يفهم ابااها انها خاصة بسارة
فضحك منها وقال : ماشى يا نونو اللى انتى عاوزاه يا حبيبتى هديهولك
فى تلك اللحظة رن جرس الباب لتفتح الخادمة وتدخل مريم فى عجلة من امرها مريم : ازيك يا عمتو وتطبع قبلة على خديها
ثم توجه الكلام نحو عاصم بيه فى نظرة غريبة : ازيك يا عاصم بيه اقصد يا عمى
عاصم دون ان يرفع رأسه : اهلا ......
ثم توجهت بكل حنية ودلع مصطنع نحو عمرو الذى انشغل بالطعام لدخولها : عمورتى ...... ازيك
عمرو : كويس
يلا انا هقوم انا بقى عشان اعمل اتصال كدا
وفقت مريم وهى تنظر فى غل الى عمرو الذى يتعمد دائما تجاهلها
فجلست مكانه لتتحدث الى نور : ازيك يا نور عاملة ايه يا قلبى
نور : الحمد لله تمام
وفى تلك اللحظة نزلت سارة مرتدية ملابس الخروج لتشترى ما ينقصها مع نور
وما ان رأتها مريم حتى نظرت اليها باندهااااش ثو وجهت نظرها نحو ثريا هانم التى كتمت غيطها لحين رحيل عاصم فقط
أنت تقرأ
مملكتي الخاصه
Romanceفى احد ضواحى محافظة الاسكندرية وخاصة فى منطقة من الاحياء الشعبية العتيقة حيث المنازل القديمة والمتقاربة بصورة كبيرة من بعضها حيث يسمع كل شخص ما يدور فى شقة جاره وفى ذلك الحى ذلك الرجل الذى ينادى على بضاعته وتلك السيدة التى تفاصل فيما تشتريه وذلك ال...