الحلقه 40

13K 256 4
                                    


الحلقة 40


توقف عمرو مباشرة لدى سماعه صوت نور وهى تناديه وتقف اعلى الدرج
ليلتفت لها ويصبح مقابلا لها
لم يكن فى حسبانه انها ستستيقظ الان وفى هذا الوقت ولكنها فعلت وهى الان امامه تنظر له نظرة لم يعتادها من قبل
نظرة يملؤها الغضب والعتاب فى نفس الوقت ... لم يحتمل نظراتها اكثر فنظر الى الارض
نور وهى تنزل من على الدرج : ايه بتبص فى الارض ليه ؟ مكنتش عاوز حد يشوفك هنا ؟ مش كدا ؟
لحظات من الصمت لم يرد فيها عمرو لتكمل نور
نور : ايه مش بترد ليه ؟ ولا انت خلاص اخدت على السكوت
عمرو : نور لو سمحتى مش وقته الكلام
نور : امال امتى الكلام يا عمرو ؟ لما الاقى حاجة تانية بتحصل ومكناش نتوقعها وانت بردو هتفضل ساكت !!!
عمرو : نور !! لو سمحتى ........
نور : لو سمحت انت بقى .. احنا هنا فى بيت واحد وعايشين مع بعض ومش معقول اللى بيحصل هنا دا واحنا هنا زى الاغراب اخر من يعلم ؟
هنا قد وصلت نور الى نهاية الدرج لتتجه نحو عمرو بخطوات ثابتة خالية من التوتر او الانفعال
نور : انا مش فاهمة حاجة يا عمرو .. فعلا مش فاهمة ؟
انا اكتر واحدة عارفة كويس اوووى انك عمرك ما كنت بتحب مريم
دا انت حتى لما بتكون موجودة فى مكان كنت بتسيبه وتقوم
ومش معقول يكون كل دا بتخدعونى !!
طيب ليه ؟ دى حتى مامتك كل اللى كان نفسها فيه انك تتجوز انت وهيا وانت دايما رافض
ايه اللى حصل ؟
كانت الكلمات على حرف من لسانه تكاد ان تقع ليعترف بكل شئ
ولكن شئ ما اوقفه .. لا تستطيع الخروج ابدا من فمه
نظرات نور اليه اشعرته انه لاشئ وانه قد فعل كل شئ
لا يستطيع رفع البصر اليها او مواجهتها .. اين حماستك ! اين شجاعتك ! اين هى كلمات ام على ! الم ترتح لها ! الم تشعر انك قادر على تلك المواجهة !
ام ان هذا شئ وذاك اخر !!!!
نور وقد ارتفعت حدة صوتها : ايه انت كل مرة كدا !
بتخبى على مين وليه ؟
عمرو : اخبى ايه ؟ مفيش حاجة اخبيها ..
نور : انت بتضحك على نفسك مش عليا انا متأكدة ان فى حاجة فى الموضوع دا
لانه مش طبيعى ابداا اللى حصل
عمرو وقد قرر انهاء تلك المجادلة : وانا مش هقدر اوضحلك
نور بنبرة من السخرية والاستهزاء : غلطت .. اسمها خايف اوضحلك .. انت خايف
خايف تواجه نفسك قبل ما تواجهنى .. خاااايف
رنت تلك الكلمات فى رأس عمرو لقد صارحته بحقيقته التى طالما ينكرها
انه يعلم انه لايريد خسارة احد منهم ولهذا ينكر ولكن الان تصارحه نور انه خائف ان يخسر ذاته اكثر من ذلك
نور وهى فى قمة غضبها وقد دفعته فى صدره من شدة الغضب دون ان تدرى
: انت جباااااان
هنا لم يتمالك عمرو نفسه الا وقد رفع يده ليضربها ولكنها امسكته وقد اشتطاطت
وعيناها تبرقان من شدة الذهول والغضب فهذا ليس بأخاها
ليس هو عمرو .. ليس هو............
تركها عمرو سريعا ليخرج قبل ان يفقد اعصابه اكثر من هذا ويقوم بفعل يجعله نادما طوال حياته

************************************************** ****************
لم تنم الفتاتان طوال الليل فقط يتحدثان عن ما يجرى حولهما
وقد تكلمت منى مع سارة عن كل ما حدث لها مع حسن وانهما الان شبه منفصلين
وكان هذا نتيجة الحوار
سارة وهى تعتدل فى جلستها على الفراش بعد سماع ما قالته منى بخصوص طبيعة علاقتهما فى الوقت الحالى
سارة : ايه اللى انتى بتقوليه دا يا منى انتى ازاى تعملى كدا اصلا ؟؟
منى تعتدل هى الاخرى : يعنى كنتى عاوزانى اعمل ايه اقوله ايوة انت صح اعمل اللى نفسك فيه وانا معرفش مش مهم
يا سارة اللى عاوزة اوصله لحسن وعاوزاه يعرفه انى انا وهو واحد يعنى انا لازم اعرف هو بيعمل ايه زى ما هو بيعرف عنى كل حاجة
سارة : بس يا منى فى حكاية الفلوس دى بالذات انتى عارفة ظروف حسن يمكن اخدهم عشان حاجة ليه ومكسوف يقولك
منى : مش بقولك يا سارة اانا عمرى فى حياااتى ما هرفض اى حاجة يعملها عشان اهله ... كل اللى انا طالباه منه انى ابقى عارفة ايه الغريب فى كدا
سارة وهى تمسك بكتفى منها بحنان بالغ : يا حبيبتى انا عارفة بس الرجالة ليهم طبع غريب هو يمكن مش عاوز يبان قدامك انه محتاج فلوس او انه بعد ما اشتغل هياخد بردو الفلوس لحاجة ليه فهمتينى
منى بتوتر : مش عارفة بقى اللى حصل حصل
وهو كمان كأنه بيقول كويس انها بدأت وبدأ يبعد عنى وانا استحالة اروح ابدأ معاه الاول
سارة : ياربنا عليكم انتوا الاتنين بتموتوا فى بعض ومع ذلك كل واحد فى اتجاه
بصى يا منى انتى قلتى انتوا الاتنين واحد اشمعنى هنا وفصلتى
هويبدأ انتى تبدأى المهم حد فيكم يبدأ يا بنتى حرام عليكوا اللى بتعملوه دا والله
منى : ادعيلى بس وربنا يقدم اللى فيه الخير
سارة : بدعيلك والله بس الاول توعدينى انه لما يجى يزورك المرة الجاية لازم انتى اللى تتكلمى وبلاش العصبية اللى انتى فيها دى وكمان قوليله نفس الكلام اللى انتى قولتيه ليا حالا من غير ما تشيلى منهم حرف
قولى كل اللى فى نفسك وهو ساعتها هيقولك على كل حاجة ماشى
منى وهى تنظر للأسفل : اممم ماشى
سارة : منى بصيلى وقولى والله هعمل كدا
منى : حاضر ياسرسورة والله هعمل كدا
المهم بقى خلينا فيكى انتى ناوية على ايه
وقبل ان تجبي سارة كان هناكـ جرس الباب يدق ... فى الصباح الباكر فسكتا عن الكلام حتى يسترقا السمع ليعرفا من القادم
************************************************** ***
فتحت ام منى باب المنزل لتفاجأ بوجود عاصم بيه
اندهشت من مجيئه فكان على عمرو القدوم وليس على والده
ام منى : اهلا .. اهلا وسهلا بحضرتك اتفضل
عاصم بابتسامة : اهلا بيكى .. اانا اسف انى جاى فى وقت زى دا بس مقدرتش استنى لاكتر من كدا
ام منى : لا ابدا متقولش كدا دا بيتك ومطرحك اتفضل
دخل عاصم بيه الى المنزل لتجلسه ام منى فى غرفة استقبال الضيوف
عاصم : انا مش هقعد كتير انا بس عاوز سارة بعد اذنك
ام منى وهى مترددة : اه سارة .. اه بس هى نايمة لسه
عاصم : معلش بعد اذنك ممكن تصحيها
ام منى : بس .... بس احنا ما بنصدق انها بتنام
عاصم : انا عارف والله بس انا محتاج اتكلم معاها ضرورى
هنا وقد نظر عاصم وراء ام منى لتنظر ام منى خلفها لترى سارة قد استيقظت ولكن مازالت اصار البكاء والاجهاد على ملامحها
وقف عاصم ليطيل النظر الى سارة ولكن لا يعلم من اين يبدأ الكلام لتبدأه سارة
سارة : ازيك يا عمو
عاصم : ازيك يا بنتى وقد اقبل عليها ليحتضنها ويقبلها فى جبينها
ام منى وقد وجدت ان عليها الان تركهم وحدهم
ام منى : طيب انا هروح اعمل الفطار والشاى خدوا راحتكم
عاصم : ازيك يا سارة
سارة : الحمد لله كويسة
عاصم : مش باين يا بنتى انتى مش شايفة شكلك عامل ازاى ؟
لم ترد سارة على كلماته فهى تعلم ماذا بها جيداا
عاصم بعد لحظات من الصمت
عاصم : يمكن انا مقدرتش اتكلم معاكى وانتى معايا هناك لان انا اصلا كنت مصدوم زيى زيك والله .. وكنت محتاج اللى يكلمنى انا كمان
انا مش جاى اقولك سامحيه ولا ارجعى لجوزك والكلام دا
نظرت اليه سارة باندهاش مستفهمة عن سبب المجئ ان لم يكن ترجيها للعودة مرة اخرى الى عمرو
عاصم : صدقينى والله انا حاسس بيكى وعارف احساسك ايه وعارف كمان كرامتك فين
وانتى من يوم ما جيتى وانا دايما بقولك ان كرامتك من كرامتى واانا عمرى ما هسمح ان كرامتى تتهان
سارة : امال ليه يا عمو ؟
عاصم : انتى عارفة ان الدراسة هتبتدى يابنتى خلاص وانتى هتكونى فى الجامعة دى لاول مرة ومش معقول هتغيبى يعنى
وكمان لازم تكونى قدام الكل انك مش هامك حاجة ولازم تكونى متماسكة
ولازم تعيشى حياتك عادى معانا
سارة بشئ اشبه بالغضب : اه .. اعيش عادى واتماسك وقدام الناس ابقى تمام وانا جوايا نار من اللى عملوا ابنك دا اللى انتوا عاوزينه ؟
عاصم : سارة انا هاخدك من هنا على انك بنت اخويا مش مرات ابنى
وانتى هتعيشى معانا هناك ملكة
سارة : بعد اذنك يا عمو متقولش ملكة لانى اتعاملت من ابنك زى الشحاتين بشحت منه الحب
عاصم : انا مش عارف هو عمل ليه كدا بس اللى عاوزك تكونى متأكدة منه انه عمره ما حب مريم دى ولا عمره هيحبها
امه كانت بتذلل ليه يا بنتى عشان يتجوزها وهو اللى مرضاش
يعنى من قبل ما يشوفك وهى قدامه وكان رافضها
انا معرفش حصل ايه وبردو مش بدافع عن ابنى انا هعرفه غلطه كويس اوى وهعرفه ان انتى مش بالسهل يتعمل فيكى كدا
انتى هتيجى معايا معززة مكرمة ومش هتتعاملى مع عمرو بس هو هيعرف قيمتك وقيمة اللى عمله معاكى وهترجعى تروحى الكلية وتعيشى حياتك معانا وكمان عشان ورثك يا بنتى دا حقك
كانت سارة تستمع الى كلام عاصم فى تأنى وهدوء ترى ان كلماته صحيحه للغاية
وان كانت تبرر لنفسها انها تريد العودة من اجل الدراسة فانها تريد العودة ايضا من اجل رؤية عمرو والنظر الى عيونه علها تجد السبب المانسب لما فعله
هنا دخلت ام منى وتحمل صينية كبيرة بها الكثير من الطعام لكلا من عاصم وسارة
وضعت تلك الصينية على طاولة صغيرة امامهم وهى تبتسم
ام منى : اتفضلوا الف هنا وشفا ليكو يارب
عاصم وهو ينظر الى الطاعم ثم ينظر الى ام منى بابتسامة عريضة : مكنش ليه لزوم التعب دا والله انا عارف انى جيت اصلا فى وقت مش مناسب وانتى كمان تتعبى نفسك كدا
ام منى : تعبك راحة وبعدين انا متعبتش ولا حاجة والله دى حاجة كدا على ما قسم
انا بس عاوزة منك حاجة صغيرة دا بعد اذنك
عاصم باهتمام : اؤمرى طبعا يا حاجة
ام منى : الامر لله انا عاوزاك بس تأكل سارة اى حاجة لانها من ساعة ما جت واكلتها مفيش خالص وزى ما انت شايفها عدمانة
عاصم : حاااضر بس كدا دا انتى تؤمرى
وهنا بدأ عاصم بتناول الطعام الذى كان يشتهيه فهو منذ سنوات طويلة لم يتناول طعام كهذا حتى مل منه
وكان بين الحين والاخرى يعطى سارة بعض الطعام فى فمها مباشرة
وبعد الانتهاء من تناول الطعام شكر عاصم ام منى كثيرا على لذه الطعام ومدى حفاوتها به وكرمها
ودخلت سارة مباشرة الى الغرفة التى تجلس بها منى وبدلت ملابسها لتصبح جاهزة للرحيل مرة ثانية
ودعت سارة كل من ام منى ومنى بشدة وامنتهم على السلام لوالد منى حين يعود من عمله وكذلك فعل عاصم الى ان خرجا من المنزل متجهين الى القاهرة ............
***********************************************
وكالعادة او ما اتخذته هذه العائلة كعادة هو تناول الطعام بصحبة خالد
بعد الانتهاء من تناوله خرجوا لتناول الشاى والكعك فى حديقة الفيلا
لتنفرد والدة مريم وسيف مع خالد بالحديث الذى تسلسل الى ان وصل الى النقطة التى طالما تمنت ان تتحدث بها وتصل اليها
هى : بس غريبة انت يعنى مش ليك شركاء فى شغلك
خالد : لا انا عن نفسى مش بحب يكون ليا شريك فى حاجة
زى ما انتى عارفة لو كان ليا شريك وانا برأى وهو برأى دايما الموضوع هيبقى فيه حاجة غلط وكنت هوصل للى وصلتله دا كمان 10 سنين قدام
احسن حاجة ان ليا دماغى ومعايا فلوسى وبشتغل لوحدى
كانت ام مريم بين الحين والاخرى تغير من ملامح وجهها وكأنها معجبة حق الاعجاب بتفكيره وتبهره بملامحها حتى انه كان يتحدث دائما معها عن عمله حتى يرى تلك الملامح على وجهها
هى : طيب ولو كان ليك شريك بفلوس بس من غير دماغ ايه رأيكـ
ابتسم خالد لدى سماعه هذه الكلمات منها فهو الان علم ما تريده
بل انه قد نفذ ما كان يفكر به
************************************************** **************
كانت نور تجلس فى حديقة الفيلا وهى تمسك بأصابعها تكاد تفرمها فى فمها من التوتر والغضب الذى سيطر عليها كلما تتذكر اخاها وهو يرفع يده على وجهها
كان رأسها مشوشا لا تدرى ما الذى اوصل الجميع لتلك الحالة
يقطع تفكيرها والدتها التى جاءت لتجلس الى جوارها
ثريا : انتى عرفتى ان اخوكى جه ؟
نور وهى تنظر بطرف عينها ومازالت تضع اصابعها بين اسنانها : اه عرفت
ثريا وهى تمسك بكوب من قهوة وتعلوها ابتسامة كبيرة : الحمد لله انا كدا اطمنت
نور : اطمنتى على ايه !! على رجوع ابنك مش كدا !
ثريا : امال اطمن على ايه يا نور ؟
نور : والمسكينة التانية اللى ملهاش اهل دى ومنعرفلهاش طريق دى عادى تتوه تموت مش هامك
ثريا وهى ترتشف من كوب القهوة : وانا مالى هو انا اللى قلتلها تمشى ؟
نور : ماما انتى بتتكلمى جد فى اللى بتقوليه دا ؟ انتى فرحانة باللى حصل
قرحانة بجواز ابنك بالزفتة التانية وان سارة مشت والبيت اتخرب
ثريا وقد غضبت من كلمات نور : احترمى نفسك انتى نسيتى انتى بتتكلمى مع مين !
انا امكـ مش واحدة بلعل معاكى
وأقولك على حاجة بقى عشان ترتاحى اه انا فرحانة ان سارة مشت من هنا عاوزة تعاقبينى ولا ايه ؟؟! ما تتكلمى .......
سكتت نور عن الكلام فهى حقا والدتها ولكنها لن تتناقش معها اكثر من ذلك ففضلت تركها والذهاب الى غرفتها لتجلس وحدها
غضبت ثريا اكثر من فعلتها هذه وبدأت بالصراخ ونور تمشى من امامها دون ان تلتفت لتسمع
ثريا :اااه ما دى اللى انتى فالحة فيه
خليكى معاها خليها تنفعك

مملكتي الخاصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن