الحلقه 20

14.1K 269 3
                                    


الحلقة 20


(الدنيا مشاغل).............. كلمة صحيحة جدا لا نعلم معناها الا حينما نكبر وتلهينا الدنيا عن احب الاشخاص الينا
نتذكرهم دائما ولكن لا نتقابل معهم فقط تجمعنا الذكرى والحنين الى الماضى
كم شعرت سارة بتلك المقولة حقا ........ فلقد الهتها الدنيا عن احب الاشخاص الى قلبها ....... اشخاص حملوها واهتموا بها دون كلل او ملل
لم تطلب المزيد ولكنهم اعطوها ...... لم يطلبوا المقابل وها هى تنشغل عنهم
كانت فى ذلك اليوم فى البيوتى سنتر مع نور بغرض التغيير وقضاء وقت ممتع بصحبة نور التى احبت سارة وكأنها شقيقتها
تغير شكل سارة كثيرا بعد الاهتمامات التى نالتها من هذا السنتر تغير ايضا قصة الشعر كثيرا اهتمت به عن ما سبق
اصبحت بشرتها نضرة واكثر بياضا عما سبق حقا تغيرت كثيرا فبدت احلى
تذكرت منى فى السنتر لا تعلم لما اتت على بالها هكذا احست انها تريد ان تحتضنها بقوة
كانت تستمد قوتها وثباتها من منى
ايضا تستمد الحنان والثقة فى الغير منها
ارادت ان تحادثها وبالفعل حدث ذلك بمجرد عودتها الى الفيلا بصحبة نور
دخلت الفيلا لتجد ثريا هانم تحتسى مشروب ساخن نظرت الى سارة نظرة استحقار وبعدت نظرها عنها فى حين قالت بصوت عالى لتسمعه سارة : الى من الشارع طول عمره هيبقى منه مش هيتغير ابدا حتى لو عمل ايه
سمعت سارة الكلمة ولكنها اثرت التجاهل تماما فهذا هو الحل مع تلك المرأة ........ التجاهل
صعدت الى الغرفة واخرجت الهاتف الخاص بها هاتفت ذلك الرقم الخاص باخو منى
رد عليها واخبرها انه ليس فى المنزل تلك اللحظة وبمجرد عودته سيعيد الاتصال بها حتى تتمكن من محادثة صديقتها منى
ظلت سارة فى الغرفة منتظرة لتلك المكالمة

**********************************فى المساء قرابة الساعة السادسة مساءا
كانت مريم قد جهزت كل ما هو خاص بحفلتها
الطعام الاضاءة والخادمات على هيئة واحدة اطمأنت على كل شئ حتى انها جهزت ما سترتديه ولكنها اولا وقبل كل شئ ستذهب لاداء ما رتبت له وما حلمت بعمله منذ فترة وقد تيسر امامها الان وبسهولة
خرجت من منزلها متجهة نحو الشركة تعلم جيدا ان عمرو مازال هناك لانها منذ قليل اتصلت على هاتف الشركة لتجيب عليها تلك السكرتيرة ولا تخبرها مريم بحقيقة هويتها وتسأل عن عمرو لتجيب السكرتيرة بأنه ما زال موجود وانها تستطيع محادثه ولكن تغلق مريم سريعا وفرحت كثيرا لوجود عمرو بالشركة فهو ما سيساعدها اكثر مما لو كان فى المنزل
اتجهت نحو احد محال الحلوى لاحضار التورتة الخاصة بها فهى كل عام تبهر كل اصدقاءها بها وتعمل على جعلها ميزة الحفلة واغربها واطرفها وحديث جميع المدعوين
ومن ثم اتجهت نحو الشركة لتجد عمرو بصحبة على صديقه ما زالا يتحدثان عن العمل لتدخل اليهم وتفاجأ عمرو بوجودها ولكنه لم يكن متوقع لتلك الزيارة فهو يوم حفلتها ويعرف عن مريم انها تقضى ساعات طويلة فقط لارتداء ملابسها ووضع مستحضرات التجميل فكيف بها فى تلك الساعة هنا ؟؟
ودار الحوار التالى :
عمرو : مريم ؟ انتى ايه جابك هنا دلوقتى ...... ونظر الى ساعته ثم اكمل
انتى المفروض حفلتك كمان 3 ساعات
مريم بضحة : طيب و3 ساعات كتير بردو ..... مستغرب ليه كدا
عمرو : يعنى المفروض تكونى من دلوقتى بتلبسى وتتشيكى عشان حفلتك
مريم : ليه يعنى كل الوقت دا يا عمروة انا عارفة انى حلوة ومش محتاجة الوقت دا كله عشان اتزوق فيه
هنا احرج على من موقفه بينهما فأستأذن عمرو للمضى الى مكتبه
ولكن قال له عمرو : لا يا ابنى انت لو هتمشى يبقى تروح انت اتأخرت اوى انهاردة
على : خلاص تمام مش عاوز حاجة منى ؟
عمرو : لا الف شكر يا علوة الف سلامة يا معلم
ومضى على ليترك مريم وعمرو وحدهم فتقول مريم
مريم : انا كنت بجيب التورتة بتاعتى فقلت اعدى عليك اجيبك عشان متجبليش الف حجة ومتجيش قلت اجى اجيبك بنفسى
عمرو مندهشا : وانتى عرفتى منين انى هنا ؟
مريم بارتباك : هاه ..... اه وانا معدية هنا شفت السيكيورتى فسألت وقالوا انك منزلتش من الشركة
ها بقى خلصت ولا لسه ؟
عمرو : انا خلاص ماشى اهو بس الاول هروح البيت عشان اخد شاور و اغير هدومى مينفعش اجى كدا بالهدوم دى طول اليوم لابسها
مريم وهى تمسك بذراعه : طيب يلا قدامى انا هاجى معاك عشان اتطمن انك هتجيى مش اسيبك من هنا وتتصل تعتذر من هنا
عمرو : ياستى هاجى مش هعتذر الحقى روحى انتى عشان تجهزى
مريم : ابداااااااا ......... رجلى على رجلك وبعدين انا مش معايا عربيتى يعنى انت لازم توصلنى
عمرووهو يزفر انفاسه : حاضر اتفضلى نزل عمرو وركب سيارته وركبت مريم بالخلف
اندهش عمرو من مريم تلك الليلة فهى تتعامل بلطف وبدون اى دلال مصطنع تركب خلفه فى حين انها دائما ما تتعارك مع نور حتى تكون بجانبه
نظر اليها فى المرأة الامامية وسألها : غريبة يعنى راكبة ورا ليه المرة دى ؟
مريم : عشان التورتة يا باش مهندش لازم امسكها عشان ميحصلهاش حاجة
ضحك عمرو واكمل : وياترى السنة دى التورتة عاملة ازاى ما انا عارفك تموتى فى الحاجات الغريبة والجديدة
مريم : هههههههه لا دى مفاجأة بقى
كانت مريم طوال الطريق تنظر نحو الخارج تفكر فيما سيحدث وهل هو سيجرى بما خططت له ام سيفشل كل ما فعلته
اما عمرو فاندهش من مريم التى ظلت صامتة على غير العادة فهذا ليس من طبعها ولكنه فرح لهذا كثيرا يبدو انها على طريق التغيير
انتظرت مريم حتى ذلك الموعد التى سمعته من عاصم بيه ليقابل فيه عشيقته كان مساء الخميس فى فى تمام السابعة مساء
والان انها السابعة والربع ...... انه بالتأكيد فى المنزل اعلم ذلك فهو لا يتأخر عن اى موعد له ايا كان
اخرجت مريم هاتف عاصم بيه وفتحته ووضعته فى الوضع الصامت كتبت رسالة سريعة وكان مفادها
(روح الشقة القديمة بسرعة وهات الورق بتاع المناقصة الجاية عشان اراجعه فى البيت ضرورى .. متتأخرش )
بعثت مريم سريعا بهذه الرسالة وكان المستلم هو ..................... عمرو
تعلم مريم جيدا بأمر ذلك المنزل القديم
كان المنزل التى تزوجت به عمتها ثريا عاشت به فترة لا بأس بها كان منزل كبير ولكن مع ازدهار العمل صممت على شراء فيلا فاخمة تليق بهم
ارادت بيع المنزل ولكن احتفظ به عاصم بيه فهو اول منزل له وبه كثير من الذكريات
كان يذهب اليه وحده كثيرا يعمل على جعله نظيفا كل حين
يضع به الاوراق الخاصة به فهو يجده مكانا امنا على ورقة وكل اشياءه الثمينة الغالية
يحمل عمرو نسخة اخرى من المنزل ولكنه لا يذهب اليه لان والده هو من يهتم بأمره وبالاوراق الخاصة بهم الموضوعة فيه
اندهش عمرو قليلا من تلك الرسالة فهذه هى المرة الاولى التى يطلب منه والده الذهاب اليه واحضار االاوراق الخاصة به
ولم يرسل رسالة ولا يهاتفنى ؟
اتصل عمرو بالرقم الخاص بوالده ليعرف ماذا اخره للذهاب للمنزل وتكليف عمرو بهذا ولكن اصبح مغلقا لم يسع عمرو سوى الخضوع لامر والده وتغيير اتجاهه للذهاب الى منزلهم القديم لاحظت مريم ذلك كادت ان تطير من الفرح لوقوع عمرو فى شباك الخطة
ولكنها ارادت ان تكمل الخطة فقالت : ايه دا انت رايح فين يا عمرو مش دا الطريق
عمرو : هو انتى خايفة لاخطفك ولاايه
مريم : ههههههههه ياريت تعملها......... بس بجد بقى انت رايح فين
عمرو : مشوار كدا هروحه الاول
بس مستعجل عليه لو انتى مستعجلة اوى ممكن اوقفلك تاكسى عشان تلحقى
مريم : ليه انت هتتأخر فى مشوارك ؟
عمرو : لا مش هتأخر
مريم : خلاص انا هخلينى معاك وخلص ونروح سوا
عمرو : ماشى
اتجه عمرو نحو المنزل ...... نظر الى مريم قائلا انا طالع خمس دقايق وجاى تانى مش هتأخر
مريم : اوكــ
نزل عمرو واتجه نحو المنزل صعد الى الطابق الخامس حيث الشقة سمع وقع اقدام وراءه نظر خلفه ليجدها مريم التى كانت تلهث من التعب لصعودها على الدرج
عمرو باستغراب: فى ايه يا مريم طلعتى ليه ؟
مريم : لا ابدا سايبنى فى حتة شبة مقطوعة وطالع؟
انا خفت اقعد لوحدى قلت اطلع معاك
عمرو : طيب ماشى
فتح عمرو الباب بالمفتاح الخاص به
وجد المنزل مضاء فاندهش لذلك ولكنه ظن انها على هذا الحال منذ اخر مرة كان بها والده
دخل المنزل ودخلت وراءه مريم التى كانت تجيد التمثيل بالشعور بالخوف والالتصاق بعمرو
سمع عمرو صوتا من داخل المنزل ظن انه لص قد جاء لسرقة الاوراق الهامة الخاصة بهم
بحث حوله عن اى اله حادة ليجد فى النهاية عصا حديدية كانت خلفه
امسكها بحذر واشار بيده نحو مريم ان تلزم الصمت
التى اشعرت عمرو بمدى خوفها هى الاخرى وانها سوف تصمت
مشى عمرو بحذر شديد نحو مصدر الصوت
سمع وقع اقدام شخص قادم الى المكان الذى يقف به من داخل الغرفة
امسك عمرو بسرعة بيد مريم التى جرت خلفه للاختباء فى جانب من المنزل
تهيأ عمرو لانتظار اللص ورفع العصا فى وضع الاستعداد للقبض على اللص
ولكنه فوجئ برجل يبدو له من ظهره انه يعرفه حق المعرفة
انه ........ انه ........ انه ابى !!!!!!!!!
اندهش عمرو من وجود والده فى تلك اللحظة ف المنزل ... اذا لما بعث لى بتلك الرسالة
هم عمرو بالتحدث اليه ومفاجاته بوجوده
فجاء من خلفه وقال : بابا !!
تفاجأ عاصم كثيرا بوجود عمرو ....... لم هو هنا الان
لم يأتى الى هنا منذ زمن لم هو هنا الان ....... ماذا سأقول له ؟
تاه الكلام ...... ولكن ما خرج من فمه دون تفكير هو النطق باسمه فقط
عاصم : عمرو !!!!!!
ومريم !!!!!!!!!
هم عمرو بالتحدث ليقول : مش انت بردو قلـــ...........
وهنا قطع عمرو
وذلك لسماعه صوت فتاة تتحدث : ايه يا حبيبى لقيت العصير ولا لأ
صعق عمرو من هذا الحدث لم يدرى ماذا هذا ؟ صوت من ؟ لم هى هنا ؟ لم تناديك بحبيبى ؟
اما عن مريم فرحت كثيرا من داخلها لنجاح خطتها كما فعلت تماما
ارادت فى تلك اللحظة ان تخرج الفتاة لتتعرف اليها وتتاكد من ظنها
فى تلك اللحظة خرجت الفتاة لتجد عمرو ومريم بالمنزل
نظرت باندهاش كبير اليهم لا تعلم ماذا تفعل لقد رااهم عمرو بالفعل ...... لقد علم بأمرهم
نظر عمرو اليها فى استنكار وعدم تصديق لما يحدث حوله لا يعلم اهو يحلم ........ لالا انه بالتاكيد كابوس
غير معقول ...... غير مصدق ...... ليس هذا هو ابى
يخون امى ؟؟ لا بالطبع انى احلم
اريد ان افيق من هذا سريعا لااحتمل تشويه صورة والدى التى طالما احتفظت بها فى مخيلتى واثبتها هو على مدار السنين واتخذتها قدوة عالية لى لا يجوز المس بها ابدا وكأنها صورة منزلة من السماء
افيقونى سريعا ليس هذا ابى ........ ليس هذا الكابوس بالذات
لا اعلم كيف ومتى فرت منى تلك الدمعة الحارة التى لو سقطت على الارض لاصهرتها بكل ما عليها
ولهدمتها من قوتها
كان عاصم ينظر الى عمرو لا يستطيع ان ينطق يحاول ان يحرك شفاه ولكن بلا جدوى قد وقفت عن الكلام فماذا تقول له ؟ اتقول انك تأمره بفعل ما لا تفعل ؟ تعلمه مالا تتعلمه انت ؟
بماذا ابرر له موقفى ؟ لماذا يأتى هو الان ؟
هل علمت ثريا بذلك واحضرته ليرانى وبذلك تأخذ احبابى منى ؟
اما عن مريم وقفت مصدومة هى الاخرى لانها لم تكن تلك الفتاة سارة
كانت تتمنى ان تكتمل الخطة بطرد تلك الفتاة ولكنها لم تكن هى ؟ اذا فمن هى سارة ؟
لحظات من الالم والندم و العتاب لم يتحدث اى منهم كانت فقط بالنظرات
نظرات الحسرة والالم من عمرو وتقابلها نظرات الندم من الاب وتنحسر بينهم نظرات الفتاة من الدهشة والاستغراب ونظرات الصدمة من مريم مصحوبة بالفرح الداخلى
لا يعلم عمرو كم من الوقت مر على وقوفه هكذا لم يمر سوى دقائق معدودة ولكنه يحسبها سنوات ........ سنوات من الالم تمر عليه بصعوبة ......بل لا تريد ان تمر
حركته قدميه سريعا ليجرى من ذلك المنزل لا يعلم اين تأخذه قدماه فقط تريد الذهاب بعيدا عن ذلك المشهد الذى لم يتخيل يوما ان يراه
طالما كره ان يراه فى التلفاز فماذا هو شعوره اذا ما راه فى الحقيقة ؟
ولاقرب الناس اليه
جرت خلفه مريم مسرعة للحاق به ولتكمل ما تبقى من خطتها بل لتكمل الاسااااس من خطتها

مملكتي الخاصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن