الحلقه 32

11.6K 252 2
                                    


الحلقة 32


لم يتمالك عاصم نفسه فخرج من الفيلا سريعا كى لا يصعد ثانية ويقوم بضربها بشكل اكبر لينفث به عن غصبه لضياع ابنة اخيه الوحيدة منه
خرج مسرعا لياخذ سيارته وينطلق بها الى منزله القديم وفى الطريق هاتف زوجته لتأتى اليه كى تخفف عنه ما به
وبالفعل ارتدت ملابسها سريعا وذهبت اليه
كان فى حال يرثى لها
لا يعلم كيف فعل هذا ولكنه اشعره براحة كبيرة
لا يستطيع ان ينكر هذا
ولكنه كان حزينا فقط على ابناؤه ماذا سيكون ردة فعلهم على ما حدث !!!!!!
اسيخافون منه ؟ ام يبتعدون عنه ؟
ولكنهم على علم بطبع والدتهم الذى لا يطاااق
خاصة فى اسلوبها مع طفلته سارة التى لا تستحق هذه المعاملة البغيضة من ثريا
جاءت زوجته سريعا الى المنزل فتحت الباب ودخلت تفتش فى ارجاء المنزل لتجد عاصم
وجدته يجلس فى غرفته فى ظلام دامس حزينا مكتئبا
اخته بين احضانها كطفل صغير
حتى قص عليها كل ما حدث
هونت عليه كثييرا ولكنها اخبرته بمدى خطاه فمهما حدث لا يكمن حل اى مشكلة فى العنف او ايذاء الغير خاصة لو كانت انثى ضعيفة
مهما كانت فعلتها فالعنف لا يفيد سوى انها ستزيد من مشاعر الكره والبغض لعاصم ولسارة لانها ستظن ان سارة هى السبب فى ايذاءها جسديا ونفسيا
بالفعل يعرف عاصم ان كل كلمة تفوهت بها زوجته صحيحة للغاية ولكنه فعل ذلك وارضاه ذلك ايضااا واراحه كثيرا

************************
فى منزل ما كانت سارة تستلقى على الاريكة غائبة عن الوعى لا تدرى ماذا حل بها
لا ترى منها سوى وجه ملائكى قسى عليها الكثير
فيه حزن دفين
يتمنى ولو للحظة ان يشعر بالسعادة حقاااا
جاءت تلك السيدة بسرعة بيدها كوب من الماء وفى اليد الاخرى برفيوم ذو رائحة نفاذة للغاية
ساعدها فى ذلك زوجها على ايقاظ سارة
افاقت سارة ببطئ
فتحت عيناها بتثاقل شديد
اخذت تنقل بصرها فى جميع انحاء المكان ثم ثرعان ما اغلقتهما مجددا
ثم افاقت هذه المرة لتفتح عينها باكلمها لترى اناسا يبدو انها تعرفهم وتحبهم كثيرا
هذا المكان ايضا لقد جاءت اليه قبل ذلك وكانت تشعر فيه بجو الاسرة التى تفتقده كثيرا
وجدت حولها الاستاذ جمال وزوجته ينظران اليها فى قلق شديد
وحولهما بناتهما الثلاث يبدو عليهما الخوف على سارة
كم افتقدت هذا الشعور
بأن تشعر ان من حولك يحبونك لذاتك كانت تشعر بذلك فى الماضى ولكن الان لا تشعر سوى انها اصبحت وحيدة بائسة
اعتدلت فى جلستها لتسمع صوت زوجة االاستاذ جمال قائلة
هى : الحمد لله انك فقتى ياسارة انتى كويسة يا حبيبتى ؟
ابتسمت سارة ابتسامة ضعيفة واشارت برأسها انها بخير
اما الاستاذ جمال فظل قلقا عليها فقال : طيب نوديكى المستشفى يا بنتى انا حاسس انك مش درايانة بحاجة
اشارت رأسها بالنفى وانها لا تريد الذهاب الى المشفى
ثم تحدثت اخيرا قائلة : لا الحمد لله انا كويسة جدا والله
ارتاح الاستاذ جمال لكلامها قائلا : طيب يا بنتى
ثم وجه حديثه الى زوجته قائلا : طيب ممكن يا ام منار تعمليلنا الاكل عشان سارة تاكل
سارة : مش عاوزة والله يا استاذ جمال
جمال : لا ازاى لازم تاكلى ياسارة
الزوجة : انا هقوم اعمل العشا وكلنا هناكل معاكى
تعالوا معايا يا بنات عالمطبخ
ذهبت الزوجة ومعها بناتها الى المطبخ لتجهيز وجبة العشاء
فيما ظل الاستاذ جمال وحده مع سارة
جمال بتردد : طيب يا بنتى هو انا اتصل بعمك اقوله انتى فين لانه اكيد قلقان عليكى
سارة مسرعة : لا لالا عشان خاطرى يا استاذ جمال متقولوش انا فين
ثم اشبكت اصابعها وهى تنظر اليها
واكملت : انا كدا كدا همشى من هنا يعنى فبلاش تقوله اصلا
جمال : ايه ؟ بتقولى تمشى ؟
تمشى فين يا بنتى !!!!
سارة : معرفش بس انا مكنتش عاملة حسابى على هنا وكمان مش عاوزة اتقل عليك
وربنا يكرمك على زوقك معايا اوى
جمال : عيب يا بنتى الكلام دا
انا قلتلك قبل كدا ان البيت بيتك والله مش مجاملة دا بجد
وانتى واحدة من بناتى
ومش هتمشى من هنا
سارة : بس .......
قاطعها الاستاذ جمال بسرعة : من غير بس يا بنتى
سارة : ربنا يكرمك يا استاذ جمال انا مش عارفة اقولك ايه ولا اردلك جمايلك دى ازاى والله
جمال : عيب يا بنتى بلاش الكلام دا جمايل ايه بس
هو فى جمايل بين اب وبنته
سارة : ربنا يخليك يارب
وهنا قطع حديثهم صوت زوجته التى تنادى عليهم لانه قد حان موعد العشاء
اجتمعت افراد الاسرة حول المائدة ومنهم سارة
جلس الجميع يطمئنون عليها وانها بخير
واثناء العشاء دار الحوار الاتى
سارة : استاذ جمال انا كنت عاوزة اطلب من حضرتك طلب كدا ؟
جمال : خير يا بنتى اؤمرى !
سارة : الامر لله انا بس كنت عاوزة حضرتك اولا متقولش لاى حد على مكانى لانى فى الوقت دا مش عاوزة ارجع ليهم هناك
جمال : زى ما تحبى يا بنتى
سارة : وكمان عاوزة حضرتك لما تروح الشركة بعد اسبوع كدا تبقى تقول لعمى انى اتصلت بيك وقلتلك انى عاوزة افض الشراكة اللى بينى وبينهم
وانهم ياخدوا نصيبى لو عاوزين يشتروه او لو حد تانى عاوز يشتريه اوكى
ويبقى شريك بدالى وانا ارجع تانى اسكندرية وسط اهلى وناسى
وهبقى اكيد ازورهم هنا
اندهش جمال كثيرا من قول سارة
علىالرغم من انه كان متوقعا فى بادئ الامر انها ستلجأ الى ان تبيع نصبيها فى الشركة وتترك عمها لانها لن تتحمل اسلوب ثريا ابدااا
ولكنه تفاجأ بهذا الكلام ايضا
جمال : الكلام دا بجد يا بنتى ؟
سارة : ايوة بجد ودا قرارى الاخير
جمال : بس يا بنتى نصيبك كبير اوى ويعتبر النص
وعمك مظنش معاه سيولة تكفى انه يشتريه
دا غير انه اصلا اكيد هيرفض فكرة انك ترجعى تانى اسكندرية
سارة : وانا مش هقبل ارجع تانى اعيش هناك مع الست دى
واظنكوا شفتوا بنفسكوا ايه اللى حصل منها
دا اللى عملته قدامكوا كان اهون شوية
مابالك باللى بتعمله معايا انا بقى
انا تعبت من العيشة هناك وكنت مرتاحة فى اسكندرية اوى
جمال : يعنى دا قرارك ؟
سارة : دا قرارى النهائى ومش هرجع فيه ابداااا

********************
على جانب اخر كانت ثريا ترقدفى المستشفى تشعر بالحزن الدفين والغيظ مما حدث ومن عاصم عازمة على الانتقام من سارة اكثر فأكثر فهى سبب كل ما وصلت اليه
لم تتوقع يوما انها هى ثريا هانم سوف تصفع على وجهها من يد ايااا كان حتى لو كان عاصم زوجها
قررت ايضا ان ترى عاصم انها فتاة شارع لا اكثر ولا اقل
كل هذا وهى على فراش الشفى وتفكر ايضا فى ايذاء غيرها كما اذاها عاصم بسبب تلك الفتاة الحمقاء
كانت نور تقف بجانبها تظن انها نائمة وكانت خائفة عليها بشدة
احست ثريا بذلك احست بأن ابنتها عادت كما كانت
تحبها هى لا غيرها تخاف عليها هى لا غيرها
تظاهرت ثريا بأنها تفيق من نومها لتهرع نور اليها فى قلق وخوف شديد
تجثو على ركبتيها والدموع تملأأ وجهها
نور بقلق : ماما ..... ماما انتى كويسة
ثريا بضحكة بسيطة : ايوة كويسة
متخافيش يا نور
نور : لو حصلك حاجة انا مش هسامح بابا ابداااا
كم كانت ثريا سعيدة بهذا القول للغاية
فها هى ابنتها تعود اليها بل وتقف فى صفها على عكس ما توقعت ثريا
هرعت نور الى خارج الغرفة لتنادى على عمرو سريعا
دخل عمرو الى والدته لينظر اليها فى حنان
عمرو : حمد لله ع سلامتك يا ماما
الام : الله يسلمك يا عمرو
عمرو : قلقتينا عليكى
الام : انا عاوزة اخرج من هنا
عمرو : طيب ثوانى اروح اشوف الدكتور فين عشان هو اللى يقول
ذهب عمرو سريعا الى الخارج ليجد الطبيب الذى عاين ثريا مرة اخرى وجد انها من الممكن ان تذهب الى المنزل ولكنها لابد ان تبتعد عن اى مؤثرات حتى لا تصاب بانهيار
تأكد عمرو من انتهاء اجراءات المشفى الخاصة بوالدته ثم اخدها وذهب الى المنزل
ليأمر نور بالصعود الى غرفتها
وينفرد وحده بوالدته التى ابدت التعب والارهاق فى كل تصرفاتها واسلوب كلامها ايضا
عمرو : حمد لله ع السلامة يا ماما
الام : الله يسلمك يا عمرو
عمرو : ممكن تقوليلى ايه اللى حصل بقى ؟
الام وقد ابدت الحزن فى كلامها والدموع لمعت فى عينها
ثريا :باباك بيضربنى يا عمرو
بعد كل سنين الجواز دى بابا ضربنى لحد ما نزل منى دم
انا مش مصدقة ان دا عاصم اللى اتجوزته ابدااا
مش مصدقة بجد
كل دا عشان ايه دا كان مجرد هزار بينى وبين سارة ليه يعمل فيا كدا
انا مش عاوزة افضل على زمته لحظة واحدة بعد كدا
لا وكمان بيقولى انه مش ناوى يطلقنى وهيزلنى
يرضيك كدا يا ابنى اللى بيحصلى دا
ثم اطلقت شهقة عالية تستنجد فيها برب العباد على ان يخلصها مما هى فيه
نظرت الى عمرو خلسة يبو انه قد تأثر بكلماتها ولكنه ايضا على قناعة بما حدث
عمرو : هو اكيد ميرضنيش يا ماما
بس انتى كمان اسلوبك مع سارة مش حلو
وانتى عارفة بابا عمره ما هيسمح لحد مننا ايا كان يعامل سارة كدا
حاول عمرو اقناعها باسلوبها قائلا
عمرو : ياماما سارة ليها نص الورث كله
تخيلى دلوقتى لو هى مثلا مشت من هنا وقررت تبيع نصيبها لحد تانى يدخل معانا شريك
وهيقعد يأمر وينهى وانتى عارفة انى انا وبابا مش هنسمح بكدا ابدااا
الام : انا اصلا مش مصدقة انها بنت اخوه
وانت تقولى نص الورث
عمرو : لا يا ماما معاها ورقها وكله سليم اوى
وهى بنت اخوه وليها نص الورث
يبقى تعامليها كويس عشان المركب تمشى
نظرت ثريا حولها ثم اكملت : امال هى فين ؟
عمرو : معرفش خرجت من ساعتها
ومش لاقيها
كانت ثريا سعيدة بأنها قد خرجت من هذا المنزل تشعر بأنه كابوسا وقد انتهت منه
ولكنه قلقت من كلمات عمرو بأن لها نصف الورث وانها ستبيعه

****************************

مملكتي الخاصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن