الحلقه 38

11.5K 247 0
                                    


الحلقة 38


حل المساء ولم ينم ايا من العروسين
كان كل منهما فى عالم وحده ....... تائها حائرا
يتمنى كل منهما لو ان يقتحم عقل الاخر ليعرف بما يفكر
عن سارة .......... كم كانت تود ان تعرف ما سبب تغير عمرو المفاجئ بين ليلة وضحاها
اين ذهب ؟ لم تركها ؟ لم هو على هذا الحال المريع ؟ يبدو وكأنه متهم فى قضية كبيرة !!!
او انه كان يعبث بها طوال الفترة الماضية ويرسم كلمات الحب على صفحة من المياه تتبعثر فى ثانية ولن تدوم
ودت لو ان تعرف كل هذا او تسأله ولكنها تأبى
فكرامتها تعلو عن اى شئ ولن تعرضها ان تصبح مداسا لغيرها حتى لو كان عمرو !!!!!

اما عن عمرو ....... فكان يود ان يعرف بما يدور فى خلد سارة
كيف تراه فى هذه اللحظة ؟ هل تعتبره اصبح خائنا او تراه شخصا سقط من نظرها ولن تتنال لتلتقطه ثانية ؟؟
ملت سارة النوم او براعة تمثيلها بالنوم
فقامت للاغتسال وتأدية صلاة العشاء
نعم لقد ناما فترة طويلة ولكن لم يتوصل اى منهما الى اى شئ سوى الحيرة والحيرة ............
احس عمرو بقيام سارة فأكمل نومه خشية ان يتلاقى معها ثانية
خشية ان ينظر الى عيناها فيخر صريعا معترفا بكل شئ وخاسرا اياها فى اول يوم زواج لهما ......

****************************

فى تلك اللحظة وبعد اداء الصلاة والتضرع الى الله عز وجل ان يصلح لهما الحال
سمعا طرقا خفيفا على الباب
فقامت سارة سريعا لترى نور فى قمة خجلها وضحكات بريئة منها
خجلة انها تيقظ العروسان فى ليلة زفافهما
ولكنها قد ناما لفترة طويلة جدا ولم يروهم طوال اليوم بل وانهم لم يتناولوا فطورهم او حتى وجبة الغداء
فأمرها والدها بالاتجاه اليهما واخبارهم بضرورة تناول اى شئ
وسؤالهم ان كانوا يودون تناوله فى الغرفة او مع باقى افراد الاسرة على الطاولة
نور : صباحية مباركة يا احلى عروسة فى الدنيا كلهااااا
رسمت سارة ضحكة على ثغرها الحزين واحتضنت نور لتخفى ملامح وجهها فلن تدوم السعادة عليه طويلا
نور : انا والله مكسوفة اوى منكم بس انتوا مأكلتوش اى حاجة خالص انهاردة
واحنا قلنا انه مينفعش يعنى ولازم تاكلوا
تحبوا العشا يجى هنا ولا تنزلوا تحت معانا
سارة : مش عارفة عمرو نايم
نور : اااااه نموسيته كحلى
طيب يبقى العشا هنا بقى
يلا ادخلى ادخلى وبلاش تقفى هنا
ضحكت اليها سارة دون ان ترد بأى كلمة اخرى
حتى جرت نور وهى تضحك مختفية عن انظار سارة

دخلت سارة الغرفة واغلقت الباب خلفها
كل هذا وعمرو على دراية بكل ما يحدث
بعدها بقليل جاءت الخادمة لتطرق الباب طرقا خفيفا لتفتح سارة مرة اخرى لتأخذ منها العشاء والذى لم يقرب منه اى منهما حتى جاء الصباح وعمرو على حالته هذه وسارة لم تذق النوم سوى انها قرأت الكثير من ايات الذكر الحكيم حتى اطمأن قلبها

*************************
فى صباح اليوم التالى قررت سارة النزول من السجن المقيدة بداخله مع شخص لا يفيق ابداا او لعله لا يريد الحديث معها
ارتدت ملابسها سريعا ونزلت الى الاسفل لترى عاصم بيه جالسا مرتديا نظارته الطبية يتابع الصحيفة اليومية
ولكنه تركها بمجرد ان رأى سارة واقبل نحوها بفرح شديد واحتضنها بقوة
عاصم : الف الف مبروك يا حبيبتى وصباحية مباركة ليكوا يارب
سارة : الله يبارك فيك يا عمو
عاصم : تعالى تعالى اقعدى جمبى
ذهبت سارة لتجلس بجانب عمها دون كلام
عاصم : ها بقى قوليلى اخبار الجواز ايه
لم تر سارة عليه فتغيرت ملامحه وسألها : ايه هو عمرو مزعلك فى حاجة ؟
سارة : لا ابدا يا عمو مفيش حاجة
عاصم : سارة انا بسأل بجد وعاوز الصراحة منك يا بنتى
واتأكدى انه لو زعلك فى اى حاجة هتشوفى انا هعملك ايه
لان انتى بنتى زى ما هو ابنى
سارة بابتسامة ضعيفة : اكيد واانا عارفة دا ومتأكدة منه يا عمو
فى هذه اللحظة جاءت نور لتقطع عليهم الحديث منفرجة الاسارير
فرحة بنزول سارة فها هو اليوم الاول الذى تجلس فيه معهم بعد زواجها
نور : ايه دا وانا بقول الدنيا منورة اتارى عروستنا اللى زى القمر هنا
سارة : ربنا يخليكى ليا يا نونو دا انتى اللى قمر وعقبالك يارب
نور : ربنا يخليكى ليا
تجمعوا ثلاثتهم وانشغلوا بالحديث عن ليلة الزفاف حيث كانت تستمع سارة لكلامهم وكأنها لم تحضره فهى كانت فى غاية الخجل والحياء لم تشعر بمن حولها
كانت لا تشعر سوى بوجود عمرو بجانبها ممسكا يدها فتنسى العالم بما عليه
ولكن ليت السعادة تدوم ولو للحظة واحدة
فها هى الان تشعر بالتعاسة وكأنها متزوجة منذ اعوام عدة بل قرون
اخذهم الحديث لفترة طويلة وكأنهم لم يلتقوا منذ زمن بعيد
كانت تراهم ثريا من بعيد دون ان تشاركهم الحديث او حتى تذهب لالقاء السلام على زوجة ابنها
بل ظلت هكذا تراقبهم كالافعى التى تترقب الهجوم على فريستها فى اقرب وقت
انتظرت لحين وجود فرصة للدخول معهم فى الحديث وكان هو ميعاد تناول الغداء
هلت عليهم بنظرة فرحة ورسمت الابتسامة الكبيرة على وجهها معبرة عن فرحها بوجود زوجة ابنها معهم
ثريا : ايه دا وانا اقول الدنيا منورة دلوقتى ليه اتريكى موجودة هنا
الف الف مبروك يا حبيبة قلبى
سارة بتوجس وهى تحتضن ثريا : الله يبارك ف حضرتك يا طنط
ثريا باستنكار : طنط ؟ طنط ايه بقى انتى من هنا ورايح تقوليلى يا مااما وبس
فاهمة هتقولى ايه ؟؟؟؟
سارة : ماما
ثريا : طالعة من بقك زى العسل يا سوسو
اه صحيح امال فين العريس بتاعنا ؟
اوعى تقولى انه نزل الشغل
سارة : لا دا نايم فوق
ثريا : نايم لحد دلوقتى
هههههههههه فكرنى بالذى مضى
عمك عاصم فضل يومين ورا بعض نايم
عريس بقى امال ايه
وهنا نظرت الى عاصم بابتسامة يعلمها جيدا فضحك هو الاخر
وضحكت سارة ضحكة بسيطة وتشعر بالاندهاش الممزوج بالفرح فهى الان وسط عائلة تحبها وتحبهم
وتشعر ان لن يقابلها اى معضلات من الان وصاعدا مادامت معاملة ثريا قد اختلفت للنقيض تماما
ليس امامها سوى معضلة واحدة وهى عمرو ........
ثريا : سوسو اطلعى اندهى لجوزك يا حبيبتى عشان نتغدى بقى
دا اول يوم تنزلوا فيه معانا وانا عاملة كــــــــل الاكل اللى عمرو بيحبه واكيد انتى كمان هتحبيه زيه
سارة : حاضر يا طنط
ثريا :هااا احنا قلنا ايه
سارة : ماما
ثريا : تسلميلى يا قلبى ........... يلا اطلعى بقى
متتاخروش
صعدت سارة وهى تشعر بالرغبة فى اختراع اى من الحجج للنزول مرة اخرى وان لا تواجه عمرو
فهو يهرب منها فكيف لها هى بمواجهته
قررت سارة ان تيقظه فقط وان تعمله بما يدور فى الاسفل على امل الا يتلاقا اكثر من دقيقة واحدة
وبالفعل صعدت وطرقت الباب وتفاجأت بأن عمرو هو من يفتح لها
كان يضع المنشفة على شعره يرتدى بنطالا قصيرا من اللون الاسود وعاريا من الاعلى
يبدو انه لم تدم دقائق على استيقاظه وانه قد انتهى من الاستحمام لتوه
بمجرد ان رأته سارة ادارات وجهها بسرعة مما جعل عمرو يندهش ويبتسم دون ان يصدر صوتا
فتقول سارة بسرعة : طنط وعمو ونور تحت وبيقولولك اننا هنتغدى تحت
ياريت تخلص بسرعة وتنزل
وجرت بسرعة مختفية من امامه لتنزل الى الطابق السفلى دون ان تنتظر منه رد
احست بالدم ينبعث من وجنتيها بشدة
احست بخجل كبير مما رأته
تسائلت اليس هو بزوجها ؟
****************************
انتهى اليوم بملل شديد
فبعد تناول وجبة الغداء جلست كلا من نور وسارة يتجاذبان اطراف الحديث فى مواضيع شتى وكان منها التحدث عن على صديق عمرو
كانت سارة غير منتبهة بالمرة لحديثها مع نور فكل ما كان يشغل عقلها معاملتها مع عمرو وهل ستسمر هكذا ام ان سوف تكون هناك تطورات
واذا تطورت علاقتهما فهل ستكون ايجابية ام لا ؟؟؟
اما عن عمرو فجلس بصحبة والده فى مكتبه يتحدثان عن العمل الخاص بهم وادارة الشركات خاصة وان سارة الا لها الحق فى ابداء رأيها حيال كل ما يحدث فى الشركات الخاصة بها
اما عن ثريا فكانت تجلس وحيدة كالعادة مؤخرا تكاد تموت غيظا مما يحدث امامها فهى مهمشة على الجانب دون ادنى فائدة
فقررت استخدام عقلها المدبر فى وقت فراغها .............

مملكتي الخاصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن