مرّت ثلاثة أيام، وليندا ما زالت في البيت...
الخادمة لا تتحدث كثيرًا، فقط تطهو، تنظّف، وتقول: "سيرجع، فقط اصبري."
لكن ليندا لم تكن تصدّق ذلك.
هو لم يختفِ فقط... بل محا أثره.
لا أوراق، لا ملابس، لا ملاحظات... فقط فراغ.
وفي مساء اليوم الرابع، كانت تجلس في مكانها المعتاد قرب النافذة، تمسك كتابها القديم — نفس الكتاب الذي قرأته أكثر من مرة.
فتحته بعشوائية، والصفحات تَقلّبت كأنها تعرف الطريق وحدها...
حتى توقّفت عند صفحة كانت دائمًا تتجاوزها، لأنها ممزقة قليلًا.
لكن هذه المرة، شعرت بشيء داخلها يقول:
"انظري هنا."
⸻
بين الصفحة 142 و143، كان هناك ظرف صغير مخبأ بعناية، مفرود داخل الحافة الداخلية.
سحبته ببطء، يداها ترتجفان، وفتحت الظرف.
الخط كان بخطّه، أنيق، قليل الكلمات... كما هو دائمًا
ليندا،
ربما شعرتِ بالخيانة.
ربما تكرهين صمتي الآن... أو القهوة التي وضعتُ فيها "ذلك الشيء البسيط".
لكن اسمعيني، ولو لمرة أخيرة.
أنا لست والدك.
لكني تمنيت لو كنتُه.
حين وُضِعتِ بين يديّ، قِيل لي: "اعتنِ بها... لكن لا تطرح أسئلة."
فأطعتُ، لأنني كنت أبحث عن سبب جديد لأعيش.
وكنتِ أنتِ ذلك السبب.
لكن الماضي لا ينام طويلاً، ليندا.
لقد عاد من ظننت أنه انتهى...
وأنا لا أريدك أن تواجهيه وحدك، ولا أن تكتشفيه من خلالي.
في هذا الكتاب، وضعت لكِ هذه الرسالة... لأنكِ كنتِ تقرئين فيه دومًا، وكنت أعلم أنك ستعودين إليه في اللحظة المناسبة.
ابحثي عن ريما.
هي تعرف أشياء لم أجرؤ أن أخبرك بها.
ولا تخافي... لأنكِ صرتِ أقوى مما تتخيلين
ليندا لم تبكِ.
لكن قلبها خفق بشدّة
كل شيء تغيّر الآن...
لم يعد الغموض مجرد شعور، بل مهمة.
ليندا لم تعد تنتظر الإجابات...
بل ستذهب للبحث عنها بنفسها
أنت تقرأ
عثرات القدر المظلم
Mistero / Thrillerغموض. خيال. علمي. شريحة م̷ـــِْن الواقع حكاي فتاة بين الالم والامل يعكسها القدر لتجد نفسها بين جدران الياس
