الجزء الثالث

13K 274 6
                                    

دخلت غرفتها الكبيرة و ألقت حقيبتها بغضب ... وضعت اناملها في خصلات شعرها الثائرة
انه يتحداها ذلك المغرور صاحب العيون الرمادية ...
إذا فهي الحرب ...
تهاوت علي الأريكة و هي تتذكر ذلك الموقف الذي جمعها به ...
Flash back
دخلت صالة لعب كرة السلة بعد أن أبدلت ثيابها الي  ثياب رياضية ضيقة و مثيرة أبرزت مفاتنها بثقة ..
رأته من بعيد يتدرب يقزف بالكرة عاليا ثم الي الشبكة ......
تقدمت بخطا واثقة ووقفت أمامه و تكلمت بعلياء
_ فريدة : لو خلصت يا ريت تخرج عاوزة القاعة
_ أحمد : نعم !! و لو مخلصتش
_ فريدة : تخرج بردو أنا عاوزة ألعب

و استدارت تضع حقيبتها بعيدا قليلا عنهما ...
إلي أنها صرخت عندما وجدته قد قزفها بالكرة ....
نظرت له بغضب و حنق و ما زاد غليانها هي تلك الإبتسامة الواثقة في عيناه التي لمعت بتحدي ....
تقدم منها بضع خطوات بثبات أسد سيهجم علي فريسته ورغم أنها ليست بقصيرة إلا أنها شعرت بأنها ضأيله أمام جسده العملاق ....
أخفض عيناه و هو يقول بثقه  ...
_ أحمد : تلاعبيني ؟؟
ابتسمت بغرور و هي تبادله نفس الثقة و قد رفعت له عيناها الشرسة ...
_ فريدة بعلياء : و أنت مين عشان ألاعبك أنا
و ابتسمت له بغرور بينما عض هو علي شفاهه غيظا ...
استدارت توليه ظهرها و لكنه أوقفها قائلا ...
_ أحمد : لو فوزتي هسيبلك القاعة طول السنة
استدارت له و نظرت بعينها تبحث فيهما أن كان جادا ام لا ... و لكن نظراته الواثقة قد جعلتها تتوقف قليلا للتفكير
_ أحمد : يلا مقدمناش وقت كتير deal ؟
_ فريدة : deal
و بدأت المباراة ....
رغم رشاقتها و خفتها إلا أنه كان أسرع و أكثر خفة منها ... يمسك بالكرة باستحواذ و يقفز برشاقة و ثبات و يحرز الهدف و تظهر علي محيياه تلك الإبتسامة و التي رأته رغم شدة جاذبيتها إلا أنها خبيثة و مغرورة ...
إنتهاء المباراة بفوزه ...
فتقدم منها بثقة و انتصار .... نظرت له و اشتعل شعاع العسل في عيناها الفاتنة ...
و ابتسم بهدوء
_ أحمد : hard luck
_ فريدة : إوعي تفتكر انك فزت وانا خسرت انا بس مكنتش مستعدة مش أكتر
_ أحمد بسخرية : آه أكيد أكيد
و تقدم بثبات الي حقيبته و هم بالذهاب إلا أنها أوقفته وهي تقف عند مدخل القاعة تمنع من الرحيل ...
_فريدة : إستني أنا مبخسرش انت لازم تلاعبيني تاني و المرة دي أنا هفوز
_ أحمد : خلاص الي تشوفيه تحبي نلعب إمتا تاني ؟؟!
_ فريدة : بكرا في ال break  زي دلوقت
_ أحمد : تمام بكرا ... استعدي كويس بقااا هاه
و ابتسم ساخرا وهو يضع حقيبته علي ظهره و يتوجه للخارج
Back to real ....
_ فريدة : بتتحداني !! طب و الله لوريك و اعرفك مين الي هيفوز بكرا يانا يانت يا أحمد باشا
و توجهت الي السلالم و خرجت من الفيلا الي المساحة الواسعة التي تتدرب فيها علي كرة السلة ....

****************
_ جري ايه هو مفيش حد غيري ليفتح الباب دا
فتحت الباب و دخل أحمد الذي ظهرت معالم السعادة علي وجهه ...
_ مين يا نور
_ نور :دا أحمد و جاي مبسوط حبتين
_ أحمد : مساء الخير يا عالم
_ الاب : مساء الخير يا خويا بلا علشان مامتك حاطة الاكل بقالها ساعة ...
_ أحمد : خمساية هغير هدومي و أجي
دخل غرفته و القي بحقيبته بعيدا و هو يتنهد بسعادة ...
ابتسم و هو يتذكر معالم الغيظ علي وجهها كم كانت مثيرة ...
نعم مثيرة ...
بتلك الملابس الرياضية ووجهها الثائر باللون الاحمر الثاني و شعاع عيناها الذي يبرق متتوهجا ....
تبا ...
هل أصبح يفكر فيها الآن ...
ـ بكرا في البريك زي دلوقت
ابتسم متذكرا كلماتها التي لم يسمعها بسبب تركيزه علي حركة شفتاها المتوترة ...
نهر نفسه للمرة الثانية ..
كيف يفكر فيها هكذا!!
أنها فريدة .. و أي فريدة ...
سحقا ..
عليه أن يتوقف الآن عن التفكير في تلك الفريدة لأنها حتما ستدفعه للجنون ...
_ أحمد يلا الأكل جاهز
سمع صوت والدته و اخبرها بأنه قادم و بسرعه انهي تغيير ملابسه و خرج هائما ليتناول طعام الغداء و لم يتوقف عقله عن التفكير في الغد و من سيكون بطل الغد ؟؟

******************
" فيلا كمال الأسيوطي "
دخل منزله و كالعادة لا يسمع سوا الجملة المعتادة ...
_ حمدلله علي السلامة يا بني خمس دقائق الاكل هيكون جاهز
_ عاصم : لا يا دادا أنا مش جعان كلي انتي يا حبيبتي انا هطلع اريح فوق شوية
_ بس يا بني انت مكلتش حاجة و ..
_ عاصم مقاطعا : كلت في الكلية و لا يهمك تصبحي علي خير ياا دادا
_ و أنت من أهله يابني
و صعد غرفته و القي بنفسه فوق الفراش و تنهد بعمق ....
في مثل ذلك اليوم كان هناك حدث  ....
نعم حدث ... حدث لا يعرف ان كان جيدا ام لا
هو فقط يوم ...
إنه يوم ميلاده ...
أغلق عيناه متذكرا أحداث يوم عيد ميلاده العشرون ...
كم كان مميزا ذلك اليوم ...
Flash back
بعد انتهاء عيد الميلاد خرج من الفيلا من الباب الخارجي و جلس فوق الحشائش الخضراء في مكان لا يعرفه سواهما ...
إنتظرها و إنتظرها ....
و هاهي قادمة من بعيد ... متألقة كالعادة بفستانها الأزرق بلون عيناها التي تتحدي زرقه البحر في جماله و صفائه ...
تقدمت منه بخطى هادئة و كأنها قادمة في موعدها ... رغم غضبه لتأخرها إلا أن ابتسامتها قد أزالت كل الغضب ....
_ عاصم : كل دا يا سلمى تأخير
_ سلمى : اعمل ايه بس مش استنيت لحد مناس اتلهت شوية و جيت على طول
_ عاصم : أنا كنت همشي
_ سلمى بدلال : و اهون عليك تسيبني في يوم زي دا
صمت و لم يعقب
_ سلمى : كل سنة و انت طيب
مد يده يلتقط الهدية و نظر لها مبتسما بحنو
_ عاصم : ع فكرة انتي زي القمر انهردا
_ سلمى بخجل : شكرا
_ عاصم : عاملة ايه في مذاكرتك ؟!!
_ سلمي : مذاكرة ايه يا عم أنا ادبي
_ عاصم : ازاي بقاا.مش انتي عاوزة تخشي ألسن
_ سلمى : اه اه ربنا يسهل
صمتا قليلا
_ عاصم  : كل سنة و احنا سوا
_ سلمى : بحبك
_ عاصم : و أنا كمان بحبك
_ سلمى : بتحبني قد ايه
رفعت يده مشاورا علي النجوم التي تلمع في فراش الظلام بخفوت
_ عاصم : تقدري تعدي النجوم الي فوق دي
_ سلمي : لأ طبعا
_ عاصم : اهو انا بحبك قد كدا
ابتسمت بخجل و أمسكت بكفه و وضعت رأسها علي كتفه وتنهدت بحب بينما هو شد علي يدها و هو.يدعو.بدوام تلك اللحظات
Back to real
إبتسم بسخرية ...
ها قد انتهت تلك اللحظات ...
هكذا تنتهي روايته البطل يهيم عشقا للبطلة و البطلة تتزوج بأخر ...
كم شعر أنه في حالة من الضياع وهو يتذكر نفسه جالسا في حفل زفافها علي صديقه ...
كم شعر بالسخرية و الاهانه لمشاعره ...
و ياللصدفة كان حفل زفافها يوافق يوم عيد مولده الخامس و العشرون ....
فتح عيناه وهو لا يزال يبتسم رغم أنها اهانت مشاعره و حطمته تماما ...
الا انها علمته درسا ... الا يفتح قلبه لأنثي مهما كانت ...
وهكذا و صل الي ما هو عليه الآن
رجل صامت قاسي بلا مشاعر .... و عمله هو الشئ الوحيد الذي يلهيه عن تلك الحياة بمشاكلها ....
و لكن هنالك ركن بعيد في الغرفة ...
الشرفة الواسعة الملحقة بالغرفة و في ذلك الركن يمارس هوايته المفضلة .... الرسم
ذهب إلي ذلك الركن و أمسك بفرشاته ليكمل تلك اللوحة التي رسمها لإمرأة ذات ملامح خاصة و لكن و يا للعجب اليوم يشعر بأنه رأي إمرأة مثلها و لكن لا يعرف أين ...
بعد لحظات من الرسم تذكر أنه عليه الاتصال بأيمن صديقه لإخباره ببعض الأعمال الغد ...
و لكن لحظة أين يكون ...
سحقا ..
حسنا ... ربما هو قد علم أين يكون و ربما أيضا هو علم من تكون شبيهه رسمته تلك ..
__________________
الرواية ٢
متأسفة جدا يا جماعه التأخير علي الرواية بتاعت برغم الظروف بس انا لخضر دلوقتي في واحدة كمان غير دي فياريت تسامحوني بس علي التأخير و اتمني أنها تعحبكو وان شاء الله هنزل بارت جديد في الرواية بتاعت و برغم الظروف علشان الناس الي بتسألي و شكرا علي اهتمامكو
كاتبة رواية / و برغم الظروف ( عشقتك ❤)

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن