الجزء السادس ( تهور )

10.1K 234 5
                                    

كان يستند علي الشجرة يقف بعلياء ينظر إلي مكان البوابة الخلفية حيث ستخرج ...
حسنا...
هو يعترف أنه فقد عقله تماما في تلك الحركة المتهورة و ربما بعض الحركات الأخري و لكن ما باليد حيلة ....
لقد اشتاقها ... نعم اشتاقها ... أ يكذب ؟!!!
يعترف في أعماق نفسه أنه يكن لها شيأ غير تلك الكلمة التي اطلقاها علي علاقتهم ..
" صداقة "
أي صداقة تلك التي تجعله يشتاقها حتي وهي قريبة منه ...
أي صداقة تلك التي تجعله يأتي في عمق الليل فقط ليري طلتها ...
فليخبره أحد أي صداقة تلك التي تجعل قلبه يكاد يقفز من مكانه و هو يراقب خطواتها الحزرة نحوه و نظراتها المتردده حولها ...
_ أحمد : كويس انك جيتي من نفسك
_ فريدة : تقصد ايه ؟!!
_ أحمد : اقصد انك اذا مكنتيش نزلتي كنت هطلعلك انا
_ فريدة : انت بتقول فيها مجنون و تعملها .. خير ايه اللي جابك
صمت و لم يعقب ... هذا السؤال سأله لنفسه مئات الأمتار حتي وصل إلي بيتها ...
ماذا جاء به الي هنا !!
سحقا ... انه حقا لا يعرف الإجابة ...
_ فريدة : أحمد
_أحمد : هاه
_ فريدة : هااه ... لا دنتا مش هنا خالص
و سرعان ما اهتدجت الدنيا من حولهما برياح باردة عبثت في شعرها بقوه بعد نسمات الهواء الذي كان يداعبها منذ قليل ... هذا هو نوڤمبر ..
و بدأت السماء تثبت نفسها ببعض الامطار الذي بدأت بالتذايد ارتجف جسدها و لاحظها هو الذي أسرع بوضع الجاكيت الخاص به علي كتفها لتحتل رائحة عبقه الرجولية الصادرة من جاكيته أنفها ..
_ فريدة : انت كدا هتبرد
_ أحمد : ادخلي يا فريدة
_ فريدة : طب هوصلك لأول الشارع طيب
_ أحمد : بثقولك ادخلي يا فريدة
و استدارت و سارت قليلا و بدوره بعدما شاهدها تسير بعيده قليلا خطا للبوابة و لكن صوتها أوقفه ..
_ فريدة : أحمااد
استدار لها و قد ابتل شعره الناعم و اصبح رطبا بفعل المطر ...
_ فريدة : ايه الي جابك هنا يا أحمد
_ أحمد : لأنك وحشتيني
نظرت بذهول و إصابتها دهشة رفعت عيناها له و لكن طيفه كان قد ابتعد بينما ظهرت إبتسامة ناعمة علي شفتاها و زادت من احتضان جاكيته ودخلت و خلدت الي نوم عميق يزينه جاكيت أسود اللون بعبق رجل ... و أي رجل ....
بينما خلد هو الي النوم وهو يبتسم بشئ من الرضا ... ها هو قد رأها و شئ داخله يخبره أنه علي مشارف الحب ....
ابتسم للفكرة و نام بدوره و لم يكن يعرف أن زيارته لها تلك سيكون لها آثرها علي احلامه ...
عن أي صداقة يتحدثان ؟!!

*******************
اليوم يوم مختلف تماما فاليوم و أخيرا هو الرحلة التي حضر لها الجميع و في منزلها كان التحضير من نوع خاص فلبستا الملابس واستقلا سيارة والد نور و سارت مع مروة حتي و صلا الي الحافلة و كانت الشمس قد بدأت في ارسال اول شعاع شمس لها وهي تسمع الأسماء تنادي لدخول الحافلة ...
و ها جاء دورها و معها مروة و جلستا جوار بعضهما حتي رأته يدخل الحافلة بحفيبته الظهرية و لاول مرة بني غير رسمي مكون من شيرت ازرق اللون و بارمودا اسود و قد استغني عن نظارته كان شديد الوسامة و لم تخلو الحافلة من تعليقات الفتيات علي ذلك الشاب الفاتن الذي جلس أمام نور و من كان غيره ....
د/عاصم ...
_ عاصم : صباح الخير انا الدكتور عاصم الأسيوطي للي مش عارفني و انا هبقي المرافق بتاعكو في الرحلة دي بدل الدكتور حمزة فايريت نلتزم بالتعليمات علشان تبقي رحلة سعيدة
القي خطابه و جلس أمامها واضعا السماعات في أذنيه و اغمض عيناه بينما هي لا ايراديا تأملته باعجاب و لأول مرة تراه أمامها نائما كالاطفال ...

****************
وصلت الرحلة الي المكان المراد و بدأ الطلاب في أخذ اماكن غرفهم و كانت نور و مروة أصحاب الغرفة المطلة علي البحر ...
ابتسمت نور بشقاوة وهي تنظر لمروة التي كانت تنظر إلي البحر من خلال الستائر ذات اللون الذهبي ...
_ نور : اه بقاا اوضه علي البحر بقاا و حركات
ابتسمت مروة مجاملة بينما تقدمت منها نور بنظر حانية ...
_ نور : مروة انا مش قلتلك اننا جايين هنا نستجم و نغير جو متفكريش في حاجة و خليكي فاكرة اننا في إجازة إجازة و بس ....
ابتسمت برضا و هي تقول بنبرة هادئة ...
_ مروة : حاضر
استأذنت نور لجلب باقي الحقائب بينما خرجت مروة لتسير جوار البحر و تشتكي له بصمت فمن غيره سيسمع دون أن يعقب ...

*****************
كانت تسير جوار البحر و رائحته المميزة تتخلل أنفها بامتلاك و قد داعب الهواء شعرها باغراء و هي تلامس رمل شاطئه بإستسلام جميل .... حتي أنها كانت ترتدي شالا ناعما من الصوف و مع تيار الهواء السريع طار من أعلي كتفها فجرت و رائه يتبعها شعرها الثائر المجنون ...
نظرت هنا و هناك و لم تجد شيئا فقط استسلمت و مشت واضعة يداها حول كتفها علها تدفأ و فجأة ...
شعرت بملمس الشال الصوفي و يدان حانيتان التفتتت وهي تنظر بذهول فهي تعرف صاحب تلك الرائحة العبقة ...
_ مروة بزهول : مالك !!!!!

*****************
و في مكان آخر في المدرسة الثانوية ...
دخلت الفصل و عيناها تدوران تبحث عنه فلم تجده .. جلست في مكانهما و قد انتفض قلبها عندما اخبرها أحد أصدقائه أنه مريض ...
لم تشعر سوي بأن اليوم بدونه طويل و ملل و بلا فائدة ... و عقدت العزم علي أن تراه اليوم او حتي تسمع صوته ....
عادت الي منزلها و قد خيم الحزن علي ملامح وجهها و قامت بامساك هاتفها لتحادثه لتسمع تلك الرسالة الصوتيه اللعينه والتي سمعتها عشرات المرات ..
" الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح "
قذفت الهاتف في ضيق و هي تذفر تراه تعب الي تلك الدرجة ... شعرت بنخزة في قلبها و لكنها عقدت العزم علي رؤيااه و اليوم ليس الغد ... فكمان تعب للقائها .. ستستقتل لرؤياه ....
و اما اليوم و اما فلا ....

*****************
كان جالسا في غرفته و قد كان منهك للغاية اغمض عيناه في تعب و هو يرسمها في عقله ها هي تحتل بصورتها الجواء و كعادتها ....
سمع طرقات علي شباك غرفته حتي خيل له أنه يهزي ... و اكتمل جنونه عندما وجدها تقف عند زاوية قريبة من المنزل و تشير له نحو الهاتف .. أسرع بالدخول و هو يمسك الهاتف في لهفة ... سحقا لقد كان مغلقا ...
فتح الهاتف ليسمع صوتها و نبرتها التي اشتاقها تلك الايام ....
_ فريدة : ايه الي عملته دا
_ أحمد : عملت ايه
_ فريدة : ازاي تفضل قافل تليفونك كدا قلقتني عليك
_ أحمد : كنتي خايفة عليا !؟
_ فريدة بعفوية : طبعا
صمتا قليلا هما الاثنان و قد شعرا كل منهما بدقات الآخر ....
_احمد : ايه الي جابك هنا
_ فريدة : و حشتني
ابتسم لعفويتها و خجلها الواضح علي وجهها فقد كان يراقبها من شباك الشرفة المطلة علي الشارع ...
_ أحمد : و انتي كمان وحشتيني
_ فريدة : لسه تعبان
_ أحمد : شوية كدا
_فريدة بحزن : سلامتك يا أحمد ... ايه يا أحمد الي كان جابك بس
_ أحمد : انتي ايه الي جابك دلوقت يا فريدة
_ فريدة : كنت جاية اشوفك
_ أحمد :بالظبط كدا و انتي كمان كنتي وحشاني و كان لازم اشوفك
ابتسمت بخجل قبل أن تسمعه يقول
_ أحمد : يلا امشي من هنا قبل ما حد يشوفك و ياخد فكرة وحشة عنك و انا هفضل معاكي للصبح
و بالفعل عادت الي منزلها و ظلا يتحدثا حتي نسيت هي الوقت و نسي هو ارهاقه و ناما في نفس الوقت و بدقات قلب واحدة ....

****************

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن